غالباً ما يبدو استعمال الواقي الذكريّ وسيلة ضغط وإكراه، فاستعماله يتطلّب إيقاف المداعبات لوضعه، ما يقلّل من الأحاسيس، كما أنه قد يتمزّق، فبين المعتقدات الخاطئة والصحيحة حول استخدام الواقي الذكري، يبقى السؤال متى وكيف يجب استعماله. تتضمن بعض المعتقدات الشائعة عن الواقي الذكري ما يلي:
استعمال الواقي يحمي الشخص من الأمراض المنقولة جنسيّاً
لسوء الحظ، لا يستطيع الواقي الحماية إلاّ من الأمراض الجنسية الناتجة عن الولوج المهبليّ أو الشرجيّ، أمّا الإلتهابات التي تنتقل نتيجة الإحتكاك الجلديّ مثلمرض الزهري، والقوباء، وفيروس الورم الحليمي البشري فيُمكنها أن تصيب الشخص على الرغم من استعمال الواقي، لذلك ينصح دائماً بالمتابعة المنتظمة عند طبيبٍ نسائيّ من قبل الزوجة أيضاً للوقاية من الامراض المنقولة جنسياً.
اقرأ أيضاً: هل يستطيع الواقي الذكري حمايتك من جميع الأمراض المنقولة جنسيًا؟
استعمال الواقي يمنع حدوث الحمل بفعالية أكبر من حبوب منع الحمل
في الواقع، إنّ نسبة حصول الحمل مع استعمال الواقي الذكريّ أكبر من النسبة التي تُرافق تناول حبوب منع الحمل، خاصّةً عند النساء الشابات، لأن ذلك مرتبطٌ بإمكانيّة التسرّب العرضيّ للسائل المنوي إلى مهبل المرأة.
الواقي الذكري، هو إذاً وسيلة فعّالة ضدّ الحمل ولكن يجب أن يترافق مع استعمال اللولب أو تناول حبوب منع الحمل.
استعمال اثنين من الواقيات يشعر الشخص بحمايةٍ أكبر
على العكس، إنّ وضع طبقتيْن من مادّة اللاتكس الواحدة فوق الأخرى، يؤدي إلى احتكاكٍ بينهما، الأمر الذي قد يزيد من خطر تمزّق الواقي. بالإضافة إلى ذلك، عند وضع واقييْن ذكرييْن، تقلّ أحاسيس الرجل بقوّة ويَحرُم نفسه من متعةٍ كبيرة. إذاً، لا فائدة على الإطلاق من استعمال واقييْن.
استعمال الواقي غير ضروري خلال ممارسة الجنس الفمويّ
من الممكن أن يصاب الشخص بالأمراض التي تنتقل جنسيّاً بعد ممارسة الجنس الفمويّ، ففي حال وجود جرح في فم الشخص الذي يُمارس هذا النوع من الجنس، يكون خطر التقاط فيروس نقص المناعة المكتسب موجوداً أيضاً. تكون الجروح الصغيرة غير مرئية وبذلك فمن الصعب تحديد وجود تقرّحات في الفم تسمح للفيروس بالانتشار، وعليه فمن الأفضل استعمال الواقي الذكري من باب الاحتياط، وأخيراً، ينصح بالقيام بفحوصات مُنتظمة وتجنّب تنظيف الأسنان بقوة قبل وبعد الجنس االفموي. يزيد وجود معالجة حديثة للأسنان واللوزتيْن والشعور بحرقة في الفم أو اللسان بشكلٍ واضح من خطر انتقال العدوى.
استعمال الواقي الذكري قد يكون دون فائدة بسبب خطر تمزّقه
يتعلّق الأمر كلّه بالاحتياطات المتّخذة عند استعمال الواقي الذكري. فبعض الأخطاء يُمكن تجنّبها بسهولة؛ فمادّة اللاتكس هشّة سريعة العطب، لذلك من المهمّ جدّاً التأكّد من تاريخ صلاحيّة الواقي الذكري. وأيضاً، إنّ المواد الدهنيّة كالمراهم أو الفازلين تُضعف متانة الواقي الذكريّ ويُصبح ذا مسام وبالتالي غير فعّال. وهكذا، إذا كان السبب الرئيسي للتمزّق العرضيّ للواقي هو نقص في المادّة اللزجة، فمن الضروري إذاً عند الحاجة، استخدام المواد اللزجة مع الماء لتجنّب إلحاق الضرر بالواقي الذكري.
في الواقع، إنّ كلّ أنواع الواقي تُباع مرطبة وفقاً للمعيار المُعتمدة.
فإنْ طالت مدّة العلاقة الجنسيّة ولم يكن مهبل المرأة رطباً، وإذا لم يكن الولوج متواصلاً، وإذا كانت العلاقة شرجيّة، فلن تكون نسبة المادّة اللزجة كافية، وسترتفع بالتالي حرارة مادّة اللاتكس ما يؤدي إلى تمزّقها. وبالتالي، فعلى الشخص أن لا يتردد في إضافة هذه المادّة اللزجة مع الماء لمنع تمزّق الواقي الذكري.
إذا تمزّق الواقي الذكري فلا ينفع الهلع أو البكاء. ففي هذه الحال، يجب التحدّث إلى الشريك لمعرفة ما إذا كان قد أقام علاقات مشبوهة، ثمّ يتمّ الإتصال بالطبيب المختصّ في خلال 12 ساعة بعد مرور العلاقة للحصول على معالجة طارئة كالاختبار والعلاج لأيّة أمراض تنتقل جنسياً وربّما وصف حبوب لمنع الحمل.
استعمال الواقي الذكري واللذّة لا ينسجمان معاً
اليوم، أصبحت صناعة الواقي الذكري أكثر تفنّناً وابتكاراً. فالمواد والأنسجة تتطوّر لتعزيز الأحاسيس الجنسيّة. هناك نماذج مضلّعة أو مرصّعة لزيادة الإثارة عند الزوجيْن، فإن كانت بعض الأنواع معطّرة، فالبعض الآخر يؤخّر القذف ويلمع في الظلمة. فالواقي يتحوّل إلى لعبة جنسيّة مميّزة يؤمّن الحماية عينها التي يؤمّنها الواقي الذكري التقليديّ.
استعمال الواقي الذكري غير ضروري في حال الإنسحاب قبل القذف
كثيرون من يظنّون أنفسهم بمنأى عن الوقوع في حملٍ غير مرغوب فيه، ولكنّهم يندمون على خطأهم بعد تسعة أشهر. في الواقع، إنّ الإنسحاب قبل القذف ليس وسيلة حماية فعالّة ضذّ الأمراض التي تنتقل جنسيّاً، ولا طريقة نافعة لمنع الحمل. فالسائل الذي يخرج من القضيب قبل القذف يحتوي على القدر عينه من العوامل المُعدية والحيوانات المنوية.
استعمال الواقي الذكري غير ضروري لأنّ الشريك يعد بعدم الإصابة بأيّة فيروسات
يجب أن نعلم أن فيروس نقص المناعة المكتسب ينتقل بسرعة قياسيّة عند حامله عندما تكون الإصابه به حديثة، وغالباً ما يجهل حامل هذا المرض أنّه التقط الفيروس، وهذا ما يدفعه للتأكيد أنه ليس مصاباً بالفيروس، في حين أنّ حالته تختلف عمليّاً. بالإضافة إلى ذلك، لا يجب أن نقول: "شريكي خضع لاختبار فحص السيدا والنتيجة كانت سلبية، ما يعني أنّني أنا أيضاً لا أحمل الفيروس". فنتيجة الاختبار لا تنطبق إلا على الشخص الذي خضع له في وقتٍ ما من حياته. وأخيراً، عندما يقرّر الزوجان إيقاف استعمال الواقي، من الضروري على كلا الشريكيْن الخضوع لاختبارٍ كامل للكشف عن الأمراض المنقولة جنسياً.
اقرأ أيضاً: الايدز : معتقدات خاطئة ومُضللة
استعمال الواقي الذكري يتعلّق بالرجل فقط
الواقي الأنثوي على الرغم من عدم انتشاره كالواقي الذكريّ، إلا أنّ له وجوده. إنّه على شكل جيب مكوّن من "البوليوريثان"، وهي مادّة رقيقة وقويّة، تُغطي جوانب المهبل وتصل إلى حدود الشفريْن الصغيريْن، ممّا يشكّل حاجزاً أمام أيّ احتكاك مُعدٍ، ويمنع تسرّب السائل المنوي إلى داخل المهبل. ويوضع قبل المداعبات الأوليّة وحتّى نهاية العملية الجنسية. من السهل استخدامه ولكنّه يتطلب القليل من الممارسة. أمّا التخلص منه فيتم مباشرة بعد العلاقة. وكما هي الحال مع الواقي الذكري، فهو يحمي وبفعاليّة من التعرّض للأمراض التي تنتقل جنسيّاً، كما يُجنّب الزوجيْن حملاً غير مرغوب به.
استعمال الواقي الذكري قد يكون غير مفيد بسبب وجود ثقوب فيه
قد يخشى البعض وجود خطأ في مصنعية الواقيات الذكرية. تصنع الواقيات الذكرية بكفائة عالية وتخضع لرقابة شديدة، وتراقب منظمة الغذاء والدواء الأمريكية تصنيع الواقيات الذكرية على أنها أحد أنواع المعدات الطبية.