“مبروك حامل” هي كلمة تأمل كل نساء العالم سماعها من الطبيب بكل الشوق والحنين واللهفة لسماع كلمة “ماما” من فلذة كبدها لتنسيها كل ما عانته خلال تسعة أشهر من الحمل. ومن الجدير بالذكر أن الحمل وحتى في أكثر الحالات صحة يسبب سلسلة من المتاعب والأعراض التي تزعج الأم وتسبب لها الكثير من الضيق، ومعظم هذه المشاكل تكون ناجمة عن التغيرات التي تحدث للجسم أثناء فترة الحمل، ولا تحتاج إلى علاجات طبية، فكل ما على الأم الحامل فعله هو أن تخبر طبيبها بأية أعراض تسبب لها الإزعاج. ونتحدث في هذا المقال عن أبرز الأعراض التي تعاني منها المرأة الحامل بالإضافة للنصائح للتخفيف منها.
الأعراض الشائعة في فترة الحمل
هنالك العديد من الأعراض الشائعة المرافقة للحمل ومن أبرزها ما يلي:
- الغثيان: تعاني المرأة الحامل من الغثيان في فترة الصباح الباكر خاصة في الشهر الأول والثاني من الحمل، وقد يمتد هذا العرض حتى الشهر الرابع، ومن الممكن أن يستمر طوال فترة الحمل عند بعض النساء، لكن عموماً يختفي هذا العرض تدريجياً مع تقدم الحمل، وقد يصاحبه حدوث قيء، والأمر بصفة عامة يختلف من امرأة إلى أخرى، فبعض النساء لا يشعرن بشيء من هذا القبيل، بينما تعاني أخريات من هذا العرض بشدة، وذلك لأن الجهاز الهضمي لدى بعض النساء أكثر حساسية منه لدى البعض الآخر.
- الدوار والإغماء: قد يعاني بعض النساء من نوبات متكررة من الدوار والإغماء وعلى الأخص في الأشهر الأولى من فترة الحمل، وسبب حدوث تلك النوبات هو الانخفاض الطبيعي لضغط الدم خلال تلك الفترة، بالإضافة لضغط الرحم المتضخم على الأوعية الدموية ما يؤدي إلى انسدادها، وفي الحالتين تقل كمية الدم الواردة إلى الدماغ، ما يؤدي إلى الإصابة بالدوار أو الإغماء. ومن الشائع الإصابة بالدوار فور القيام من وضع الجلوس، أو عند الاستلقاء على الظهر.
- نزيف اللثة: يصيب نزيف اللثة المرأة الحامل بسبب التغيرات الهرمونية، وتصبح اللثة سهلة النزف وشديدة الألم والتورم. وتعود اللثة إلى حالتها الطبيعية بعد الولادة.
- اللهاث وضيق التنفس: تشكو الحامل من صعوبة التقاط أنفاسها خلال الفترة الأولى من الحمل بسبب تأثير هورمون البروجيستيرون على المخ الأمر الذي يجعل الحامل تتنفس بعمق أكبر، أما في الثلث الأخير من الحمل، يحدث انقطاع التنفس واللهاث بسبب ضغط الرحم المتضخم على عضلة الحجاب الحاجز والذي يضغط بدوره على الرئتين، وتلاحظ الحامل أنه خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل يصبح التنفس أكثر سهولة بسبب نزول الجنين إلى أسفل الرحم استعداداً للخروج، فيخف الضغط على الرئتين، ويساعد الجلوس المريح والاستلقاء على تخفيف قصر التنفس، أما إذا كانت صعوبة التنفس شديدة أو صاحبها ألم في الصدر، فيجب استشارة الطبيب.
- الإمساك: يصيب الإمساك أكثر من نصف النساء الحوامل، والذي يحدث بسبب تأثير هورمون البروجيستيرون في إرخاء عضلات الأمعاء فتبطؤ انقباضاتها، وبالتالي تقل القدرة على دفع الفضلات إلى الخارج، كما أن تناول أقراص الحديد كمكمل غذائي خلال فترة الحمل يساهم في حدوث الإمساك.
- حرقة المعدة: إن سوء الهضم وحرقة المعدة يصيبان كل امرأة حامل تقريباً، والسبب أيضاً تأثير هورمون البروجيستيرون، فيصاب الصمام الواقع بين أسفل المريء وفم المعدة، والذي يعمل على منع ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء بالارتخاء، ويحدث ارتجاع للطعام وأحماض المعدة إلى الأعلى باتجاه المريء مسبباً تهيجاً مع ألم وحرقة في الصدر.
- البواسير: هي عبارة عن أوردة منتفخة في منطقة المستقيم والشرج، وقد تصيب نحو 50% من الحوامل، وتحدث البواسير بسبب ضغط الرحم على الأوردة وتسوء عند حدوث الإمساك، فتشعر المرأة الحامل بالألم أثناء التبرز مع الإحساس بتضخم الأوردة، وأحياناً يحدث نزيف أثناء التبرز، وتزداد شكوى الحامل من حرقة المعدة في الفترة الأخيرة من الحمل، حيث يزداد ضغط الرحم على المعدة فتختل قدرتها على هضم الطعام بشكل جيد، ومن الأسباب التي تزيد حرقة المعدة: تناول وجبات كبيرة من الطعام أو عدم مضغ الأكل جيداً، أو الإكثار من تناول المأكولات الدسمة مما يؤدي إلى عسر الهضم.
- الدوالي: هي عبارة عن انتفاخ وتورم في أوردة الساقين مع تمددها وتعرجها، وتصبح مرئية وملاحظة على الجلد، وتظهر الدوالي بسبب ضغط الرحم على الأوردة داخل الحوض والساقين ما يجعل الدم يتجمع فيها.
- تقلص عضلات الساقين: تصاب عضلات الساقين بتقلصات خلال الفترة الأخيرة من الحمل نتيجة لبطء الدورة الدموية وضغط الرحم المتضخم على الأوعية الدموية الكبيرة في أسفل البطن وأعلى الفخذين، وعادة ما تحدث هذه التقلصات أثناء الليل عند خلود المرأة الحامل إلى النوم.
- التبول المتكرر: بسبب التغيرات الهرمونية والضغط الناجم عن نمو الرحم، تكثر الحاجة للتبول بشكل متكرر أثناء الفترة الأولى من الحمل، بالإضافة للشعور الدائم بتلك الرغبة على الرغم من خروج كميات ضئيلة جداً من البول، وقد يعود تكرار التبول أثناء الثلث الأخير من فترة الحمل مع هبوط مستوى الجنين داخل الرحم استعداداً للولادة، ويحدث أيضاً في حال وجود عدوى بكتيرية في المسالك البولية، ويكون مصاحباً للألم أو حرقان أثناء التبول.
- الإجهاد: وهو عارض يصيب كل النساء الحوامل من دون استثناء، وهو الشكوى الرئيسية لهن، وسبب حدوثة هو أن طاقة الجسم يتم توجيهها لدعم الجنين النامي في رحم الأم، ففي المرحلة الأولى من الحمل تشعر الأم بالإجهاد بسبب التغيرات المفاجئة التي تحدث في الجسم، أما في المرحلة الأخيرة من مراحل الحمل، يكون الإجهاد بسبب الوزن الزائد في جسم الأم مما يصعب عليها الحركة بسهولة والخفة المعتادة، فتبذل المزيد من الجهد لتتناغم مع حجم جسدها مما ينهكها ويصيبها بالإعياء، وهنا ينصح بتنبيه الطبيب في حالة الإصابة بالإعياء الشديد أو المستمر، والتخفيف من الأنشطة اليومية وأخذ قسط من الراحة أثناء النهار والنوم في الليل ووقت القيلولة قدر الإمكان.
اقرأ أيضاً: تسعة أسباب وراء التبول المتكرر
ما هي أبرز النصائح الغذائية للتغلب على أعراض الحمل؟
ينصح باتباع الخطوات التالية للتغلب على أعراض الحمل المزعجة للجهاز الهضمي :
- تناول قطعة من البسكويت أو الشابورة أو التوست المحمص فور الاستيقاظ وقبل النهوض من السرير.
- تنظيم وجبات الطعام، ويفضل تقسيم الوجبات إلى ست وجبات خفيفة يومياً بدلاً من ثلاث وجبات، والحرص على نوعية الطعام الغني بالخضار والفاكهة، والابتعاد عن الحلويات والسكريات والوجبات الدسمة التي تؤثر سلبياً في الجسم.
- تناول العقاقير المعالجة للمشاكل مثل الغثيان أو الحموضة أو الإمساك تحت إشراف الطبيب.
- إضافة الألياف للغذاء والإكثار منها.
- الإكثار من تناول السوائل والماء بصورة خاصة.
كيفية المحافظة على صحة اللثة والأسنان عند المرأة الحامل
تعد المحافظة على صحة اللثة والأسنان من أهم الأمور التي يجب على المرأة الحامل الاهتمام بها، ويتم ذلك باتباع النصائح التالية:
- تنظيف الأسنان بالفرشاة يومياً مع استخدام خيط الأسنان.
- الذهاب لطبيب الأسنان بصورة دورية خلال فترة الحمل وخاصة في حالة النزف المتكرر والألم الشديد.
نمط الحياة خلال فترة الحمل
ومن الجدير بالذكر أن هنالك بعض الأمور الأخرى التي يتوجب على الحامل مراعاتها خلال أنشطتها اليومية ومنها:
- النهوض ببطء من وضعي الجلوس والاستلقاء.
- تجنب التعرض للحرارة الزائدة.
- الابتعاد عن النوم على الظهر وخاصة في الثلث الأخير من فترة الحمل.
- الجلوس مع إمالة الجسم للأمام والتنفس بعمق عند الشعور بالدوار، أو الاستلقاء على أحد جنبيك، فكلا الوضعين يزيد من تدفق الدم إلى الدماغ.
- تجنب مغادرة الفراش على الفور بعد الاستيقاظ.
- ممارسة التمارين الرياضية التي تنشط حركة الأمعاء.
- الحرص على عدم بذل أي مجهود في فترة الصباح، والقيام بالحركة الخفيفة فقط.
- تجنب الوقوف لفترات طويلة.
- رفع الساقين أثناء فترات الجلوس إلى الأعلى.
- ارتداء الجوارب الطبية الواقية من الدوالي.
- ممارسة الرياضة الخفيفة لتنشيط الدورة الدموية مثل تمارين كيغل.
- تدليك الساقين في حالة التشنج ووضع كمادات باردة أو ثلجية للتخفيف من حدة الألم.
حساب موعد الولادة التقريبي(بسيط)
تستعمل هذه الحاسبة لتحديد موعد تقريبي لتاريخ الولادة، وتعتمد في ذلك على عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية.
يتم تحديد عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية عن طريق حساب عدد الأيام المنقضية منذ أول يوم من آخر دورة شهرية، كما يمكن تحديد تاريخ الولادة المتوقع عن طريق إضافة 280 يوم (40 أسبوع) إلى تاريخ اليوم الأول من آخر دورة شهرية.