تعد حمى الضنك من أكثر أنواع العدوى الفيروسية المنتشرة في العديد من المناطق على مستوى العالم، تنتقل تلك العدوى من خلال لدغات البعوض المصابة بالفيروس، ويمكن أن تتطور أعراضها وتصبح مهددة للحياة، لذلك ينبغي اتخاذ كافة سبل الوقاية من حمى الضنك، لمنع انتشار العدوى والحماية من مضاعفاتها الخطيرة.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن أهم طرق الوقاية من حمى الضنك، وكذلك الإجراءات الوقائية الفعالة، والتدابير التي يمكن اتخاذها للحد من انتشار هذا الوباء، والحماية من مخاطر الإصابة بالمضاعفات.
ما هي حمى الضنك؟
حمى الضنك هي عدوى فيروسية تنتقل عن طريق البعوض المنتشر في المناطق الإستوائية وشبه الإستوائية، وأعراضها تشبه أعراض الإنفلونزا، وتنتشر عن طريق لدغات البعوض للأشخاص المصابين بهذه الحمى ثم نقلها إلى شخص آخر، وتزداد فرص التعرض إلى لدغات البعوض في هذه المناطق خلال النهار أكثر من الليل، ويمكن أن تكون أعراض تلك العدوى خفيفة، لكن في بعض الأحيان تكون الأعراض شديدة ومهددة لحياة المصابين.[1] [2]
يصل عدد المصابين بفيروس حمى الضنك إلى ما يقرب من 400 مليون شخص كل عام حول العالم، وذلك عن طريق التعرض للدغات البعوض الحامل للعدوى، حيث يوجد الكثير من المناطق التي انتشرت فيها حمى الضنك بشكل كبير، مثل جنوب شرق آسيا، وغرب المحيط الهادئ، وشرق البحر الأبيض المتوسط، والأمريكتين، ومنطقة البحر الكاريبي، وأفريقيا، وفي السنوات الأخيرة انتشرت حمى الضنك بشكل كبير إلى ما يصل 100 دولة لتشمل دول أخرى، مثل الهند والبرازيل.[3]
يطلق على هذا الفيروس أيضًا اسم "حمى تكسير العظام" وذلك لما يسببه من أعراض تختلف شدتها باختلاف المرحلة التي يمر بها المرض، ويمكن أن تستمر تلك الأعراض لمدة تصل إلى سبعة أيام، وتشمل أهم أعراض حمى الضنك الأكثر شيوعاً ارتفاع درجة الحرارة، والصداع، والشعور بآلام شديدة في العين، كذلك بآلام المفاصل والعضلات والعظام.
يمكن أيضًا أن تشتد هذه الأعراض لتصبح خطيرة ومهددة للحياة لتشمل الشعور بألم شديد في البطن، والقيء الدموي المستمر، وصعوبة في التنفس.
يمكن أن تتطور بعض حالات حمى الضنك لتصبح خطيرة، وتسبب ما يعرف بحمى الضنك النزفية، التي يمكن أن تكون قاتلة، حيث يحدث تسرب في الأوعية الدموية، وفشل في الدورة الدموية، ثم حدوث صدمة.[2]
طرق الوقاية من حمى الضنك
يعد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بحمى الضنك هم الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي تنتشر بها العدوى، وتعيش فيها البعوضة الناقلة للعدوى، كذلك يحتاج الأشخاص الذين سيسافرون إلى هذه المناطق إلى اتخاذ سبل الوقاية من حمى الضنك، ومعرفة بعض الاحتياطات والتدابير اللازمة لتجنب الإصابة بهذا الفيروس، وتتمثل أهم طرق الوقاية فيما يلي:
استخدام طارد البعوض
تعد أفضل طريقة تساعد على الوقاية من حمى الضنك للأشخاص المتواجدين في المناطق الموبوءة والمسافرين هي منع لدغات البعوض، وينتشر البعوض في المناطق الاستوائية والمزدحمة بالسكان، ويمكن استخدام طارد البعوض عند التواجد في مثل هذه الأماكن للحد من لدغات البعوض، كذلك يمكن استخدام بعض الكريمات الطاردة للبعوض أو المنتجات الأخرى، مثل لاصقات البعوض، والمناديل المبللة عند السفر للمناطق الاستوائية المزدحمة.[1][2]
اقرأ أيضًا: وسائل مكافحة البعوض
غلق جميع النوافذ ومداخل المنزل
يمكن أن يساعد غلق جميع المنافذ والأبواب على الحد من فرص دخول البعوض إلى المنزل، وخاصة من وقت الفجر وحتى الغروب، حيث يكون البعوض المسؤول عن انتشار الأمراض المنقولة من خلال عائل أكثر نشاطًا في هذه الفترة، لذا يجب الحرص على غلق جميع الستائر والنوافذ خلال هذا الوقت.[1]
ارتداء الملابس الواقية
يساعد ارتداء ملابس بأكمام طويلة لكل من الأيدي والأرجل على تجنب التعرض للدغ البعوض، وخاصة في المناطق التي تنتشر بها حمى الضنك.[1]
التخلص من المياه الراكدة
تعد المياه الراكدة من أكثر الأماكن التي يتكاثر بها البعوض، لذا ينصح بالتخلص من المياه الراكدة في المنزل سواء كانت المياه في أواني الزهور، أو أوعية الماء الخاصة بالحيوانات الأليفة، وغيرها، كذلك يجب الحرص على تغطية الأوعية الخاصة بتخزين المياه.[1]
استخدام الناموسية أثناء النوم
توفر الناموسية طبقة مزدوجة من الحماية ضد لدغات البعوض أثناء النوم لجميع أفراد الأسرة، لذلك تقلل من احتمالية التعرض للدغات البعوض وبالتالي تساعد على الوقاية من حمى الضنك.[1]
الحفاظ على تهوية المنزل وتعريضه الشمس
ينتشر البعوض بشكل عام في الأماكن المظلمة والرطبة، لذا يمكن أن يساعد الحفاظ على تهوية غرف المنزل وتعريضها للشمس على تقليل دخول البعوض إلى المنزل، كذلك يمكن إشعال أعواد الكافور لمدة 30 دقيقة في المنزل، حيث يساعد ساعد ذلك على التخلص من جميع أنواع الحشرات في المنزل.[1]
التجهيز جيدًا قبل السفر
يجب الحصول على التجهيزات اللازمة للسفر في حال التوجه إلى المناطق التي يحتمل تواجد البعوض بها، مثل الحصول على معدات الطوارئ الصحية، وخاصة طارد الحشرات للقضاء على البعوض. [3]
اقرأ أيضًا: الأمراض التي ينقلها البعوض
الحصول على لقاح حمى الضنك
تمت الموافقة على استخدام أحد لقاحات حمى الضنك في بعض البلدان وهو لقاح دينجفاكسيا (بالإنجليزية: Dengvaxia)، حيث أثبت هذا اللقاح فعاليته في الاختبارات التي أجريت في آسيا وأمريكا اللاتينية، كذلك يوجد بعض لقاحات حمى الضنك الأخرى ولكنها في مراحل تجريبية مختلفة في جميع أنحاء العالم.[2]
نصيحة من الطبي
ينصح دائمًا باستشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض تشبه أعراض حمى الضنك، للحصول على التشخيص الصحيح ووصف العلاج المناسب، وينصح بتجنب لدغات البعوض قدر الإمكان عند السفر للمناطق التي ينتشر بها الإصابة بهذا الفيروس، حيث يعد تجنب لدغات البعوض هو أفضل طرق الوقاية، كذلك ينصح باتباع الإجراءات الوقائية البسيطة، والحصول على لقاح حمى الضنك عندما يكون متاحًا.