علاج صفار الاطفال بداية لا يتم عن طريق ممارسة بعض الطرق التقليدية والمنتشرة بين الكثيرين، والتي قد تزيد الأمر سوءاً، لأنها ليست سوى خرافات لا تسمن ولا تغني من جوع.
صفار الاطفال أو صفار الرضع هو مصطلح يطلقه الاطباء على الاطفال حديثي الولادة عندما يصبح لون الجلد عندهم او لون الجزء الابيض من العين مائلا الى الصفار.
وهو عرض شائع عند الرضع، عادة ما يحدث خلال الايام الاولى من الولادة.
وهدفنا في هذا المقال توضيح بعض الخرافات او التصرفات الخاطئة المنتشرة عند الكثيرين في علاج صفار الاطفال، ونؤكد أن هذه الطرق لا تجدي ويمكن أن تضر المولود أيضاً.
خرافات في طرق علاج صفار الاطفال، أو طرق علاج الصفار البيتية الخاطئة
تتضمن الخرافات وطرق العلاج البيتية الخاطئة لصفار الأطفال ما يلي:
- علاج صفار الاطفال عن طريق الأعشاب: شرب الطفل الرضيع منقوع بعض الاعشاي يمكن أن يعرضه للخطر.
- علاج صفار الاطفال بالثوم: حيث يتم فيها وضع طوق من الثوم حول رقبة الطفل، ولكنها ليست فعالة وغير صحيحة.
- علاج صفار الاطفال بضوء النيون: حيث يتم تسليط ضوء المنزل (النيون) فوق رأس أو وجه الطفل، وهذه الطريقة ليست فعالة لأن النيون لا يحتوي على الموجات المعالجة للصفار.
- تمليح الطفل: وهذه عادة خطيرة في مجتمعاتنا قد تؤدي الى تكسر في كريات الدم الحمراء و ارتفاع شديد في درجة الصفار
- استخدام الماء و السكر بديلا عن الرضاعة: إسقاء الطفل محلول الجلوكوز أو محلول السكر والماء أمر خطير جداً وقد يؤدي إلى تدهو صحة الطفل، والأولى أن يتم إرضاعه بدلاً من إعطائه هذه المحاليل.
كيف يمكن علاج صفار الاطفال ؟
لا يوجد الكثير لعمله في البيت باستثناء تشجيع الرضاعة للمساعدة في تحسين درجة الصفار.
في حال لم يتم التحسن عن طريق الرضاعة الطبيعية، يجب استشارة الطبيب الذي قد يبادر بادخال الطفل إلى المستشفى ووضعه تحت اضاءة خاصة تعمل على تحسين درجة الصفار.
ماهو صفار الأطفال ؟ ما هو اليرقان؟
يسمى صفار الأطفال (بالإنجليزية: Newborn Jaundice) بأسماء عديدة باللغة العربية منها: صفار الأطفال، الصفراء، الصفار، أبو صفار، اليرقان أو اليرقان الوليدي.
وجميعها أسماء لحالة شائعة جداً تصيب حوالي ٥٠٪ من الأطفال الرضع وحديثي الولادة، حيث تتمثل أعراضه بشحوب واصفرار لون الجلد وبياض عيني الطفل.
وتحدث هذه الحالة عندما يكون لدى الرضع مستوى عالي من البيليروبين، وهي الصبغة الصفراء التي تنتج أثناء تحلل خلايا الدم الحمراء الكبيرة، حيث يقوم الكبد بامتصاص هذه المادة الصفراء ليطرحها خارج الجسم عن طريق البراز، وأي خلل يحدث خلال هذه العملية فإنه يتسبب بظهورأعراض صفار الأطفال.
اقرأ أيضاً: ما هو الاكل المناسب لمرضى اليرقان؟
ماهي نسبة الصفار الطبيعية عند الأطفال؟
نسبة الصفار الطبيعية عند المواليد أقل من ١٢ مليجراماً لكل ديسيلتر من الدم، ويدق ناقوس الخطر إذا وصلت نسبة صفار الأطفال إلى ١٦ مليجراماً لكل ديسيلتر من الدم، حيث يتوجب في هذه الحالة التوجه فوراً إلى المستشفى لتلقي الطفل العلاج الطبي المكثف.
ماهي أسباب صفار الأطفال؟
أسباب الصفار عند الأطفال كثيرة وتظهر في الحالات التالية:
- الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع الـ٣٧ من الحمل.
- الأطفال الذين لا يحصلون على كفايتهم من حليب الثدي أو الحليب الصناعي.
- الأطفال الذين يُعانون من صعوبات بالتغذية.
- المواليد الذين تختلف فصيلة دمهم عن فصيلة دم والدتهم، حيث أنه من المحتمل أن تتكون لدى الطفل أجسام مضادة تدمر خلايا الدم الحمراء مما يرفع نسبة البيليروبين.
- الكدمات أو حدوث نزيف داخلي تعرض له الرضيع، فمن الممكن أن يتعرض الطفل لمثل هذه الإصابات أثناء الولادة.
- المشاكل في كبد المولود مثل عدم نضج واكتمال نمو الكبد بشكل كامل، مما يتسبب بقصور في امتصاص كميات البيليروبين، وبالتالي ارتفاع نسبته في الجسم، وهو أكثرأسباب اليرقان شيوعاً.
- الشذوذ في خلايا الدم الحمراء لدى المولود.
- النقص في إنزيمات معينة لدى الطفل.
- الإلتهابات الفيروسية والبكتيرية.
- الإصابة بالعدوى.
ما هي أعراض الصفار؟
أعراض الصفار عند حديثي الولادة
يتم فحص أعراض الصفار عند المواليد الجدد قبل مغادرتهم للمستشفى، ويتم تكرار هذا الفحص كل ٨ إلى ١٢ ساعة خلال فترة مكوثهم، لكن بعض أعراض الصفار تظهر بعد ذلك للأسف، أي بين اليومين الثاني والرابع بعد الولادة وهي:
- اصفرار بياض عيني المولود.
- اصفرار لون جلد الطفل وخاصة بشرة البطن والذراعين والساقين أو أحدهما.
- دخول الطفل بالنوم العميق الذي يصعب إيقاظه منه.
- توقف نمو الطفل أو عدم اكتسابه للوزن.
- فقدان الطفل للشهية، فهو لا يتمم رضاعته جيداً.
- بكاء الطفل بصرخات عالية النبرة.
- ارتفاع البيليروبين في دم الرضيع، ويظهر ذلك في الفحوصات الطبية.
أعراض الصفار عند الأطفال الكبار
تتمثل أعراض اليرقان الأكثر شيوعاً عند الأطفال الكبار باصفرار لون الجلد ومن ثم بياض العينين، أما عن الأعراض الأخرى المبكرة فهي:
- حكة في الجلد.
- أعراض تشبه الأنفلونزا مثل الحمى، وآلام المفاصل، وغيرها.
- اصفرار لون البراز والبول.
- قشعريرة وآلام بالبطن.
- فقدان مفاجئ للشهية والغثيان أو التقيؤ.
- فقدان الوزن، والتعب، والخمول.
- مذاق مر في الفم.
ماهي أنواع اليرقان (صفار الأطفال)؟
صنف الأطباء أنواع اليرقان (أنواع صفار الأطفال) إلى ثلاثة أصناف مختلفة هي:
- اليرقان الفسيولوجي:اليرقان الفسيولوجي هو أكثر أنواع اليرقان شيوعاً لدى الأطفال حديثي الولادة الذين لم يتم اكتمال نمو كبدهم بالكامل، وبالتالي فإن قدرتهم على معالجة البيليروبين لا تزال ناقصة أو محدودة، لكن هذه الفترة بالعادة تكون قصيرة ويتم علاج الطفل خلال بضعة أيام لا تتجاوز مدتها الأسبوع.
- اليرقان المرضي: يحدث اليرقان المرضي لدى الرضع عندما يتفاقم اليرقان الفسيولوجي بسبب الجفاف أو الولادة المبكرة أو المعقدة، وهو نادر الحدوث ويتم تشخيصه عند وصول معدل البيليروبين في الدم لدى الطفل حديث الولادة إلى أكثر من ٢٠ مليجراماً لكلّ ديسيلتر من الدم. أما لدى الأطفال الكبار والبالغين، فهناك العديد من الأسباب التي تؤدي للإصابة باليرقان المرضي، أكثرها شيوعاً الإصابة ببعض الأمراض، والمتلازمات الوراثية، وأمراض الكبد مثل التهاب الكبد، وتليف الكبد، وانسداد القناة الصفراوية.
- متلازمة جيلبرت:هي حالة وراثية غير مؤذية من اليرقان، إنما تشتد في أوقات المرض أو الإجهاد.
هل الصفار خطير؟
الصفار بحد ذاتهِ ليس أمراً خطيراً إذا تمت السيطرة عليه ومعالجته خلال الأيام الأولى من عمر المولود، بشرط أن تبقى مستويات البيليروبين ضمن الحدود، وبنسبة معينة يحددها الطبيب بناءاً على عمر الطفل.
ولكن في بعض الحالات قليلة الحدوث فإن الصفار يُصبح خطيراً، حيث أن ارتفاع البيليروبين لمستويات عالية جداً يهدد صحة دماغ الوليد، فمن الممكن أن تؤدي تراكمات البيليروبين إلى الإصابة بالشلل الدماغي، أوالعمى، أو الصمم وما إلى ذلك، وفي هذه الحالة يجب أن يتم التدخل الطبي سريعاً لوضع الطفل تحت خطة علاجية مكثفة قد تحتم في بعض الأحيان تغيير دم الوليد بالكامل، مع مراقبة مستويات البيليروبين في دمهعن طريق عمل فحوصات دورية كل ٣ إلى ٦ ساعات للتأكد من انخفاض نسبته في الدم وعدم ارتفاعها مجدداً.
أما بالنسبة للصفار عند الأطفال الكبار والبالغين فإن خطورته تعتمد على خطورة المرض المسبب، فالصفار في هذه الحالة ليس سوى إشارة إلى مرض ما.
وختاماً فإن اليرقان أو الصفار قد يكون أمراً عابراً يمر بهِ الطفل خلال أيامه الأولى في هذه الدنيا، إلا أن الانتباه إلى صحة الطفل وعدم التهاون بالأمر إلى جانب الالتزام بتعليمات الطبيب من شأنها أن تجعل علاجه سريعاً وسهلاً.
ومرة أخرى، إن ممارسة بعض الأمور قد تزيد الأمر سوءاً مثل تعريض الطفل لضوء النيون، أو إطعامه الجلوكوز، أو محلول السكر والماء، أو وضع طوق من الثوم على رقبته، فهذه السلوكيات لا يجب ممارستها على الإطلاق لأنها ليست سوى خرافات لا تسمن ولا تغني من جوع!
اقرأ أيضاً: