يظهر ألم الأسنان نتيجة أسباب كثيرة مثل التهاب اللثة، أو تسوس الأسنان، وهي أمور يمكن حلها ومعالجتها عندما يكتشفها طبيب الأسنان، ولكن من غير الطبيعي أن تشعر بألم في أسنانك إلا أن طبيب الأسنان يؤكد لك سلامتها ويفضل ذهابك إلى دكتور الأنف والأذن و الحنجرة. فهل هناك ما يسبب ألم الأسنان غير تلك الأسباب المرتبطة بها؟ وهل يمكن أن تسبب مشاكل الأسنان أمراضاً غير المتوقعة؟
اقرأ أيضاً: ألم الأسنان: أسبابه وعلاجه
في هذا المقال سنتعرف على علاقة ألم الأسنان مع الأذن والرأس، والعلاقة بين التهاب عصب الأسنان والأذن، وهل التهاب الأذن يسبب ألم في الأسنان، وهل توجد علاقة بين ألم الأسنان والأذن والعين؟ بالإضافة إلى علاقة الم الأسنان مع التهاب الحلق أو اللوزتين.
هل التهاب الأذن يسبب ألم في الأسنان؟
يسبب التهاب الأذن ألماً في الأسنان نتيجة تراكم البكتيريا، إذ يمتد الشعور بالألم إلى الأسنان، وقد يصاحبها أعراض مثل خروج صديد أو إفرازات من الأذن. وبالتالي فإن الأشخاص الذين يعانون من التهابات الأذن المزمنة هم الأكثر عرضة لآلام الأسنان المتكررة. وهنا يتبادر للذهن هل يمكن أن تؤثر الأسنان على الأذن؟
علاقة التهاب عصب الأسنان والأذن
تتضح العلاقة بين التهاب عصب الأسنان والأذن خاصة عند التهاب عصب ضرس العقل وخاصة المتواجد في الفك العلوي، إذ يمتد الالتهاب إلى الأسنان المجاورة ومنها إلى الأذن، ويكون ألم الأذن في نفس ناحية ألم الضرس المصاب عصبه بالالتهاب. وتظهر الأعراض متمثلة في استمرار ألم الأذن بالرغم من تناول الأدوية المسكنة، ووجود تورم وصديد حول الضرس المصاب، ألم شديد في الأسنان، والصداع. كما وجد أيضاً الإصابة بالتهاب اللثة، أو تسوس الأسنان، أو التهاب المفصل الصدغي الفكي يمكن أن يسبب ألم الأذن أيضاً.
ما هو صداع الأسنان؟
يحدث صداع الأسنان في أحد جوانب الرأس، أو كلاهما، أو حول الرأس، ويحدث عند إصابة المفصل الصدغي الفكي المتواجد جانب الرأس لربط الفك بالجمجمة أو العضلات المحيطة به، ويوجد مفصلان صدغيان فكيان، وتساعد تلك المفاصل على فتح وإغلاق الفم، وتوجد الكثير من الأشياء التي تسبب ألم المفصل الصدغي الفكي منها: مضغ العلكة كثيراً، والجز على الأسنان.
يمكن أن تسبب إصابة المفصل الصدغي الفكي أو العضلات المحيطة به، أيضاً ألم في الأذن والذي يزداد مع تناول الطعام أو التحدث مع الآخرين. كما يصاحب ألم الأذن أو الصداع النصفي أعراض التهاب الأسنان والتي قد تشمل ألم الأسنان، أو الشعور بألم عند تناول المشروبات سواء كانت باردة أو ساخنة، أوتورم الخدين أو اللثة، أو رائحة الفم الكريهة.
اقرأ أيضاً: العلاقة بين الصداع و الأسنان
العلاقة بين التهاب الجيوب الانفية وألم الأسنان
إن الجيوب الأنفية هي أربعة أزواج من الجيوب الصغيرة يملؤها الهواء، وتوجد خلف أنفك، وجبهتك، وعظام وجنتك، وبين عينيك، وهي تحمي وجهك من الصدمات، كما أنها تنتج سائلاً رقيقاً لترطيب الأنف، ولحماية الجسم عن طريق حبس البكتيريا والجراثيم. تعد العلاقة بين التهاب الجيوب الأنفية وألم الأسنان متبادلة حيث يمكن أن يسبب التهاب الجيوب الأنفية ألم الأسنان والعكس أيضاً صحيح.
ففي حالة إصابة الفرد بالبرد أو الحساسية، يحدث التهاب الغشاء المخاطي المبطن لتلك الجيوب، وامتلائها بالسوائل اللزجة وتكون البكتيريا وبالتالي فإنها تضغط على الأسنان. يبدأ الألم في الأسنان العلوية، وعظم الفك وذلك لقربها من الجيوب الأنفية، ومن ثم ينتشر الألم إلى الأسنان السفلية بعد ذلك، كما يمكن أن تنتقل العدوى إلى جذور الأسنان العلوية مسببة الالتهابات أو تكوين الخراج، وستلاحظ زيادة الألم مع الانحناء.
أما عند إصابة جذور الأسنان العلوية أو التهاب ضرس العقل في الفك العلوي يمكن أن تنتقل العدوى إلى الجيوب الأنفية وتسبب التهابها، وفي هذه الحالة يمكن أن تظهر أعراض مثل تورم اللثة، وألم وتورم وصديد في الأسنان المصابة.
اقرأ أيضاً: التهاب الجيوب الأنفية
هل هناك علاقة بين ألم الأسنان واللوزتين؟ وهل التهاب الأسنان يسبب التهاب الحلق؟
تعد اللوزتين هي خط الدفاع الأول للجسم ضد الميكروبات التي تدخل عن طريق الفم، تتكون اللوزتين من نسيج يشبه العقد الليمفاوية، وتتواجد كل منهما في الجزء الخلفي من الحلق أي البلعوم، ومن المشاكل التي قد تحدث لها التهاب اللوزتين، وحصوات اللوزتين، وخراج الصفاق.
تتبين علاقة ألم الأسنان واللوزتين في الكثير من الأشكال، فقد يسبب التهاب الأسنان حدوث التهاب الحلق، حيث يتمثل التهاب الأسنان في تورم، واحمرار، ونزيف اللثة، وإهمال الشخص لتلقي العلاج المناسب قد يعرضه للكثير من المضاعفات مثل ضعف الأنسجة المحيطة بالأسنان مما يؤدي إلى خلخلة وسقوط الأسنان، وظهور جيوب في اللثة، والتهاب الحلق حيث إن عند اهمال علاج اللثة تسبب البكتيريا المسببة التهاب اللثة بالتهاب الحلق، وقد يؤدي إلى التهاب اللوزتين، ومشاكل أخرى.
أيضاً تتكون حصوات اللوزتين عندما تتكلس بقايا الطعام، والبكتريا، والمخاط المتراكم في زوايا وأركان اللوزتين، ويكون الأشخاص الذين لا يهتمون بنظافة فمهم، وغسيل أسنانهم، واستخدام خيط الأسنان للتخلص من بقايا الطعام هم أكثر عرضة لتكوين حصوات اللوزتين، كما أن من مضاعفات تلك الحصوات أنها تسبب تسوس الأسنان، والتهابات اللثة لأنها تعتبر أرض خصبة لنمو البكتيريا.
كما يعد خراج الصفاق صديد في الأنسجة الرخوة المحيطة باللوزتين، ويسبب ألماً، وتورماً، وانسداد في الحلق، ويعد التهاب اللثة من عوامل خطر الإصابة به.