يصاب الأفراد بالصلع مع تقدم العمر، إذ تصاب النساء والرجال بتساقط الشعر وفقدانه، وقد يصاب الأفراد بمرض الثعلبة ذكرية الشكل (بالإنجليزية: Male Pattern Alopecia)‏، أو مرض الصلع الوراثي، والذي يعد من أكثر أنواع تساقط الشعر أو الصلع شيوعاً، وهو يصيب النساء والرجال، إلا أنه أكثر شيوعاً عند الرجال.

ويتناول هذا المقال الحديث حول الفرق بين الصلع الوراثي أو غير الوراثي، ويجيب عن سؤال هل يمكن تأخير الصلع الوراثي، وما هي طرق علاج الصلع الوراثي الدوائية، والطبية، والطبيعية.

علاج الصلع الوراثي بالأدوية

يتردد كثيراً سؤال هل الصلع الوراثى له علاج، وفي الحقيقة أن الصلع الوراثي (بالإنجليزية: Androgenetic Alopecia) لا يمكن عكسه، وإنما تساعد العلاجات في وقف تساقط الشعر والحد منه أو تأخير الصلع الوراثي، كما يمكن أن تساعد في إعادة نمو الشعر الذي تم فقدانه. وبشكل عام، لا يختلف علاج الصلع الوراثي عند الرجال عن علاج الصلع الوراثي عند النساء. [1,2]

توجد العديد من أنواع الأدوية التي تستخدم في علاج الصلع الوراثي والتي تكون فعالة عند البدء باستخدامها مبكراً عند بداية ظهور ترقق الشعر وليس عند تفاقم الصلع، وتختلف فعالية علاج تساقط الشعر الوراثي من فرد إلى آخر؛ إذ إنها قد توقف تساقط الشعر عند بعض الأفراد دون ان تساعد في نمو شعر جديد، في حين أنها تساعد في تحسين نمو الشعر عند أفراد آخرين.

كما يجدر التنبيه أنه يجب استخدام العلاجات بشكل مستمر ودون التوقف عن استخدامها، إذ يعود تساقط الشعر عند التوقف عنها، كما أن نتيجة استخدام هذه الأدوية تظهر بشكل واضح بعد استخدامها لمدة عام كامل بشكل متواصل، كما يجدر التنبيه إلى وجود بعض الآثار الجانبية لاستخدام دواء الصلع الوراثي والتي يجب معرفتها قبل البدء باستخدامه. ومن أنواع الأدوية المستخدمة في علاج الصلع الوراثي ما يلي: [1,2,3]

  • دواء فيناستيرايد (بالإنجليزية: Finasteride): يستخدم دواء فيناستيرايد علاج الصلع الوراثي عند الرجال، إذ يساعد في تحويل هرمون التستوستيرون إلى ديهدروتستوسترون، وتجدر الإشارة أنه عند التوقف عن استخدام هذا الدواء فإن تساقط الشعر يعود.
  • دواء المينوكسديل: يمكن استخدام دواءالمينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil) في علاج تساقط الشعر الوراثي عند الرجال أو النساء للحد من تساقط الشعر. وينصح بتطبيقه على فروة الرأس مرتين يومياً، وتجدر الإشارة إلى أن تساقط الشعر يعود كما كان عند التوقف عن استخدام هذا الدواء، كما لأنه لا يستخدم للنساء الحوامل والمرضعات.
  • دواء سبيرونولاكتون: يعد دواء سبيرونولاكتون (بالإنجليزية: Spironolactone) من مدرات البول التي تستخدم للتخلص من السوائل الزائدة في الجسم، كما أنه قد يستخدم في إعادة نمو الشعر عند النساء، إذ أنه يثبط إنتاج هرمون الأندروجين. ويجدر التنبيه إلى وجود بعض الآثار الجانبية عند استخدام هذا الدواء، فقد يؤدي إلى شعور الفرد بالتعب، أو عدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء، أو تورم الثديين، كما تنصح النساء الحوامل بعدم استخدامه، ويجب مراقبة ضغط الدم وإجراء اختبارات للأملاح عند استخدامه.

للمزيد: مينوكسيديل للشعر: فوائد واضرار

علاج الصلع الوراثي بالطرق الطبيعية

توجد العديد من العلاجات الطبيعية أو الأعشاب التي قد تساعد في تقديم علاج طبيعي للصلع الوراثي عند الرجال أو النساء وتحسين نمو الشعر. ومن هذه العلاجات ما يلي: [4,5]

  • تناول الأطعمة الصحية والمغذية للشعر: ينصح الأفراد بتناول الطعام الغني بالبروتينات، والفيتامينات، والعناصر، والدهون الضرورية لصحة الشعر مثل البيض الذي يعد غنياً بالبروتينات، والبيوتين، وفيتامين ب، أو المكسرات التي تعد غنية بمادة السيلينيوم، أو الأسماك الدهنية التي تعد غنية بمادة الأوميغا 3. كما ينصح الأفراد بالحصول على كميات كافية من فيتامين د، من خلال تناول الأطعمة الغنية به مثل الحليب المدعم بفيتامين د، أو التعرض لأشعة الشمس.
  • استخدام الزيوت العطرية: توجد العديد من أنواع الزيوت الأساسية التي قد تستخدم لتحفيز نمو الشعر، والتي يجب تخفيفها باستخدام أحد أنواع الزيوت الناقلة. ويحسن تدليك فروة الرأس بهذه الزيوت الدورة الدموية، ويساعد في نمو الشعر. ومن هذه الزيوت ما يلي:
  • زيت النعناع: يعد زيت النعناع من أفضل أنواع الزيوت العطرية التي تساعد في نمو الشعر، كما أنه يساعد في تحسين الدورة الدموية.
  • زيت إكليل الجبل أو زيت حصى البان: قد يساعد زيت إكليل الجبل في تحسين صحة فروة الرأس، وتحسين الدورة الدموية.
    • علاجات طبيعية أخرى: هناك بعض العلاجات الطبيعية الأخرى التي قد تساعد في الحد من تساقط الشعر وتساهم في تعزيز نموه. ومن هذه العلاجات:
  • الصبار أو الألوفيرا: يساعد الشعار في الحد من تساقط الشعر، والحد من قشرة الشعر، كما أنه يلطف الشعر ويرطب فروة الرأس، ويمكن تطبيق جل الألوفيرا على فروة الرأس، أو استخدام أنواع الشامبو التي تحتوي على الصبار.
  • تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الجنسنغ: يحفز تناول الجنسنج بصيلات الشعر مما يساعد في نمو الشعر، ولكن يجدر الانتباه إلى الآثار الجانبية التي قد تنتج عن تناولها.
  • عصير البصل: يحسن عصير البصل الدورة الدموية، وينصح بتطبيق عصير البصل على فروة الرأس لمدة 15 دقيقة قبل غسله بالشامبو.
  • الليمون: يساعد تطبيق عصير الليمون الطبيعي على فروة الرأس من تحسين صحة فروة الرأس، وتحسين نمو الشعر، ويطبق لمدة ربع ساعة على فروة الرأس، كما يمكن تخفيفه.
  • البروسيانيدين: قد يساعد تناول الأطعمة الغنية بمادة البروسيانيدين (بالإنجليزية: Procyanidin)، والتي تعد من مضادات التاكسد الموجودة في القرفة والعنب، كما تجدر الإشارة إلى وجود بعض المستحضرات التي تحتوي على مادة البروسيانيدين والتي تعرف باسم محلول موستال (بالإنجليزية: Mostal Solution) والتي تعزز نمو الشعر.
  • الثوم: على الرغم من أنه لم يثبت إمكانية علاج الصلع الوراثي بالثوم، إلا أنه يمكن أن يكون الثوم مفيداً جداً لفروة الرأس والشعر. ويوفر الثوم التغذية لبصيلات الشعر، كما يمكن للثوم أن يحفز تدفق الدم إلى فروة الرأس، وبالتالي يغذي الشعر ويحفز نمو الشعر ويقويه.

    • للمزيد: انتشار تساقط الشعر المؤدي للصلع

    علاج الصلع الوراثي بطرق اخرى

    قد يتم اللجوء إلى بعض العلاجات الأخرى أو الأساليب الطبية في علاج الصلع الوراثي، ومنها: [6,7]

    زراعة الشعر

    تستخدم تقنيات زراعة الشعر للنساء والرجال، وهي تعد افضل علاج للصلع الوراثي. وغالباً ما يلجأ لهذا الخيار الرجال، ولا يكون مرضياً للنساء، وقد تقوم النساء بإخفاء الشعر الخفيف من خلال تسريحات الشعر أو استخدام الشعر المستعار، وتتم عملية زراعة الشعر من خلال عملية جراحية يخدر فيها الفرد موضعياً، ثم يتم إزالة جزء صغير من الجلد الذي يحتوي على شعر، وزراعته في ثقوب صغيرة في فروة الرأس، من أجل ملأ فراغات الصلع، ويحتاج الفرد إلى عدة جلسات لملئ فراغات الصلع، وقد يستغرق الأمر عاماً أو عامين.

    إبر الجلد لتحفيز نمو الشعر

    تعد إبر الجلد الدقيقة (بالإنجليزية: Microneedling) من العلاجات التي تستخدم في علاج تساقط الشعر، إذ يستخدم جهاز الديرما رولر (بالإنجليزية: Derma Roller) الذي يحتوي على إبر صغيرة الحجم تحدث ثقوباً أو جروح بسيطة في الجلد، وتستخدم هذه التقنية لعلاج تساقط الشعر وخصوصاً الناتج عن داء الثعلبة، كما يعتقد أنها تساعد في نمو الشعر، وتحسن من الشعر الخفيف الناتج عن الصلع الذكوري.

    يحفز الوخز بإبر الجلد الخلايا الجذعية، كما يحسن امتصاص فروة الرأس لبعض المنتجات المستخدم في علاج الصلع الوراثي وتساقط الشعر، مثل البلازما الغنية بالصفائح الدموية، أو الستيرويد الموضعي، أو دواء المينوكسيديل.

    يقوم المتخصصون بتخدير فروة الرأس موضعياً قبل 45 دقيقة من إجراء الوخز مما يقلل الألم، وتستغرق مدة الوخز عادة 10 دقائق أو أقل. وتجدر الإشارة إلى وجود بعض الآثار الجانبية لاستخدام هذه التقنية مثل الألم، أو الكدمات، أو الاحمرار، أو التورم، كما قد تزيد من امتصاص دواء المينوكسيديل مما يسبب المزيد من تهيج فروة الرأس والحكة. كما يجدر الانتباه أن فروة الرأس تكون أكثر حساسية لأشعة الشمس، لذا؛ فإنه ينصح بارتداء قبعة عند الخروج، كما ينصح بالحرص على النظافة الشخصية واستخدام مضاد حيوي فموي أو موضعي للحد من الإصابة بالعدوى البكتيرية.

    للمزيد: البلازما لتساقط الشعر

    بداية الصلع الوراثي

    يتساءل العديد من الأشخاص كيف اعرف الصلع الوراثي، وتختلف الإجابة عن هذا السؤال باختلاف الجنس. فعند الرجال، يبدأ الصلع الوراثي في مقدمة الرأس، ويزداد مع مرور الوقت ليصبح فقدان الشعر على شكل حرف M، وقد يتطور الصلع عند الرجال إلى صلع جزئي أو كامل، أما عند النساء فإن الشعر يضعف ويصبح أقل سمكاً في جميع مناطق الرأس، ونادراً ما يحدث صلع كامل عند النساء.

    تفقد النساء يومياً في الوضع الطبيعي ما بين 50 إلى 100 شعرة في اليوم، وتفقد النساء اللواتي يعانين من الصلع الوراثي أكثر من ذلك بكثير، ويكون فقدان الشعر في جميع أنحاء الرأس، ويبدأ تساقط الشعر أو الصلع الوراثي عند النساء في عمر الثلاثين، ويصبح ملاحظاً في عمر الأربعين أو الخمسين (أي بعد سن انقطاع الطمث)، بينما قد يعاني الرجال من تساقط الشعر أو الصلع الوراثي في عمر العشرين أو منتصف العمر والذي يعتمد على مدى تحول هرمون التستوستيرون الموجود في فروة الرأس إلى هرمون ثنائي هيدروكسيتستوسترون.

    وتعتبر الوراثة وانتقال الجينات هي أهم اسباب الصلع الوراثي. [1,3]

    للمزيد: الصلع الذكوري الاندروجيني