عند الإقبال على أي خطوة جديدة أو مصيرية في الحياة، من الطبيعي أن ينتاب الإنسان الكثير من القلق ونوبات التوتر التي تؤدي إلى بعض الاكتئاب والرغبة في العزلة لبعض الوقت.

إن اكتئاب ما قبل الزواج ليس نوعاً متقدماً أو معقداً من الاكتئاب، ولا يحتاج شهوراً أو سنيناً للعلاج، بل هو يمثل فقط نوعاً من التوتر أو الإجهاد الذهني والنفسي الذي يصيب الزوجين في الأشهر القليلة التي تسبق يوم زفافهما؛ مما يصيبهما أو يصيب أحدهما بحالة من الاكتئاب أو الحزن الشديد.

لحسن الحظ، يعد هذا التوتر الذي يسبق الزفاف توتراً إيجابياً؛ فالتوتر الإيجابي هو ذاك الشعور الذي يصيب الشخص عندما يخطط لخطوة كبيرة كالزواج؛ حيث يغمر الشخص الشعور بالسعادة والخوف والتوتر في آن واحد.

اسباب اكتئاب ما قبل الزواج

إن السبب الرئيسي لحدوث اكتئاب قبل الزواج هو ارتفاع نسبة هرمون الكورتيزول في هذه المرحلة؛ مسبباً الحزن الذي تشعر به بالإضافة إلى أعراض شبيهة بحالة الاكتئاب.

إن مخاوف المقبلين على الزواج والتي قد تؤدي إلى اكتئاب ما قبل الزواج غالباً ما تتلخص في النقاط التالية:

  • الانتقال من منزل الوالدين أو من السكن الفردي إلى منزل جديد تماماً.
  • المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الفتاة والشاب لضمان استقرار البيت وتولي شؤونه وإدارته.
  • كيفية تلبية احتياجات الزوجين العاطفية واحتوائه.
  • الجهد الذي ستحتاج الفتاة والشاب إلى بذله بشكل يومي (خاصة في الفترة الأولى من الزواج) من أجل التكيف والتأقلم مع الحياة والمسؤوليات الجديدة والمتجددة - بعد الإنجاب تحديداً أو عند المرور بضائقة مالية أو فقدان العمل أو غيره.
  • تفاصيل يوم الزفاف وتوقعات الفتاة لحفل عرسها والذي تريده بالتأكيد على أكمل وجه.
  • الحنين إلى منزل الوالدين.
  • الخوف من عدم إرضاء توقعات الأهل والناس عموماً بشأن الزواج المثالي وبشأن ترتيبات الزفاف.

ويجدر الذكر هنا أن التغلب على الاكتئاب ما قبل الزواج يكمن بشكل أساسي بوضع كلا الزوجين يديهما على النقاط التي تشغل ذهنهما حقاً ومحاولة معالجتها، والحقيقة أن معظم هذه المخاوف تحتاج إلى بعض التوعية لحلها ومن ثم التخلص من بعض الحمل الذهني والنفسي الذي يعاني منه كل مقبل على الزواج.

فمن المهم بالنسبة للعروس (وكذلك زوج المستقبل) أن يحضرا الدورات التدريبية المناسبة ليعلمان واجباتهما وحقوقهما، كما يجب عليهما أن يناقشا مخاوفهما سوياً وطموحاتهما وأهدافهما المستقبلية، ما من شأنه أن يخفف كثيراً من حدوث توتر واكتئاب ما قبل الزواج لديهما.

اعراض اكتئاب ما قبل الزواج

من أشهر أعراض اكتئاب ما قبل الزواج شيوعاً ما يأتي:

لا يجب أن تأخذ نوبة الاكتئاب ما قبل الزواج هذه أكثر من حدها، لأنها ربما تدفع الفرد إلى التشكيك في نفسه وفي قرار زواجه وفي الشخص الذي قبله شريكاً له، لذا على الفرد أن يتأكد أن اكتئاب ما قبل الزواج هو شعور طبيعي جداً ويصيب كل فتاة وشاب مقبلين على الزواج (طالما تحقق من ملائمة الشخص له أولًا).

ما هو علاج الاكتئاب قبل الزواج؟

أما حول كيفية التغلب على أعراض اكتئاب ما قبل الزواج وعلاجها فيتضمن ذلك:

التعبير عن المشاعر

من أهم الأمور التي يجب القيام بها من أجل علاج اكتئاب ما قبل الزواج هي أن مشاركة الفرد للطرف الآخر، أو الوالدين، أو أعز الأصدقاء مشاعره وتخوفاته، حيث يجب عليه التعبير عنها بدلاً من كبتها وذلك لتجنب عواقب الغضب والتهور، كما ينصح جلوس كلا الشريكين معاً والقيام بالتعبير معاً بصدق عن المشاعر التي تخالجهما.

تنظيم الحياة

يعد الاحتفاظ بمفكرة خلال الأشهر التي تسبق يوم الزفاف كخطوة مهمة للتغلب على أعراض اكتئاب الزواج، فهي تسمح للفرد بتذكر الأشياء التي عليه القيام بها من خلال تدوينها، حيث أن محاولة حفظ هذه الأمور غيباً غير مجدية جداً، كما أنه إذا صدف ونسي الفرد شيئاً سوف يزداد توتره سوءاً.

التحكم بالتوتر الجسدي

يساعد التحكم في التوتر والقلق أيضاً على التقليل من أعراض اكتئاب ما قبل الزواج، ويمكن للفرد التقليل من مستويات التوتر لديه من خلال:

  • ممارسة التمارين الرياضية؛ فمن شأنها مساعدة الجسم على الاسترخاء وتخفيف هرمونات التوتر.
  • النوم جيداً، ولكن ليس بشكل مفرط، لمدة تتراوح بين 8 إلى 9 ساعات كحد أقصى على أن تكون مواعيد النوم منتظمة.
  • التخفيف من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، فهي تزيد من حدة التوتر وتجعله أكثر عصبية.

تأمل المشاعر والافكار

ينصح الفرد بمحاولة قضاء بعض الوقت بمفرده، واللجوء إلى التأمل أو الصلاة؛ فهذا يحضره عاطفياً وروحياً للانتقال إلى حياته الجديدة، الأمر الذي يقلل من فرصة حدوث اكتئاب ما قبل الزواج.

اقرأ أيضاً: التأمل حاضر الذهن

استيعاب فكرة الزواج

فالزواج هو الانتقال من حياة فردية إلى أخرى مشتركة، وبالتالي فالفرد حتماً سوف يفقد حياته الحالية ومحيطه الذي لطالما اعتاد عليه (ولو جزئياً)، لذلك من الطبيعي أن يمر الفرد بفترة من "الحداد" قبل أن يعتاد على الفكرة ويتأقلم مع الظروف الراهنة، ففقدان المرء لجزء من حريته ليس بالأمر السهل!

اقرأ أيضاً: نصائح للتخلص من الاكتئاب من دون أدوية