يعتبر النشاط الجنسي أو الجماع في العلاقات الحميمة جانب هام من جوانب الصحة ونوعيتها حيث أنه يتأثر بالظروف الصحية للمرأة. تعد بطانة الرحم المهاجرة أحد المشكلات الصحية التي قد تصيب المرأة والتي قد تؤثر على علاقة الزوجين.
على الرغم من أن العديد من الدراسات حول بطانة الرحم المهاجرة والجماع قد قيمت تأثير الجراحة والعلاج الهرموني لبطانة الرحم المهاجرة على الجماع المؤلم، إلا أن المشاكل الجنسية ونوعية العلاقة مع الشريك غالباً ما يتم إهمالها لدى النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة.
وفيما يتعلق ببطانة الرحم المهاجرة والجماع، نذكر بأنه قد تتأثر العلاقات الزوجية بعدة عوامل مرتبطة بتطور المرض نحو المراحل المتقدمة وتفاقم شدة الألم وتطور آلام الحوض المزمنة. كما أن هناك عوامل أخرى مرتبطة بمحاولة الإنجاب، التأخر التشخيصي وعودة الأعراض بعد العلاج.
نتناول في هذا المقال الحديث حول بطانة الرحم المهاجرة والجماع، وتأثير بطانة الرحم المهاجرة على العلاقة الزوجية، وهل عسر الجماع من اعراض بطانة الرحم المهاجرة، وكيف يساهم علاج بطانة الرحم المهاجرة في تحسين علاقة الزوجين.
كيف تؤثر بطانة الرحم المهاجرة على العلاقة الزوجية؟
بخصوص علاقة بطانة الرحم المهاجرة والجماع، فإن بطانة الرحم المهاجرة قد تؤثر على العلاقة ما بين الزوجين بعدة طرق منها:
بطانة الرحم المهاجرة والم الجماع
تتساءل العديد من النساء هل عسر الجماع من اعراض بطانة الرحم المهاجرة؟ حيث قد تعاني بعض النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة من ألم الجماع، وهذا ما قد يؤثر على علاقتها بزوجها. والجدير بالذكر أنه قد تختلف شدة وطبيعة ألم الجماع المرافقة للإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، حيث أنه قد يحدث دائماً لدى بعض النساء في حين أنه قد يحدث لدى الأخريات فقط عند القيام بحركات معينة أثناء الجماع، وقد تعاني منه بعض النساء عند أي عملية إيلاج، في حين أن الأخريات قد يعانين منه عند القيام بالإيلاج العميق.
وحول الألم المتعلق ببطانة الرحم المهاجرة والجماع، قد يكون ألم الجماع خفيف، أو متوسط الشدة، أو شديد جداً. وقد تصفه بعض النساء على أنه ألم حاد شبيه بألم الطعن أو أنه ألم عميق داخل البطن. وقد يحدث ألم الجماع أثناء الجماع أو حتى بعده، وقد يستمر لعدة ساعات بعد الجماع أو حتى لعدة أيام.
وطالما أن ألم الجماع يعد من العوامل الرئيسية التي تؤثر على الأداء الجنسي والعلاقة بين الزوجين، بالتالي وحول علاقة بطانة الرحم المهاجرة والجماع فإن الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة قد تؤثر على النشاط الجنسي ونوعية العلاقة الجنسية للمريضات المصابات به.
بطانة الرحم المهاجرة والم الحوض المزمن
إن هذا المرض يؤثر سلباً على جوانب مختلفة من النشاط الجنسي لدى المصابات. وجود الجماع المؤلم ليس هو العامل الأساسي لوجود علاقة ما بين بطانة الرحم المهاجرة والجماع، حيث أن آلام الحوض المزمنة قد تؤثر أيضاً عن العلاقة ما بين الزوجين.
إن آلام الحوض المرافقة لبطانة الرحم المهاجرة قد يتم وصفها بأنها كآلام تقلصات الدورة الشهرية الشديدة والتي لا تخف حدتها باستخدام مسكنات الألم التي تؤخذ دون وصفة طبية.
وبالتالي إن آلام الحوض هذه قد تؤثر على النشاط الجنسي لدى المرأة ورغبتها الجنسية الأمر الذي قد يؤثر على علاقتها مع زوجها.
بطانة الرحم المهاجرة وتأخر الحمل والعقم
أيضاً وكجزء من علاقة بطانة الرحم المهاجرة والجماع وحيث أن عسر الجماع من أعراض بطانة الرحم المهاجرة، فقد تؤثر بطانة الرحم المهاجرة على العلاقة الحميمة بعدة طرق، مثل تقليل الثقة بالنفس والاعتقاد بالفشل في تحقيق دور المرأة التقليدي من إنجاب الأطفال أو الضغوط الخارجية لمحاولة الإنجاب.
تعاني معظم النساء المصابات بهذا المرض من الشعور بالذنب تجاه شركائهن، وانخفاض مشاعر الأنوثة وتحور صورة الجسم، مما يؤدي بدوره إلى تفاقم الخلل الوظيفي الجنسي وتدهور علاقتها بزوجها، الأمر الذي قد يؤدي إلى تأخر الحمل ووجود مشاكل في الإنجاب.
اقرأ أيضاً: هل يمكن الحمل مع وجود بطانة الرحم المهاجرة؟
بطانة الرحم المهاجرة والاكتئاب والقلق والتوتر
هناك إثباتات علمية تربط بين مرض البطانة المهاجرة والإصابة بالاكتئاب، والقلق، وزيادة التوتر. وبما أن وجود الإجهاد البدني والعقلي يؤثر على الصحة الجنسية، فضلاً عن أثر المرض على السمات الشخصية وطموحات المرأة، بالتالي هذا قد يساهم في تأثير بطانة الرحم المهاجرة على العلاقة الزوجية.
دور علاج بطانة الرحم المهاجرة في تحسين العلاقة الزوجية
فيما يتعلق بعلاج بطانة الرحم المهاجرة والجماع:
- أثبتت الدراسات أن العلاج الجراحي للبطانة المهاجرة يحسن العلاقة الحميمة في عدة مستويات من حيث قلة الألم أثناء الجماع، وزيادة في المتعة الجنسية وقد تستمر هذه الفوائد لمدة خمس سنوات بعد العلاج الجراحي.
- تستخدم العلاجات الهرمونية في الخطة العلاجية للألم المصاحب لمرض البطانة المهاجرة وللوقاية الثانوية من المرض الذي قدة يعود أو يتفاقم، سواء مع الجراحة أو بدون جراحة.
وأظهرت الدراسات أن جميع العلاجات الهرمونية فعالة في أكثر من 50% من النساء في تخفيف آلام الحوض والآلام المصاحبة للجماع في مرضى البطانة المهاجرة، ومع ذلك يوجد دراسات قليلة بحثت في تأثير هذه الأدوية على النشاط الجنسي لدى النساء، حيث قد تواجه بعض النساء آثاراً جانبية للأدوية بشكل اضطرابات في المزاج والسلوك الشبيه بالقلق الذي يتطلب تغيير نوع الهرمون المستخدم.
نصائح لتحسين العلاقة الزوجية عند الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة
فيما يلي عدد من النصائح حول بطانة الرحم المهاجرة والجماع والتي تتضمن طرق للحفاظ على تحسين العلاقة ما بين الزوجين في حال إصابة المرأة ببطانة الرحم المهاجرة:
- الالتزام بعلاج بطانة الرحم المهاجرة والذي يساهم في التخفيف من أعراضها.
- تناول غذاء صحي ومتوازن.
- ممارسة تمارين رياضية خفيفة.
- التحدث مع الشريك بكل ما يخص الجماع وما تعانيه من ألم والبحث سوياً عن طرق تقلل من الشعور بالألم أثناء الجماع مثل اختيار وضعيات لا تسبب الألم.
- استخدام المزلقات أثناء الجماع للتقليل من آلام الجماع.
- اللجوء إلى عدة طرق للتقرب من الشريك، كخيار بديل للجماع، مثل العناق.
- اختيار الوقت المناسب للجماع، حيث أن هناك أوقات خلال الشهر تكون الآلام المصاحبة لبطانة الرحم المهاجرة أقل مما هي عليه بباقي أيام الشهر، وقد تشمل هذه الأيام خلال الأسبوع ما قبل التبويض أو بعد أسبوعين من الدورة الشهرية.
- تقديم الزوج الدعم النفسي للزوجة من خلال تقبله لمرضها والأعراض المصاحبة له.
للمزيد: علاج بطانة الرحم المهاجرة
بطانة الرحم المهاجرة ونمط الحياة
نظراً لوجود علاقة ما بين بطانة الرحم المهاجرة والجماع بالتالي فإن التشخيص المبكر لمرضى البطانة المهاجرة، الخطة العلاجية الصحيحة وتقديم الدعم المناسب تعتبر جميعها عوامل مهمة تعمل على تقليل الإصابة بالعقم وتقليل الشعور بالألم وتحسين جودة الحياة الجنسية.