يصاب الإنسان الطبيعي بجرح في يده أو أي عضو آخر، سرعان ما يبدأ الدم في التجلط وتكوي خثرة تمنع النزيف كبداية لالتئام الجرح وعودته كما كان.
يعاني البعض من نقص في الصفائح الدموية التي تعمل على تخثر الدم، ما يؤدي إلى إبطاء أوتوقف تكون تلك الجلطات عند الإصابة بجرح ما، مما قد يعرض حياة المريض لخطر النزيف وغيره من المضاعفات، التي قد تؤدي إلى الوفاة حال حدوث النزيف في المخ على سبيل المثال، يعد عدم التجلط من أعراض سيولة الدم.
تسمى هذه الحالة بسيولة الدم، وغالباً ما تنشر لدى الرجال أكثر من النساء، ويكثر لدى مريض سيولة الدم حالات النزيف الداخلي أيضاً، يناقش المقال طرق علاج سيولة الدم والأسباب التي أدت إلى الإصابة بها.
أسباب سيولة الدم
لماذا ينخفض مستوى الصفائح الدموية في الجسم ويؤدي إلى الإصابة بسيولة الدم أو نقص الصفيحات؟
أسباب سيولة الدم كثيرة ومتعددة، فقد لا ينتج النخاع العظمي عدداً كافياً من الصفائح الدموية، أو يكون عددها مناسب لكنها تتلف أو تصاب فلا تستمر في القيام بوظائفها في عملية تجلط الدم، نذكر تالياً أهم أسباب سيولة الدم:
- سوء التغذية
يسبب نقص فيتامين ب 12 أو حمض الفوليك، أو الحديد، نقص في كمية الصفائح الدموية في الجسم. كما فقد تتسبب بعض الأدوية أو الكحوليات في الحد من امتصاص فيتامين ب 12 مما يؤدي إلى نفس النتائج.
يوصى بزيادة نسبة فيتامين ب وحمض الفوليك في الوجبات الغذائية، ومن الممكن تناول المكملات الغذائية لتعويض النقص في فيتامين ب.
- الإصابة بالالتهابات
يمكن أن يؤدي التقاط العدوى إلى نقص إنتاج الصفائح الدموية أو تحفيز إنتاجها، وكلا الحالتين ليست حالة طبيعية، حيث ينتج عن زيادة نشاط الصفائح الدموية سرعة تلفها وتدميرها، مما يعني نقص عدد الصفائح الدموية في الدم في كلتا الحالتين.
ومن أشهر تلك الالتهابات التي تسبب نقص الصفيحات، النكاف، والحصبة الألمانية، وفيروس نقص المناعة البشرية، وفيروس التهاب الكبد.
- الحمل: قد تصاب النساء في فترة الحمل بنقص الصفيحات المؤقت، فهو يعد من أسباب سيولة الدم.
- الأمراض المناعية (المناعة الذاتية): حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا وأنسجة الجسم السليمة، بعد اعتبارها أجساماً غريبة عن طريق الخطأ، كما في الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي.
- الخضوع للجراحة: قد يتلف أو يفقد عدد من الصفائح الدموية أثناء مرور الدم عبر أنابيب نقل الدم على سبيل المثال.
- السرطان: تؤثر الإصابة بأنواع معينة من السرطان مثل اللوكيميا على معدل إنتاج الصفائح الدموية، كذلك يؤثر العلاج الكيماوي والإشعاعي اللذين يخضع لهما مريض السرطان في رحلته العلاجية.
- الأدوية: الأدوية من أسباب سيولة الدم مثل مدرات البول، ومسكنات الألم اللاستيرويدية، والهيبارين.
علاج سيولة الدم
يعتمد علاج سيولة الدم على علاج السبب الذي أدى إلى قلة الصفائح الدموية، فإذا كان السبب هو تناول دواء ما، فيجب التشاور مع الطبيب من أجل اختيار بديل آخر لا يؤثر على الصفيحات.
ولعلاج علاج سيولة الدم في حال كانت العدوى هي السبب، فإن الطبيب سيصف المضادات الحيوية ، ومضادات الالتهاب أيضاً.
وقد يرى الطبيب إعطاء المريض أدويه سيوله الدم، وأحياناً يوصي بضرورة نقل صفائح دموية للمريض في الحالات القصوى في سبيل علاج سيولة الدم.
اقرأ أيضاً: ما هي امراض الدم وما علاجها؟
أدوية السيولة
توجد أدوية وعلاجات تساهم في علاج سيولة الدم كونها تحد من السيولة، مثل الكورتيكوستيرويد، التي تقلل من تلف الصفائح الدموية.
ومن أدوية السيولة أيضاً دواء الترومبوباج (بالإنجليزية: Eltrombopag)، الذي يعمل كناهض لمستقبلات ثرومبوبوييتين، مما يزيد من عدد الصفائح الدموية في الدم.
ودواء روميبلوستيم وهو بروتين اندماجي مماثل لثرومبوبويتين وهو هرمون يعمل على تحفيز نخاع العظم حتى يسمح بزيادة إنتاج الصفيحات الدموية، مما يعزز من عملية علاج سيولة الدم.
اقرأ أيضاً: ادوية تؤثر على الدم، تعرف عليها
تشخيص سيولة الدم
يجب على المريض سرعة التوجه للطبيب فور رؤية علامات تدل على قلة الصفيحات مثل النزيف المستمر، يسأل الطبيب أولاً بعض الاسئلة بهدف تشخيص الحالة بدقة والبدء في علاج سيولة الدم، وهي كالآتي:
- النظام الغذائي ومكونات، وهل يحتوى على فيتامين ب12 وحمض الفوليك على الأخص.
- ماهية الأدوية والمكملات الغذائية التي يتناولها المريض.
- هل يوجد تاريخ عائلي من انخفاض الصفيحات أو أي أمراض الدم.
- تاريخ نقل دم للمريض.
يطلب الطبيب كذلك إجراء فحص للدم، لقياس مستوى الصفائح الدموية، وأيضاً إجراء اختبار نخاع العظام، لتحديد الكمية التي ينتجها النخاع من الصفائح الدموية وكفايتها للجسم.
يجرى أيضاً فحص للطحال بالموجات فوق الصوتية.