تتأثر الدورة الشهرية للمرأة بكل التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم، يظهر ذلك التأثر في مواعيد الحيض، وعدد أيام الدورة الشهرية، وكذلك غزارتها، وانتظامها شهرًا بعد شهر أو تقطعها.
يعبر انتظام الدورة الشهرية عن استعداد الجسم للحمل واستقبال طفل، لا يعني ذلك خطورة تغير مواعيد الدورة الشهرية، لكنه جرس إنذار للنساء الراغبات في الحمل لبذل المجهود تجاه ضبط مواعيد الحيض.
نناقش في هذا المقال الأسباب المؤدية إلى تغير موعد الدورة الشهرية، ونعرف متى تعد الدورة الشهرية غير منتظمة؟
طبيعة الدورة الشهرية
تأتي الدورة الشهرية عند الغالبية من النساء كل 28 يومًا وهي المدة النموذجية، وتمثل الفرق بين أول يوم من الحيض في الشهر الحالي إلى أول يوم من حيض الشهر التالي.
لا تنطبق تلك الأرقام على كل النساء، حيث تتراوح مدة الدورة الشهرية ما بين 21 و35 يومًا، وهنا يعد تغيير مواعيد الدورة الشهرية طبيعيًا جدًا، فهو يعتمد على طبيعة كل امرأة وظروفها الخاصة، كما تختلف أيام الحيض نفسها من أنثى لأخرى، فنجدها تتراوح بين يومين و7 أيام، وهو أمر طبيعي أيضًا.
يكون معدل تدفق دم الدورة الشهرية كبيرًا في الأيام الأولى ثم يقل تدريجيًا حتى يصل إلى التبقع بنهاية الحيض، ينبغي على المرأة تتبع نمط دورتها الشهرية، كي تتمكن من ملاحظة تغير موعد الدورة الشهرية بسهولة، ومعرفة الأعراض المترافقة مع ذلك التغير، وهل يستدعي رؤية الطبيب أم لا. (2)(3)
اقرأ أيضًا: ما هي مدة الدورة الشهرية الطبيعية؟
دورة شهرية غير منتظمة
لا يدل التغير في الدورة الشهرية الذي يحدث لمرة واحدة على حالة عدم انتظام للحيض، لكن تعتبر الدورة الشهرية غير منتظمة وتستدعي زيارة الطبيب في الحالات الآتية: (3)
اقرأ أيضًا: ما هي مخاطر تأخر الدورة الشهرية؟
أسباب تغير مواعيد الدورة الشهرية
توجد عوامل كثيرة تؤثر على انتظام الحيض وتتسبب في تغيير مواعيد الدورة الشهرية، مثل التالي ذكره: (1)(4)
التوتر
لا يقتصر أثر التوتر على التسبب في عدم انتظام الدورة الشهرية فقط، بل قد يتسبب في انقطاعها تمامًا وتوقف التبويض أيضًا، حيث يفرز الجسم هرمون الكورتيزول عند التوتر والتعرض للضغط، الذي يتداخل مع أوامر إفراز الهرمونات الأنثوية التي تتحكم بالدورة الشهرية.
يؤدي التعرض طويل الأمد للضغط والتوتر إلى انقطاع الطمث الوظيفي، الذي من أعراضه الآلام القوية في الحيض، والغثيان، وانتفاخ الثدي. (4)
للمزيد: التوتر والدورة الشهرية، ما العلاقة؟
الحمل والولادة
يعد الحمل من أكثر أسباب تغير موعد الدورة الشهرية بعد الزواج، فمن الممكن أن يحدث الحمل دون تخطيط من السيدة، مما يجعلها تقلق من تأخر الحيض وعدم نزول الدورة، لذا توصى النساء بإجراء اختبارات الحمل في المنزل أو في الدم بعد غياب الدورة الشهرية بحوالي 10 أيام، للتأكد من الحمل، أو استشارة الطبيب في حالة عدم الحمل.
يمكن أيضًا ملاحظة تغير موعد الدورة الشهرية بعد الولادة عند الغالبية من السيدات، لاختلال التوازن الهرموني وزيادة إفراز هرمون البرولاكتينالمنتج للحليب، لكنه لا يلبث أن ينتظم ثانية بعد الولادة بعدة أشهر، أو بعد فطام الطفل. (4)
حبوب منع الحمل
يحدث تغيير موعد الدورة الشهرية بحبوب منع الحمل كثيرًا بين النساء، حيث يحتاج الجسم إلى بضعة أشهر ليعتاد على تركيز الهرمونات الجديد، مما يتسبب في تقدم موعد الدورة الشهرية أو تأخره، ويعد ذلك التغير متوقعًا بعد تناول حبوب منع الحمل. (1)
التغيرات الهرمونية بالجسم
يختلف مستوى هرمونات الجسم تبعًا للمراحل العمرية التي تمر بها المرأة، حيث تكثر اضطرابات الحيض في فترات مثل بداية البلوغ أو الفترة التي تسبق انقطاع الطمث، فيمكن أن تلاحظ السيدة تأخر موعد الدورة الشهرية بعشرة أيام أو أسبوع، أو تقدمها فتأتي مرتين في شهر واحد.
ينتج ذلك التغير في موعد الدورة الشهرية نتيجة اضطراب مستوى هرموني الاستروجين والبروجسترون وعدم ثباتهما، قد تبدأ أعراض انقطاع الطمث قبل سنوات من توقفه نهائيًا. (4)
حالات مرضية
يوجد عدد من الحالات المرضية والصحية تسبب تغير موعد الدورة الشهرية كل شهر، منها التالي: (1)
- متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: PCOS).
- انتباذ بطانة الرحم.
- قصور الغدة الدرقية.
نمط الحياة
تعتمد الدورة الشهرية بصورة رئيسية على التوازن الهرموني في الجسم، الذي بدوره يتأثر بطريقة حياة المرأة والعوامل المحيطة بها، مما قد يسبب تغير موعد الدورة الشهرية، من تلك العوامل ما يلي: (1)
- خسارة أو اكتساب الوزن بصورة سريعة.
- ممارسة التمارين الرياضية العنيفة وإرهاق الجسم.
- عدم النوم لفترات كافية.
- الرضاعة الطبيعية: من الممكن أن يستمر تغير موعد الدورة الشهرية وعدم انتظامها، أو انقطاعها بالكلية حتى انتهاء الرضاعة.
اقرأ أيضًا: 5 طرق لعلاج تأخر الدورة الشهرية
نصيحة الطبي
تحدث تغيرات موعد الحيض لعدد من الأسباب مثل التوتر، والإجهاد، والخلل الهرموني، لا يعد تقدم موعد الدورة الشهرية مرة واحدة أو تأخرها علامة خطر، أو حتى تفويتها تمامًا، من الطبيعي أيضًا أن تقل أيام الحيض عن المعتاد أو تنزل الدماء مرتين في الشهر.
لكن ينصح الأطباء بضرورة طلب الاستشارة الطبية عند تكرار تغير موعد الدورة الشهرية أو انقطاعها لعدة أشهر.