تعددت فوائد الشاي الأخضر منذ القدم في مجالات مختلفة، منها العلاجية ومنها التجميلية، وتم استخدامه في الطب التقليدي والبديل لأهداف متنوعة، مثل وقف النزيف، وتحسين عملية الهضم، بالإضافة لتنظيم حرارة الجسم. ومن الجدير بالذكر أنه ينصح بعدم استبدال العلاجات الدوائية الموصوفة بالشاي الأخضر دون استشارة الطبيب لأنه لا يعد بديلاً للعلاج الدوائي، وسنتعرف في هذا المقال على فوائد الشاي الأخضر المتعددة.
فوائد الشاي الأخضر
تميز الشاي الأخضر بالعديد من الفوائد العلاجية والتجميلية، وفيما يلي نذكر بعضاً من فوائد الشاي الأخضر:
- فوائد الشاي الأخضر للتنحيف: يتساءل الكثير عما إذا كان الشاي الأخضر يعمل على تقليل الوزن، والحقيقة أنه قد يساهم في إنقاص الوزن إلى جانب حمية غذائية مناسبة، حيث يساهم في زيادة معدل حرق الدهون في الجسم وخاصة في منطقة الكرش، وزيادة معدلات الأيض، والتقليل من الشهية، ولكن لا يوجد دراسات كافية تؤكد فوائد الشاي الأخضر للكرش ومعالجة السمنة إلى الآن، إذ اختلفت النتائج حول مساهمة الشاي الأخضر في تقليل الوزن.
- فوائد شاي الأخضر لمرضى السكري: يساهم الشاي الأخضر في تحسين حساسية الأنسولين، وبالتالي يخفض مستويات السكر في الدم، كما يساهم في تقليل خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري.
- فوائد الشاي الاخضر للجنس: يمكن أن يساعد شرب الشاي الأخضر في زيادة الرغبة الجنسية وخاصة لدى النساء، حيث أن نسبة الكافيين الموجودة في الشاي الأخضر تلعب دوراً مهماً في تحفيز جزء معين في الدماغ المسؤول عن التحكم في المشاعر الخاصة بالإثارة الجنسية، مما يساهم في زيادة الرغبة الجنسية.
- فوائد الشاي الأخضر للمفاصل والعظام: يمكن أن يساهم تناول الشاي الأخضر في الحفاظ على كثافة العظام والتحسين من قوتها، الأمر الذي يقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام خاصة عند المرأة في سن اليأس، كما يساهم الشاي الأخضر في التقليل من شدة أعراض التهاب المفاصل والروماتيزم خاصة عند استخدامه مع العلاجات التقليدية لهذه الأمراض.
- فوائد الشاي الأخضر للقولون وصحة الجهاز الهضمي: من فوائد الشاي الأخضر للقولون أنه يساهم في محاربة سرطان القولون وتقليل خطر الإصابة به، وذلك لاحتواء الشاي الأخضر على مادة كيميائية تدعى بالإبيغالوكاتشين غالات (بالإنجليزية: Epigallocatechin gallate) والتي تعمل على منع نشاط الخلايا الجذعية لسرطان القولون، كما أن تناول الشاي الأخضر بعد الأكل يساعد على الهضم، ولهذا يفضل تناوله بعد الوجبات الدسمة لتقليل احتمالية الإصابة بعسر الهضم واضطراب الأمعاء.
ووفقاً للمركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية، فإن شرب الشاي الأخضر يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض الجهاز الهضمي بشكل عام، لذلك فإن أفضل وقت لشرب الشاي الأخضر هو بعد الوجبات للحصول على فوائد الشاي الأخضر بعد الأكل، كما أن تناول الشاي الأخضر مرتين يومياً ولمدة 8 أسابيع قد يحسن من الحالة الصحية عند المرضى الذين يعانون من أمراض الأمعاء الالتهابية.
- فوائد الشاي الأخضر لصحة الفم والأسنان: يمكن أن يقلل الشاي الأخضر من رائحة الفم الكريهة، ومن نمو البكتيريا والقضاء عليها أيضاً، ومن ضمنها البكتيريا العقدية الطافرة التي تسبب ظهور اللويحات السنية، أو ما تعرف ببلاك الأسنان، والتي تعد السبب الرئيسي للإصابة بتسوس الأسنان.
- فوائد الشاي الأخضر للكبد: أشارت مجلة الكيمياء الحيوية الغذائية (بالإنجليزية: Journal of Nutritional Biochemistry) إلى أن شرب مستخلص الشاي الأخضر جنباً إلى جنب مع ممارسة التمارين الرياضية، قد يقلل من شدة أمراض الكبد المرتبطة بالسمنة بنسبة 75٪، كما ذكرت المجلة العالمية لأمراض الجهاز الهضمي (بالإنجليزية: World Journal of Gastroenterology) أن شرب الشاي الأخضر قد يساعد في تقليل محتوى الدهون بشكل عام، كما يساعد في تقليل حدوث المضاعفات لدى مرضى الكبد الدهني غير الكحولي (بالإنجليزية: Nonalcoholic fatty liver disease) مثل الإصابة بالسكري، وذلك عن طريق تقليل امتصاص الجلوكوز وزيادة حساسية الأنسولين.
- فوائد شاي الأخضر للتقليل من القلق والأرق: يساعد تناول الشاي الأخضر على الاسترخاء والنوم، والتقليل من القلق، لذلك ينصح بشرب الشاي الأخضر قبل النوم، إذ يمتلك الثيانين (بالإنجليزية: L-theanine) الموجود في الشاي الأخضر تأثيراً مهدئاً، كما يساعد تناول كوب من الشاي الأخضر على تقليل أعراض الاضطرابات المرتبطة بالقلق، مثل القلق العام، واضطراب الوسواس القهري، بالإضافة لاضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي.
- فوائد الشاي الأخضر الأخرى: يمتلك الشاي الأخضر فوائد محتملة أخرى، ومن أبرز تلك الفوائد المحتملة ما يلي:
- التقليل من الإجهاد والإرهاق المزمن.
- التحسين من قدرة وأداء الرياضيين.
- الوقاية من الإصابة بالأمراض المعدية، مثل البرد والإنفلونزا.
- الوقاية من الاكتئاب.
- الوقاية من الإصابة باللوكيميا.
- التخفيف من الألم بعد الخضوع للعمليات الجراحية.
كيفية استخدام الشاي الأخضر للحصول على فوائده
يتوفر الشاي الأخضر في أشكال وتركيبات مختلفة والتي يمكن استخدامها من أجل الحصول على فوائد الشاي الأخضر العلاجية والتجميلية، ونذكر فيما يلي بعضاً من هذه الأشكال:
- أوراق الشاي الأخضر الخام، وتستخدم من خلال إضافتها إلى الماء الساخن، ثم تترك للنقع؛ ليتم اللحصول على مشروب الشاي الأخضر، ويفضل أن تتراوح درجة حرارة الماء من 71 - 77 درجة مئوية، وعدم وضعها في الماء المغلي؛ لأن ذلك يؤدي إلى فقدان مركبات الكاتيشين. ويمكن إضافة السكر، أو العسل، أو الليمون، أو النعناع لمنح النكهة المرغوبة.
- عبوات مشروب الشاي الأخضر، حيث يتوفر الشاي الأخضر على شكل عبوات جاهزة وبنكهات مختلفة، وبعضها مضاف إليها السكر أو المحليات الصناعية الأخرى.
- مسحوق أوراق الشاي الأخضر، ويمتاز بسرعة ذوبانه بمجرد إضافته إلى الماء الساخن للحصول على مشروب شاي أخضر المتجانس.
- زيت الشاي الأخضر، ويستخلص من أوراق شجرة الشاي الأخضر، ويستخدم عادةً بشكل موضعي على البشرة أو الشعر للاستفادة من فوائد الشاي الاخضر للشعر والبشرة.
- مكملات الشاي الأخضر، ويوجد العديد من مكملات الشاي الأخضر في الأسواق والصيدليات، والمتاحة على شكل كبسولات أو شراب، وتحتوي على مستخلص أوراق الشاي الأخضر.
- كريمات ومنتجات تجميلية تحتوي على الشاي الأخضر، حيث يوجد العديد من المنتجات التجميلية أو الطبية الموضعية، مثل الكريمات، والمراهم، واللوشن، والتونر، والغسولات، والشامبو، وكريمات الشعر التي تحتوي على مستخلص الشاي الأخضر أو أحد مكوناته الفعالة.
أضرار الشاي الأخضر المحتملة
يعد الشاي الأخضر آمناً للبالغين عند تناوله كمشروب بكميات معتدلة، أو عند تطبيقه على المدى القصير، ولكن على الرغم من فوائد الشاي الأخضر العديدة ، إلا أنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية، مثل اضطراب المعدة والإمساك، خاصة عند تناوله لفترة طويلة أو بجرعات عالية، ويعود ذلك في الغالب بشكل رئيسي بسبب زيادة استهلاك الكافيين بكميات كبيرة.
تتراوح أضرار الشاي الأخضر من الخفيفة إلى الخطيرة، وتشمل الصداع، والعصبية، والتهيج، والأرق، ومشاكل النوم، والتقيؤ، والإسهال، يمكن أن يؤدي استهلاك الجرعات العالية جداً من الشاي الأخضر إلى الموت، حيث تقدر الجرعة المميتة من الكافيين في الشاي الأخضر بـ 10 - 14 جراماً (150-200 مجم لكل كيلوجرام).
للمزيد: ما هي أضرار الشاي الأخضر؟
محاذير شرب واستخدام الشاي الأخضر
يجب الحذر عند استخدام الشاي الأخضر، أو الامتناع عن تناوله بكثرة في الحالات الآتية:
- الحساسية الشديدة من الكافيين: قد يسبب تناول الشاي الأخضر لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية شديدة من الكافيين عدداً من الآثار جانبية، مثل: الأرق، أو القلق، أو الغثيان، أو اضطراب المعدة.
- تناوله عند الأطفال: يعد الشاي الأخضر آمناً للأطفال عند استخدامه بالكميات الشائعة في الأطعمة والمشروبات، ولكن يجب عدم الإفراط في استعماله، وذلك خوفاً من حصول صعوبة في النوم، وقلة تركيز، وتشتت لدى الأطفال.
- الحمل أو الرضاعة الطبيعية: يعد الشاي الأخضر آمناً للمرأة الحامل أو المرضع عند تناوله بكميات صغيرة، والتي لا تتجاوز 2 كوب في اليوم؛ وذلك لأن تناول أكثر من كوبين يومياً قد يرتبط بآثار سلبية، مثل زيادة خطر الإجهاض، أو حدوث عيوب خلقية عند الجنين.
للمزيد: الشاي الأخضر للحامل
الفئات التي يجب الحذر عند تناولها للشاي الأخضر
ينصح بالحذر وعدم تناول الشاي الأخضر بكثرة لدى الأشخاص الذين يعانون مما يلي:
- فقر الدم أو اضطرابات النزيف.
- اضطرابات القلق.
- أمراض القلب.
- السكري والضغط.
- الإسهال.
التداخلات الدوائية للشاي الأخضر
يجب على المريض استشارة الطبيب والصيدلاني قبل البدء باستخدام الشاي الأخضر، كما يجب إخبارهم بجميع الأدوية والمكملات الغذائية الأخرى التي تستخدم، إذ يوجد العديد من التداخلات الدوائية للشاي الأخضر، كما يمكن للشاي الأخضر أن يزيد أو يقلل من فاعلية بعض الأدوية والمكملات الغذائية، وفي المقابل هناك عدد من الأدوية والمكملات الغذائية تزيد من فرصة حدوث الآثار الجانبية للشاي الأخضر.
كما يزيد الشاي الأخضر من احتمالية حدوث النزيف لدى الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المميعة للدم، مثل الأسبرين، والوارفارين. ومن الأدوية التي تتداخل مع الشاي الأخضر أيضاً الأتورفاستاتين، والديجوكسين، والتاكروليموس، والنادولول، واليسينوبريل، لذلك يجب استشارة الطبيب أو الصيدلاني في حال الرغبة بالحصول على فوائد الشاي الأخضر والبدء بتناوله، لتجنب أي من مخاطر استخدامه مع غيره من المكملات الغذائية أو الأدوية.
اقرأ أيضاً: فوائد الشاي الأخضر على الريق