يعد تضخم البروستاتا الحميد من حالة طبيعية شائعة تصيب الرجال مع التقدم بالعمر، ولكن مع تطورها، فإنها قد تسبب بعض الأعراض التي قد تكون مزعجة ومحرجة للمريض، مثل صعوبة التبول، وضعف تدفق البول، والحاجة المتزايدة للتبول، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى مشاكل ومضاعفات أخرى، مثل التهاب المثانة أو الكلى.
يبحث الرجال عن الطرق المختلفة لعلاج المشكلة، ويشمل علاج تضخم البروستاتا مجموعة متنوعة من الخيارات التي تعتمد على شدة الأعراض ومدى تأثير الحالة على حياة الشخص المصاب. تعرف من خلال هذا المقال على طرق علاج تضخم البروستاتا عند الرجال، سواء المنزلية، أو الطرق الطبية.
كيف يعالج تضخم البروستاتا في المنزل؟
لا يزول تضخم البروستاتا دون علاج، ولكن قد يساعد إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة في علاج تضخم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: Benign Prostate Hyperplasia or BPH) والتخفيف من الأعراض، خصوصًا إذا كانت أعراض تضخم البروستاتا غير مزعجة، ولم تسبب أي مضاعفات. [1]
في بداية الأمر، قد يلجأ الطبيب إلى مراقبة حالة المريض والأعراض التي يعاني منها، دون استخدام أي علاجات أو أدوية، وينصح بإجراء تغييرات في نمط الحياة ستساعد في تحسن الأعراض الطفيفة، وتشمل: [1,2,3]
- الحد من كمية السوائل المتناولة مساءً، وتجنب تناول أي شيء من المشروبات قبل ساعتين على الأقل من موعد النوم، قد يساعد ذلك في تجنب الاستيقاظ في منتصف الليل.
- تناول كميات كافية من السوائل خلال النهار، ولكن بكميات معتدلة في المرة الواحدة.
- التقليل من كمية الكافيين، والمشروبات الغازية، والمحليات الصناعية المتناولة خلال اليوم، فجميع هذه المشروبات تهيج المثانة وتزيد من أعراض التبول.
- تفريغ المثانة بشكل منتظم.
- القيام بالتبول المزدوج، ما يعني الانتظار لبضع لحظات بعد الانتهاء من التبول، ثم محاولة التبول مرة أخرى. يمكن أن يساعد ذلك في تفريغ المثانة بشكل كامل.
- تجنب استخدام بعض الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية، مثل أدوية الاحتقان والزكام، ومضادات الهيستامين. كما قد تسبب بعض الأدوية التي تحتاج لوصفة تفاقم أعراض تضخم البروستاتا، مثل أدوية الاكتئاب، لذلك ينصح باستشارة الطبيب لتغيير الدواء أو الجرعة.
- اتباع نظام غذائي صحي، وزيادة كمية الألياف المتناولة، ما يساعد في تجنب الإمساك، والذي يمكن أن يضغط على المثانة ويزيد من أعراض تضخم البروستاتا.
- استخدام الأقمشة والملابس الامتصاصية ووضعها داخل الملابس الداخلية، فهذه الوسائل ستمتص أي تسرب.
- تدريب المثانة، من خلال إجراء بعض التمارين التي تهدف إلى تدريب المثانة على تحمل والاحتفاظ بكميات أكبر من البول، وتمديد الفترة بين التبول. على سبيل المثال، يتم الانتظار من 5 إلى 15 دقيقة عند الشعور برغبة في التبول، ثم يتم زيادة مدة الانتظار تدريجيًا.
- ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء.
علاج تضخم البروستاتا بالأعشاب
توجد بعض الأعشاب التي ستساعد في علاج تضخم البروستاتا عند كبار السن والشباب، نظرًا لاحتوائها على عناصر غذائية وفيتامينات مهمة لصحة البروستاتا. وتشمل طرق علاج تضخم البروستاتا بالأعشاب ما يلي: [4]
- البلميط المنشاري.
- عشبة الجاودار.
- نبات القراص.
- نبات البيجيوم.
- بذور اليقطين.
- الكركم.
اقرأ أيضًا: كيف تحمي البروستاتا بالثوم
وتوجد أيضًا مشروبات لعلاج تضخم البروستاتا، فهي مشروبات خالية من الكافيين ويمكن استبدال القهوة والشاي الأسود بها، وتشمل ما يلي: [5]
- الشاي الأخضر.
- شاي الكركديه.
- شاب الماتشا الخالي من الكافيين.
ما هو أفضل دواء لعلاج تضخم البروستاتا؟
تتعدد أدوية علاج تضخم البروستاتا الحميد، ولكل منها استخدامات محددة وتعتمد على حالة المريض والأمراض الأخرى المترافقة مع التضخم، لذلك يمكننا الجزم حول أفضل دواء لعلاج تضخم البروستاتا.
تشتمل طرق علاج تضخم البروستاتا الحميد بالأدوية على ما يلي: [1,2,3]
- مثبطات الألفا، التي تحسن من أعراض تضخم البروستاتا البولية، ولكن دون التأثير على حجمها. تعد مثبطات ألفا أفضل علاج لتضخم البروستاتا واحتباس البول في حال الإصابة بارتفاع ضغط الدم المتزامن مع التضخم.
- مثبطات إنزيم 5-ألفا ريداكتيز، وتعمل هذه الأدوية على علاج تضخم البروستاتا من خلال منع تكون بعض الهرمونات التي تؤثر على الغدة، وبالتالي فهي تمنع تضخمها.
- مثبطات فوسفوديستيراز-5، ويعد الدواء الوحيد المستخدم في علاج تضخم البروستاتا الحميد من هذه المجموعة هو دواء التادالافيل، ويعد هذا الدواء هو الأفضل في علاج تضخم البروستاتا عند الشباب والكبار المصاحب لضعف الانتصاب.
- مثبطات الكولين، وتساعد هذه المجموعة الدوائية على استرخاء عضلات المثانة، والتخفيف من الضغط على المثانة.
- مستقبلات بيتا 3، التي تعد خيارًا بديلًا لمثبطات الكولين من أدوية علاج تضخم البروستاتا، فهي تساعد على استرخاء عضلات المثانة، ولكن بآثار جانبية أقل. من أهم الأمثلة على مستقبلات بيتا 3 هو الميرابيجرون.
- مدرات البول، لعلاج احتباس البول.
- الديسموبريسين (بالإنجليزية: Desmopressins)، الذي يقلل من إنتاج البول، وبالتالي علاج الأعراض المصاحبة.
في حال عدم استجابة الحالة لأي من العلاجات المذكورة سابقًا، سيتم اللجوء إلى العلاج المزدوج، أي استخدام نوعين من أدوية تضخم البروستاتا معًا، ويشمل العلاج المزدوج على ما يلي: [1,2]
- الفيناستيرايد والدوكسازوسين، بحيث يتم الجمع بين تأثيرين مختلفين لعلاج تضخم البروستاتا، حيث يقلل الفيناستيرايد من حجم البروستاتا، بينما يخفف الدوكسازوسين من أعراض عضلات البروستاتا والمثانة.
- الدوتاستيرايد والتامسولوسين: يقوم دواء الدوتاستيرايد على تقليل حجم البروستاتا، ويساعد التامسولوسين في تحسين تدفق البول.
- مثبطات الألفا ومضادات مسكارينيك (الأدوية المستخدمة لعلاج فرط نشاط المثانة): تعمل مثبطات الألفا على توسيع مجرى البول، وتعمل مضادات المسكارينيك على تهدئة عضلات المثانة.
للمزيد: أدوية تضخم البروستاتا الحميد
عملية تضخم البروستاتا
يعد خيار إجراء عملية تضخم البروستاتا هو الخيار النهائي بعد استنفاذ جميع الطرق الأخرى، خصوصًا في الحالات التالية: [1,2]
- الإصابة بأضرار في الكلى.
- الإصابة بالالتهابات متكررة في المسالك البولية أو نزيف.
- الإصابة بحصى في المثانة أو احتباس البول.
تشمل أنواع عملية تضخم البروستاتا ما يلي: [1]
- عملية تضخم البروستاتا عبر الإحليل، وهي النوع الأكثر شيوعًا والفعال في علاج تضخم البروستاتا الحميد.
- عملية تضخم البروستاتا بالمنظار.
- عملية تضخم البروستاتا المفتوحة.
هل يمكن الشفاء من تضخم البروستاتا؟
على الرغم من صعوبة علاج تضخم البروستاتا نهائيًا، إلا أن اتباع الطرق المذكورة سابقًا يمكن أن يخفف من الأعراض بشكل ملحوظ، ويقلل من حجم البروستاتا، ويساعد على استعادة تدفق البول الطبيعي وعلاج احتباس البول. في الواقع، يمكن للعديد من الرجال الذين يعانون من تضخم البروستاتا الحفاظ على جودة حياة جيدة من خلال العلاجات غير الجراحية.
نصيحة الطبي
من المهم جدًا علاج تضخم البروستاتا بشكل فعال وفقًا للحالة الشخصية، سواء من خلال التغييرات في نمط الحياة، أو الأدوية، أو الإجراءات الجراحية، ويجب دائمًا استشارة الطبيب لتقييم الوضع وتحديد العلاج الأنسب.