يحتفل المسلمون من كل عام بأفضل الشهور وأخيرها ألا وهو شهر رمضان المبارك، شهر المحبة والتعاون والخير. لكن هذا العام اختلف الوضع عن باقي الأعوام، إذ ساهم تفشي فيروس كورونا (كوفيد-١٩) على اتخاذ الحكومات قرارات صارمة مثل حظر التجول ومنع التجمعات والذي ضلّت قائمة خلال شهر رمضان المبارك، ممّا يعني أنّ رمضان هذا العام لن يكون كباقي الأعوام؛ وفقاً لقانون الحظر الذي يبدأ قبل الإفطار في العديد من الدول فإنّه يمنع التجمعات العائلية والعزائم كما سبق، كما أنّ صلاة التراويح لن تكون في المساجد كما سبق إنما تصلى في المنزل، ومنعت الخيم الرمضانية التي اعتدنا عليها فيما سبق. جميع هذه الأمور أثرت على نفوس المسلمين بشكل سلبي. ما التأثير السلبي لفيروس كورونا (بالإنجليزية: Corona) على المسلمين هذا العام؟ وكيف للصائمين تجاوز هذه المحنة هذا العام؟
ما تأثير فيروس كورونا على صحة الصائمين؟
لا يوجد أي درسة إلى الآن حول تأثير الصيام على الإصابة بفيروس كورونا، لكن قد يباح لمريض كورونا الإفطار في شهر رمضان تبعاً لما يقرره الشرع والطبيب، في حال كان الصيام قد يزيد من سوء المرض للمريض.
ينصح الصائمين شرب كميات كافية من الماء أي ما يقارب 8 أكواب من الماء موزعة كالتالي: كوبان من الماء بعد الإفطار، 4 أكواب ما بين الإفطار والسحور، وكوبان من الماء قبل السحور.
كما ينصح بتناول الغذاء الصحي خلال شهر رمضان والتقليل من الأطعمة التي تسبب العطش عند السحور، كما يُنصح بالإكثار من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والبروتينات والدهون لعدم الشعور بالجوع خلال فترة الصيام، كما يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي لِم له دور في تقوية المناعة أيضاً.
للمزيد: فيتامين سي وفيروس كورونا
ما التأثير النفسي لفيروس كورونا على الصائمين؟
رمضان ٢٠٢٠ بات مختلفاً عن رمضان في الأعوام السابقة، إذ مُنعت التجمعات والعزائم الرمضانية، مُنعت صلاة التراويح في المساجد عن باقي الأعوام السابقة، كما أنّ حظر التجول ما زال قائماً خلال شهر رمضان. جميع ما سبق أثر بشكل سلبي على الصائمين من الناحية النفسية؛ كالتالي:
- ساد الخوف بين المسلمين حول ماهية هذا الفيروس ومتى ينتهي.
- كما أنّ العديد من ذوي العمل الفردي تأثرو مادياً بشكل سلبي وكبير بسبب إغلاق المحال التجارية خاصة في ظل انقطاع الخيم الرمضانية هذا العام.
- منعت الاحتفالات الرمضانية المختلفة، كما لن نسمع صوت طبل المسحراتي هذا العام.
- منعت العزائم الرمضانية هذا العام، كما يمنع تناول الإفطار والسحور خارج المنزل. إذ يمنع التجمعات خاصة مع قانون حظر التجول القائم؛ إذ يبدأ حظر التجول في الأردن من الساعة السادسة مساءاً حتى العاشرة صباحاً من اليوم التالي.
- منعت الخيم الرمضانية هذا العام، والتي كانت تجمع العديد من الأسر والعائلات المحتاجة.
- مع قرار إغلاق المساجد خاصة المسجد النبوي ومكة المكرمة أثر ذلك بشكل سلبي على نفوس المسلمين خاصة المعتادون على أداء العمرة في رمضان من كل عام، كما منع أداء صلاة التراويح في المساجد أيضاً.
- كما يخشى المسلمون أن يبقى هذا الحظر قائماً في عيد الفطر، إذ يخشون من منع إقامة صلاة العيد ومن التجمعات والأفراح والاحتفالات في عيد الفطر.
كيف يمكن التخلص من التأثير النفسي لفيروس كورونا على الصائمين؟
لربما حرمنا فيروس كورونا من العديد من الأمور، لكن لنأخذ الجانب الأخر من هذا الأمر بشكل إيجابي كالتالي:
- مع قانون حظر التجول، تم تعطيل العديد من المؤسسات التعليمية ومؤسسات القطاع الخاص، وتم اللجوء إلى التعليم عن بعد والعمل عن بعد في المنزل، ممّا جعله خياراً مناسباً للصائمين؛ إذ ليسوا بحاجة للاستيقاظ مبكراً للذهاب إلى عملهم، كما خفف ذلك من عناء الحر والأزمة في رمضان.
- على الرغم من إيقاف الخيم الرمضانية، إلّا أن التبرعات والزكاة ما زالت قائمة من خلال الإنترنت.
- على الرغم من منع الصلاة في المساجد، إلّا أنّ بإمكانك عمل مسجد في المنزل تصلي به أنت وعائلتك، إذ يقوي ذلك الأواصر العائلية ويزيد من فرص التقرب إلى الله في هذا الشهر الفضيل.
- بالإمكان عمل تجمعات عائلية بعد الإفطار عبر مكالمات الفيديو مثل Zoom، إذ قد يقلل ذلك من الضغط النفسي نتيجة منع التجمعات.
- مع قرار إغلاق المطاعم، دع رمضان هذا العام فرصة لتناول الطعام الصحيّ المعد في المنزل.
- حاول التحدث مع أفراد عائلتك وأصدقائك عمّا يقلقك ويخيفك، قد يقلل ذلك من حدة القلق والتوتر لديك.
- حاول ممارسة التمارين الرياضية، مثل ممارسة رياضة المشي قبل بدء ساعة الحظر، لكن كن حذراً إذا كنت تشعر بالتعب أثناء الصيام.
- قم بتخصيص وقت للاسترخاء والراحة مثل ممارسة اليوغا وقراءة القرآن.
- الابتعاد عن القلق والتوتر وتنظيم نومك، ومحاولة عدم البقاء مستيقظاً لوقت السحور.
تذكر انّ فيروس كورونا لم يؤثر علينا فقط، بل أثر على العالم أجمع، إذ يجب علينا التكاتف والالتزام بقوانين الحظر لمنع هذا الفيروس اللعين من التفشي، ولنجعله عاماً ينتصر فيه البشر على الفيروس.
دعنا ندع رمضان هذا العام رمضان الخير والدعاء ليزيل الله عنّا هذا الوباء، فرصة لنتفكر بذنوبنا، فرصة للتقرب إلى الله. هي شدة وستزول إن شاء الله، ما علينا إلّا التوكل على الله والمحافظة على مسافة الأمان عند الذهاب للتسوق، وغسل اليدين باستمرار، والالتزام بقوانين الحظر لمنع تفشي الوباء.
للمزيد: