تعد حرقة وآلام الشرجوالمستقيم الشرجي من الأعراض المزعجة جداً، والشائعة في الوقت نفسه، وأسبابها وأعراضها عديدة ومتنوعة، تنغص حياة الأشخاص وتربكهم، وتؤثر في ممارسة أعمالهم وعلاقاتهم بمحيطتهم.
أسباب حرقة الشرج والمستقيم
وقبل التطرق إلى الوصفات الطبيعية التي يمكن بواسطتها علاج هذا المرض، يجدر التطرق إلى الأسباب التي تؤدي إلى هذه المشكلة، وهي عديدة، كما يقول الخبراء، وأبرزها:
- البواسير، هي السبب الأساسي لآلام الشرج، وحرقة المستقيم، وتظهر عندما تتفسخ الأوردة الشرجية لتكوّن كتلة ملتهبة كبيرة من الأوعية الدموية ويصاحبها بعض الأعراض الأخرى المزعجة مثل النزف، والتهيج، والحكة والالتهاب.
- التهاب المستقيم.
- إهمال النظافة الشخصية، قد يؤدي أيضاً إلى البواسير، والتهاب المستقيم الشرجي.
- الحمل، من أسباب حرقة المستقيم، ويزول الألم بانتهاء الحمل.
- متلازمة القولون العصبي. فالإسهال والإمساك يمكن أن يؤديا إلى إحساس مزعج في هذه المنطقة.
- الإمساك، يؤدي إلى التهاب أوردة المستقيم والشرج، وبالتالي ما يؤدي إلى الإصابة بالحرقة.
- تناول الطعام الحار، قد يؤدي إلى حرقة في منطقة المستقيم الشرجي، وصعوبة الهضم، وإلى إحساس بعدم الارتياح والإسهال والقيء.
- الكافيين والأطعمة السكرية، قد يؤديان إلى الإحساس بالألم إذا أسرف في تناولهما.
الأعراض
الأعراض الآتية هي الأكثر شيوعاً، إضافة إلى الإحساس بحرقة في المستقيم الشرجي:
- البواسير: النزيف، التهيج، الألم، والالتهاب.
- القولون العصبي:الإسهال، الإمساك، ألم البطن، الغثيان.
- اضطرابات المعدة: صعوبة الهضم، عدم الارتياح، الإسهال، القيء.
الوصفات المنزلية
هنا بعض الوصفات المنزلية التي تعالج وتخفف من الإحساس بالحرقة في منطقة المستقيم الشرجي، يمكن للمصاب بها تجربة ما يروق له منها:
بذور المانجو
من الممكن أن تجفف حبوب المانجو وتطحنها، ويخلط منها غرامان مع عسل النحل، وتناولها مرتين يومياً، وهي طريقة مجربة منذ مئات السنين لعلاج البواسير، لأن حبوب المانجو لديها بعض الخصائص المضادة للالتهاب.
بذور الكزبرة
تعتبر بذور الكزبرة من أكثر الوصفات تأثيراً في تخفيف أعراض البواسير مثل الحرقة، والنزيف البسيط، ومن الممكن نقع بعض هذه الحبوب في الماء طوال الليل وشربها في الصباح. كما لهذه الحبوب فوائد أخرى جمة، كمضاد للالتهاب، مضاد للأكسدة، ومضاد للتقلصات، وهذه الخصائص تحمي من البواسير وإحساس حرقة المستقيم.
نبات الآس الشمعي
ثبت أن فاكهة الآس الشمعي (بالإنلجليزية: Bayberry) تقلل من حدة وخطورة البواسير، وأيضاً لديها مكونات ذات خصائص مضادة للالتهاب ومخدر طبيعي للآلام، ومن الممكن مزج خليط من عدة نباتات أخرى، مثل الآس الشمعي مع نبات شجرة المر (بالإنجليزية:myrrh)، والبلوط الأبيض (بالإنجليزية: white oak)، وجذور نبات خاتم الذهب (بالإنجليزية: goldenseal root)، وتخلط هذه المكونات لتكوين مرهم طبيعي يقلل من آلام وإحساس الحرقة بسبب البواسير.
الموز
وجد أن الموز المهروس المضاف إليه الحليب الدافئ هو وصفة جيدة لتخفيف آلام وحرقة المستقيم. ومعلوم أن الموز غني بعنصر البوتاسيوم، الذي يساعد على توسيع الأوعية الدموية، وبالتالي تخفيف حالة الاحتقان في الأوردة الشرجية، وكذلك فإن البوتاسيوم يعمل كمادة مقلصة، وبالتالي فله تأثير في تقليص الالتهاب في منطقة الاحتقان في الشرج. والبوتاسيوم له فوائد أخرى كثيرة، ولكن ما يهمنا هو علاقته بموضوع البواسير وحرقة المستقيم.
التوت البري
من الممكن طحن ملعقة من التوت البري ووضعها في القماش الجبني (وهو نوع من الشاش يستخدم في تصنيع الجبن)، ويمكن للمريض وضع هذه القماشة موضعياً في منطقة الالتهاب الشرجي، حيث يمكنها تخفيف بعض آلام وإحساس حرقة المستقيم. والتوت البري معروف بخصائصه الداملة للجروح وكمضاد للالتهاب، وكذلك يوصف في بعض حالات التهاب الأمعاء والمعدة لقوة تأثيره.
التين
من أشهر الوصفات المنزلية في تخفيف إحساس حرقة المستقيم، وهناك أكثر من طريقة لاستخدامه:
- يمكن نقع أربع تينات في مياه طوال الليل، وشربها في الصباح على معدة فارغة.
- يمكن غلي أوراق التين ومن ثم تركها تبرد، واستخدامها موضعياً في منطقة الشرج والمناطق الملتهبة.
وعندما تستعمل كلتا الطريقتين الداخلية والخارجية فإن النتائج المرجوة تكون أسرع.
بذور الكمون
تساعد على تقليص وانكماش الكتلة الملتهبة في البواسير، وبالتالي التقليل من أعراضها. وتستخدم بأكثر من طريقة، مثل:
- يمكن خلط الكمون المطحون مع الماء لتكوين عجينة سميكة، ومن ثم وضع هذه العجينة رويداً رويداً على منطقة الشرج، وسريعاً ستقلل من أعراض الألم والحرقة.
- خلط كمية من حبوب الكمون المحمصة وغير المحمصة وطحنها، ومن الممكن وضعها في الماء وتناولها للتخفيف من الأعراض.
اللبن المخيض (الرائب/العيران)
لديه خاصية تخفيض حرارة الجسم، وبالتالي التخفيض من أعراض الحرقة، لذا على المريض شرب اللبن المخيض بانتظام يومياً للتخلص من تأثير الحرقة في منطقة المستقيم الشرجي.
عصير الليمون وعصارة النعناع وعصارة الكزبرة
عصير الليمون هو مضاد للالتهاب، وبالتالي يقلل من التورم والتهيج، بينما إضافة عصارة النعناع تضفي عليه تأثيراً علاجياً وتخديرياً لهذه الآلام في هذه المنطقة، ويمكن التخلص من إحساس عدم الراحة في منطقة المستقيم بخلط كل من عصير الليمون وعصارة النعناع مع عسل النحل، وتناول هذا الخليط ثلاث مرات يوميا، وأيضاً يمكن تناول عصارة الكزبرة بخلطها مع بعض السكر ثلاث مرات يومياً للحصول على التأثير نفسه.
الكمادات الساخنة والباردة
استخدام الكمادات الساخنة والباردة طريقة جيدة للتعامل مع الألم وإحساس عدم الراحة بطريقة سريعة، ويمكن عمل الكمادات الساخنة والباردة موضعياً (خارجياً) لتخفيف الحرقة الناتجة من البواسير. والمناوبة بين الكمادات الساخنة والباردة تؤدي إلى تخفيف التورم وسرعة تدفق الدم لهذه المناطق، ما يسرع من عملية التئام الجروح وإصلاح الخلايا التالفة.
نبات شجرة الويتشهازل
يمكن وضع بعض من مستخلص نبات شجرة الويتشهازل (بالإنجليزية: Witch Hazel) على قطعة قطن، ووضعها موضعياً على منطقة الشرج لتخفيف الألم، وبعض الأعراض المصاحبة للبواسير؛ فلدى هذه النبتة خصائص مضادة للالتهاب، وخصائص تقليصية، والتي ستخفف من آلام وحرقة المستقيم، وتكفي فقط كمية بسيطة منه لإحداث التأثير المطلوب.
الفجل
الفجل نبات غني بالألياف التي تتحكم في حركة الأمعاء، وتنبه الحركة الدودية للجهاز الهضمي، وتساعد في إفراز العصارات الهضمية. وكلما كانت عملية الهضم ومرور الطعام في الجهاز الهضمي سهلة، كلما قل وجود مشكلة البواسير، أو حتى تفاقمها إذا كانت مزمنة.
ويمكن استخدام الفجل في صورته المبشورة، أو حتى المعصورة، مع إضافة بعض الملح إليه، وكذلك خلط عصارة الفجل مع الحليب أيضاً من الوصفات المفضلة لعلاج البواسير، وكما هو معلوم، فإنه كما للفجل خصائص مدرة للطمث لدى السيدات (فهو يزيد تدفق الدم إلى مناطق الحوض والرحم لديهن)، فكذلك هو عنصر مضاد للالتهاب، ويستخدم استخدامات صحية متعددة.
الصبار الحقيقي
علوم أن للصبار الحقيقي أو ما يعرف بالألوفيرا (بالإنجليزية: Aloe Vera)، تأثيراً طبياً من قديم الزمان، وفي حالة البواسير وإحساس حرقة المستقيم يمكن وضعه خارجياً (موضعياً) على منطقة الشرج لتقليل الأعراض، وهو أيضاً مهدئ طبيعي ومضاد للالتهاب. ومن هنا يمكن معرفة لماذا يتم استخدامه في حالات سفعة الشمس (التهاب جلدي جراء التعرض للأشعة الضارة للشمس لمدد طويلة)، والتهابات أخرى بالجسم.
وصفات ونصائح أخرى
تجنب تناول الطعام الحار، والشاي، والقهوة، والأطعمة الغنية بالسكر بكميات كبيرة، فذلك سيخفف من الإحساس بالحرقة في منطقة المستقيم.
ملاحظة:
كل ما سبق من وصفات طبيعية يمكن استخدامها جنباً إلى جنب مع العلاجات الأساسية الموصوفة من قبل الطبيب. ولكن إذا كانت حالة المريض خطيرة ومزمنة مثل البواسير أو نزيف غير معلوم المصدر في منطقة الشرج، يستلزم زيارة الطبيب المختص لتشخيص الحالة، وبالتالي التعامل مع الأمر بالعلاجات والوسائل الطبية الحديثة.