هناك الكثير من العادات والتقاليد غير الصحية لدى قطاعات عريضة من المجتمعات منها ما هو سيء ومضر بشكل كبير وواضح، مثل عادة التدخين التي تنتشر بين الكثير من الأشخاص، وهم يعلمون مدى ضررها وتدميرها للصحة على المدى القريب والبعيد.
ويوجد بعض العادات التي لا يعرف الكثيرون تأثيرها السلبي على الصحة العامة، وكل يوم تكشف لنا نتائج الدراسات الجديدة والأبحاث الحديثة مخاطر بعض العادات التي يمارسها الكثير منذ سنوات، وهم يعتقدون أنها عادات لا ضرر منها على الصحة العامة، ويستمرون في ممارستها إلى أن تظهر بعض السلبيات والمشاكل الصحية، ويفاجأون بعد تشخيص الأطباء أن هذه العادات جزء من أسباب المشاكل التي أصابتهم.
وهناك بعض العادات البسيطة المعتادة التي لا يتخيل أحد أنها يمكن أن تكون سبباً للإصابة بمرض خطر، فكل ما نفعله من سلوكات في الحياة يجب أن يخضع للبحث والفحص والتحري، حتى نطمئن إلى كل ما نقوم به من عادات، سواء كانت مكتسبة أو متوارثة.
وهنا حسب الأطباء بعض هذه العادات التي تؤثر في الصحة، والأمراض التي تسببها على المدى البعيد، وكيفية التخلص من هذه العادات واستبدالها بأخرى صحية.
اقرأ أيضاً: عادات يومية تحمي الجسم من السرطانات
التدخين
يموت الأشخاص المدخنون بوتيرة أسرع مقارنة بالأشخاص الآخرين الذين لا يدخنون. وتحتل عادة التدخين صدارة العادات السيئة التي تدمر حياة الأشخاص، وتهلك الصحة وتجلب عشرات الأمراض وتساعد على انتشارها وتمكنها من الجسم. وهذه العادة انتشرت بين فئات كثيرة في المجتمع من الجنسين، وأصبحت على رأس قائمة العادات المألوفة رغم العلم بخطورتها، والنهاية الحتمية التي تقود إليها وهي الموت المحقق.
إذ تمتد قائمة أضرار هذه العادة السيئة إلى نقاط لا تحصى، وغالبا ما يستهين المدخن بهذه العادة ولا يتصور خطورتها على حياته، ويسبب التدخين انكماش خلايا المخ والإصابة بمرض الزهايمر. وأكدت دراسة جديدة أن التدخين أكثر خطورة مما كان يعتقد، حيث يتسبب التدخين في وفاة ملايين من الأشخاص سنوياً. ففي الولايات المتحدة الأمريكية فقط يموت ما يقرب من 450 ألف مدخن سنويا، وتتراجع أضرار التدخين بعد التوقف عن هذه العادة، وترتفع درجة الخطورة كلما زاد عدد السجائر المدخنة، ويسبب التدخين ما يقرب من 14 نوعاً من مرض السرطان وثمانية أنواع من مشاكل الأوعية الدموية، وعشرات الأمراض الأخرى ومنها السكري.
للمزيد: الإقلاع عن التدخين
استخدام بعض منتجات العناية بالجسم
تسبب بعض مستحضرات التجميل ومنتجات رعاية البشرة بعض الأضرار الصحية، ومنها الإصابة بالأورام السرطانية وبخاصة سرطان الثدي المتفشي بين الكثير من السيدات في السنوات الأخيرة، حيث كشفت دراسة جديدة وجود علاقة بين استعمال بعض الشامبوهات وكريمات البشرة ومستحضرات العناية بالجسم، عموما، وبين زيادة معدلات الإصابة بالسرطان. وتعد مركبات الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في مكونات مستحضرات التجميل والنظافة والكريمات أحد أسباب إصابة السيدات بسرطان الثدي، وكذلك اضطراب الدورة الشهرية، وإصابة الرجال بسرطان البروستاتا وضعف القدرة على الإنجاب وانعدامها في بعض الحالات نتيجة حدوث اضطراب الهرمونات.
وجاءت مستحضرات التجميل والعناية بالجسم والبشرة ومنتجات النظافة في مرتبة متقدمة من المسببات لهذه الأمراض، لأنها تعمل على حدوث اضطرابات هرمونية في الجسم، والمبالغة في استعمال هذه المستحضرات وأدوات النظافة مثل الشامبوهات وكريمات الوجه والترطيب والبلسم، تؤثر بصورة تراكمية سلبية في صحة وسلامة المستخدمين. والأكثر خطورة استخدام المنظفات المنزلية المتنوعة والكثيرة، وأيضا المبيدات لقتل الحشرات وبعض أنواع من معطرات الجو التي تنتشر في الهواء ويستنشقها الأشخاص. وتتراكم هذه المركبات الكيميائية في الجسم محدثة أضراراً على المدى القريب والبعيد، كما أن استعمال المنتجات البلاستيكية مثل ستائر الحمامات تترك أثراً سيئاً على الجسم والصحة، والسبب أنها تتضمن في تكوينها مركبات كيميائية خطيرة التأثير على خلايا وأنسجة الجسم.
اقرأ أيضاً: مستحضرات ينصح بتفادي استخدامها لذوات البشرة الحسّاسة
الوقوف بدون حذاء في الأماكن الرطبة
تعود الكثير من الرياضيين على انتهاج سلوك بعد الانتهاء من أداء بعض التمرينات، وهي الوقوف بدون حذاء، أي حافي القدمين، أثناء الاستحمام في الأماكن المخصصة لذلك، وحذرت الأبحاث من هذه العادة المنتشرة وبخاصة في صالات "الجمنازيوم"، لأن مكان الاستحمام يمثل بيئة مناسبة لانتشار أنواع كثيرة من الفطريات.
إذ تمثل درجات الحرارة الدافئة بيئة مهيئة ورطبة تعمل على نمو مثل تلك الفطريات وزيادة تكاثرها، والتي غالبا ما تتعلق بأقدام الرياضيين الذين يمارسون هذه العادة بعد التمارين، فتصيب الأقدام وتدخل بين الأصابع مسببة بعض الالتهابات والتقرحات وتتلف الأظافر، والضرر يصبح أكثر خطورة للمصابين بالجروح في باطن القدم. وتؤدي هذه العادة إلى الإصابة بالفطريات وعدوى البكتيريا التي تسبب حدوث التهابات حادة تصيب الشخص بالألم الشديد وتزيد من اتساع الجروح والقرح. وللوقاية من تلك المشاكل الصحية وتجنب خطر انتقال العدوى، يجب ارتداء الأحذية المناسبة قبل الدخول في الاستحمام بصالة "الجمنازيوم" وأماكن الرياضة عموماً.
للمزيد: علاج فطريات القدم الرياضي بالطرق المنزلية
قضم الأظافر
يمارس بعض الأشخاص عادة قضم الأظفار خصوصاً الأطفال، ما يكون سبباً في انخفاض نسبة الذكاء بدرجة ملحوظة، وأيضا تقلل من قدرات الإدراك الطبيعي للصغار، كما يصبح هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للإصابة بخطر تسمم الرصاص، حيث تتراكم كميات كبيرة من مادة الرصاص أسفل الأظفار مع الاستخدام المستمر للطفل، إضافة إلى احتجاز كمية من الأتربة والمخلفات تحت الأظافر، بسبب اللعب في الأجواء المفتوحة وبين الأشياء المتربة والمتسخة ووسط الأتربة، وبعدها يقوم الطفل بقضم أظفاره بأسنانه فتنتقل الجراثيم والفيروسات والرصاص وغيرها من المواد الضارة بالجسم، ويقوم بعض الكبار بسلوك قضم الأظفار، ما يؤدي إلى حدوث مضاعفات جسدية وأخرى نفسية.
وقضم الأظافر وما حولها من الجلد الزائد بالأسنان يصيب الأصابع بالاحمرار والتورم. وفي كثير من الحالات يحدث نزيف الدم في الجلد المحيط بالأظفار، ويتكون صديد وتحدث التهابات مؤلمة في هذه المنطقة، وتحت الأظفار تحتوي على 93 في المائة من الجراثيم والملوثات الموجودة باليد كلها، وتنتقل هذه البكتيريا والفيروسات من الأظفار إلى الفم عبر القضم، وتصبح فرص الإصابة بالأمراض كبيرة، وتؤثر هذه العادة في المظهر والشكل العام، ويصبح الشخص أقرب إلى المريض نفسياً. فالكثير من المصابين بأمراض نفسية يسلكون هذه العادة، ويشوهون أظفارهم بهذه الطريقة مع حدوث التهابات حول الأظفار، وهذه العادة تسبب حالة من التوتر والمرض النفسي الخفيف، ويمكن التخلص من هذه العادة بسهولة باستخدام الأدوات المناسبة لتقليم الأظفار، وتذكر دائماً بأضرارها كلما وضعها الشخص داخل الفم.
الرياضة أثناء المرض
اعتاد بعض الأشخاص على ممارسة الرياضة أثناء الإصابة بالمرض، أو قبل الوصول إلى درجة الشفاء الكامل، ما يؤدي إلى الوقوع في مضاعفات خطيرة، حيث أثبتت دراسة جديدة أن ممارسة بعض الرياضات قبل الشفاء التام من الأمراض يؤثر سلبيا في صحة الشخص، لأن تأدية الرياضة أثناء الإصابة بفيروسات الإنفلونزا أو غيرها، يؤدي إلى مخاطر صحية تصل في بعض الأحيان إلى حدوث الوفاة المفاجئة بسبب التهابات العضلة القلبية.
وغالباً ما يحدث ذلك دون شعور المريض بأية مضاعفات، ويقودهم في النهاية إلى حالة الموت المفاجئ. وينصح الأطباء بالتمهل والانتظار بعد الشفاء بحوالي يومين إلى أربعة أيام قبل ممارسة أي نوع من الرياضة، وعدم التسرع في بذل مجهود شديد بعد الإصابة بالأمراض، والسبب أن الأنسجة المكونة لعضلات القلب غالبا ما تكون مجهدة من المرض وتحتاج للراحة لاستعادة قوتها وحيويتها، وغالبا لا يشعر المريض بهذه المشكلة ويعتقد أنه يستطيع إجهاد عضلة القلب بالرياضة دون حدوث أضرار، ولكن الخطورة تكون قائمة بشكل أكبر مما يتصور الشخص، نتيجة سرعة تضخم والتهاب عضلة القلب وتفاقم الوضع وتعرض حياة المريض للموت.