الدوالي هي الأوردة الملتوية والمتوسعة بالقرب من سطح الجلد وتظهر باللون الأزرق، وتكون أكثر شيوعاً في الساقين والكاحلين، لذا تعرف بدوالي الساقين (بالإنجليزية: Varicose vein)، وهي في العادة ليست خطيرة، ولكنها قد تؤدي أحياناً إلى مشاكل أخرى، كتصلبها وتمنع حينها مرور الدم بسهولة من خلالها، لذا تعرف معنا في هذا المقال إلى أسباب دوالي الساقين، وأعراضها وكذلك كيفية علاج دوالي الساقين.

ما هو سبب ظهور دوالي الساقين؟

يحتاج الجسم إلى الحصول على الدم النقي المحمل بالأكسجين، وهذا هو دور القلب والرئتين في تنقية الدم وتوصيله إلى الأنسجة، ولكنه ينتقل من خلال الشرايين، ثم ينشأ الالتحام بين الشرايين والأوردة في جزء يسمى الشعيرات الدموية التي تكون رفيعة للغاية، ثم تتحد الشعيرات لتكون الأوردة التي تنقل الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون لإيصاله إلى القلب والرئتين؛ لتنقيته من جديد.

تنتج دوالي الساقين عادة من ضعف الصمامات في الأوردة، حيث تنقل هذه الصمامات الدم باتجاه واحد فقط من القدمين إلى القلب وذلك في الحالة الطبيعية، أما في حالة حدوث خلل ما، فذلك يؤدي إلى تخثر الدم في الساقين، ويزداد الضغط وتصبح الأوردة ضعيفة، وكبيرة، وملتوية. [1]

اقرأ أيضاً: مرض الدوالي بين الإزعاج الجمالي والمضاعفات الخطرة

عوامل تزيد خطر الإصابة بدوالي الساقين

أي شيء قد يسبب ضغطاً على الأوردة من شأنه أن يكون من أسباب دوالي الساقين، ويكون من عوامل تفاقمها من خلال زيادة الضغط، أو بسبب اختلال سريان الدم فيها، ومن هذه العوامل ما يلي:

  • الحمل: تحدث تغيرات في الدورة الدموية للحامل وذلك من أجل دعم نمو الجنين، ولكن قد تسبب آثاراً جانبية منها دوالي الساقين، وخاصة عند زيادة الضغط على الأوردة، وقد تلعب التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل دوراً أيضاً، وقد تتطور الدوالي خلال فترة الحمل فتتحسن عموماً دون علاج طبي في غضون ثلاثة أشهر إلى سنة بعد الولادة.
  • زيادة العمر: قد يعاني معظم كبار السن من الدوالي غالباً، حيث تفقد الأوردة مرونتها وتتمدد مع زيادة العمر، وتضعف الصمامات، مما يسبب سريان الدم في الاتجاهين والإصابة بدوالي الساقين.
  • زيادة الوزن: تزيد السمنة من الضغط على أوردة الساقين، وقد تسبب حدوث الدوالي.
  • الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة: قد يسبب البقاء في وضعية محددة لفترة طويلة اختلالاً في سريان الدم.
  • الإمساك المزمن وبعض الأورام: ولكن ذلك في حالات قليلة.
  • عدم ممارسة الرياضة: لأن العضلات تكون مرتخية في وقت الراحة، ولا تتمكن من ضخ الدم في عكس اتجاه الجاذبية. [1] [2]
  • أعراض دوالي الساقين

    قد يتساءل البعض هل الدوالي تسبب ألماً في الرجل؟ ولكن الحقيقة أنها لا تسبب غالباً أي ألم، والأعراض الأساسية للدوالي هي:

  • تظهر الدوالي بلون أزرق داكن.
  • تكون الدوالي متورمة وملتوية تحت الجلد.
  • قد يشعر الفرد أحياناً بتورم وثقل وألم حول منطقة الدوالي.
  • يعاني بعض الأفراد المصابين بالدوالي من حكة حول موضعها.
  • قد تكون الأعراض أسوأ بعد الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة من الزمن، وقد ينزف الوريد ويتقرح في الحالات الشديدة. [2]

    متى يجب مراجعة الطبيب

    دوالي الساقين شائعة وليست مشكلة خطيرة، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يكون توسع الأوردة علامة على وجود تخثر عميق بالأوردة الذي يحتاج إلى علاج، ويشخص الطبيب الحالة بملاحظة شكل الأوردة المتورمة ولونها من خلال وقوف المريض، حيث تكون أكثر وضوحاً.

    الرعاية الذاتية للدوالي لها دور كبير في تخفيف أعراضها ومنعها من التفاقم، ولكن إذا كان منظر الدوالي يزعج المريض، أو كان وضعها يزداد سوءاً في هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب، والرعاية الذاتية مثل:

    • ممارسة التمارين الرياضية.
    • رفع الساقين.
    • ارتداء الجوارب الطبية الضاغطة. [3]

    اقرأ أيضاً: الطرق الحديثة لعلاج الدوالي ومضاعفاتها

    كيف تعالج الدوالي في الساقين؟

    الرعاية الذاتية هي الأساس في علاج دوالي الساقين ومنعها من التفاقم أو من أن تصبح أسوأ حالاً.

    توجد العديد من الخطوات التي يمكن اتباعها وتخفف من أعراض دوالي الساقين، وتساعد على منعها أو إبطاء تطورها، ومنها:

  • الجوارب الطبية الضاغطة: يعد ارتداء الجوارب الضاغطة أول الخيارات المتاحة، حيث يمكن ارتداؤها طول اليوم، وتضغط بشكل مستمر على الساقين، وتساعد الأوردة وعضلات الساق على نقل الدم بشكل أكثر كفاءة.
  • ممارسة التمارين: حركة الساقين والمشي وسيلة ممتازة؛ لتشجيع الدورة الدموية في الساقين.
  • مراقبة الوزن: يساهم اتباع النظام الغذائي، ومحاولة تخفيف الوزن، وتقليل الملح في الطعام في تقليل حدة الأعراض.
  • تجنب ارتداء الملابس الضيقة وأحذية الكعب العالي.
  • رفع الساقين: لتحسين الدورة الدموية في الساقين، ويفضل أخذ فترات راحة قصيرة عدة مرات يومياً لرفع الساقين أعلى من مستوى القلب.
  • تجنب فترات طويلة من الجلوس أو الوقوف: يجب تغيير الوضع في كثير من الأحيان؛ لتشجيع تدفق الدم، ومحاولة التحرك على الأقل كل 30 دقيقة.
  • عدم الجلوس ووضع ساق فوق الأخرى: يعتقد بعض الأطباء أن ذلك يمكن أن يزيد من مشاكل الدورة الدموية.
  • أما دوالي الساقين الشديدة جداً، والتي تزداد أعراضها سوءاً حتى مع الرعاية الذاتية، قد يلجأ الطبيب للجراحة، أو للعلاج بالليزر، أو العلاج بالتصليب (بالإنجليزية: Sclerotherapy).
    [4]

    اقرأ أيضاً: علاج دوالي الخصية