تبحث كل أم عن طرق لترغيب أطفالها في الدراسة ومساعدتهم على التحصيل الدراسي والتفوق، خاصةً مع صعوبة المناهج التعليمية وتطورها كثيراً في الآونة الأخيرة. وحيث أن هناك اختلافات جوهرية طبيعية بين طفل وآخر، فما يفيد أحد الأطفال قد يكون بلا تأثير مع آخر.
كثيراً ما يمر على أسماعنا بعض التساؤلات حول كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب الدراسة وطرق تشجيعه على التفوق، فكل أم تريد الأفضل لأطفالها وتتمنى أن يحققوا أرقى المراتب.
نستعرض معاً في هذا المقال العادات الدراسية الصحيحة والخاطئة، وكيف يمكنك تشجيع طفلك على الدراسة والتفوق.
طريقة ترغيب الطفل في الدراسة
لم نعهد يوماً طفلاً تفوق في دراسته بالترهيب والضغط، فلا يولد العنف إلا العناد والتراجع؛ لذا لا بد من البحث عن طرق لتشجيع الطفل وترغيبه في الدراسة، ولا يتحقق ذلك إلا بتعليم الطفل عادات دراسية صحيحة تساعده على التحصيل الدراسي بسهولة وأقل عناء.
13 عادة دراسية صحيحة تساعد على التفوق
لا تعد الدراسة مجرد طالب وكتاب، وإنما هي رحلة طويلة، وإن حددت أسسها منذ البداية، كانت رحلة ممتعة وزاخرة بالتفوق، بينما إن ترك الأمر دون تنظيم كان إهدار للوقت وقلة التحصيل هي النتيجة المؤكدة.
تعرف فيما يلي على إجابة التساؤل الشائع حول كيف أشجع ابني على التفوق واجعله يحب الدراسة:
1. تهيئة مكان الدراسة
ينبغي أن تكون غرفة الدراسة بعيدة كل البعد عن الصخب والضوضاء، وكل ما يشتت الطفل، مثل: التلفاز، والهواتف المحمولة، والألعاب.
يفضل أيضاً أن تكون غرفة الدراسة جيدة التهوية والإضاءة، وتطل على منظر طبيعي إن أمكن لراحة العين وبث الراحة والسكينة.
كذلك ينبغي توفير كل مستلزمات الطفل الدراسية بالغرفة وترتيبها بشكل منظم وجميل، حتى يسهل على الطفل استخدامها وإعادتها إلى موضعها عند الانتهاء.
اقرأ أيضاً: مخاطر الأجهزة الالكترونية على صحة الأطفال
2. جدولة المهام
لا ينبغي أن تترك الأمور عشوائية، بل يجب تنظيم وقت الطفل بحيث تكون ساعات الدراسة محددة، وليس معنى ذلك أن يذاكر الطفل طوال اليوم، فالعبرة ليست بعدد الساعات أو التكرار المبالغ فيه، وإنما يهم الحرص على تعليم الطفل بنمط منتظم حتى لا تتراكم الدروس.
يساعد موازنة وقت الطفل بين الدراسة، واللعب، وتناول الطعام، وإعطاؤه فترات من الراحة بين جلسات المذاكرة بجعله قادراً على تحقيق هدفه، وعدم بقائه مشتتاً طوال الوقت فلا يستمتع باللعب ولا ينهي دروسه.
يفضل إشراك الطفل في جدولة المهام وترك عجلة القيادة في يده مع بعض الملاحظات والتوجيهات المساعدة، حتى يكون قادراً على اتخاذ قراراته.
ينبغي أيضاً التأكد من موعد اختبارات أطفالك ووضع جدول زمني محدد لكل مادة على حدة حتى لا يضطر الطفل إلى مذاكرة أكثر من مادة في آن واحد. كما يمكن مساعدة طفلك في المراجعة عن طريق طرح بعض الأسئلة أو وضع اختبارات تدريبية.
3. تحديد أوقات النوم
قد يترك بعض الآباء أطفالهم يمرحون ويلعبون بعد الانتهاء من واجباتهم حتى يغلبهم النوم، وهذا خطأ فادح. فأكثر ما يؤثر على تحصيل الطفل الدراسي هو السهر واضطراب النوم؛ مما يقلل من تركيز وانتباه الطفل أثناء الدراسة.
لذا ينبغي تحديد وقتاً مخصصاً للنوم مهما كلف الأمر، وإن اضطر الطفل التوقف عن إكمال دراسته وواجباته. ويوصى أن يأخذ الطفل قسطاً كافياً من النوم كما يلي:
- صغار السن: تتراوح فترات النوم المناسبة بين 10 إلى 12 ساعة ليلاً.
- المراهقين: تتراوح فترات النوم بين ½ 8 إلى ½ 9 ساعات.
إذا كان الطفل يجد صعوبة في النوم، قد تساعده ممارسة بعض تمارين الاسترخاء أو قراءة كتاب ممتع على الاستلقاء والنوم.
للمزيد: اضرار السهر
4. تشجيع الطفل على القراءة
تساعد القراءة على توسيع مدارك ومفاهيم الطفل، وتكسبه العديد من الخبرات للتواصل وفهم ما يدور حوله، كما أنها تعزز من قدرته الاستيعابية على التعلم وتلقي المعلومات الجديدة.
احرص على تعليم طفلك القراءة من خلال قراءتك يومياً لأحد الكتب الشيقة، وشجع طفلك على اختيار كتبه بنفسه.
للمزيد: كيف يعزز الطالب مهاراته اللغوية والمعرفية بواسطة القراءة؟
5. متابعة الطفل في المدرسة
يسعد الطفل برؤية اهتمام أبويه وقدومهم من حين لآخر لزيارته في المدرسة أو حضور أحد الاجتماعات المدرسية. كما أن معرفتك بتخطيط ومباني المدرسة يساعدك في التواصل مع طفلك عند تحدثه عن المدرسة أو تفاصيل يومه الدراسي.
يساعد حضور الاجتماعات المدرسية أيضاً في معرفة توجهات المعلم وخطته الدراسية؛ مما يسهل تعامل الآباء مع أطفالهم على نفس الوتيرة.
يوصى إذا كان لدى الطفل بعض المشكلات السلوكية بمناقشتها مع معلميه لتحديد طريقة التعامل المناسبة. بالإضافة إلى التحدث مع الطفل عن أعباءه المدرسية ومعرفة إذا ما كان الأمر متوازناً ولديه القدرة على مواكبة كل دروسه أولاً بأول أم يحتاج بعض المساعدة.
6. تشجيع الطفل بالهدايا
تعد الهدايا من أكثر طرق تشجيع وتحفيز الأطفال على التقدم والتفوق في الدراسة، ولكن ينبغي الحرص على أن يكون التشجيع على ما تعلمه الطفل وليس على ما حققه من نتائج حتى لا يصاب بالإحباط. يمكنك فقط توجيه الطفل للتعلم من أخطائه أفضل من معاقبته وتأنيبه على ذلك الخطأ.
ركز أيضاً على نقاط قوة طفلك وحاول استثمارها لتعويض نقاط الضعف، مما يساعده على المضي قدماً.
7. مساعدة الطفل على الدراسة وتعليمه مهارات دراسية مهمة
إذا كان طفلك صغيراً وفي سنوات دراسته الأولى، يمكن مساعدته كما يلي:
- مساعدته على القراءة بتمرير الأصابع أسفل الكلمات، وإصدار بعض الأصوات المضحكة أو أصوات الحيوانات أثناء القراءة لإثارة الطفل وجذب انتباهه.
- محاولة الإجابة على كل الاستفسارات التي يطرحها الطفل أثناء القراءة؛ مما يخلق أفاقاً جديدة ويساعده في التعبير عن نفسه وحل مشكلاته.
- ربط ما يقرأه الطفل بالواقع يزيد من استمتاعه بالقراءة والدراسة.
- جذب انتباه الطفل من آن لآخر مثل طلب شرح مكونات صورة ما أو إلى ما تشير.
- عدم إرهاق الطفل بحفظ الحروف والأرقام بصورة مباشرة، بل يمكن إيصال المعلومة إليه خلال لعبة بسيطة تشجع الطفل وتساعده على تلقي المعلومة بسهولة.
كما يجب تعليم الطفل بعض المهارات التي تساعده في الدراسة وتلقي المعلومات، مثل: تدوين الملاحظات الهامة، والقراءة بصوت مرتفع، ومحاولة التعبير عن المعلومات ببعض الرسومات التوضيحية.
اقرأ أيضاً:
10 طرق فعالة لتحسين مهارة الاستماع عند الاطفال
8. تقديم الطعام الصحي والمغذي للطفل
يبذل الأطفال مجهوداً بالغاً طوال اليوم؛ لذا فإن تقديم إفطاراً مغذياً لطفلك يمده بالطاقة اللازمة ويساعده على الانتباه والتركيز.
يفضل أن يحتوي غذاء الطفل على طعاماً صحياً يمده بالطاقة دون أن يسبب ضرراً، مثل: المكسرات، والزبادي، والحبوب الكاملة، والخضروات، والفواكه.
9. خصص وقتاً للتحدث إلى طفلك
بعد انضمام الطفل إلى فصله الدراسي ومع تقدم عمره تتوسع دائرة معارفه والتي قد تشغله كثيراً عن أبويه وتجعله ينقاد إلى بعض الامور التي قد تضر بحياته وتحصيله الدراسي.
ومن هنا يأتي دور الآباء في تقديم الدعم والحب لأطفالهم، ومشاركتهم كل تفاصيل حياتهم عن طريق تخصيص وقتاً للتحدث معهم عن اهتماماتهم وميولهم ومسيرتهم الدراسية.
ينبغي أن يستمع الآباء إلى أطفالهم بحرص وشغف دون الانشغال بمهام أخرى، وطرح بعض الأسئلة التي تفتح أفاقاً جديدة للحديث والتطرق إلى العديد الموضوعات.
10. تشجيع الطفل على احترام الوقت والالتزام بالنظام المدرسي
ينبغي أن يتعلم الطفل ألا يتخلف عن فصله الدراسي ويلتزم بالحضور في المواعيد المقررة حتى لا يتأخر عن دراسته ومشاريعه.
إذا شعر الأبوان بتهرب الطفل من الذهاب للمدرسة، لا بد من معرفة السبب فقد يعاني الطفل من أحد المشكلات مع معلمه أو أقرانه بالمدرسة، وفي تلك الحالة قد يكون التواصل مع معلميه أمراً ضرورياً.
يوصى إذا كان الطفل يعاني من أحد المشكلات الصحية بالتواصل مع معلمه للتنسيق وتخفيف الأعباء والواجبات الدراسية عن كاهله حتى يتمكن من اللحاق بأقرانه.
11. مواكبة سياسات المدرسة
ينبغي أن يعلم الطفل أن أبويه يساندان ويؤيدان كل قواعد المدرسة وسياساتها المتعلقة بالالتزام واحترام الآخرين وتجنب العنف والتنمر؛ مما يحفزه على تفادي تلك الأخطاء ووضع كل تركيزه بدراسته وواجباته.
اقرأ أيضاً: عنف الأطفال في المدارس وتدابيره التربوية
12. مساعدة الطفل على الدراسة بأكثر من طريقة
لا يقتصر تعليم الطفل على استخدام الكتب وحسب، بل يمكن إدخال بعض الوسائل المسموعة أو المرئية أو العملية التي تساعد الطفل على الفهم بطريقة أوضح وتثبيت المعلومات بسهولة.
كذلك اطلب من طفلك أن يعلمك ما تعلمه؛ الأمر الذي يشجعه كثيراً ويساعده في تجميع وحصر كل المعلومات لشرحها.
13. احترام اهتمامات الطفل
لكل طفل اهتماماته وتوجهاته الخاصة، فلا تحاول فرض أحد الأمور على طفلك واتركه يختار بنفسه ما دام ليس هناك أي خطأ أو أذىً.
كن حريصاً على اختيار طفلك لرياضته المفضلة؛ حتى تساعده على تجديد طاقته ورفع قدرته التحصيلية.
للمزيد: تعليم الرياضة جيد لتحصيل الأطفال العلمي
عادات دراسية خاطئة ينبغي تجنبها
هناك بعض العادات الدراسية الخاطئة التي يمكن أن تكون سبباً في تأخير تحصيل الطفل الدراسي وتخلفه عن أقرانه، وتتمثل تلك الأخطاء فيما يلي:
- تراكم الدروس وترك الدراسة حتى اللحظات الأخيرة.
- الحرج من سؤال المعلم عن الأجزاء غير المفهومة.
- عدم تدوين الملاحظات الدراسية الهامة خلف المعلم.
- الدراسة أمام التلفاز أو وسائل التواصل الأخرى.
- الدراسة لفترات طويلة دون تركيز، ومحاولة الحفظ للانتهاء من الدرس دون فهم مغزاه.
- عدم وضع خطة محددة للدراسة، وتكرار نفس الأخطاء دون التعلم منها.
ملخص: أطفالك مسؤوليتك ومن المهم أن تكون لهم داعماً وسنداً لكل ما قد يواجههم من صعوبات خلال مراحل الدراسة، وبالتوجيه الصحيح لهم تساعدهم على التفوق في دراستهم ومختلف مناحي حياتهم.
اقرأ أيضاً: البيئة المدرسية الصحية المعززة للتعليم