يعود أصل أشجار الفستق الحلبي إلى مناطق غرب آسيا، ومنها انتشرت إلى دول شرقي البحر الأبيض المتوسط قبل نحو أربعة آلاف عام، وهي أشجار تنتمي إلى فصيلة بيستاشيا التي يمتد تاريخها إلى نحو ٨٠ مليون سنة، وتضم العديد من أنواع الأشجار المنتجة للفستق.

الملفت للنظر في هذا الشأن أن اهتمام الولايات المتحدة بزراعة الفستق الحلبي جاء متأخراً، حيث بدأ إنتاج مزارعها من هذه الثمرة في ولاية كاليفورنيا وتحديداً في منتصف سبعينات القرن الماضي، وبالرغم من هذا أصبحت بعد ثلاثة عقود الدولة الثانية في إنتاج الفستق الحلبي على المستوى العالمي متجاوزةً بهذا الإنجاز الذي تم في وقت زمني قصير قائمة طويلة من الدول العريقة المعروفة بزراعة الفستق والتي تنتجه منذ ٣٥٠٠عام، كما لعب عاملا لذة الطعم والفوائد الصحية دوراً مهماً في اكتساب اهتمام دول كالولايات المتحدة وأستراليا بزراعة أشجار الفستق الحلبي والتي لم تكن تعرف زراعة تلك الأشجار من قبل، وللفستق الحلبي العديد من الفوائد الصحية التي سنتعرف عليها في هذا المقال.

ما هي أنواع أشجار الفستق الحلبي؟

ومن الجدير بالذكر أن أشجار الفستق الحلبي نوعان: مذكر ومؤنث، وتحتاج زهورها إلى التلقيح كي تنتج ثمار، فالشجرة المذكر الواحدة قادرة على تلقيح زهور نحو ١٢ شجرة مؤنثة، وتعطي أشجار الفستق الحلبي ثماراً من نوع النواة الواحدة (بالإنجليزية: Drupe) المغلفة بقشرة شبه صلبة ذات فلقة، وتحتوي النواة على بذرة ذو شكل شبه بيضاوي وهي الجزء الذي يؤكل. ويعتبر الفستق الحلبي من المكسرات.

ما هي أبرز المعتقدات الخاطئة عن الفستق الحلبي؟

ساد الاعتقاد في السابق أن تناول الفستق الحلبي أو غيره من المكسرات يؤدي الى زيادة في وزن الجسم وارتفاع الكولسترول ويسبب الأمراض في شرايين القلب والدماغ، ولكن ثبت حديثاً عدم صحة هذا الاعتقاد، وغدت رابطة القلب الامريكية وغيرها من الهيئات العالمية المعنية تشجع بشكل صريح على تناول هذه المكسرات، وتم استحداث وصفات غذائية لإضافتها إلى مختلف أطباق الطعام التي يتناولها الناس يومياً.

ما هي أبرز أربعة فوائد صحية للفستق الحلبي؟

ومن الجدير بالذكر أن بذرة الفستق الحلبي ذات محتوى عالي التركيز من العناصر الغذائية والمعادن والفيتامينات، ولها فوائد صحية عديدة منها:

  • تحتوي على نسبة عالية من المواد المضادة للأكسدة مثل الليوتين والذي يقلل من احتمالات الإصابة بتدهور شبكية العين و خصوصاً البقعة الداكنة فيها والذي يعد أمراً دارجاً مع التقدم في العمر، ومن الجدير بالذكر أنه يعتبر السبب الرئيسي وراء العمى لمن يتجاوز عمر ٦٥ سنة.
  • تحتوي على نسبة عالية من الأحماض الأمينية وخاصة الحمض الأميني الأرجنين والذي يعمل على حماية شرايين القلب، وذلك عن طريق إنتاج أوكسيد النيتريك الذي يعمل على توسعة الشرايين الضيقة.
  • تحتوي على معادن وفيتامينات مفيدة للقلب مثل: المغنيسيوم، والفسفور، وفيتامينات الفوليت، بالإضافة لفيتامين B6، والنياسين، والثيامين.
  • تخفض نسبة الكولسترول في الدم وتحمي الشرايين منه، كما ينصح لعلاج بتناول ما بين ٣٠ غراماً من الفستق الحلبي للرجال، و٢٥ غراماً للنساء يومياً لعلاج ارتفاع الكولسترول، ويعمل الفستق الحلبي على تقليل الكولسترول في الدم عبر أربعة آليات وهي:
  • الآلية الأولى: أنها خالية من الكولسترول، ومن الجدير بالذكر أن الكولسترول لا يوجد على الإطلاق في أي منتج غذائي نباتي المصدر، سواء كان حبوباً أو بقولاً أو مكسرات أو زيوت نباتية بأنواعها المختلفة، فمصدره هو المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم والأسماك ومشتقات الألبان والسمن والحيوانات البحرية وغيرها.
  • الآلية الثانية: وتتمثل في أنه عندما يتم تناول الفستق الحلبي، فإنه يتم تزويد الجسم بدهون ذات نوعية عالية الجودة صحياً.
  • الآلية الثالثة: احتواء الفستق الحلبي على مواد فايتو سيدول التي تساعد على خفض امتصاص الأمعاء للكولسترول الموجود فيما يتم تناوله من أطعمة. ومن الجدير بالذكر أن الفستق الحلبي هو الأعلى احتواءاً على مادة الفايتو سيدول عند المقارنة مع بقية البذور أو المكسرات عموماً.
  • الآلية الرابعة: إن الفستق الحلبي غني بالألياف الغذائية الطبيعية التي تلعب دوراً مهماً في خفض امتصاص الأمعاء للكولسترول، وفي إبطاء امتصاص الأمعاء للسكريات، فالأونصة الواحدة من الفستق الحلبي تحتوي على ثلاثة غرامات من الألياف، أي ثلاثة أضعاف ما في الجوز أو الكاجو، ولا يوازي الفستق في محتوى الألياف من بين بقية المكسرات إلا اللوز.

نصائح طبية عن الفستق الحلبي

هناك بعض التوصيات من الهيئات والمنظمات بخصوص بتناول الفستق الحلبي منها:

  • تنصح رابطة القلب الأمريكية بتناول ٣-٥ حصص أسبوعياً من المكسرات أو البذور أو البقول. وتعادل الحصة الغذائية الواحدة ثلث كوب من المكسرات.
  • تنصح إدارة الغذاء والدواء الأميركية بتناول أونصة ونصف أي ما يعادل ٤٥غراماً يومياً من المكسرات، مثل الفستق الحلبي، بهدف خفض خطر الإصابة بأمراض القلب، على أن تحل تلك الكمية من دهون الفستق الحلبي محل الدهون المشبعة ولا تزيد كمية طاقة السعرات الحرارية لكامل الوجبات اليومية عن الحد الذي ينصح به للشخص بالاعتماد على عمره، ووزنه، وحجم النشاط البدني اليومي الذي يقوم به.
  • ينصح الباحثين في قسم علوم التغذية بجامعة ولاية بنسلفانيا بتناول ١،٥ أونصة إلى ثلاث أونصات من الفستق الحلبي، ولمدة أربعة أسابيع، بهدف خفض نسبة الكولسترول خفيف الوزن الضار في الدم، وخفض نسبة الكولسترول الكلي في الدم، وخفض نسبة الكولسترول الخفيف المؤكسد.
  • ينصح بعدم إضافة ملح إلى الفستق الحلبي وذلك لاحتوائه على الصوديوم الذي يقوم برفع ضغط الدم، وينصح بإضافة عصير الليمون عوضاً عنه.