تتكون أذن الإنسان من 3 أجزاء، الأذن الخارجية، والأذن الوسطى، والأذن الداخلية، يتشاركوا جميعهم في تجميع الإشارات الصوتية وتحويلها إلى رسائل سمعية للدماغ.

تكثر الإصابة بعدوى الأذن الوسطى كثيراً، لكن هذا لا يمنع الإصابة بالتهاب الأذن الداخلية أيضاً، التي غالباً ما تنتقل لها العدوى من الأذن الوسطى بعد الإصابة بالبرد أو الحساسية.

ننقاش بالمقال أسباب التهاب الأذن الداخلية، وسبب اقتران الإصابة بالتهاب الأذن الداخلية والدوار.

الأذن الداخلية

تتواجد الأذن الداخلية في أعمق جزء من الأذن في نهاية أنابيب الأذن، وهو الجزء الذي تتحول به الموجات الصوتية إلى نبضات عصبية، تتكون الأذن الداخلية من القوقعة، التي يتمحور دورها حول استقبال الإشارات الخارجية وتحويلها إلى رسالة سمعية يمكن فهمها من قبل الدماغ.

يوجد أيضاً في الأذن الداخلية القنوات نصف الدائرية، والتي توضح للمخ الوضع الحالي للرأس والجسم، مما يمكن الشخص من الإتزان، يطلق على القوقعة وأنابيب التوازن معاً اسم المتاهة، لذا غالباً ما يتزامن التهاب الأذن الداخلية والدوخة أو الدوار. (1) (4)

أنواع التهاب الأذن الداخلية

ينقسم التهاب الأذن الداخلية إلى نوعين أساسيين وهما: (1) (3)

  • التهاب تيه الأذن

ينتج التهاب التيه (بالإنجليزية: Labyrinthitis) عن عدوى بكتيرية أو فيروسية تصيب متاهة الأذن، وهي القنوات الممتلئة بالسوائل في الأذن الداخلية، يؤدي هذا الالتهاب إلى عدم وصول المعلومات الحسية من الأذن الداخلية إلى الدماغ.

تكثر الإصابة بالتهاب تيه الأذن الفيروسي عند الكبار ما بين 30 و 60 عاماً ويكثر بين النساء عن الرجال، في كثير من الأحيان يحدث التهاب التيه بعد الإصابة بأمراض أخرى منتشرة مثل البرد أو الأنفلونزا، أما عن التهاب تيه الأذن الجرثومي الذي يلي الإصابة البكتيرية، فهو أكثر انتشاراً بين الأطفال أقل من عامبن.

  • التهاب العصب الدهليزي

يقع العصب الدهليزي (بالإنجليزية: Vestibular Neuritis) في الأذن الداخلية، وله دور هام في إتزان الجسم وثباته، فهو يرسل إشارات تبين وضعيات الجسم والرأس إلى المخ، عندما يصاب العصب الدهليزي بالالتهاب، يفقد المريض القدرة على المشي بصورة معتدلة أو متزنة وهذا يفسر اقتران التهاب الأذن الداخلية والدوار والغثيان دائماً.

يحدث التهاب العصب الدهليزي في معظم الأحيان بعد الإصابة بفيروس الهربس، ومن الجيد معرفة أن التهاب العصب الدهليزي لا يستمر طويلاً وغالباً ما يختفي دون تدخل طبي.

[cta}

أسباب التهاب الأذن الداخلية

تنتقل العدوى الفيروسية أوالبكتيرية من الحلق، أو المسالك التنفسية، أو الأذن الوسطى إلى الأذن الداخلية مسببة التهابها في معظم الحالات، نسرد أهم أسباب التهاب الأذن الداخلية فيما يلي: (2)(3)

  • العدوى الفيروسية: لا تساعد المضادات الحيوية في علاج هذه الحالات، ومن أمثلة الفيروسات المسببة لالتهاب الأذن الداخلية الآتي:
    • الأنفلونزا ونزلات البرد.
    • الهربس.
    • فيروس شلل الأطفال.
    • فيروس ايبيستين بار (بالإنجليزية: Epstein-Barr virus).
  • العدوى البكتيرية: يعد التهاب الأذن الداخلية الناتج عن العدوى البكتيرية أقل شيوعاً من العدوى الفيروسية خاصة عند الكبار، غالباً ما يحدث بعد التهاب الأذن الوسطى، أو الجيوب الأنفية، وهنا يمكن للمضادات الحيوية أن تلعب دوراً في علاج التهاب الأذن الداخلية.
  • أمراض المناعة الذاتية: لا يكون هناك أية عدوى على الإطلاق في هذه الحالة، لكن اضطراب مناعي يجعل الجهاز المناعي للمريض يهاجم أنسجة الأذن الداخلية بالخطأ، هنا يجب علاج الحالة الطبية المناعية في الأساس.

اقرأ أيضاً: أهم 8 أعراض لالتهاب الأذن الوسطى عند الأطفال

أعراض التهاب الأذن الداخلية

قد تتسبب التهابات الأذن الداخلية في التهاب هيكل الأذن الداخلي، الذي قد ينتج عنه عدد من المضاعفات والأمراض الأخرى أهمها ضعف السمع.

غالباً ما تتشابه أعراض التهاب الأذن الداخلية مع أعراض التهاب الأذن الوسطى، لكن هناك بعض الاختلافات التي تساعد في التشخيص نذكرها تالياً: (3) (4)

  • الدوخة والدوار، حيث يشعر المريض وكأن العالم يدور به، بينما كل شيء ثابت، وذلك نتيجة التهاب القنوات نصف الدائرية المسؤولة عن الاتزان، مما يفسر اقتران التهاب الأذنالداخلية والدوار. للمزيد: اسباب الدوار في الراس
  • صعوبة المشي باتزان أو بشكل طبيعي.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • اضطراب السمع أو انخفاض حجم الصوت في أذن واحدة أو الإثنين.
  • الشعور باحتقان وامتلاء الأذن.
  • سماع طنين في الأذن أو رنين، أو سماع أصوات غير طبيعية.
  • آلام في الأذن.
  • تسريب السوائل أو الصديد من الأذن.

قد يحدث التهاب الأذن الداخلية نتيجة انتقال العدوى من الممرات التنفسية، هنا تتزامن بعض الأعراض الأخرى مع أعراض التهاب الأذن الداخلية، وهي :

  • سيلان الأنف.
  • الشعور بامتلاء واحتقان الأنف والجيوب الأنفية.
  • الحمى.

قد يعاني بعض المرضى من التهاب الأذن الداخلية بدون ألم أو أية أعراض واضحة، وهنا قد يتأخر التشخيص والعلاج، لذا يوصى بالتوجه إلى الطبيب فور ملاحظة أي تغير طفيف في السمع.

اقرأ أيضاً: أعراض التهاب الأذن وأهم الأسباب