يعد الالتهاب الرئوي من الحالات الشائعة لدى الأطفال خاصة أقل من عمر سنتين، وتستدعي تلك الحالة العناية الفائقة بالطفل حتى اكتمال الشفاء، والوقاية من المضاعفات، حيث يسبب الالتهاب الرئوي امتلاء الحويصلات الهوائية بالسوائل مما يسبب ظهور العديد من الأعراض على الطفل.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن الالتهاب الرئوي عند الأطفال، وأسبابه، وأعراضه، وأهم طرق العلاج، وكيفية الوقاية.
ما هو الالتهاب الرئوي عند الأطفال؟
يحدث الالتهاب الرئوي عند الأطفال نتيجة الإصابة بعدوى في الرئتين، سواء عدوى بكتيرية أو عدوى فيروسية، وقد تكون العدوى فيروسية في البداية ثم تتطور إلى عدوى بكتيرية ثانوية، حيث تسبب العدوى الفيروسية تهيج مجرى الهواء، أو إضعاف جهاز المناعة لدى الطفل، مما يسهل الإصابة بعدوى بكتيرية ثانوية فيما بعد، مسببة الالتهاب الرئوي، ويمكن لمعظم الأطفال في الوقت الحالي التعافي من الالتهاب الرئوي بسهولة إذا تلقوا العناية الطبية المناسبة.[1]
يعد الالتهاب الرئوي أكثر شيوعًا خلال فصل الخريف، والشتاء، وأوائل الربيع، عندما يقضي الأطفال وقتًا أطول في الداخل على اتصال وثيق بالآخرين، ولا تتأثر احتمالية إصابة الطفل بالالتهاب الرئوي بكيفية لبسه، أو بدرجة حرارة الهواء في الأيام الباردة.[1]
أسباب الالتهاب الرئوي عند الأطفال
يحدث الالتهاب الرئوي عند الأطفال كما ذكرنا نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، وتشمل أهم أنواع العدوى المسببة للالتهاب الرئوي لدى الأطفال ما يلي:[2]
- العقدية الرئوية: وهي السبب الأكثر شيوعًا للالتهاب الرئوي البكتيري عند الأطفال.
- المستدمية النزلية من النوع ب: وهي السبب الثاني الأكثر شيوعًا للالتهاب الرئوي البكتيري.
- الفيروس المخلوي التنفسي: وهو السبب الفيروسي الأكثر شيوعًا للالتهاب الرئوي.
- المتكيسات الرئوية: تعد أحد أكثر أسباب الالتهاب الرئوي عند الرضع المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
تنتشر عدوى الالتهاب الرئوي عند الأطفال عادة عن طريق الرذاذ المحمول من سعال أو عطس الشخص المصاب، كذلك قد تنتشر عن طريق الدم خاصة أثناء الولادة وبعدها بفترة قصيرة.[2]
عوامل خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي عند الأطفال
قد تزداد احتمالية إصابة بعض الأطفال بالالتهاب الرئوي مقارنة بغيرهم، وتشمل أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي عند الأطفال ما يلي:[2]
- الأطفال الذين يعانون من ضعف المناعة.
- الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
- الأطفال الذين لم يحصلوا على الرضاعة الطبيعية.
- الأطفال المصابون بالربو.
- الأطفال المصابون بالتليف الكيسي.
- الأطفال الذين يعانون من بعض أنواع العدوى، مثل الحصبة، أو فيروس نقص المناعة البشرية.
يمكن أن تزيد بعض العوامل البيئية التالية أيضًا من خطر تعرض الطفل للإصابة بالالتهاب الرئوي، مثل تلوث الهواء الداخلي الناجم عن الطهي أو التدفئة باستخدام وقود عضوي، مثل الخشب أو روث الحيوانات، أو العيش في منازل مزدحمة، أو تعرض الطفل لدخان السجائر نتيجة تدخين الوالدين.[2]
أعراض الالتهاب الرئوي عند الأطفال
تبدأ أعراض الالتهاب الرئوي عند الأطفال عادة كأعراض الإنفلونزا، ثم تزداد سوءًا ببطء على مدار أيام قليلة عندما تملأ السوائل الحويصلات الهوائية في الرئة، ويمكن أن تشمل علامات وأعراض الالتهاب الرئوي ما يلي:[3][4]
- حمى.
- سعال.
- قشعريرة.
- زيادة معدل التنفس.
- أصوات الشخير أو الصفير أثناء التنفس.
- صعوبة في التنفس.
- قيء.
- ألم في الصدر.
- ألم في البطن.
- فقدان الطاقة.
- فقدان الشهية.
تكون عادة أعراض الالتهاب الرئوي الناجم عن عدوى فيروسية أقل حدة من الالتهاب الرئوي الناجم عن عدوى بكتيرية، ويمكن أن يتسبب كلا النوعين من الالتهاب الرئوي في استمرار سعال الطفل لأسابيع بعد توقف الحمى.[4]
اقرأ أيضًا: أعراض التهاب الرئة
تشخيص الالتهاب الرئوي عند الأطفال
يمكن لمقدم الرعاية الصحية تشخيص الالتهاب الرئوي عند الأطفال بناء على الوقت من العام، وأعراض الطفل، ومراقبة تنفس الطفل، والاستماع إلى الرئتين، كذلك يمكن إجراء تصوير الصدر بالأشعة السينية، أو اختبارات الدم من أجل التحقق من وجود التهاب رئوي جرثومي.[4]
علاج الالتهاب الرئوي عند الأطفال
يعتمد علاج الالتهاب الرئوي عند الأطفال على نوع العدوى المسببة للمرض، فبالنسبة للالتهاب الرئوي الفيروسي، مثل فيروس الإنفلونزا أو فيروس كورونا يعتمد العلاج على استخدام مضادات الفيروسات، ولا يحتاج المريض تمامًا إلى استخدام مضادات حيوية.[3]
بينما يعتمد علاج الالتهاب الرئوي البكتيري بشكل أساسي على المضادات الحيوية، ويعتمد اختيار المضاد الحيوي على نوع البكتيريا التي تسببت في الالتهاب الرئوي.[3]
قد يحتاج بعض الأطفال إلى العلاج داخل المستشفى إذا تسبب الالتهاب الرئوي في ارتفاع في درجة الحرارة، أو مشاكل في التنفس، أو إذا كانوا بحاجة إلى الأكسجين، أو إذا كانوا يعانون من القيء ولا يمكنهم تناول الدواء، أو إذا أصيبوا بعدوى رئوية انتشرت في مجرى الدم.[3]
يمكن أن يشمل العلاج داخل المستشفى استخدام المضادات الحيوية عن طريق الوريد، كذلك السوائل وعلاجات التنفس، ويمكن معالجة الحالات الأكثر خطورة في وحدة العناية المركزة.[3]
اقرأ أيضًا: كيفية علاج التهاب الرئة
الوقاية من الالتهاب الرئوي عند الأطفال
تشمل أهم طرق الوقاية من الالتهاب الرئوي عند الأطفال ما يلي:
- ينبغي الحفاظ على اللقاحات المطلوبة، فيجب أن يبدأ جميع الأطفال بدءًا من عمر شهرين سلسلة من اللقاحات التي تمنع الالتهاب الرئوي.
- يجب أن يحصل جميع الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر أو أكثر على لقاح الإنفلونزا سنويًا، حتى لو كانوا يعانون من حساسية تجاه البيض.
- يجب تعليم الأطفال تغطية أنوفهم وأفواههم بمنديل الوجه، أو كم من قميصهم عند العطس، والتخلص من المناديل بعد الاستخدام.
- ينبغي تعليم الأطفال كيفية غسل اليدين باستمرار.
- يجب غسل الأسطح التي يتم لمسها كثيرًا، مثل الألعاب، والطاولات، ومقابض الأبواب بالماء والصابون أو مسحها بمطهر.
- ينبغي الحفاظ على المنزل خاليًا من التدخين.
- يجب استشارة الطبيب عن أي لقاحات إضافية في حال إذا كان طفلك يعاني من ضعف في جهاز المناعة، أو كان معرضًا لخطر أكبر بسبب حالة مزمنة في الرئتين، أو القلب، أو الكلى.
اقرأ أيضًا: الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي