يتم استخدام الستيرويدات البنائية (بالإنجليزية: Anabolic Steroids) المعروفة باسم المنشطات لبعض الحالات الطبية، ولكن يستخدمها بعض الأشخاص أيضاً بشكل غير قانوني لأغراض رياضية، مثل تعزيز الكتلة العضلية، وتحسين الأداء، وزيادة القدرة على التحمل. سنتعرف في هذا المقال على أنواع الستيرويد البنائي المتوفرة، ومخاطر استخدام هذه الستيرويدات أو المنشطات دون استشارة طبية.

ما هي الستيرويدات البنائية (المنشطات)؟

الستيرويدات البنائية أو ما يعرف أيضاً بإسم ستيرويدات الذكورة البنائية (بالإنجليزية: Anabolic Androgenic steroids, AASs)، هي منتجات صناعية من هرمون الذكورة الرئيسي التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) والتي يمكن تناولها على شكل مكملات غذائية لتعويض أو زيادة مستويات هرمون التستوستيرون الطبيعية في الجسم. تؤثر هذه الهرمونات على أجزاء كثيرة من الجسم بما في ذلك العظام، والعضلات، وبصيلات الشعر، والكبد، والكليتين، والدم، والجهاز المناعي، والجهاز التناسلي، والجهاز العصبي المركزي.

خلال فترة البلوغ، تتيح الزيادة في نسبة هرمون التستوستيرون تطور الخصائص الذكورية، مثل نمو شعر الوجه والجسم، وزيادة الطول، وزيادة الكتلة العضلية، وخشونة الصوت، والرغبة الجنسية. كما يمكن أن يساهم التستوستيرون أيضاً في صفات العدوانية، والاعتزاز بالنفس، والتنافسية.

ينتج جسم الإناث أيضاً هرمون التستوستيرون لكن بكميات قليلة، حيث يتم استخدامه للحفاظ على قوة العظام وصحة الوظيفة الجنسية.

يساعد وجود مستويات أعلى من المعتاد من هرمون التستوستيرون على تكوين بروتينات تستخدم لدعم الوظائف التالية:

  • نمو العضلات.
  • نمو الشعر.
  • كثافة العظام.
  • الوظائف الجنسية.

لهذا السبب يرتبط استخدام المنشطات بالرياضيين غالباً، مثل لاعبي كمال الأجسام، ويكثر تناول مكملات هرمون التستوستيرون والمنشطات فيما بينهم، حيث يعتقد الرياضيون أنه كلما تناولت المزيد من الستيرويدات البنائية كلما زادت احتمالية نمو العضلات وازدادت القوة الجسدية. لذلك يشار إلى الهرمونات البنائية باسم أدوية تحسين الأداء (بالإنجليزية: Performance Enhancing Drugs).

اقرأ أيضاً: رياضة الكمال الجسماني والأدوية المنمية للعضلات

كيف يتم استخدام الستيرويدات البنائية؟

يمكن أن يؤدي الاستخدام المستمر لستيرويدات الذكورة البنائية دون حاجة طبية إلى مشاكل، مثل تحمل الدواء (بالإنجليزية: Drug Tolerance)، حتى أنها قد تتسبب في توقف الجسم عن إنتاج هرمون التستوستيرون الطبيعي. ولكن بالرغم من ذلك يستخدم العديد من الأشخاص هذه الستيرويدات لأهداف غير طبية خاصة إذا تم استخدام هذه المنشطات على شكل مكمل أو حقن تحتوي على تراكيز عالية.

يستخدم البعض الستيرويدات البنائية بشكل مستمر، لكن البعض الآخر يحاول تقليل الأثار السلبية لاستخدام المنشطات من خلال أنماط الاستخدام المختلفة، والتي نذكرها فيما يلي:

  • استخدامها على شكل دورات (بالإنجليزية: Cycling): يقوم الشخص بتناول المنشطات في دورات من 6 إلى 12 أسبوعاً، يليها فترة توقف تمتد 4 أسابيع إلى عدة أشهر.
  • استخدامها بأسلوب التكديس (بالإنجليزية: Stacking): يجمع بعض المستخدمين عدة أنواع مختلفة من المنشطات أو يقومون بدمج مكملات أخرى معها في محاولة لزيادة فعالية المنشطات.
  • استخدامها بأسلوب هرمي (بالإنجليزية: Pyramiding): يقوم بعض المستخدمين بزيادة الجرعة تدريجياً حتى الوصول إلى الذروة ثم تقليل الكمية.
  • استخدامها بنمط الهضبة (بالإنجليزية: Plateauing): وهو التحويل بين أنواع الستيرويد بشكل مفاجىء لمنع الستيرويد من أن يصبح غير فعالاً ثم العودة إليه مرة أخرى.

مع ذلك، فإنه لا يوجد اي دليل على أن هذه الأنماط تقلل من المخاطر.

ما هي أنواع الستيرويدات البنائية؟

يوجد ما يصل إلى 32 نوعاً من الستيرويدات البنائية المدرجة على المواقع التجارية، ويمكن تقسيم هذه الأنواع بحسب استخداماتها؛ حيث أن البعض منها له استخدامات طبية فقط، مثل نيبيدو (بالإنجليزية: Nebido)، أما أنادرول (بالإنجليزية: Anadrol) أحد الأمثلة على الستيرويدات التي تستخدم لأغراض طبية بالإضافة إلى استخدامه من قبل الرياضيين. هناك أنواع أخرى البعض، مثل أنادور (بالإنجليزية: Anadur) فإنه ليس لها أي استخدام طبي وإنما يستخدم من قبل الرياضيين فقط.

كما يمكن تقسيم الستيرويدات البنائية أياً كان الهدف منها حسب طريقة تناولها إلى الأقسام التالية:

  • ستيرويدات تؤخذ عن طريق الفم.
  • ستيرويدات تؤخذ عن طريق الحقن.
  • ستيرويدات تؤخذ عبر الجلد على شكل جل أو كريم.
  • ستيرويدات تؤخذ على شكل حبيبات يتم غرسها تحت الجلد.

كيف تساهم الستيرويدات البنائية (المنشطات) في بناء العضلات؟

تنتقل الستيرويدات البنائية عبر مجرى الدم إلى أنسجة العضلات حيث ترتبط بمستقبلات الأندروجين، ثم يقوم بعدها الدواء بالتفاعل مع الحمض النووي (بالإنجليزية: DNA) للخلية ويحفز عملية تصنيع البروتين الذي يعزز نمو الخلية.

اقرأ أيضاً: هرمون التستوستيرون والانتصاب

ما هو الهدف من استخدام الستيرويدات البنائية (المنشطات)؟

إن الستيرويدات البنائية ليست ضارة دائماً إذا تم استخدامها بشكل مناسب، ويمكن استخدام هذه الستيرويدات لمجموعة متنوعة من الأسباب الصحية أو الأهداف الرياضية، بما في ذلك:

  • تأخر البلوغ (بالإنجليزية: Delayed Puberty).
  • زيادة كتلة الجسم والتي تنتج عن زيادة إنتاج البروتين في الجسم.
  • خفض نسبة الدهون بشكل عام في الجسم.
  • اكتساب قوة العضلات والصلابة.
  • زيادة كثافة العظم.
  • زيادة إنتاج خلايا الدم الحمراء.
  • تحسين الأداء الرياضي الذي يحتاج إلى القوة، مثل رفع الأثقال.
  • زيادة الكتلة العضلية عبر تكديس الستيرويدات مع مواد أخرى، مثل هرمون النمو والإنسولين.
  • الحفاظ على الكتلة العضلية عند وجود حالة مرضية تتسبب في استهلاك العضلات، مثل أمراض الكبد والسرطان والإيدز.

اقرأ أيضاً: المنشطات الرياضية وأضرارها

يستهلك الرياضيون الستيرويدات البنائية غالباً على مبدأ التجربة والخطأ، استنادً إلى المعلومات المكتسبة من الرياضيين الآخرين أو مدربي النوادي الرياضية أو المواقع الالكترونية، وبالتالي فهم لا يحصلون على المعلومات الطبية والدعم الطبي اللازمين لإبقاءهم آمنين أثناء استخدام هذه الأدوية.

ما هي الآثار الجانبية الناتجة عن استخدام المنشطات؟

تعتمد الآثار الجانبية التي تنتج عن استخدام الستيرويدات البنائية على المنتج المستخدم إضافة إلى عمر وجنس المستخدِم، والكمية المستخدمة، ومدة الإستخدام.

قد تسبب للستيرويدات المأخوذة ضمن الجرعات الموصوفة بشكل قانوني الآثار الجانبية التالية:

  • حب الشباب.
  • احتباس السوائل.
  • صعوبة أو ألم عند التبول.
  • تضخم الثدي عند الذكور أو ما يعرف طبياً باسم التثدي (بالإنجليزية: Gynecomastia).
  • زيادة عدد خلايا الدم الحمراء.
  • انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد (HDL).
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL).
  • نمو الشعر أو تساقطه.
  • انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو العقم.
  • تغيرات في الرغبة الجنسية.

لذا فإنه عند استعمال الستيرويد فإن على المريض أن يقوم بزيارات دورية إلى الطبيب بهدف المتابعة، بالإضافة إلى إجراء اختبارات دم دورية لمراقبة الآثار الجانبية غير المرغوب بها.

أما عند استخدام المنشطات لأهداف غير طبية، فإن الجرعة المستخدمة تكون عادة 10 إلى 100 ضعف الجرعة الموصوفة طبياً، وقد يؤدي هذا الاستخدام الخاطىء إلى زيادة خطر الإصابة بما يلي:

  • مشاكل القلب والأوعية الدموية.
  • احتشاء عضلة القلب وموت القلب المفاجىء.
  • مشاكل الكبد بما في ذلك الأورام.
  • تمزق الأوتار بسبب اضمحلال الكولاجين.
  • هشاشة العظام؛ حيث يؤثر استعمال المنشطات على عملية الأيض للكالسيوم وفيتامين دال.
  • انخفاض معدل النمو للمراهقين.
  • الشعور السيء تجاه شكل الجسم (بالإنجليزية: Body Dysmorphia).
  • التسبب في حدوث الصلع أو جعله يبدأ بوقت مبكر.
  • تقليل كمية التستوستيرون الطبيعي الذي ينتجه الجسم أو ما يعرف باسم قصور الغدة التناسلية (بالإنجليزية: Hypogonadism).

أما استعمال الستيرويدات في النساء فقد يؤدي إلى:

  • عدم انتظام في الدورة الشهرية.
  • خشونة الصوت.
  • إطالة البظر.
  • زيادة نمو شعر الوجه والجسم.
  • صغر حجم الثديين.
  • زيادة الدافع الجنسي.
  • تغيرات في شكل الوجه.
  • العقم.

من الجدير بالذكر، أنه قد تستمر بعض هذه التغيرات حتى بعد إيقاف استخدام المنشطات.

اقرأ أيضاً: أسباب الشعر الزائد عند النساء ونموه غير الطبيعي

ما هي المخاطر الصحية الناجمة عن استخدام الستيرويدات البنائية؟

بالإضافة إلى الآثار الجانبية المذكورة أعلاه، فإن استخدام الستيرويدات البنائية قد ينطوي على المخاطر الصحية التالية:

  • مشاركة الإبر المستخدمة لحقن المنشطات قد يزيد من فرصة الإصابة بالأمراض المعدية المنقولة بالدم، مثل: الإيدز أو التهاب الكبد.
  • استخدام المنتجات غير المرخصة قد ينطوي على خطر التسمم.

كما يمكن أن تظهر أعراض نفسية لدى الأشخاص الذين يستخدمون المنشطات لفترة طويلة، وتشمل هذه الأعراض:

  • تقلبات مزاجية شديدة.
  • جنون العظمة والأوهام.
  • الغضب الذي قد يؤدي إلى العنف.

يكون الأشخاص المعرضين أساساً لهذا النوع من السلوكيات أكثر عرضة للإصابة بهذه الآثار النفسية. إضافة إلى أن الاستخدام غير المنظم لهذه المواد قد يؤدي إلى الإدمان.

ما هي الأعراض الانسحابية للمنشطات؟

قد يعاني بعض الأشخاص من متلازمة الانسحاب عند إيقاف استخدام الستيرويدات بشكل مفاجىء بعد استخدامها لفترة طويلة من الزمن، وقد تتضمن هذه الأعراض ما يلي:

  • التعب.
  • تقلبات المزاج.
  • التململ.
  • الاكتئاب.
  • الأرق.
  • فقدان الرغبة الجنسية.

تعد الخطوة الأولى في علاج تعاطي الستيرويدات البنائية هي التوقف عن استخدامها وطلب المساعدة الطبية من أجل معالجة أي أعراض نفسية أو بدنية قد تحدث.

اقرأ أيضاً: مخاطر المكملات الغذائية على صحة الرياضيين

ما هي سلائف الستيرويدات البنائية؟

تعرف كلمة سلائف الهرمونات بأنها المواد التي تتحول إلى الهرمونات، وسلائف الستيرويدات البنائية (بالإنجليزية: Anabolic Steroids Precursors, Prohormones)، هي مواد يمكن للجسم تحويلها إلى الستيرويدات. تعد الستيرويدات البنائية منشطة للخصائص الذكورية، مثل نمو شعر الوجه وخشونة الصوت، إلا أن سلائف الستيرويدات البنائية قد تتحول أيضاً إلى الهرمون الأنثوي استروجين، مما قد يؤدي أحيانا إلى كبر حجم الثدي لدى الرجال.

اقرأ أيضاً: ظاهرة التثدي عند الرجال

حتى وقت قريب كان يتم الإعلان عن سلائف الستيرويدات وبيعها كمكملات غذائية لتحسين الأداء الرياضي وصورة الجسم، أما الآن فإن العديد من هذه المنتجات غير قانونية ولا يجوز بيعها بدون وصفة طبية؛ كونها ذات آثار صحية ضارة تشابه الآثار الجانبية للستيرويدات البنائية.

ما هو الهدف من استخدام سلائف الستيرويدات البنائية؟

يميل الذكور إلى استخدام المنشطات لتحسين أدائهم الرياضي والظهور بمزيد من القوة العضلية. أما الإناث فقد يكون الهدف لفقدان الوزن، والدفاع عن النفس، والرغبة في الظهور بجسم رياضي.

ما هي مخاطر استخدام سلائف الستيرويدات البنائية؟

قد يكون لاستخدام سلائف الستيرويدات البنائية تأثيرات غير صحية طويلة الأمد كتلك الناتجة عن استخدام الستيرويدات، وكلما زادت الجرعة زادت حدة الآثار الجانبية. وفي حال التوقف عن استخدام سلائف الستيرويد فإن بعض هذه الآثار الجانبية تختفي في حين أن البعض الآخر يستمر في الظهور.

ختاماً، فإن استخدام المنشطات بجرعات صغيرة تحت إشراف طبي لا يعد أمراً خطيراً، ولكن شأنها كشأن أي مكمل صناعي فإنها يمكن أن تكون خطيرة أو حتى مميتة عند إساءة استخدامها، سواء أكان ذلك لفترة قصيرة أم طويلة.

ينبغي دائماً التحدث إلى طبيب قبل استخدام المنشطات، وتذكر أنك للحصول على الفائدة المرجوة منها وتجنب آثارها الخطيرة فإنه يجب استشارة خبير لمعرفة الجرعة المناسبة لجسمك.

للمزيد: علاج نقص هرمون التستوستيرون بالأعشاب والتغذية