يسأل الكثير من الناس حول الفرق بين الورم والسرطان. يجدر الذكر في البداية أن هذه الكلمات واستخدامها ومعانيها تختلف بين مجتمع وآخر، ولكننا نوضح المعاني من ناحية طبية في هذا المقال.
الورم أو الأورام (Tumor): هي عبارة عن نمو أنسجة جديدة بشكل غير طبيعي، وعادة تظهر على شكل كتلة (بالإنجليزية: Lump). ولذلك فإن الورم هو في معظم الأحيان عبارة عن كتلة وهذه الكتل قد تكون ظاهرة ومحسوسة مثل الكتل التي تكون تحت الجلد أو في الثدي، وقد تكون داخلية في البطن أو الصدر.
يستخدم الناس عادةً كلمة ورم للإشارة إلى مرض السرطان، لكن طبياً الورم قد يكون حميداً أو خبيثاً حسب نوع الخلايا التي يتكون منها.
إن استعمال كلمة ورم أو كتلة في هذه الحالة يدل على الشكل والمظهر، ولكنه لا يدل على نوع أو سبب هذه الكتلة. إذ توجد أسباب كثيرة قد تؤدي إلى تكون كتل أو أورام في الجسم.
نستعرض في هذا المقال أنواع الأورام والفرق فيما بينها.
الأورام الحميدة
هي أورام غير سرطانية ولا تنتقل إلى أعضاء الجسم الأخرى. لكن قد تسبب الأورام الحميدة أعراضاً ومضاعفات خطيرة إن نمت بالقرب من الأعضاء الحيوية المهمة.
كما قد تسبب الألم وأعراضاً أخرى إن ضغطت على الأعصاب والأوعية الدموية القريبة، كما قد تحفز زيادة إفراز الهرمونات.
ويوجد العديد من أنواع الأورام الحميدة نذكر منها ما يلي:
الأورام الغدية
الأورام الغدية (بالإنجليزية: Adenomas) أو اللحميات هي أورام تنمو في خلايا شبيهة بالغدد في الأنسجة الطلائية في الجسم. ومن الأمثلة على الأورام الغدية زوائد القولون، والأورام الليفية الغدية التي تنمو كأورام حميدة في الثدي، والأورام الغدية الكبدية.
عادةً تبدأ الأورام الغدية كأورام حميدة، لكنها في بعض الأحيان تتحول إلى أورام سرطانية. يعتمد العلاج على موقع وحجم الورم الغدي.
الأورام الليفية
عادةً تنمو الأورام الليفية في الأنسجة الليفية، ومن الأمثلة الأكثر شيوعاً عليها ألياف الرحم، والتي تصيب 20-80% من النساء. قد لا تحتاج ألياف الرحم علاجاً في العديد من الحالات، لكن العلاج قد يكون ضرورياً إن سببت ألياف الرحم أعراضاً شديدة مثل النزيف المهبلي، والألم في منطقة الحوض.
في بعض الأحيان قد تتحول الأورام الليفية إلى أورام سرطانية.
الأورام الوعائية
الأورام الوعائية هي نوع من الأورام التي تتكون من أوعية دموية زائدة، وهي الأورام الأكثر شيوعاً عند الأطفال. تنمو الأورام الوعائية على الجلد والكبد عادةً.
تنمو الأورام الوعائية بدايةً على شكل وحمة حمراء اللون، ثم تنمو مع الوقت وتصبح كتلة. ورغم أنه يجب مراقبة الأورام الوعائية، فهي عادةً لا تسبب أي مشاكل صحية وتختفي من تلقاء نفسها دون علاج.
الأورام الدهنية
هي أورام بطيئة النمو تنمو في النسيج الدهني تحت الجلد، وهي كتل صغيرة طرية وغير مؤلمة، وتتحرك عند تحريكها. قد تنمو الأورام الدهنية في أي مكان في الجسم، لكنها عادةً تنمو على الكتفين، وتحت الإبطين، ومنطقة الجذع.
قد تنمو الأورام الدهنية في أي وقت، ولكنها عادةً تصيب الأشخاص ما بين 40-60 سنة من العمر.
الأورام محتملة التسرطن
الأورام محتملة التسرطن هي أورام غير سرطانية وليس بالضرورة تحولها إلى أورام سرطانية، لكنها تملك القدرة العالية على التحول إلى أورام سرطانية إن استمرت بالنمو بشكلٍ غير متحكم به. يجب أن تتم مراقبة هذه الأورام جيداً لكشف تغيرها فور حصوله.
ويوجد العديد من الأورام التي يمكن اعتبارها محتملة التسرطن، مثل:
تقرن الجلد السعفي
تقرن الجلد السعفي (بالإنجليزية: Actinic keratosis) هي نوع من الأورام الجلدية التي تظهر على شكل بقع متقشرة ورقيقة على الجلد. تمتلك هذه الأورام احتمالية عالية لتحولها إلى سرطان الجلد.
الأشخاص أصحاب البشرة الفاتحة هم الأكثر عرضة للإصابة، وزيادة التعرض للشمس تزيد خطورة الإصابة.
خلل تنسج عنق الرحم
تتغير طبيعة نسيج عنق الرحم عند الإصابة بهذا المرض، وعادةً يتم كشفه من قبل الطبيب من خلال إجراء مسحة لعنق الرحم. ينتج خلل تنسج عنق الرحم عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Humanpapillomavirus) الذي يصيب صغار السن عادةً.
تكون الخلايا في البداية غير سرطانية في البداية، لكنها قد تتحول بعد مرور 10-30 سنة إلى سرطان عنق الرحم، لذلك يفضل إزالتها جراحياً.
التحول النسيجي الرئوي
يحدث التحول النسيجي الرئوي في القصبات الهوائية التي ينتقل عبرها الهواء إلى الرئتين. وتحتوي بطانة القصبات الهوائية على نسيج يحتوي على غدد، وقد يتحول هذه النسيج عند بعض الناس -منهم المدخنون- إلى نسيج طلائي، أو خلايا سرطانية.
الطلوان
الطلوان هو طهور بقع بيضاء سميكة في الفم، وهي غير مؤلمة، وتكون بارزة قليلاً، وشكلها غير منتظم. في حال الإصابة بالطلوان يجب استشارة الطبيب إن لم تشفى خلال أسبوعين، كذلك يجب إيقاف التدخين أو استخدام علكة التبغ في حال استخدامها.
إن شك الطبيب بإمكانية تحول الطلوان إلى سرطان، يلجأ إلى إزالتها باستخدام الليزر أو جراحياً.
الأورام الخبيثة
الأورام الخبيثة هي الأورام التي يطلق عليها اسم السرطان. وكلمة السرطان (بالإنجليزية: Cancer) مشتقة من الكلمة التي تعني الحيوان البحري السرطان، وذلك لأن السرطانات يكون شكلها عشوائياً للغاية، ولأنها تمسك بالأشياء ولا تفلتها أبداً.
والورم السرطاني هو الورم الذي لديه القدرة على النمو بدون سيطرة، والانتشار إلى أعضاء الجسم الأخرى، وقد يؤدي إلى وفاة المريض في نهاية المطاف إن لم يتم السيطرة على المرض في الوقت المناسب.
والأورام السرطانية لها القدرة على النمو بسرعة في بعض الأحيان، وقد تقاوم العلاج، وقد تعود من جديد بعد علاجها.
ويوجد عدة أنواع من السرطانات أهمها ما يلي:
الكارسينوما
الكارسينوما هي السرطانات التي تصيب الجلد والخلايا المبطنة لأعضاء الجسم، وهي تصيب المعدة، البروستات، البنكرياس، القولون، الرئة، الثدي، والكبد. وهي أنواع شائعة من السرطانات الخبيثة.
الساركوما
تصيب هذه السرطانات الأنسجة الضامة مثل الغضاريف، والعظام، والدهون، والأعصاب. وهي تبدأ بالنمو في الأنسجة خارج نخاع العظم. وتعتبر معظم أنواع الساركوما أوراماً خبيثة.
سرطانات الخلايا الجنسية
تنمو سرطانات الخلايا الجنسية في الخلايا التي تتطور إلى الحيوانات المنوية والبويضات. وهي عادةً تصيب الخصيتين والمبايض، لكنها قد تظهر أيضاً في الدماغ، أو البطن، أو الصدر.
بلاستوما
البلاستوما هي أورام تصيب الأنسجة الجنينية أو الخلايا في طور النمو. وعادةً تصيب هذه الأورام الأطفال أكثر من البالغين، وقد تؤدي إلى نمو الأورام في الدماغ، والعينين، والجهاز العصبي.
اقرأ أيضاً: أسئلة وأجوبة حول العلاج الكيماوي للسرطان
باختصار يوجد أنواع عديدة من الأورام ومعظمها لا يكون ضاراً ويمكن تركه دون علاج. بينما يوجد أنواع أخرى قد تكون خطيرة للغاية وقد تهدد حياة المريض، وقد تتحول إلى أورام سرطانية.
يمكن تحديد الأورام الحميدة من الأورام الخبيثة عن طريق تشخيصها من قبل طبيب مختص.
يعتمد علاج الأورام على حجم ونوع الورم. إن شعرت بوجود ورم أ ظهور كتلة في جسمك فيجب عليك استشارة طبيب في أقرب وقت ممكن، إذ أن الكشف المبكر يمنح خيارات علاجية أكثر، ويزيد من فرص الشفاء والنجاة.