تعد تحاليل دلالات الاورام للنساء ضمن الفحوصات التي تجرى أثناء رحلة العلاج من السرطان مثل سرطان الثدي وسرطان المبيض، حيث توفر هذه التحاليل معلومات حول السرطان كمدى تقدمه وانتشاره، ومعرفة نوع العلاج الذي قد يستجيب له ومدى الاستجابة لهذا العلاج، وكذلك معرفة سير المرض، والكشف عن عودة الإصابة بالسرطان.
في هذا المقال سنتعرف على أنواع تحاليل دلالات الاورام للنساء، ودورها في رحلة العلاج وتفسير نتائجها.
دلالات الأورام (بالإنجليزية: Tumor Markers) هي مواد بروتينية قد تكون موجودة في الخلايا السرطانية أو تنتجها هذه الخلايا بكميات عالية، وربما تفرزها خلايا الجسم استجابة لنمو السرطان أو الأورام الحميدة. ويمكن الكشف عنها بإجراء تحاليل لعينات الجسم مثل الدم، أو البول، أو الأنسجة.
تجدر الإشارة إلى أن بعض تحاليل دلالات الاورام للنساء قد تكون خاصة بنوع واحد من السرطان، بينما البعض الآخر قد يظهر في عدة أنواع، بل ربما يظهر مع أورام غير سرطانية أو أمراض أخرى، لذلك لا يمكن الاعتماد على دلالات الأورام وحدها لتشخيص السرطان.
وفيما يلي نذكر أمثلة لتحاليل دلالات الاورام للنساء:
دلالات اورام الثدي
هناك العديد من تحاليل دلالات الاورام للنساء المصابات بأورام الثدي، وفيما يلي نذكر أشهرها:
- مستضد السرطان 3-15
يستخدم تحليل مستضد السرطان 3-15 (بالإنجليزية: Cancer Antigen 15-3 or CA15-3) للتحقق من كيفية سير علاج سرطان الثدي، كما يستخدم أيضاً للبحث عن عودة السرطان بعد العلاج، ولكنه لا يفيد في المراحل المبكرة من سرطان الثدي.
يكون مستضد السرطان 3-15 أعلى من المعتاد لدى معظم النساء المصابات بسرطان الثدي المنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، حيث تظهر نتائج تحليل CA 15-3 ارتفاعاً كلما زاد نمو وتقدم سرطان الثدي.
يصل مستضد السرطان 3-15 إلى أعلى مستوياته إذا كان السرطان قد انتقل إلى العظام أو الكبد. وقد يلاحظ أيضاً ارتفاع طفيف إلى معتدل في تحليل CA 15-3 في حالات مرضية أخرى، وأحياناً في الأشخاص الأصحاء.
والجدير بالذكر أنه ليس كل أنواع سرطانات الثدي تسبب ارتفاع مستويات مستضد السرطان 3-15؛ لأن بعض أنواع الخلايا السرطانية لا تنتج المستضد بكميات كبيرة.
اقرأ أيضاً: طرق علاج سرطان الثدي
- مستضد السرطان 27.29
يستخدم تحليل مستضد السرطان 27.29 (بالإنجليزية: Cancer Antigen or CA 27.29) كأحد تحاليل دلالات الاورام للنساء المصابات بسرطان الثدي لمراقبة تطور سرطان الثدي النقيلي، ومتابعة علاجه، حيث تعد القيم المتزايدة دلالة على تقدم المرض، بينما القيم المتناقصة مؤشراً قوياً على نجاح العلاج.
قد تشير نتائج تحليل CA 27.29 المرتفعة إلى الإصابة بسرطانات أو حالات طبية أخرى.
- مستقبلات الإستروجين والبروجيستيرون
تشمل تحاليل دلالات الاورام للنساء اختبارات مستقبلات هرمون الإستروجين والبروجيستيرون التي تحدد ما إذا كان سرطان الثدي الغازي يحتوي على مستقبلات الإستروجين أو البروجيستيرون أو كليهما؛ وذلك يساعد في اختيار العلاج المناسب وتحديد مدى التعافي.
تكون احتمالية تعافي السرطان أفضل إذا كانت نتائج اختبار مؤشرات الورم تشير إلى أن سرطان الثدي إيجابي لمستقبلات هرمون الإستروجين والبروجسترون، حيث أنه قد يستجيب للعلاجات المضادة للهرمونات مقارنة بالسرطان السلبي للمستقبلات الذي غالباً لا يستفيد من العلاج المضاد للهرمونات.
أما إذا كان السرطان سلبي لمستقبلات الإستروجين ولكن إيجابي لمستقبلات البروجيستيرون، فقد يستجيب المريض للعلاج المضاد للهرمونات ولكن بمعدل أقل.
- مستقبل عامل نمو البشرة البشري 2
تتضمن تحاليل دلالات الاورام للنساء أيضاً اختبار مستقبل عامل نمو البشرة البشري 2 (بالإنجليزية: Human Epidermal Growth Factor Receptor 2 or HER2) الذي يحدد عدد نسخ جين HER2 أو كمية بروتين HER2 في الخلية السرطانية. ويجرى هذا الاختبار لبعض أنواع السرطان منها سرطان الثدي.
يساعد هذا الفحص في توجيه العلاج ومتابعة التعافي، حيث تدل النتائج الإيجابية إلى احتمالية سرعة نمو السرطان وانتشاره مع قابليته للعودة، إلا أنه يشير أيضاً إلى إمكانية استخدام العلاجات الموجهة ضمن الخطة العلاجية، على عكس الأورام التي تكون نتائجها سلبية فهذا يعني أنها لن تستجيب للعلاجات الموجهة.
- المستضد السرطاني المضغي
لا يستخدم اختبار المستضد السرطاني المضغي (بالإنجليزية: Carcinoembryonic Antigen or CEA) في تحاليل دلالات الاورام للنساء لتشخيص سرطان الثدي أو المبيض، ولكنه قد يساعد الأطباء في التنبؤ بكيفية تقدم السرطان، وتحديد فعالية العلاج، وكذلك معرفة ما إذا كان السرطان قد عاد بعد العلاج أم لا.
قد يجرى اختبار CEA للمرضى أثناء العلاج وبعده، فإذا كانت نتائج التحليل تشير إلى ارتفاع مستويات المستضد السرطاني المضغي قبل بدء العلاج وبعده فقد يشير ذلك إلى أن السرطان لا يستجيب للعلاج.
بينما يشير انخفاض مستويات المستضد السرطاني المضغي إلى المستويات الطبيعية بعد العلاج إلى نجاحه. أما ارتفاع مستويات المستضد السرطاني المضغي بشكل مطرد هو أول علامة على عودة السرطان.
دلالات اورام المبيض
تستخدم العديد من تحاليل دلالات الاورام للنساء الذين يعانين من سرطان المبيض ويعد مستضد السرطان 125 أشهرها، وكذلك بروتين البربخ البشري 4.
- مستضد السرطان 125
يستخدم مستضد السرطان 125 (بالإنجليزية: Cancer Antigen 125 or CA 125) كدلالة أساسية لمراقبة سير العلاج أثناء علاج سرطان المبيض، كما يستخدم أيضاً لاكتشاف عودة السرطان مرة أخرى بعد اكتمال العلاج.
إذا انخفضت مستويات مستضد السرطان 125 أثناء العلاج فهذا يشير إلى استجابة السرطان للعلاج، بينما يشير ارتفاعها إلى عدم الاستجابة، وقد يدل ارتفاع مستويات مستضد السرطان 125 بعد اكتمال العلاج على عودة السرطان.
- بروتين البربخ البشري 4
يجرى تحليل بروتين البربخ البشري 4 (بالإنجليزية: Human Epididymis Protein 4 or HE4) للمساعدة في مراقبة سرطان المبيض الظهاري بعد العلاج، لاكتشاف تكرار الإصابة أو تطور المرض. ولا يوصى به لفحص النساء اللاتي لا تظهر عليهن أعراض سرطان المبيض.
تستخدم تحاليل دلالات الاورام للنساء CA 125 وHE4 لمراقبة سرطان المبيض الظهاري بعد علاجه، حيث توفر معلومات تكميلية تتيح مراقبة أفضل لمعرفة مدى فاعلية العلاج واكتشاف ما إذا كان سرطان المبيض الظهاري قد عاد أم لا.
إذا كانت مستويات HE4 وCA 125 مرتفعة في البداية ثم انخفضت بعد العلاج، فإن ذلك يشير إلى استجابة سرطان المبيض الظهاري للعلاج. بينما إذا وجدت نتائج تحليل HE4 طبيعية عن المرأة المصابة بسرطان المبيض الظهاري فيكون هذا الاختبار غير مفيد لمراقبة السرطان.
أما إذا اترفعت مستوياتهما أو بقيت كما هي فمن المحتمل أن السرطان لم يستجب للعلاج، كما قد تشير زيادة مستويات HE4 وCA 125 أثناء المراقبة الدورية بعد علاج السرطان أو الجراحة إلى عودة السرطان.
دلالات اورام الرحم
تستخدم العديد من دلالات أورام الرحم ومنها مستضد السرطان 125 في حالات النساء المصابات بسرطان بطانة الرحم، حيث أن ارتفاع مستواه لديهن يشير إلى أن السرطان قد انتشر خارج الرحم.
كما يفيد تحليل CA 125 وهو من أشهر تحاليل دلالات الاورام للنساء في معرفة مدى نجاح علاج السرطان، حيث يجرى هذا الاختبار قبل الخضوع للعلاج أو الجراحة وبعده، وتشير انخفاض مستوياته بعد العلاج إلى نجاح العلاج.
اقرأ أيضاً: اعراض سرطان الرحم المبكرة والمتقدمة
دلالات اورام عنق الرحم
يعد تحليل مستضد سرطان الخلايا الحرشفية (بالإنجليزية: Squamous Cell Carcinoma Antigen or SCC Ag) أحد تحاليل دلالات الاورام للنساء المصابات بسرطان الخلايا الحرشفية وهو نوع من سرطان عنق الرحم، حيث ترتفع مستويات هذا المستضد مع تقدم مرحلة السرطان.
يستخدم هذا المستضد أيضاً للكشف عن سير العلاج ومدى التحسن، وكذلك الكشف عن تكرار الإصابة.
يلعب تحليل مستضد سرطان الخلايا الحرشفية دوراً مهماً في مرضى سرطان عنق الرحم الذين خضعوا للعلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي المتزامن مع العلاج الإشعاعي، فارتفاع نتائح تحليل SCC Ag قبل الخضوع للعلاج يشير إلى الإصابة بأورام واسعة النطاق وقصر مدة البقاء على قيد الحياة.
يستخدم تحليل SCC Ag للمساعدة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالجراحة، حيث ترتبط مستويات مستضد سرطان الخلايا الحرشفية المرتفعة بمقاومة الإشعاع. ويشير انخفاض مستويات مستضد سرطان الخلايا الحرشفية أثناء العلاج الكيميائي المتزامن مع العلاج الإشعاعي باستجابة الورم للعلاج، بينما عدم عودة مستويات مستضد سرطان الخلايا الحرشفية إلى طبيعتها بعد العلاج يشير إلى احتمالية عودة السرطان.