لا توجد نظرية واحدة ومحددة للشخصية، وإنما توجد نظريات للشخصية حيث اهتم مؤسس كل نظرية بتحديد الجوانب الجديرة بالدراسة وتحديد الأدوات المستخدمة في ذلك تبعا لأفكاره وتصوره لماهية السلوك الإنساني.
أهداف نظريات الشخصية
- فهم الإنسان لسلوكه وسلوك الآخرين بما يسمح بإقامة علاقات مشتركة معهم ويسهل عمليات التكيف
- إمكانية التنبؤ بالسلوك البشري أو احتمال حدوثه مما يسمح بتعديله أو إعادة تشكيله
- السيطرة على السلوك من أجل تحقيق التوازن وتجنب الانحرافات وعدم السواء
نظرية الأنماط
إن نظرية الأنماط كأسلوب لدراسة الشخصية قديمة العهد جدا، حيث حاولت تقسيم الشخصيات إلى أنماط تجمع بين الأفراد بناءً على أسس جسمية أو نفسية أو مزاجية تصلح كأساس للتنبؤ بأهم خصائص شخصياتهم وسلوكهم، ورغم الرفض المتواصل من قبل علماء النفس لها لعدم موضوعيتها وتكاملها في تفسير جميع جوانب الشخصية واعتمادها على عدد محدد من الأنماط في تصنيف شخصيات الأفراد إلا أنها لاتزال قائمة إلى يومنا هذا.
ما هو النمط؟
النمط هو صفة رئيسية جسمية أو نفسية تضم مجموعة من الصفات الفرعية المتقاربة والمترابطة أو صنف من الأفراد مشتركون في نفس الصفات العامة ويختلفون فيما بينهم في درجة اتسامهم بهذه الصفة حيث لكل نمط خصائص متميزة، فهو مفهوم افتراضي.
وبجهود العلماء تم تقسيمها إلى نظريات الأنماط المزاجية، نظريات الأنماط الجسمية، نظريات الأنماط النفسية، نظريات الأنماط الاجتماعية وهي:
الأنماط المزاجية
قسم الطبيب اليوناني هيبوقراط 400 ق.م الناس إلى أربعة أنماط على أساس الأمزجة والأخلاط أو سوائل الجسم الأربعة التي افترض أن الجسم يتكون منها حيث تقوم على كيمياء الجسد وتوازن الإفرازات الهرمونية وتقابلها العناصر الأربعة للحياة: الهواء والتراب والنار والماء، وذهب هيبوقراط إلى أن سيادة أحد هذه الأخلاط يؤدي إلى سيادة أحد الأمزجة على الانسان ويتصف كل مزاج بخصائص معينة كما يلي:
- المزاج الدموي: ويتميز بالنشاط والمرح والتفاؤل وسرعة الاستجابة.
- المزاج السوداوي: يتميز بالانطواء والتأمل وبطء التفكير والتشاؤم والميل إلى الحزن والاكتئاب.
- المزاج الصفراوي: يتميز بسرعة الانفعال والغضب وحدة المزاج والصلابة والعناد والقوة.
- المزاج البلغمي (اللمفاوي): يتميز بالخمول وتبلد الشعور وقلة الانفعال وعدم الاكتراث وبطء الحركة والميل إلى الشراهة.
الأنماط الجسمية
حاول العلماء منذ القدم الربط بين الصفات الجسمية والصفات النفسية فكانت هناك آراء ذاع بعضها وانتشر منها ما اعتمد على علم الفراسة الذي يؤكد على العلاقة بين ملامح الوجه والجسم والصفات النفسية للشخصية، او تقسم الناس مجرمين وغير مجرمين على أساس صفات في الوجه تميز المجرمين عن غيرهم، أما أرنست كرتشمر طبيب الماني(1888-1964) لاحظ العلاقة بين اجسام المرضى النفسيين وأنماط الأضطرابات العقلية وقسمهم إلى اربعة انماط (البدين- النحيف-العضلي- غير المنتظم)، أما وليام (1898-1977) قسم الناس إالى فئات تبعاً معايير معينة وتوصل إلى ثلاثة أنماط أساسية وهي:
- النمط البطني (المستدير): قصير سمين يستجيب للمثيرات ببطء يفضل الراحة ويحب الاختلاط بالناس ويهتم بالطعام، يبحث عن اللذة والحياة العاطفية الناعمة والمرح.
- النمط العضلي: يتميز بعضلاته النامية وحسن تنسيق القوام ينزع لاستخدام القوة والسيطرة والمنافسة والمخاطرة والاندفاع والصراحة، يميل للعمل وبذل النشاط.
- النمط العقلي(النحيل): تسيطر عليه النزعة المخية طويل ضيق الصدر نحيف يفضل الوحدة خجول يحب الأعمال العقلية كالتأمل والتفكير العميق وهو متأهب في أي لحظة.
الأنماط النفسية
أشار العالم النفسي كارل يونغ(1875-1961) أنه يمكن تحديد الشخصية بحسب النمط النفسي وهي :
- نمط الشخصية الانبساطية : يتصف بالنشاط ويميل إلى المشاركة الاجتماعية، ويهتم بالآخرين وله صداقات كثيرة، حيوي صريح، لديه طاقة موجهة نحو الناس والأشياء.
- نمط الشخصية الانطوائية: تتجه الطاقة الانفعالية للداخل نحو الذات يفكر في نفسه متمركز حول ذاته، يتميز بالانسحابية وغير اجتماعي، يخضع سلوكه لمبادئ وقوانين صارمة ، غير مرن ويتصف بالشك والخجل والخوف.
الأنماط الاجتماعية
وزع سبرانجر (1922) الناس فستة أصناف (النمط الديني – الاجتماعي- السياسي - الجمالي - الاقتصادي - العلمي) وهم يتوزعون حسب تغلب قيمة من القيم الموجودة لدى جميع البشر ولكن هناك قيمة تحتل مرتبة عالية لدى صاحبها تتحكم في سلوكه، وهي القيم الست (القيمة الدينية والاجتماعية والسياسية والجمالية والاقتصادية والعقلية).