عندما يتعرض الإنسان لبعض الضغوط النفسية أو العاطفية يمكن أن تظهر عليه بعض الأعراض، مثل التعب العام، وآلام في الجسم، واضطرابات في النوم، وغيرها، قد ترجع تلك الأعراض إلى حدوث اضطرابات في الغدة الكظرية تؤدي إلى ما يعرف بالتعب الكظري (بالإنجليزية: Adrenal Fatigue).

سنتناول في هذا المقال الحديث عن أسباب التعب الكظري، وطرق علاجه، وكيفية الوقاية.

ما هو التعب الكظري؟

توجد الغدة الكظرية في جسم الإنسان أعلى الكليتين، وتفرز مجموعة من الهرمونات التي لها أهمية كبيرة في العديد من وظائف الجسم، تشمل تلك الهرمونات الكورتيزول، والألدوستيرون، والأدرينالين، تفرز هذه الغدة هرمون الكورتيزول عند تعرض الشخص لضغوط نفسية، حيث يساعد على السيطرة على مستويات ضغط الدم وضربات القلب.[1]

لكن عندما يتعرض الشخص للضغوط لفترات طويلة، مثل التعرض لحادث أليم كفقدان أحد أفراد العائلة أو شخص عزيز، تفرز الغدة الكظرية الكورتيزون لفترات طويلة، ثم بعدها لا تستطيع الغدة إفراز المزيد من الكورتيزول، وتحدث حالة التعب الكظري، وتبدأ أعراضه في الظهور.[1]

ويختلف التعب الكظري عن قصور الغدة الكظرية، حيث أن قصور الغدة الدرقية هو حالة طبية تحدث عندما لا تنتج الغدد الكظرية كميات كافية من واحد أو أكثر من الهرمونات الأساسية التي تنتجها، بينما إجهاد الغدة الكظرية أو التعب الكظري هو نظرية تشير إلى أن المستويات العالية من الضغوط والتوتر يمكن أن تؤدي إلى شكل أخف وأقل حدة من قصور الغدة الكظرية.[2]

أعراض التعب الكظري

يستخدم مصطلح تعب الغدة الكظرية لوصف مجموعة من الأعراض، تشمل تلك الأعراض ما يلي:[3]

  • تعب عام في الجسم.
  • آلام الجسم.
  • العصبية.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • اضطرابات في النوم.
  • مشكلات في الجهاز الهضمي.
  • الشراهة إلى تناول الملح والسكر.

كيف يمكن تشخيص التعب الكظري؟

قد تكون أعراض التعب الكظري غامضة إلى حد ما، ويمكن أن تتشابه أيضًا مع أعراض العديد من الأمراض الأخرى، لذلك غالبًا ما يعتمد الطبيب في التشخيص على استبعاد تلك الأمراض والحالات الأخرى، وتشمل أهم تلك الحالات ما يلي:[2]

  • فقر دم.
  • توقف التنفس أثناء النوم.
  • مشكلات في القلب.
  • مشكلات في الرئة.
  • الالتهابات.
  • أمراض المناعة الذاتية.
  • السكري.
  • أمراض الكلى.
  • أمراض الكبد.
  • متلازمة القولون العصبي.

إذا استبعد الطبيب كل تلك الحالات الصحية، فهذا يعني أن التشخيص هو حالة التعب الكظري، وقد ترجع أسبابه إلى أكثر من احتمال، مثل اتباع نظام غذائي يفتقر إلى العناصر الغذائية الكافية، واتباع نمط حياة غير صحي، وعادات نوم أقل من مثالية.

علاج التعب الكظري

يعتمد علاج التعب الكظري غالبًا على العلاجات المنزلية، التي تتضمن عادة تغيير نمط الحياة، واتباع عادات وممارسات صحية، وتشمل أهم طرق العلاج ما يلي:[2]

  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالأطعمة التي تحتوي على كافة العناصر الغذائية الهامة للجسم.
  • الالتزام بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
  • اتباع روتين صارم للنوم والاستيقاظ، يضمن للشخص الحصول على قسط كافي من النوم.

تساعد تلك التغييرات في نمط الحياة الأشخاص الذين يعانون من المشكلات التي يمكن أن تتسبب في إصابتهم بالإجهاد الكظري، مثل التعب، والرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السكرية، والحالات المزاجية السيئة.[2]

يمكن أيضًا أن تساعد بعض المكملات الغذائية التي تحتوي على بعض العناصر الغذائية الهامة على علاج حالة التعب الكظري، وتشمل تلك العناصر ما يلي:[4]

  • فيتامين سي: تحتاج الغدد الكظرية فيتامين ج لإنتاج هرمونات التوتر والحفاظ على توازنها، فعندما تكون تحت ضغط مزمن، يمكن أن يقل فيتامين سي، حيث يعد فيتامين سي قابل للذوبان في الماء ولا يتم تخزينه في الجسم، لذا فإن الحصول عليه بشكل يومي من خلال المكملات الغذائية الفعالة هو خطوة مهمة للحفاظ على تغذية الغدة الكظرية وجميع الأنسجة.
  • فيتامين ب 5 أو حمض البانتوثينيك: تعمل الفيتامينات الموجودة في عائلة فيتامين ب بشكل عام المركب على تحسين إنتاج الطاقة الخلوية، وتوفر بعض هذه الفيتامينات بما في ذلك فيتامين ب 5 دعمًا هامًا للغدة الكظرية، حيث يعزز فيتامين ب 5 إنتاج هرمون الكورتيزول المتوازن ويساعد على تقليل مستويات الكورتيزول الزائدة التي تحدث أثناء أحداث الإجهاد.
  • فيتامين ب 6 أو البيريدوكسين: يمكن أن تؤدي الاستجابة المفرطة للضغط إلى تعطيل الجهاز العصبي وإنتاج الناقلات العصبية، مما يؤدي غالبًا إلى حالة الاكتئاب، والتقلبات المزاجية، والتوتر، ومشاعر القلق، لكن يساعد فيتامين ب 6 على استعادة التوازن للجهاز العصبي، وذلك من خلال دعم تصنيع الناقلات العصبية الرئيسية، بما في ذلك السيروتونين، والدوبامين وحمض جاما أمينوبوتيريك، هذه الناقلات العصبية تساعد على التخلص من الاكتئاب، والقلق، والتوتر.
  • فيتامين هـ: يعد فيتامين هـ هو أحد الفيتامينات التي لها خصائص مضادة للأكسدة قوية وفعالة، لذلك له القدرة على دعم إنتاج الهرمونات، وتعزيز التعافي من الإجهاد عن طريق حماية أنسجة الغدة الكظرية من أضرار الجذور الحرة التي تضعف وظيفتها.
  • الكالسيوم: يعمل معدن الكالسيوم كعامل ماص للصدمات للغدة الكظرية خلال أوقات التوتر والقلق، وذلك من خلال المساعدة على إستعادة الهدوء إلى الجسم بعد مرور حالة الإجهاد.
  • المغنيسيوم: يدعم المغنيسيوم التمثيل الغذائي المتوازن للجلوكوز في الدم وكذلك إنتاج الناقلات العصبية، مما يساعد على استقرار الحالة المزاجية وزيادة الشعور بالهدوء والحماية من القلق والتوتر، لكن يعد عنصر المغنسيوم من العناصر التي يصعب الحصول عليها من خلال النظام الغذائي، بالإضافة إلى أن الإجهاد المزمن يزيد من استنفاد عنصر المغنيسيوم من الجسم، مما يجعل الشخص أكثر عرضة لخطر نقصه، لذاك ينبغي استخدام مكملات المغنيسيوم اليومية لكي تساعد على تحسين النوم وتعزيز الاسترخاء.