تعد هشاشة العظام من اضطرابات العظام الشائعة، حيث يصيب ثلث النساء وخمس الرجال في جميع أنحاء العالم، تؤثر هذه الحالة على كثافة العظام بشكل عام، وتزيد من احتمالية التعرض للكسور، مما يؤثر على جودة حياة المريض وأنشطته اليومية.[1]
سنتناول الحديث في هذا المقال عن أشهر أسباب هشاشة العظام.
ما هي هشاشة العظام؟
تعد هشاشة العظام من أكثر أمراض العظام شيوعًا، حيث تبلغ الإصابة بها إلى ما يقرب من 200 مليون شخص حول العالم، وهي حالة تسبب انخفاض كثافة العظام، وتغيير التركيب البنائي للعظام إلى عظام ذات ثقوب ومساحات بينية كبيرة، لذلك تسمى هشاشة العظام أيضًا بالعظام المسامية.[1]
تتطور هشاشة العظام عادة ببطء على مدار عدة سنوات، وغالبًا ما يتم تشخيصها عند السقوط والتعرض للكسور، وتشمل مواقع الكسور الأكثر شيوعًا للأشخاص المصابين بهشاشة العظام: منطقة الرسغ، أو الورك، أو العمود الفقري، وتؤدي الإصابة في هذه المناطق إلى الشعور بالألم المستمر في الجسم والتأثير على الحركة بصورة كبيرة.[1]
اقرأ أيضًا: أنواع هشاشة العظام
أسباب هشاشة العظام
يمر بناء العظام بالعديد من المراحل خلال فترات العمر المختلفة، حيث تصل كثافة العظام إلى أعلى مستوياتها في أوائل العشرينات من العمر، ومع تقدم العمر تقل كتلة العظام، مما يسبب عدم التوازن في عملية إعادة البناء، حيث يتم تكسير الكثير من العظام، في مقابل بناء نسبة قليلة من العظام الجديدة، مما قد يسبب زيادة احتمال التعرض لهشاشة العظام.[2]
يوجد أيضًا العديد من الأسباب والعوامل التي يمكن أن تسبب هشاشة العظام، التي تشمل ما يلي:
انخفاض هرمون الإستروجين عند النساء
يزداد خطر التعرض لهشاشة العظام وانخفاض كثافة العظام عند النساء مع انخفاض هرمون الإستروجين، في الحالات التالية:[2]
- مرحلة انقطاع الطمث.
- التقدم في العمر.
- انقطاع الحيض المبكر لدى الرياضات النحيفات، أو الفتيات المصابات بفقدان الشهية.
- جراحة استئصال المبيض الثنائي، التي يتم فيها استئصال كلا المبيضين.
انخفاض هرمون التستوستيرون عند الرجال
يرتبط حدوث هشاشة العظام عند الرجال بانخفاض هرمون التستوستيرون، حيث يحافظ هذا الهرمون على صحة العظام، عن طريق تحفيز إنتاج بانيات العظم، وتقليل موت الخلايا المبرمج، كذلك ينظم تكوين الخلايا ناقضة العظم وبقائها على قيد الحياة.[1]
اقرأ أيضًا: هشاشة العظام عند الرجال
فرط إفراز هرمون الكورتيزول
يمكن أن تؤدي بعض الحالات المرضية، مثل متلازمة كوشينغ إلى فرط إنتاج الكورتيزول الذي تفرزه الغدة الكظرية، والذي يؤثر على كثافة العظام بشكل كبير.[1]
نقص الكالسيوم
يعد الكالسيوم من المعادن الهامة في الجسم، والمسؤولة عن استمرار عملية بناء العظام الجديدة عند إعادة تشكيل العظام طوال الحياة، حيث تعد العظام المخزن الرئيسي للكالسيوم مع تواجد نسبة ثابتة للكالسيوم في الدم، لذا عند حدوث خلل في هذه النسبة نتيجة حالة مرضية ما، يعمل الجسم على سحب الكالسيوم من العظام، وبمرور الوقت يتم استنفاذ مخزون الكالسيوم في العظام، والذي يسبب بدوره هشاشة العظام.[2]
اقرأ أيضًا: الكالسيوم وصحة العظام
نقص فيتامين D
يؤثر نقص فيتامين د بشكل كبير على صحة العظام، ويسبب فقدان كثافة العظام وضعفها، حيث يساعد فيتامين د الجسم على امتصاص واستخدام الكالسيوم بصورة متوازنة تحافظ على صحة العظام. [2]
اقرأ أيضًا: فيتامين د وهشاشة العظام
تناول بعض الأدوية التي تحفز فقدان العظام
يمكن أن يسبب تناول بعض الأدوية الشائعة على فقدان كثافة العظام، وتشمل هذه الأدوية ما يلي:[1][3]
- الستيرويدات القشرية: يتم استخدام هذه الأدوية على نطاق واسع لعلاج العديد من الحالات المرضية، ويرتبط تناول هذه الأدوية على المدى الطويل بانخفاض كثافة العظام، مثل الكورتيزون والبريدنيزون.
- الكورتيكوستيرويدات: تزيد الكورتيكوستيرويدات من موت الخلايا المبرمج للعظم، من خلال تقليل العوامل المسئولة عن نمو وتجديد العظام، كذلك يسبب استخدام هذه الأدوية زيادة نقص الكالسيوم.
- مضادات الاختلاج: تستخدم هذه الأدوية لعلاج النوبات، مثل حالات الصرع، ويمكن أن تمنع مضادات الاختلاج عملية امتصاص الكالسيوم، وتزيد من فقدان العظام عن طريق تثبيط إنتاج بانيات العظم.
- الهيبارين: وهو دواء مضاد للتخثر يستخدم في علاج الأمراض المرتبطة بتجلط الدم، ويسبب فقدان أنسجة العظام عند استخدامه على المدى الطويل بجرعات كبيرة.
فرط إفراز هرمون الغدة الدرقية
يسبب فرط إفراز هرمون الغدة الدرقية زيادة نشاط ناقضات العظم، وهي الخلايا التي تعمل على تكسير العظام، مما يسرع من معدل تدمير خلايا العظام، ويحدث هذا عندما يرتفع مستوى هرمون الغدة الدرقية لفترة طويلة في الجسم، أو عندما تظل مستويات هرمون الغدة الدرقية منخفضة لفترة طويلة. [1]
بعض الحالات المرضية
يمكن أن تسبب بعض الحالات المرضية زيادة خطر التعرض لهشاشة العظام، تشمل ما يلي:[3]
- اضطرابات المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة الحمراء، والتهاب الفقرات التصلبي.
- اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل مرض الاضطرابات الهضمية، والتهاب الأمعاء.
- أمراض الدم: مثل اللوكيميا، وسرطان الغدد الليمفاوية، وداء الكريات المنجلية.
- الاضطرابات العصبية: مثل السكتة الدماغية، ومرض الشلل الرعاش، وإصابات الحبل الشوكي.
- أمراض وحالات أخرى، مثل الإيدز، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وانتفاخ الرئة، وأمراض الكبد.
هشاشة العظام المرتبط بالحمل والرضاعة
يتزامن حدوث نقص كثافة العظام مع الحمل والرضاعة بصورة طبيعية، ولكن قد تسبب هشاشة العظام المرتبطة بالحمل كسور في العظام في بعض الحالات النادرة، ويرتبط حدوث هذه الحالة بآلام شديدة في الظهر، ويمكن أن يكشف التشخيص عن وجود كسور متعددة في العمود الفقري.[3]
التدخين
يسبب التدخين انخفاض في كثافة العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور مقارنة بغير المدخنين، وذلك لما يسببه النيكوتين من تأثيرات سامة على خلايا العظام، تقلل من قدرة الجسم على استخدام الإستروجين والكالسيوم وفيتامين D.[2]
اقرأ أيضًا: التدخين وهشاشة العظام
نصيحة من الطبي
ينصح موقع الطبي بالحصول على الاستشارة الطبية والمتابعة مع الطبيب في حال التعرض لإحدى مسببات هشاشة العظام السابقة، كذلك ينصح باتباع تعليمات الطبيب اللازمة للحفاظ على صحة العظام، مثل ممارسة الرياضة وتغيير نمط الحياة.