يعد مخاط الأنف أحد خطوط الدفاع الأولى لجسم الإنسان، حيث يحافظ على ترطيب تجاويف الجيوب الأنفية ويحميها من الجفاف. ويساعد مخاط الأنف على طرد البكتيريا والأوساخ العالقة في الجيوب الأنفية، وبالتالي الوقاية من العدوى وأمراض الجهاز التنفسي المختلفة.
يلاحظ البعض نزول الدم من الأنف مع المخاط، خاصة عندما يكون المرء مصاباً بعدوى، حيث قد يزداد سمك الطبقة المخاطية للجيوب الأنفية، ويتراكم المخاط أكثر من اللازم، مما يؤدي إلى انسداد الأنف أو خروج دم من الأنف مع المخاط.
ويتناول هذا المقال سبب نزول الدم من الأنف من فتحة واحدة أو فتحتين، ومتى يمكن أن يكون ذلك مؤشراً خطيراً. بالإضافة إلى أسباب نزيف الأنف المعتادة. (4)
نزيف الأنف من فتحة واحدة
لا يختلف سبب نزول الدم من الأنف من فتحة واحدة أو فتحتين كثيراً، تقسم أسباب نزيف الأنف إلى أسباب شائعة وأخرى غير شائعة. وتشمل أسبابنزول الدم من الأنف الشائعة ما يلي:
- الكدمات أو الإصابات
قد يلاحظ البعض خروج الدم من الأنف مع المخاط إذا تعرض إلى كدمة أو إصابة في الأوعية الدموية للأنف، أو في حالة التدخل الجراحي سواء في الأنف أو الوجه.
- النشاط الزائد للأنف
يعد النشاط الزائد للأنف أحد أكثر أسباب نزيف الأنف شيوعاً. وعادة ما يحدث نتيجة الإصابة بالعدوى، حيث يلاحظ البعض نزول دم من الأنفمع المخاط أثناء الزكام، والأنفلونزا، ونزلات البرد، والحساسية، واحتقان الأنف.
يصبح الأنف بؤرة نشاط عند الإصابة بعدوى تنفسية، ويمكن أن تنزف المناطق الحساسة من الأنف بسبب بعض الإصابات الطفيفة الناتجة عن التنفس أثناء الشهيق والزفير، وقد ينتج عن ذلك مخاط دموي. وعندما يجف الدم يتغير لون المخاط إلى اللون البني أو الأحمر الداكن. لذلك، غالباً ما يتم اعتبار المخاط البني من الأنف أمر طبيعي أثناء المرض.
- دخول الأجسام الغريبة إلى الأنف
يعد إدخال جسم غريب في الأنف أو نخر الأنف باستخدام الأصبع من أشهر أسباب نزول الدم من الأنف عند الأطفال خاصة، وهو يؤدي إلى تلف أو جرح في الأوعية الدموية للأنف ونزيفها.
للمزيد: مخاطر الإفراط في استخدام قطرة الأنف
- التهاب الجيوب الأنفية
قد يكون سبب نزيف الأنف هو التهاب الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinusitis) الذي يؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية للأنف نتيجة للاحتقان، فيصبح المخاط أصفر أو أخضر اللون ممزوجاً بالدم.
- الطقس البارد والجاف
قد يلاحظ البعض تزايد نزول الدم من الأنفمع المخاط بشكل أكثر شيوعاً في فصل الشتاء، حيث يصبح الجو بارداً ويكون هناك جفاف في الهواء. كما قد يكون سبب نزيف الأنف في الطقس البارد هو قضاء أغلب الناس أوقاتهم داخل الأبنية بالقرب من المدفأة، مما يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية بالأنف والشعور بالضيق وعدم الراحة؛ وذلك نظراً لعدم وجود رطوبة كافية لترطيب الأنف.
يؤخر جفاف الأنف التئام الأوعية الدموية التالفة، مما يؤدي إلى حدوث الالتهابات مع نزيف الأنفالمتكرر عند نفث الأنف.
- تناول بعض الأدوية
قد تسبب أدوية المضادات الحيوية أو الأدوية المميعة للدم، مثل الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، أو الوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin)، أو الكلوبيدوجريل (بالإنجليزية: Clopidogrel) عدم قدرة الدم على التجلط، مما قد يكون سبب نزول الدم من الأنف.
- خلل في التركيب التشريحي للأنف
قد يكون انحراف الحاجز الأنفي، أو وجود ثقوب، أو نتوءات عظمية، أو كسور في الأنف من أسباب نزيف الأنف. (1)(2)(4)
متى يكون نزول الدم من الأنف خطيراً؟
قد يكون سبب نزول دم من الأنف خطيراً في بعض الحالات النادرة أو الأقل شيوعاً. وتتضمن أسباب نزيف الأنف من فتحة واحدة أو كلا فتحتي الأنف ما يلي:
- سرطان تجويف الأنف أو الأورام الحميدة الأنفية: يعد سرطان تجويف الأنف من الأسباب الخطيرة والنادرة جداً لخروج دم من الأنف مع المخاط. كما قد يصبح الأمر أكثر سوءاً عندما يكون مصحوباً ببعض الأعراض، مثل: صداع الرأس، أو آلام الوجه، أو تساقط الأسنان. للمزيد: مريض السرطان ونزيف الأنف، ما العلاقة؟
- ارتفاع ضغط الدم: قد يكون ارتفاع ضغط الدم سبب نزول الدم من الأنف. وعندما يصبح الأنف جافاً، تتكون الشقوق أو الإصابات الصغيرة داخل الأنف. للمزيد: العلاقة بين نزيف الأنف وارتفاع ضغط الدم
- الأمراض التي تصيب الأوعية الدموية أو الدم: قد يؤدي تصلب الشرايين أو سرطان الدم (بالإنجليزية: Leukemia) إلى خروج مخاط مع دم.
- استنشاق المهيجات الكيميائية، مثل مواد التنظيف، أو استنشاق المخدرات والمؤثرات العقلية: قد يؤدي التعرض للمواد الكيميائية السامة مثل الأمونيا، أو تناول بعض العقاقير مثل الكوكايين إلى تلف الأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بنزيف الأنف.
- أمراض الكبد أو الكلى.
- مرض الأسقربوط (بالإنجليزية: Scurvy).
- الإفراط في استخدام بعض المكملات العشبية، مثل: فيتامين هـ، وعشبة الجنكو بيلوبا (بالإنجليزية: Ginkgo Biloba).
- اضطرابات الدم، مثل: فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia).
- العلاج الكيميائي للأورام.
أسباب أخرى لنزيف الأنف
هناك بعض الحالات الأخرى التي قد تكون هي سبب نزيف الأنف. وتتضمن هذه الأسباب ما يلي:
- أسباب وراثية أو جينية، وتشمل: مرض توسع الشعيرات النزفي الوراثي (بالإنجليزية: Hereditary Hemorrhagic Telangiectasia)، أو داء فون فيليبراند (بالإنجليزية: Von Willebrand Disease)، أو مرض الناعور أ (بالإنجليزية: Hemophilia A)، أو مرض الناعور ب، وهي من أسباب نزول الدم من الأنف النادرة.
- نزيف الأنف أثناء الحمل: قد تتسبب المستويات المرتفعة من هرمونات الحمل، مثل هرمون الاستروجين والبروجسترون في زيادة تدفق الدم إلى الأغشية المخاطية بما في ذلك الأنف، مما يؤدي إلى تورم الأغشية المخاطية، وانسداد الأنف، ومن ثم حدوث الرعاف للحامل. (3)
اقرأ أيضاً: 9 من أسباب نزيف الأنف للحامل
علاج نزول الدم من الأنف
عادة ما يتوقف نزول الدم من الأنف مع المخاط من تلقاء نفسه بعد بضع دقائق، ويمكن علاج الرعاف منزلياً عن طريق اتباع الخطوات التالية: (5)(6) (3)
- الجلوس والاسترخاء لتقليل تدفق الدم إلى الأنف.
- إغلاق الأنف جيداً مع الضغط برفق، والتنفس عن طريق الفم.
- تجنب ملامسة أو حك الأنف بمجرد توقف النزيف.
- الاسترخاء في وضع الجلوس لبضع ساعات بعد توقف النزيف.
يتطلب نزيف الأنفالمتكرر، أو الناجم عن حالة صحية محددة العناية الطبية الخاصة أو العلاج بالأدوية، مثل:
- وضع ضمادات قطنية معقمة في فتحات الأنف.
- استخدام المراهم أو الكريمات الموضعية.
- استخدام المضادات الحيوية.
- استخدام نترات الفضة، والتي تساهم في التئام الأوعية الدموية، وذلك بعد استشارة الأخصائي.
- الإجراءات الجراحية، عن طريق تعبئة الأوعية الدموية ببعض مواد معقمة ثم إغلاقها، أو عن طريق ربط الأوعية الدموية.
- تناول أدوية تخثر الدم بعد استشارة الطبيب.
- نقل الدم. (6)
للمزيد: ما هو نزيف الأنف وكيف يمكن علاجه