يعد الأنسولين الهرمون الأساسي الذي يتحكم في مستويات السكر في الدم عن طريق نقل السكر من الدم إلى الخلايا. تحدث مقاومة الأنسولين عندما لا يستجيب الجسم بشكل مناسب للأنسولين؛ مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
قد لا تكون هناك أعراض في المراحل المبكرة من مقاومة الأنسولين، ولكن بمرور الوقت يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتات الدماغية، ومرض السكري من النوع الثاني. إلا أن هناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها لعلاج هذه الحالة المرضية.
نتعرف فيما يلي على طرق علاج مقاومة الأنسولين في المنزل، وبالأدوية والمكملات الغذائية إلى جانب معرفة ما هو علاج مقاومة الأنسولين بالأعشاب، فلنتابع!
علاج مقاومة الأنسولين
عادة ما تكون مقاومة الأنسولين جزءاً من متلازمة التمثيل الغذائي، وتعود الإصابة بها إلى وجود عوامل وراثية، أو مشاكل تتعلق بنمط الحياة غير الصحي، أو وجود بعض الحالات الطبية المرتبطة مثل السمنة، والكبد الدهني، وتكيس المبايض عند النساء.
من هنا تتمثل أفضل الطرق لزيادة حساسية الجسم للأنسولين وعلاج مقاومة الخلايا له في تغيير النظام الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية، وتناول بعض الأدوية المناسبة. بما في ذلك علاج مقاومة الأنسولين المرتبطة بعوامل الخطر الجينية.
اقرأ أيضاً: حقائق عن مقاومة الأنسولين
علاج مقاومة الأنسولين في المنزل
إن اعتماد بعض التغييرات في نمط الحياة مثل اتباع بعض العادات الصحية، وممارسة الرياضة من أفضل الطرق لإدارة مقاومة الجسم للأنسولين، والتي يمكن اتباعها في المنزل بسهولة، وتشمل طرق علاج مقاومة الأنسولين في المنزل بالتفصيل ما يلي:
- النوم الجيد ليلاً: يزيد قلة النوم من خطر الإصابة بالعدوى، وأمراض القلب، ومرض السكري من النوع الثاني، ومقاومة الأنسولين؛ حيث وجد أن النوم لمدة 4 ساعات فقط في ليلة واحدة يقلل من حساسية الأنسولين والقدرة على تنظيم نسبة السكر في الدم بشكل ملحوظ، مقارنة بالحصول على 8 ساعات من النوم.
- ممارسة التمارين الرياضية: إن ممارسة الرياضة بانتظام هي واحدة من أفضل الطرق لعلاج مقاومة الجسم للأنسولين؛ حيث تساعد الرياضة على نقل السكر إلى العضلات؛ مما قد يزيد من حساسية الجسم للأنسولين لمدة تصل إلى 48 ساعة اعتماداً على التمرين المستخدم. ويفضل الجمع بين كل من تمارين المقاومة، والرياضات الهوائية للحصول على أفضل النتائج عند علاج مقاومة الأنسولين في المنزل بالرياضة.
- تقليل التوتر: يؤثر الإجهاد والتوتر على قدرة الجسم على تنظيم سكر الدم، حيث يحفز من إنتاج هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والجلوكاجون، والتي تعمل على تفكيك السكر المخزن إلى جلوكوز، مما يزيد نسبة السكر في الدم. كما أن هرمونات التوتر تزيد من مقاومة الجسم للأنسولين. ويعد ممارسة بعض الأنشطة مثل التأمل، والرياضة، والنوم الجيد أيضاً طرقاً رائعة لتقليل التوتر والمساعدة على علاج مقاومة الأنسولين.
- إنقاص الوزن الزائد: ترتبط السمنة بالإصابة بالعديد من الأمراض. ولقد ثبت أن الوزن الزائد والدهون بالجسم، وخاصة في منطقة البطن، تقلل من حساسية الأنسولين، وتزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وبذلك قد يساعد فقدان الوزن على خسارة دهون البطن وبالتالي المساهمة في علاج مرض مقاومة الأنسولين بالجسم.
علاج مقاومة الأنسولين بالنظام الغذائي
إن نوعية الطعام التي يتم تناولها، تلعب أيضاً دوراً هاماً في زيادة حساسية الجسم للأنسولين. فعند الرغبة في اتباع نظام غذائي سليم يقلل من مقاومة الأنسولين، فيجب اختيار الأطعمة التي لا ترفع الأنسولين بشكل كبير، كما يجب أن يتضمن النظام الغذائي الكثير من الفواكه والخضروات، والبروتينات الخالية من الدهون، ويمكن علاج مقاومة الأنسولين بالنظام الغذائي بمزيد من التفاصيل كما يلي:
- تناول الألياف الغذائية القابلة للذوبان: ارتبط تناول الألياف الغذائية القابلة للذوبان بفوائد صحية عديدة للجسم، أحدها زيادة حساسية الخلايا للأنسولين. كما تساعد الألياف القابلة للذوبان في تغذية البكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي لها دوراً كذلك في زيادة حساسية الأنسولين. وتشمل الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان البقوليات، ودقيق الشوفان، وبذور الكتان، والخضروات مثل البروكلي، والفواكه مثل البرتقال.
- تناول الفاكهة والخضروات الملونة: تعد الفواكه والخضروات الملونة غنية بالمركبات النباتية التي لها خصائص مضادة للأكسدة. ولقد وجد أن هناك صلة بين تناول نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة، وزيادة حساسية الأنسولين. إلا أنه ينصح بعدم تناول الكثير من الفاكهة؛ لأن بعض الأنواع تحتوي على نسبة عالية من السكر، ويكتفى بثمرة أو اثنتين فقط في الحصة الواحدة.
- التقليل من الكربوهيدرات: تعمل الأنظمة الغذائية عالية الكربوهيدرات على ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل مفرط؛ مما يزيد من الضغط على البنكرياس لإفراز المزيد من الأنسولين لإزالة السكر الزائد، وقد يقلل هذا من حساسية الخلايا للأنسولين. وبذلك يمكن أن يساعد تقليل تناول الكربوهيدرات على علاج مقاومة الأنسولين.
- تناول الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض: يفضل أيضاً عند إضافة الكربوهيدرات إلى النظام الغذائي، تناول الأنواع ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، والتي تتميز بأنها تطلق السكر في الدم ببطء؛ مما يمنح الأنسولين مزيداً من الوقت للعمل بكفاءة. وتشمل مصادر الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض البطاطا الحلوة، والأرز البني، وبعض أنواع دقيق الشوفان.
- التقليل من السكريات المضافة: تحتوي معظم الأطعمة الجاهزة، مثل المشروبات الغازية والحلوى، على نسبة عالية من السكريات المضافة، وهي السكريات التي تحتوي على الكثير من الفركتوز مثل شراب الذرة عالي الفركتوز، وسكر المائدة. ولقد وجد أن تناول كميات كبيرة من الفركتوز يمكن أن يزيد من مقاومة الأنسولين، وانخفاض حساسية الخلايا له.
- تناول الثوم: يمكن علاج مقاومة الأنسولين أيضاً عن طريق تناول الثوم، حيث له خصائص مضادة للأكسدة تزيد من حساسية الأنسولين.
- تناول خل التفاح: يمكن أن يزيد خل التفاح من حساسية الأنسولين كذلك عن طريق تقليل نسبة السكر في الدم، وتحسين فعالية الأنسولين. كما أنه يبطئ عملية هضم الطعام في المعدة؛ مما يمنح الأنسولين مزيداً من الوقت للعمل بكفاءة.
اقرأ أيضاً: تمارين المقاومة تحسن من حساسية الانسولين للمصابين بالسمنة
علاج مقاومة الأنسولين بالأعشاب
استخدمت الأعشاب والتوابل تقليدياً لخصائصها الطبية منذ قديم الزمان، وتعد معظم الأبحاث في هذا المجال حديثة وتم إجراؤها على الحيوانات. وهناك حاجة لدراسات بشرية لمعرفة ما إذا كانت للأعشاب والتوابل خصائص طبية بالفعل خاصة عند علاج مقاومة الأنسولين بالأعشاب. ومع ذلك، أظهر بعضها نتائج واعدة لزيادة حساسية الأنسولين، ومنها ما يلي:
- بذور الحلبة: تحتوي الحلبة على نسبة عالية من الألياف القابلة للذوبان، التي تجعل الأنسولين أكثر فعالية؛ مما يقلل من مقاومة الجسم له.
- الكركم: تحتوي هذه التوابل على عنصر نشط يسمى الكركمين له خصائص قوية مضادة للأكسدة والالتهابات، والتي تزيد من حساسية الأنسولين.
- الزنجبيل: يحتوي الزنجبيل على مادة الجينجيرول، وهي مادة تزيد من توافر مستقبلات السكر في خلايا العضلات؛ مما يزيد من امتصاص السكر، ويصبح عمل الأنسولين أكثر كفاءة.
- القرفة: يمكن أن يساعد تناول القليل من القرفة على زيادة حساسية الأنسولين عن طريق زيادة نقل الجلوكوز إلى الخلايا، كما وجد أن القرفة تحتوي على مركبات يمكنها محاكاة عمل الأنسولين؛ حيث تعمل مباشرة على الخلايا لزيادة امتصاص السكر من مجرى الدم. مما يميز القرفة عن غيرها عند علاج مقاومة الأنسولين بالأعشاب.
- الشاي الأخضر: يمكن أن يساعد شرب المزيد من الشاي الأخضر على زيادة حساسية الأنسولين وتقليل نسبة السكر في الدم. يمكن أن تكون هذه الزيادة في حساسية الأنسولين المرتبطة بالشاي الأخضر، بسبب مضادات الأكسدة من نوع الإيبيغالوكاتشين.
اقرأ أيضاً: أعراض مقاومة الإنسولين
علاج مقاومة الأنسولين بالأدوية والمكملات الغذائية
إذا لم تكن التغييرات الغذائية وطرق علاج مقاومة الأنسولين في المنزل كافية، فيمكن مناقشة إضافة دواء علاجي من قبل الطبيب المختص. قد يحقق الجمع بين الأدوية وتغييرات نمط الحياة نجاحاً كبيراً. وعادة ما يكون دواء الميتفورمين هو الخيار الأول لمعظم مقدمي الرعاية الصحية عند علاج مرض مقاومة الأنسولين بالأدوية، ويعمل عن طريق زيادة حساسية الخلايا للأنسولين، وتثبيط إنتاج الكبد للجلوكوز.
كما ترتبط المكملات الغذائية التي تحتوي على الكروم، أو البربرين، أو الماغنيسيوم، أو الريسفيراترول بزيادة حساسية الأنسولين. ولكن يجب استشارة الطبيب أولاً قبل إضافة أي مكملات غذائية كعلاج.