الحديد عنصر ضروري للجسم، فهو جزء من الهيموجلوبين أو خضاب الدم، وهو بروتين ضروري لخلايا الدم الحمراء مسؤول عن توصيل الأكسجين للجسم، وقد ينتشر بين الناس أهمية الحديد نظراً لكثرة الإصابة بمرض فقر الدم، ولكن قد يغفل البعض عن أضرار ارتفاع مخزون الحديد في الجسم (بالإنجليزية: Side effects of hemochromatosis)، التي من شأنها أن تسبب مخاطر عديدة للصحة على الرغم من أنه مرض غير شائع، فالحديد عنصر سام إذا زاد عن الحد الطبيعي، ولكن يتحكم الجهاز الهضمي بقوة في مستواه؛ كي لا يرتفع عن الحد الطبيعي له، وذلك من خلال تنظيم عملية امتصاصه، فلا يسمح بامتصاص كميات كبيرة منه، أما إذا حدث خلل في هذا الأمر فإن مستوى الحديد يرتفع بالدم.

أضرار ارتفاع مخزون الحديد في الجسم

قد يتسبب ارتفاع مستوى الحديد في الدم إلى الإصابة بالعدوى كما يفعل نقصانه، حيث يرجع السبب إلى أن الحديد عنصر هام يستخدمه الجهاز المناعي في قتل البكتيريا، ولكن عندما يقل عن مستواه الطبيعي تقل قدرة الجهاز المناعي على محاربة البكتيريا، أما في حالة زيادة مستوى الحديد فإن له تأثيراً مضاداً حيث يحفز نمو البكتيريا والفيروسات ويزداد خطر الإصابة بالعدوى. يسبب ارتفاع الحديد بعض الأضرار على الجسم تظهر في صورة الأعراض التالية:

  • ألم في المفاصل خاصة مفاصل السلاميات.
  • الشعور بالإجهاد.
  • تغير لون الجلد إلى اللون البرونزي أو الرمادي.
  • ألم في البطن.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • تساقط شعر الجسم.
  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • تشوش الذاكرة.
  • رفرفة القلب. [1] [2]

اقرأ أيضاً: أعراض فقر الدم

أسباب ارتفاع الحديد في الدم

ينتج ارتفاع الحديد في الجسم لعدة أسباب مختلفة بعض منها لسوء استخدام الأدوية والمكملات الغذائية، أو لأسباب جينية مثل الإصابة بداء ترسب الأصبغة الدموية (بالإنجليزية: Hereditary hemochromatosis)، أو لخلل حدث بالجسم أثناء تنظيم عملية امتصاص الحديد.

  • داء ترسب الأصبغة الدموية: هو مرض جيني غالباً، يتسبب في زيادة امتصاص الحديد مما يجعله يتراكم في الجسم ويسبب ارتفاع الحديد في الدم، وله نوعان هما:
  • داء ترسب الأصبغة الدموية الأولي: يحدث وراثياً عندما يولد الطفل حاملاً لجينين المرض من الأب والأم معاً، ولكن البعض قد يولدوا بالجينات ولا يصابوا بهذا المرض لأسباب غير معروفة.
  • داء ترسب الأصبغة الدموية الثانوي: يحدث هذا المرض لأسباب أخرى غير وراثية منها بعض أنواع الأنيميا، ومرض الكبد، والحصول على كميات كبيرة من التبرع بالدم.
    • خلل في امتصاص الحديد: هناك هرمون يعرف بالهيبسيدين (بالإنجليزية: Hepcidin)، مسؤول عن الحفاظ على مخزون الحديد في مستواه الطبيعي في الجسم، من خلال إيقاف عملية امتصاص الحديد، فإذا كان مخزون الحديد مرتفعاً، يزداد مستوى الهيبسيدين، ويقل امتصاص الحديد من الجهاز الهضمي، والعكس صحيح مع نقصان مستوى الحديد، فإذا أصيب الشخص بأي اضطراب يتسبب في نقص هذا الهرمون، فإن امتصاص الحديد يزداد، ومن ثم مخزونه في الجسم.
    • ارتفاع مستوى الحديد الأفريقي: نوع من ارتفاع الحديد في الدم؛ بسبب كثرة تناول الحديد في الأطعمة والمشروبات، وتم اكتشافه أول مرة في أفريقيا، حيث كانت المشروبات الكحولية تحضر في أواني من الحديد. [1] [2]

    اقرأ أيضاً: الفرق بين مخزون الحديد والحديد

    مضاعفات ارتفاع مخزون الحديد في الجسم

    قد لا تقتصر أضرار ارتفاع مخزون الحديد في الجسم على الأعراض التي ذكرناها سابقاً، فقد تتطور لتصل إلى مضاعفات خطيرة خاصة عندما يتراكم الحديد في بعض أعضاء الجسم مثل: الكبد، والبنكرياس، والقلب.

    تظهر هذه المضاعفات عند تراكم الحديد في الجسم لفترات طويلة، وعدم اكتشاف المرض وعلاجه، مسبباً تلف أجزاء من الجسم، ومن هذه المضاعفات ما يلي:

    • مشاكل الكبد: وتشمل تكون ندوب، والإصابة بتليف الكبد، أو سرطان الكبد.
    • التهاب المفاصل وتورمها وألمها.
    • فشل القلب حيث تقل قدرة القلب على ضخ الدم في الجسم.
    • الإصابة بمرض السكري.
    • ضعف الانتصاب.
    • تسارع ضربات القلب. [3]

    علاج ارتفاع مخزون الحديد في الجسم

    إذا تأكد الطبيب من إصابة الشخص بارتفاع مستوى الحديد في الدم نتيجة داء ترسب الأصبغة الدموية أو غيرها من الأسباب، فسيبدأ الطبيب بعلاجه من خلال إعطاء المريض بعض الأدوية التي ترتبط بعنصر الحديد وتخرجه من الجسم.

    يلجأ الطبيب إلى سحب عينات من الدم على فترات منتظمة في صورة تبرع بالدم مرة إلى مرتين أسبوعياً، وذلك في بادئ الأمر حتى ينخفض مستوى الحديد في الدم، ثم يذهب المريض بعد ذلك لسحب الدم من مرتين إلى ٤ مرات خلال العام الواحد، تبعاً لقدرة جسمه على تخزين وامتصاص الحديد، وقد تستغرق عملية سحب الدم إلى عام فأكثر؛ كي يعود مستوى الحديد إلى نسبته الطبيعية في الدم. [3]

    اقرأ أيضاً: لماذا يتبرع الانسان بدمه؟ وهل من فوائد لذلك؟

    كيفية تجنب أضرار ارتفاع مخزون الحديد في الجسم

    إذا كان الشخص عرضة للإصابة بارتفاع مخزون الحديد، أو يعاني من مرض ارتفاع الحديد الوراثي، يجب أن يقلل من نسبة الحديد في جسده بالطرق التالية:

  • تجنب تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل: اللحوم الحمراء، مع تجنب الطهي في أواني الحديد.
  • الابتعاد عن تناول السوائل والمواد الحمضية المليئة بفيتامين ج بعد الأطعمة الغنية بالحديد؛ لأنها تزيد من امتصاصه.
  • التبرع بالدم بانتظام، لأن فقدان الدم من أفضل الطرق التي يمكن أن تخلص الجسم من الحديد الزائد عن حاجته، لذا النساء هم الأقل عرضة للإصابة بارتفاع الحديد؛ بسبب الدورة الشهرية وفقدان الدم خلال الولادة.
  • الابتعاد عن شرب الكحول وتناول المكملات الغذائية الخاصة بالحديد.
  • إذا كان الشخص لا يعاني أي مرض وراثي، أو خلل بأنظمة التوازن الداخلية الخاصة بمخزون الحديد، ولم يشخص بارتفاع مخزون الحديد، فعليه أن يتجنب هذه الطرق؛ لأنها تعرض الشخص الطبيعي لنقص الحديد ومن ثم الإصابة بالأنيميا أي فقر الدم. [2]
  • في النهاية، افحص نفسك باستمرار، وإذا لاحظت أي من أضرار ارتفاع مخزون الحديد في الجسم لا تتردد في زيارة الطبيب، فهو من يمكنه تشخيص الحالة بدقة وعلاجها بسهولة.

    اقرأ أيضاً: أطعمة تحسن امتصاص الحديد وأطعمة تمنع امتصاصه