تسبب مشاكل المرارة كثير من الانزعاج، وقد تضطر إلى الخضوع لعملية استئصال المرارة كجزء من الخطة العلاجية للتخلص من هذه المشاكل، ويتبادر إلى الذهن: هل عملية استئصال المرارة خطيرة؟
سنتناول في هذه المقالة الدليل الكامل للتعرف على الحالات التي تستوجبعملية استئصال المرارة.
لماذا يجب استئصال المرارة؟
المرارة عضو صغير يشبه الكيس في الجزء العلوي الأيمن من البطن بجوار الكبد، وتقوم المرارة بجمع الصفراء وتخزينها، وهي عبارة عن سائل ينتجه الكبد ويساعد على تكسير الأطعمة الدهنية.
يمكن أن تصاب المرارة بأضرار تستلزم استئصالها لتفادي مضاعفاتها الخطيرة، وفيما يلي أبرز أسباب عملية استئصال المرارة: [1,2,3,4]
- حصوات المرارة: قد تحتاج إلى جراحة المرارة إذا كان لديك ألم أو أعراض أخرى ناتجة عن حصوات المرارة، وهي حصوات صغيرة يمكن أن تتكون في المرارة، وتمنع تدفق الصفراء وتهيج المرارة. تشمل الأعراض الشائعة لمشاكل المرارة ما يلي:
- الألم الشديد في البطن: يعتبر ألم البطن الشديد المشكلة الأكثر شيوعاً لدى مريض حصوات الكلى، وعادةً ما تتفاقم المشكلة بعد تناول الطعام، وتكون الآلام متقطعة، ويتصور بعض الأشخاص أنهم يعانون من آلام ناتجة عن الغازات أو الارتجاع. وقد تؤشر هذه الآلام المستمرة لوجود مشكلة في المرارة تستدعي استئصالها، وفي بعض الأحيان، يصل الألم إلى الظهر والكتفين أو الذراعين.
- الغثيان: لا تقتصر أعراض حصوات المرارة على الآلام الشديدة في البطن، ولكن يمكن أن تؤدي أيضاً إلى الغثيان والقىء، فعندما تتزامن هذه الأعراض مع ألم البطن، فمن الضروري القيام بفحص المرارة والتأكد من عدم إصابتها بمشكلة.
- التهاب البنكرياس: يمكن أن يكون التهاب البنكرياس علامة على حصوات المرارة، والتي يمكن أن تتحرك وتؤثر على البنكرياس، حيث أن حصوات المرارة هي أحد أكثر الأسباب شيوعاً لالتهاب البنكرياس الحاد لدى البالغين.
- انحصار حصوات المرارة بين المرارة والكبد: يمكن أن تصبح حصوات المرارة محصورة في القناة الكيسية أو القناة الصفراوية التي تربط المرارة والكبد بالأمعاء، مما يمنع الصفراء من التدفق خارج الكبد. يمكن أن يكون هذا الموقف خطيراً جداً، وعادة ما يكون من الضروري إزالة المرارة -غالباً على الفور - لمنع حدوث مضاعفات. يتم ذلك عادةً بالمنظار، من خلال شقوق صغيرة في البطن.
- التهاب المرارة: عادةً ما يحدث التهاب المرارة نتيجة الإصابة بحصوات المرارة، ويمكن أن يؤدي إلى الحمى والألم والغثيان والمضاعفات الشديدة وفقاً لشدة الحالة، فقد يكون الالتهاب بسيط أو حاد. ويمكن أن تنتج بعض المضاعفات الخطيرة عند الإصابة بهذه المشكلة، مثل الغرغرينا أو انثقاب المرارة، وحينها يحتاج المريض إلى جراحة فورية لإزالة المرارة.
- حصوات القناة الصفراوية: يمكن أن تتسبب حصوات المرارة في الإصابة بحصوات القناة الصفراوية، وهي الأنبوب الصغير الذي ينقل الصفراء من المرارة إلى الأمعاء.قد لا تسبب حصوات المرارة في القناة الصفراوية أعراضاً لأشهر أو حتى لسنوات، ولكن إذا أصيبت القناة الصفراوية بالحصوات، فقد تسبب الأعراض التالية:
- آلام البطن في الجزء العلوي الأيمن.
- الحمى.
- اليرقان (اصفرار الجلد والعينين).
- فقدان الشهية.
- غثيان وقيء.
- لون البراز الداكن.
وعندما تعلق حصوات المرارة في القناة الصفراوية، يمكن أن تحدث عدوى بكتيرية، وقد تنتقل إلى الكبد وتسبب تليف الكبد الصفراوي والتهاب البنكرياس، ولتفادي هذه المشكلة، يستلزم إجراء استئصال المرارة.
اقرأ أيضاً: تعرف على التهاب المرارة
مضاعفات عملية استئصال المرارة
تعد عملية استئصال المرارة من العمليات الجراحية الشائعة والآمنة إلى حد كبير، ولكن قد تحدث بعض الآثار الجانبية والمضاعفات غير الشائعة، وتتضمن أضرار عملية استئصال المرارة ما يلي: [2,3]
- متلازمة ما بعد استئصال المرارة: تشمل متلازمة ما بعد استئصال المرارة مجموعة من الأعراض مثل آلام البطن وعسر الهضم التي تستمر بعد العملية.
- العدوى: تزداد فرص العدوى في حالة إجراء العملية المفتوحة أكثر من المنظار.
- النزيف: يمكن أن يصاب المريض بنزيف بعد العملية، ويجب استشارة الطبيب لمعرفة سبب النزيف.
- التورم: قد تصاب منطقة إجراء العملية بتورم بضعة أيام بعد إجرائها.
- تسرب الصفراء: من المشاكل الصحية التي يمكن أن تنتج عن العملية وتستلزم زيارة الطبيب.
- تلف القناة الصفراوية: أيضاً يمكن أن يحدث تلف في القناة الصفراوية، وهي من المضاعفات النادرة.
- تلف الأمعاء أو الأمعاء أو الأوعية الدموية: وتعتبر هذه المضاعفات خطيرة تستلزم رعاية طبية.
- تخثر الأوردة العميقة أو جلطات الدم.
- مشاكل القلب.
- الالتهاب الرئوي.
اقرأ أيضاً: كيفية التعايش مع حصوات المرارة
نصائح للوقاية من مضاعفات استئصال المرارة
إليك بعض النصائح للعودة للحياة اليومية والابتعاد عن المضاعفاتبعدعملية استئصال مرارة: [3,4]
- يمكن العودة لاستئناف الأنشطة المعتادة بعد وقت قصير من الجراحة مثل البدء في المشي ليلة الجراحة أو في صباح اليوم التالي، ثم زيادة النشاط بقدر مناسب لا يتسبب في الألم، تمكن أهمية العودة للنشاط اليومي في تفادي خطر الإصابة بجلطات الدم، وتحسن التنفس للوقاية من الالتهاب الرئوي.
- تفضل طريقة النوم بعد عملية استئصال المرارة على الجانب الأيسر بدلاً من الجانب الأيمن حيث توجد الشقوق الجراحية؛ لتجنب الضغط كثيراً على هذه المنطقة الحساسة، و يمكن استخدام نوع من وسائد الركبة الطبية للمساعدة في دعم وتقويم الساقين والوركين والظهر ومنطقة البطن أثناء النوم.
- يمكن العودة إلى العمل في غضون أسبوع ونصف، ويسمح بالأنشطة الكاملة بعد أربعة إلى ستة أسابيع مثل: الرياضات الاحتكاكية وضباط الشرطة ورجال الإطفاء.
- تجنب رفع الأوزان الثقيلة لمدة أربعة أسابيع والانحناء المفرط أو الالتواء لمدة أسبوع إلى أسبوعين بعد الجراحة، حتى تلتئم الجروح.
- ينصح بالامتناع عن الجماع بعد عملية المرارة لمدة 10-14 يوماً، أو حتى يتأكد الطبيب من إلتئام الجرح تماماً.
- تجنب القيادة حتى لا تحتاج إلى مسكنات الألم المخدرة، مما يضعف القدر على القيادة بأمان.