يمكن أن يعاني الفرد من المغص والإسهال نتيجة أسباب مختلفة، بما في ذلك الحساسية من الطعام، أو أمراض الجهاز الهضمي، أو الحمل، وغيرها من الأسباب. وعادة ما يستمر المغص والإسهال لعدة أيام ومن ثم يختفيان من تلقاء نفسهم، ولكن يمكن أن تستمر هذه المشكلة لفترة زمنية طويلة وتصبح مشكلة مزمنة تسبب الإحراج وعدم الشعور بالراحة. [1]

لذلك، لا بد من معرفة سبب المغص والإسهال من أجل تحديد العلاج المناسب للمريض. وعادة ما يتم ذلك من خلال ملاحظة الأعراض التي تظهر على المريض، كما وفي بعض الأحيان يمكن أن يشمل التشخيص إجراء عدد من الفحوصات والتحاليل. [2]

في هذا المقال نذكر عدد من أسباب المغص والإسهال عند الكبار والصغار.

في معظم الحالات يكون سبب المغص والإسهال بسيط ولا يتطلب العلاج، مثل تناول الكحول أو عسر الهضم، ولكن يمكن أن تكون هذه الأعراض دلالة على إصابة الفرد بأمراض أخرى تتطلب العلاج ومنها الإصابة بالعدوى البكتيرية. لذا، لا بد من تحديد ما هي أسباب المغص والإسهال عند المريض وخاصة في حال استمرت المشكلة لفترة زمنية طويلة. [2]

ومن أسباب الإسهال والمغص المحتملة:

التوتر والقلق

يمكن أن يسبب التوتر والقلق العديد من المشاكل في الجهاز الهضمي، ومنها الإسهال والمغص، وذلك نتيجة لتسبب التوتر بتحفيز حركة الأمعاء، فهناك ارتباط وثيق ما بين الدماغ والأمعاء. [1،3]

أيضاً، يمكن أن يكون هناك علاقة كبيرة ما بين التوتر والإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، كمتلازمة القولون العصبي على سبيل المثال، حيث يمكن تتفاقم أعراض هذا المرض عند شعور المريض بأي توتر أو قلق. [1]

ويمكن تحديد ما إذا كان التوتر هو سبب المغص والإسهال، هي معاناة المريض أيضاً من أحد الأعراض التالية:

  • الصداع.
  • الأرق.
  • الشد العضلي.
  • العصبية.
  • التعب والإرهاق.
  • الحزن والاكتئاب. [3]

الكحول

من أسباب المغص والإسهال المحتملة هي تناول الإفراط في الكحول، حيث أن الكحول يمكن أن يؤثر على عملية الهضم، وبالتالي يمكن أن يسبب عدد من الأعراض المزعجة للمريض، ومنها:

  • ألم المعدة.
  • الإسهال.
  • القيء. [1]

أيضاً، يمكن أن يسبب الكحول تهيج في الأمعاء، كما أنه يؤثر على توازن البكتيريا النافعة المتواجدة في القولون. [4]

الأدوية

يمكن أن يحدث الإسهال والمغص لدى الفرد كأحد الآثار الجانبية المرافقة لتناول أحد أنواع الأدوية، ومنها:

  • مضادات الحموضة التي تحتوي على المغنيسيوم.
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
  • المضادات الحيوية.
  • العلاجات الكيماوية.
  • الملينات، وخاصة عند الإفراط في تناولها.
  • دواء الميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin). [1]

ولكن، لا داعي للقلق من هذا السبب من أسباب المغص والإسهال، حيث يختفي الإسهال بعد بضعة أيام من استخدام هذه الأدوية نتيجة لتكيف الجسم عليها. ولكن، في حال استمر الإسهال لعدة أيام بعد بدء تناول أي دواء جديد، عندها ينصح باستشارة الطبيب. [1]

الإفراط في الأكل

يسبب الإفراط في تناول الطعام عدداً من الأعراض المزعجة للفرد، وتتضمن عسر الهضم، والإسهال، وألم المعدة. وهو من أسباب المغص والإسهال الشائعة خاصة لدى الأطفال، حيث أن الطفل يمكن أن لا يكون قادراً على تحديد شعوره بالشبع، مما يجعله يفرط في تناول الطعام. [1،2]

كما يمكن أن يحدث عسر الهضم وما يرتبط به من إسهال ومغص بسبب عدم مضغ الطعام جيداً. [1]

اقرأ أيضاً: حلول جديدة لعلاج مغص الأطفال الرضع

أمراض الجهاز الهضمي

تعد أمراض الجهاز الهضمي من أكثر أسباب المغص والإسهال شيوعاً، وأهم هذه الأمراض:

العدوى

هناك العديد من أنواع الأمراض المعدية التي يمكن أن تسبب الإسهال والمغص لدى المريض، والتي يمكن أن تكون ناجمة عن عدوى:

  • بكتيرية، مثل داء الشيغلا أو الإشريكية القولونية.
  • فيروسية، مثل انفلونزا المعدة.
  • طفيلية، مثل الجيارديات أو الأميبا. [1،2]

وعادة ما يرتبط هذا السبب من أسباب المغص والإسهال عند الأطفال أو الكبار مع تناول أو شرب طعام أو ماء ملوث، حيث تظهر الأعراض عادة خلال عدة ساعات أو أيام قليلة من تناول الطعام الملوث. [1]

القولون العصبي

إن من أسباب المغص والإسهال المزمن هو الإصابة بالقولون العصبي، ولكن لا يرافق الإسهال جميع حالات القولون العصبي، حيث يمكن أن يعتمد ذلك على نوع القولون العصبي، فمثلاً يمكن أن يعاني المريض من القولون العصبي المترافق مع الإمساك، في حين أن مريض آخر يمكن أن يكون لديه نوبات متناوبة من الإمساك والإسهال. [1،5]

ومن الأعراض الأخرى التي يمكن ترافق المغص والإسهال لدى مرضى القولون العصبي:

أمراض الأمعاء الالتهابية

يوجد العديد من أمراض الأمعاء الالتهابية التي يمكن أن تكون سبباً من أسباب المغص والإسهال المتكرر وأهمها مرض كرون والتهاب القولون التقرحي. [1]

وأهم ما يميز هذه الأمراض هي تسببها بفقدان وزن المريض، بالإضافة إلى الإسهال، والمغص، وخروج الدم والمخاط مع البراز، والقيء، بالإضافة إلى عدد من الأعراض الأخرى التي يمكن أن تختلف باختلاف موقع الإصابة بالمرض. [1،6]

حساسية الطعام

تعد حساسية الطعام من أكثر أسباب المغص والإسهال بعد الأكل احتمالاً، ويمكن تمييز هذه الحالة خاصة عند استمرار الأعراض لفترات قصيرة ومن ثم اختفائها بعد ساعات قليلة من تناول الطعام المسبب للحساسية. [1]

وأكثر أنواع الطعام التي يمكن أن تسبب حساسية عند الفرد هي:

  • منتجات الألبان.
  • البهارات.
  • سكر الفركتوز وبدائل السكر.
  • القهوة والمنتجات التي تحتوي على الكافيين.
  • الثوم والبصل.
  • البروكلي والقرنبيط.
  • الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالدهون.
  • الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين. [1،7]

اقرأ أيضاً: أطعمة تسبب الإصابة بالإسهال

أسباب أخرى

من أسباب المغص والإسهال الأخرى:

  • التهاب الرتج.
  • التهاب الزائدة الدودية.
  • بعض أنواع السرطان.
  • التليف الكيسي.
  • انحشار البراز.
  • انسداد الأمعاء.
  • أمراض المرارة.
  • أمراض الطحال.
  • متلازمة ما قبل الحيض. [1،2]

أسباب المغص والإسهال عند الحامل

تزداد فرصة الإصابة بالإسهال والمغص عند الحامل، فبالإضافة إلى الأسباب المذكورة سابقاً، يمكن أن يعود سبب حدوث المغص والإسهال للحامل بشكل أساسي إلى أحد الأمرين، الأول التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل، والثاني الحساسية تجاه أنواع الطعام الجديدة والتي تبدأ الحامل بتناولها بمجرد معرفتها بأنها حامل. [1،2]

للمزيد: 7 طرق لعلاج الاسهال للحامل

نهاية، تتعدد أسباب الإسهال والمغص، ومنها ما يعد بسيطاً للغاية، في حين أن هناك أسباب خطيرة تتطلب العلاج.