ترتبط معظم أعراض نقص البوتاسيوم بوظائف العضلات والقلب، مثل ضعف وتشنج العضلات وخفقان القلب. وتعتمد الأعراض على شدة النقص؛ كلما ازداد معدل النقص أصبحت أكثر وضوحاً وازدادت حدتها وخطورتها.

يمكن أن تختلف بعض أعراض نقص البوتاسيوم باختلاف السبب الكامن وراء حدوثه، ومن أسباب نقص البوتاسيوم عدم تناول ما يكفي من البوتاسيوم، أو ارتفاع معدل طرح البوتاسيوم خارج الجسم بسبب الإسهال المزمن، أو نتيجة تناول بعض الأدوية، مثل مدرات البول. [1][2]

تعرف في هذا المقال على أعراض نقص البوتاسيوم الخفيف، والمتوسط، والشديد.

أعراض نقص البوتاسيوم

تشمل أعراض نقص البوتاسيوم في الجسم ما يلي:

تعب شديد غير مبرر

يعد الشعور بالإرهاق الشديد رغم أخذ قسط كاف من الراحة من أعراض نقص البوتاسيوم الأولية، وذلك للأسباب التالية: [2][3]

  • يعتبر البوتاسيوم من العناصر الغذائية الأساسية لجميع خلايا وأنسجة الجسم، لذلك قد يؤثر انخفاض مستوياته على مجموعة واسعة من وظائف الجسم الحيوية، مما يؤدي إلى الشعور بتعب غير مبرر.
  • يلعب البوتاسيوم دوراً في تقلص العضلات، لذلك يؤدي نقصه إلى انخفاض قوة تقلص العضلات، وبالتالي الشعور بالتعب والضعف.
  • يعزز البوتاسيوم من استخدام الجسم لبقية العناصر الغذائية، مثل السكر الذي يمثل مصدر الطاقة للجسم وخلاياه. كما وقد يؤثر نقص البوتاسيوم في الجسم سلباً على إنتاج الأنسولين، وبالتالي ارتفاع سكر الدم وانخفاض الجلوكوز المتاح للاستخدام، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق.

ارتفاع ضغط الدم

يسبب انخفاض البوتاسيوم في الجسم ارتفاع ضغط الدم، نتيجة اختلال وظائف البوتاسيوم التالية التي تساهم في تنظيم ضغط الدم: [2][3]

  • توسيع الأوعية الدموية وتخفيف الضغط على جدرانها، وبالتالي خفض ضغط الدم.
  • موازنة مستويات الصوديوم في الجسم، وذلك من خلال تحفيز الكلى على التخلص من الصوديوم الزائد عن طريق طرحه في البول. لذلك، يسبب نقص البوتاسيوم في إعادة امتصاص الصوديوم إلى مجرى الدم، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم، وخاصة لدى الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الملح (الصوديوم).

ضعف وتشنج العضلات

يساعد البوتاسيوم في نقل الإشارات من الدماغ إلى العضلات و يلعب دوراً هاماً في عملية تحفيز انقباض العضلات، وكذلك في إنهاء عملية انقباض العضلة. لذلك غالباً ما يؤثر نقص البوتاسيوم على العضلات، لكن قد تختلف أعراض نقص البوتاسيوم التي ترتبط بالعضلات حسب شدة النقص، وذلك على النحو التالي: [2][3]

  • تشنج العضلات، ويعتبر هذا العرض من أعراض نقص البوتاسيوم الشديد على وجه الخصوص، إذ أنه من النادر أن يحدث في حالات نقص البوتاسيوم الخفيف أو المتوسط.
  • ضعف ملحوظ في قوة العضلات، وغالباً ما يظهر ضعف العضلات في حالات نقص بوتاسيوم الدم الشديد، لكن يمكن كذلك أن يظهر في حالات نقص البوتاسيوم الخفيف أو المتوسط التي تبدأ على نحو حاد.
  • انحلال الربيدات (بالإنجليزية: Rhabdomyolysis)، ويعد من أعراض نقص بوتاسيوم الدم الحاد النادرة، وهو حالة طبية خطيرة ناتجة عن تفكك الأنسجة العضلية وإطلاق البروتين في الدم، مما قد يؤدي إلى تلف بعض الأعضاء، مثل الكلى.
  • شلل العضلات، وذلك في حالات نقص بوتاسيوم الدم الشديد جداً، حيث قد تصبح العضلات غير قادرة على العمل بشكل صحيح أو قد تتوقف عن العمل تماماً..

يجدر الإشارة أن ضعف وتشنج العضلات من أعراض نقص البوتاسيوم لدى الأشخاص الرياضيون الأكثر شيوعاً، ويعود السبب في ذلك أن النشاط البدني الشديد والتعرق يؤدي إلى فقدان كميات صغيرة من البوتاسيوم من خلال العرق، مما يسبب تقلصات غير منضبطة في العضلات أو تشنجها. [2][4]

عدم انتظام ضربات القلب

يعد اضطراب نظم القلب (بالإنجليزية: Heart Arrhythmia) من أعراض انخفاض مستويات البوتاسيوم الشديد، والذي قد يحدث نتيجة أهمية عنصر البوتاسيوم في تنظيم تقلصات العضلات، بما في ذلك عضلة القلب. [2]

يزداد خطر الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب في حالات نقص البوتاسيوم في الجسم لدى الأشخاص الذين يعانون واحد أو أكثر من عوامل خطر أمراض القلب. [4]

من اضطرابات نظم القلب المرتبطة بنقص البوتاسيوم الحاد في الجسم بطء القلب الجيبي والرجفان البطيني، وقد يسبب عدم علاج اضطراب نظم القلب مشاكل أشد خطورة، مثل السكتة القلبية، لذلك يوصى باستشارة الطبيب على الفور في حال الشعور بأي من أعراض عدم انتظام ضربات القلب، مثل خفقان أو رفرفة القلب أو ارتفاع معدل النبض. [4]

اضطرابات الجهاز الهضمي

يمكن أن تؤثر مستويات البوتاسيوم المنخفضة على نقل الإشارات من الدماغ إلى العضلات الملساء في الجهاز الهضمي، الأمر الذي قد يتسبب في ضعف تقلصات الجهاز الهضمي التي تحفز تحريك ودفع الطعام والفضلات، مما يؤدي إلى اضطرابات هضمية، مثل: [2][3]

  • الإمساك.
  • الانتفاخ.

غالباً ما تكون مشاكل الجهاز الهضمي، وخاصة الإمساك من أعراض نقص البوتاسيوم الشديد.

مشاكل في التنفس

يتطلب القيام بالتنفس انقباض وانبساط عدة عضلات، منها عضلة الحجاب الحاجز التي تساعد الرئتين في عملية الشهيق والزفير.

ونظراً لأهمية البوتاسيوم في نقل الإشارات العصبية المسؤولة عن تنظيم العضلات وانقباض وانبساط الرئتين، فقد يسبب نقصه الحاد مشكلات أو اضطراب في تمدد وتقلص الرئتين وعضلات التنفس، مما يؤدي إلى عدم القدرة على أخذ نفس عميق أو الشعور بضيق شديد في التنفس. [2][3]

الوخز والخدران في الأطراف

على الرغم من أن التنميل والخدران أكثر شيوعاً في حالات فرط بوتاسيوم الدم، لكن يمكن أن يكون أيضاً مؤشراً على نقص البوتاسيوم، إذ يعد البوتاسيوم أحد العناصر الهامة للحفاظ على وظائف الأعصاب.

عند انخفاض مستويات البوتاسيوم، يمكن أن تتأثر عملية انتقال الإشارات العصبية من الجلد والعضلات إلى النخاع الشوكي والدماغ، مما يؤدي إلى الإحساس بالخدر والوخز في الأطراف؛ اليدين، والذراعين، والساقين، والقدمين. [3][5]

اقرأ أيضاً: مخاطر نقص البوتاسيوم

مستويات البوتاسيوم المنخفضة في الجسم

يتراوح معدل مستويات البوتاسيوم الطبيعية في الجسم لدى البالغين ما بين 3.6-5.2 ملي مول/ لتر. ويعرف نقص بوتاسيوم الدم (بالإنجليزية: Hypokalemia) عندما تنخفض مستويات البوتاسيوم عن 3.6 ملي مول/ لتر. [1]

يتم تصنيف شدة نقص بوتاسيوم الدم على النحو التالي: [1]

  • نقص البوتاسيوم المتوسط: يتراوح مستوى انخفاض البوتاسيوم في الدم ما بين 2.5-3.0 ملي مول/ لتر.
  • نقص البوتاسيوم الشديد: يصل مستوى انخفاض البوتاسيوم في الدم إلى أقل من 2.5 ملي مول/ لتر. وهي حالة قد تكون مهددة للحياة، لذا تتطلب التدخل الطبي الفوري.