يعرف عرق النسا أو ألم العصب الوركي (بالإنجليزية: Sciatica) بأنه ألم شديد يمتد على طول مسار العصب الوركي من أسفل الظهر مروراً بالورك والأرداف وصولاً لأسفل الساق.
تتعدد طرق علاج عرق النسا، وتهدف إلى تخفيف الألم وزيادة القدرة على الحركة. وعلى الرغم من أن الألم قد يكون شديداً، إلا أن معظم الحالات يمكن علاجها في المنزل أو بالأدوية في غضون أسابيع قليلة دون الحاجة إلى التدخل الجراحي، ولكن بعض الحالات الشديدة تحتاج إلى الخضوع للجراحة. [1] [2]
تعرف معنا على كيفية علاج عرق النسا عند السيدات والرجال على حد سواء منزلياً وبالأدوية.
علاج عرق النسا في البيت
يشمل علاج عرق النسا بالبيت ما يلي: [2] [4]
- الكمادات الساخنة والباردة: تساعد في التخفيف من الألم، فتستخدم الكمادات الباردة على منطقة أسفل الظهر بضع دقائق ثم تتبعها الكمادات الدافئة، وتكرر العملية عدة مرات في اليوم.
- المسكنات التي تصرف دون وصفة: إذ يمكن علاج عرق النسا باستخدام مسكنات الألم التي تؤخذ دون وصفة طبية مثل الباراسيتامول، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية مثل الإيبوبروفين، والنابروكسين، وهي تعد من أدوية علاج عرق النسا في الرجل اليمنى أو اليسرى على حد سواء، ولكن لا ينبغي استخدامها لفترات طويلة دون استشارة الطبيب.
- تمارين الإطالة: يمكن علاج عرق النسا بالتمارين مثل تمارين إطالة أسفل الظهر، والعضلة الكمثرية، وكذلك تمارين إطالة عضلات الوركين في وضعية الجلوس.
- الراحة: تعد الراحة ضرورية في العلاج مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من النشاط البدني، فمن المهم تجنب الفترات الطويلة من الخمول البدني أو الراحة في الفراش.
اقرأ أيضاً: ما هي فوائد تمارين الإطالة؟
علاج عرق النسا بالعلاج الطبيعي
قد يوصي الطبيب بالخضوع للعلاج الطبيعي في بعض الحالات التي يكون فيها الألم خفيفاً إلى حد ما، حيث تشمل خطوات علاج عرق النسا الطبيعي وضع أخصائي العلاج خطة للعلاج بالتمارين والإشراف على المريض أثناء تأديتها مثل تمارين التقوية، والإطالة، وتمارين التكييف الهوائي، والتمارين الهوائية الخفيفة مثل المشي، والسباحة، والعلاج المائي أو السباحة العلاجية. ويهدف العلاج الطبيعي إلى: [1]
- تحفيز تبادل السوائل والعناصر الغذائية في الجسم.
- تقوية العمود الفقري، وعضلات أسفل الظهر، والبطن، والأرداف، والوركين.
- إطالة العضلات المشدودة وغير المرنة مثل عضلات باطن الركبة.
اقرأ أيضاً: هل يقتصر عرق النسا على النساء فقط؟
علاج عرق النسا بالأدوية
يعد الخيار الأول في علاج عرق النسا بدون جراحة بالأدوية هي مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية، ولكن إذا لم تجد نفعاً فقد يصف الطبيب أدوية أخرى. نذكر فيما يلي أدوية علاج عرق النسا للرجال والنساء على حد سواء: [4]
- المسكنات الأفيونية: إذ قد يصف الطبيب في بعض الحالات أقوى مسكن في علاج شد عرق النسا، مثل مسكنات الألم المخدرة ومنها الترامادول (بالإنجليزية: Tramadol) لتسكين الحالات الشديدة.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل الأميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline): تستخدم في بعض الحالات، حيث تعمل على تخفيف ألم عرق النسا عن طريق تقليل إدراك المخ للألم.
- مرخيات العضلات مثل السيكلوبنزابرين (بالإنجليزية: Cyclobenzaprine): إذ قد تقلل من ألم الظهر الحاد والتيبس المصاحب لعرق النسا.
- الستيرويدات عن طريق الفم مثل البريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone): إذ توصف لتقليل التهاب العصب الوركي الحاد.
- الأدوية المضادة للتشنجات مثل الجابابنتين (بالإنجليزية: Gabapentin): التي قد تستخدم في علاج عرق النسا المزمن إلى جانب مضادات الاكتئاب، حيث إنها تخفف إشارات الألم في الأعصاب؛ مما يساعد على تخفيف الشعور بالألم.
ويجدر بالذكر أن هذه الأدوية لا تستخدم إلا تحت إشراف طبي فقط، نظراً لآثارها الجانبية المحتملة وسوء استخدامها.
حقن علاج عرق النسا
قد تستدعي بعض الحالات حقن الكورتيكوستيرويدات في المنطقة المحيطة بجذر العصب الوركي، والتي تعمل على تقليل الألم عن طريق تثبيط الالتهاب المحيط بالعصب المتهيج.
عادة ما يتحسن الألم خلال بضعة أسابيع من بداية العلاج، ولكن يزول تأثير الإبرة في غضون أشهر. والجدير بالذكر أن عدد مرات استخدام حقن الكورتيكوستيرويدات فوق الجافية محدود لما لها من آثار جانبية خطيرة تزداد بتكرار الحقن. [4]
علاج عرق النسا بالتدليك وتقويم العمود الفقري
يساعد تدليك منطقة أسفل العمود الفقري، والحوض، والفخذ، والساق في تخفيف الألم وتقليل أعراض عرق النسا أو القضاء عليها، حيث يعمل التدليك على تحسين الدورة الدموية، وإرخاء العضلات المشدودة، بالإضافة إلى إفراز هرمون الإندورفين الذي يعمل مسكناً طبيعياً للألم. [3]
للمزيد: علاج عرق النسا بالمساج
أما تقويم العمود الفقري، فهو نوع من العلاجات اليدوية التي يجريها متخصصون بالمعالجة اليدوية لتحسين محاذاة العمود الفقري. ويساعد هذا الإجراء في علاج عرق النسا الناتج عن الانزلاق الغضروفي، أو تضيق العمود الفقري، ويهدف إلى تحسين حركة العمود الفقري ووظيفته، وتقليل الألم، وتعزيز الشفاء الطبيعي. [1]
علاج عرق النسا بالحجامة
تعد الحجامة من طرق علاج عرق النسا بالطب النبوي، وقد وجد أن الحجامة تعد علاجاً فعالاً في تخفيف ألم عرق النسا دون آثار جانبية تذكر، إذ تعمل على زيادة تدفق الدم إلى المنطقة، وتحسين الدورة الدموية، بالإضافة إلى إرخاء العضلات المحيطة.
وبحسب ما أشارت دراسة أجريت عام 2016 في الباكستان على 92 مريضاً، فقد كان علاج عرق النسا بالحجامة فعالاً في 67% من المرضى الذين يعانون من ألم العصب الوركي الشديد الناتج عن الديسك أو الانزلاق الغضروفي. [6]
علاج عرق النسا بالكي
يعد العلاج بالكي، الذي يعرف بالعلاج الكهروحراري داخل الغضروف (بالإنجليزية: Intradiscal Electrothermal Therapy or IDET)، إجراء طفيف التوغل يستخدم لعلاج آلام الظهر القطنية وألم عرق النسا. ويتم علاج عرق النسا بالكي عن طريق إدخال إبرة مع قسطرة وقطب كهربائي، ثم يسخن القطب لتدمير ألياف الألم العصبية الصغيرة.
أما حديثاً، أصبحت تستخدم تقنية الترددات الراديوية بديلاً عن العلاج الكهروحراري حيث أظهرت نتائج أفضل وآثار جانبية أقل. [4]
اقرأ أيضاً: الم اسفل الظهر عند النساء
علاج عرق النسا جراحياً
قد يلجأ الطبيب إلى علاج عرق النسا جراحة كملاذ أخير إذا فشلت جميع الخيارات غير الجراحية في تخفيف ألم عرق النسا، أو زاد الضعف العصبي مثل ضعف الساق.
والجدير بالذكر أن هناك بعض الحالات الطبية يعد التدخل الجراحي فيها هو الخيار الأول كما في الإصابة بمتلازمة ذيل الفرس التي يحدث فيها سلس البول والبراز، والأورام، وعرق النسا الذي يصيب كلا الساقين، وعدوى منطقة الحوض الذي لا يستجيب للعلاج بالأدوية. [1] [2]
وتشمل الخيارات الجراحية الرئيسية في علاج عرق النسا عند الرجال والنساء ما يلي: [1] [2]
- استئصال القرص، إذ تعد جراحة استئصال القرص (بالإنجليزية: Diskectomy) واحدة من أشهر العمليات الجراحية لعلاج عرق النسا. وحديثاً أصبحت تجرى باستخدام الميكروسكوب لتحسين الرؤية للجراح، وتسمى جراحة استئصال القرص المجهري (بالإنجليزية: Microdiscectomy)، وهي من التقنيات طفيفة التوغل حيث يمكن إجراؤها عبر إحداث شق صغير نسبياً وإزالة الجزء المتسبب في الضغط على العصب الوركي. وقد تساعد هذه الجراحة في علاج عرق النسا نهائياً الناتج عن الانزلاق الغضروفي القطني، حيث إن 86% من المرضى لا يعانون من ألم عرق النسا بعد إجراء الجراحة.
- استئصال الصفيحة الفقرية (بالإنجليزية: Laminectomy) وهي جراحة يزال فيها الصفيحة الفقرية جزئياً أو بالكامل؛ لتوسيع القناة الشوكية وتخفيف الضغط على الحبل الشوكي أو الأعصاب. تعد هذه العملية من الجراحات الأكثر شيوعاً في علاج عرق النسا نهائياً في حالات تضيق العمود الفقري القطني.
علاج عرق النسا أثناء الحمل
لا تختلف طرق علاج عرق النسا عند الحامل عن علاجه عند بقية الأشخاص. ويقترح الأطباء عدة طرق لاستخدامها في علاج عرق النسا للحامل، وتشمل: [5]
- العلاج الطبيعي.
- أخذ حمام دافئ، واستخدام الوسادات الدافئة.
- العلاج بالتدليك أو تقويم العمود الفقري.
- تناول دواء لتسكين الآلام.
كم يستغرق علاج عرق النسا
تختلف المدة التي يتطلبها علاج ألم العصب الوركي من حالة إلى أخرى، بناء على عدة عوامل مثل شدة الحالة ونوع العلاج، لكن غالباً يحتاج المريض فترة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع للتخلص من عرق النسا. وقد تحتاج بعض الحالات إلى فترة أطول، خاصة مع الحالات الشديدة وقد تصل إلى عدة أشهر وتتطلب علاجاً أشد، كذلك يمكن أن يختفي الألم دون أي تدخلات علاجية سوى بعض التمارين خلال بضعة أسابيع. [1]
وأخيراً، للوقاية من الإصابة بعرق النسا ينصح باتباع وضعية صحيحة عند الوقوف، والجلوس، وحمل الأشياء الثقيلة، وتجنب الجلوس لفترات طويلة، وممارسة الرياضة لتقوية عضلات البطن والظهر بهدف دعم العمود الفقري.
اقرأ أيضاً: الوقاية من آلام الظهر