يعد سرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى الرجال، لذا تكمن أهمية الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا في زيادة فرصة علاج سرطان البروستات وهو ما زال في بدايته، وبالتالي زيادة فرصة الشفاء منه.

غدة البروستاتا أو البروستات (بالإنجليزية: Prostate) هي الجزء من الجهاز التناسلي الذكري، وتكون على شكل ثمرة الجوز، ولها دور في تكوين السائل الذي يختلط بالحيوانات المنوية أثناء انتقاله من الخصية إلى القضيب لإتمام عملية القذف (بالإنجليزية: Ejaculation).

تقع غدة البروستاتا أسفل المثانة وأمام المستقيم وتلتف حول الإحليل، وهو أنبوب يتم من خلاله نقل البول من المثانة إلى خارج الجسم من خلال القضيب، لذا في حالة تضخم البروستاتا أو وجود التهاب في البروستاتا فإن المريض يشتكي بصفة أساسية من صعوبة تدفق البول وخروجه من المثانة، ولكن في معظم الحالات تكون أورام البروستاتا حميدة.

ولكن يمكن في بدايات سرطان البروستاتا أن لا يعاني المريض من أي أعراض، لذا فإن من الأفضل القيام بشكل دوري بإجراء فحوصات الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، مثل سحب عينة دم للكشف عن بروتين المستضد البروستاتي النوعي PSA، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم عوامل تزيد من خطر إصابتهم بسرطان البروستاتا مثل التاريخ العائلي. [6]

يتناول هذا المقال أنواع فحوصات الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا المختلفة.

اهمية الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا

غالباً ما تكون الأعراض التي يعاني منها المريض ناجمة عن تضخم البروستاتا الحميد أو التهاب البروستات، وفي حالات نادرة قد تنجم عنسرطان البروستاتا، لذا تساعد الفحوصات في الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا لتشخيصه في مراحله المبكرة، بالإضافة إلى المزايا التالية:

  • الكشف عن وجود أنواع معينة من الخلايا السرطانية سريعة النمو، والتي تتطور سريعاً وتتسبب في حدوث أعراض ومضاعفات جسيمة، لذا يمكن تلافي هذه المضاعفات من خلال الكشف المبكر.
  • البدء بالعلاج بشكل مبكر، وبالتالي الحد من انتشار سرطان البروستاتا إلى أماكن أخرى في الجسم.
  • زيادة فرصة الشفاء من سرطان البروستاتا، وانخفاض معدل الوفيات به. [1] [3]

عيوب الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا

يمكن أن يتسبب الفحص في إثارة القلق والخوف لدى بعض المرضى خاصة إذا كانت نتيجة الفحص إيجابية أو إذا تم إجراؤه دون داعي، ولكن يبقى الكشف المبكر عن سرطان البروستات الأمر الأمثل للتعامل مع المرض واتخاذ القرار المناسب بشأن العلاج المناسب بشكل مبكر.

في بعض الأحيان، قد يكون المريض مصاباً بنوع معين من السرطان ولكنه لا يظهر خلال الفحص المبكر، وذلك بسبب أن بعض أنواع الخلايا السرطانية تنمو ببطء ولا يتم اكتشافها بشكل سهل وسريع وتحتاج غالباً القيام بعدة فحوصات مختلفة للكشف عنها. [3]

فحوصات الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا

يعتمد اختيار فحص الكشف عن سرطان البروستات الأنسب للمريض بعد مراجعة الطبيب على عدة عوامل، ومنها:

  • عمر الشخص.
  • التاريخ المرضي والعائلي.
  • حجم غدة البروستاتا.
  • تناول المريض لأنواع معينة من الأدوية والتي قد تؤثر على نتيجة بعض الفحوصات، مثل اختبار المستضد البروستاتي النوعي.

تشمل خيارات فحوص الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا ما يلي:

اختبار المستضد البروستاتي النوعي PSA

يساعد اختبار المستضد البروستاتي النوعي (بالإنجليزية: Prostate Specific Antigen or PSA) في البحث عن أية علامات تشير إلى الإصابة بسرطان البروستاتا، وهذا المستضد عبارة عن بروتين ينتجه الجسم في حالة ظهور أورام في البروستاتا سواء كانت أورام حميدة أو خبيثة.

يساهم فحص البروستاتا PSA بشكل كبير في الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، ويتم الكشف عنه من خلال سحب عينة دم وتحليلها، حيث يظهر هذا البروتين في الدم، لكن من سلبيات اختبار PSA ما يلي:

  • باهظ الثمن.
  • نتيجة الاختبار ليست مؤكدة بنسبة 100%، إذ قد يكون سبب ارتفاع معدل المستضد البروستاتي النوعي إلى أسباب أخرى غير سرطان البروستاتا منها:
  • تضخم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: Benign Prostatic Hyperplasia) أو التهاب غدة البروستاتا في معظم الأحيان.
  • إمكانية تأثير بعض الأدوية التي يتناولها المريض على نتيجة الاختبار، مما يعطي نتائج إيجابية خاطئة للإصابة بسرطان البروستاتا، ومن هذه الأدوية:
  • ديتاستيريد (بالإنجليزية: Dutasteride).

يجدر الذكر أن نتيجة اختبار المستضد البروستاتي النوعي غير قطعية وقد تقود إلى تشخيص خاطىء أحياناً، إذ يمكن أن يكون لدى المريض خلايا سرطانية بالفعل ولكن نتيجة اختبار المستضد البروستاتي النوعي تكون سلبية ولا يوجد أي ارتفاع في معدل المستضد البروستاتي النوعي في الدم، ويحدث ذلك في بعض أنواع الخلايا السرطانية التي تنمو ببطء. [2] [4]

فحص المستقيم الرقمي أو الفحص الإصبعي للمستقيم

يقوم الطبيب خلال هذه الفحص بارتداء قفازات بها مادة تساعد على الانزلاق، وإدخال إصبعه داخل المستقيم من خلال فتحة الشرج حتى يصل غدة البروستاتا.

في حالة شعور الطبيب بأية نتوءات أو أجزاء صلبة في البروستاتا، فإنها قد تكون علامة على وجود ورم أو خلايا سرطانية، وغالباً ما يبدأ سرطان البروستاتا في الجزء الخلفي من الغدة لذا يسهل شعور الطبيب به خلال الفحص، ولكن غالباً ما يكون سبب تضخم غدة البروستاتا عائد إلى تضخم البروستاتا الحميد، أوالتهاب البروستاتا.

يمكن أن يتسبب الفحص في انزعاج المريض وشعوره بعدم الارتياح وأحياناً شعوره بالألم، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من البواسير (بالإنجليزية: hemorrhoids). ولكن عادة لا يستغرق الفحص وقتاً طويلاً.

في حال كانت دلائل الفحص غير طبيعية فإنه يتم في الغالب إجراء المزيد من فحوصات الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، مثل الخزعة. [6]

اقرأ أيضاً:ما الفرق بين احتقان البروستاتا والتهاب البروستاتا؟

التصوير بالرنين المغناطيسي لغدة البروستاتا

يساعد تصوير غدة البروستاتا بالرنين المغناطيسي على الكشف عن أي شكل أو تكوين غير طبيعي يظهر على غدة البروستاتا خلال التصوير سواء كان حميداً أو خبيثاً. [6]

التصوير بالموجات فوق الصوتية لغدة البروستاتا

يعتبر التصوير بالموجات فوق الصوتية من طرق التشخيص التي يستعين بها الطبيب أو الجراح لرؤية أوضح من خلال أخذ قطاعات وزوايا تصويرية معينة، ومن ثم التشخيص الصحيح والوصول للعلاج المناسب. [6]

خزعة البروستاتا

يعتبر إجراء خزعة لغدة البروستاتا هو الخيار الأفضل والأدق من اختبارات الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، ويلجأ إليه الطبيب في حالة كانت نتيجة اختبار المستضد البروستاتي النوعي إيجابية أو كانت دلائل فحص المستقيم الرقمي غير طبيعية.

يتم خلال خزعة البروستاتا إزالة عينات صغيرة من غدة البروستاتا وفحصها تحت المجهر، للتأكد من الإصابة بسرطان البروستاتا وتحديد نوع الورم ومدى انتشاره، وسرعة انتشاره واحتمالية نموه، وغيرها من المعلومات التي تساهم في دقة التشخيص وبالتالي الخضوع إلى بروتوكول دقيق للعلاج. [6]

اختبار دم جديد للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا

يوجد اختبار دم أحدث يقيس خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وتم الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للرجال الذين تكون نتيجة اختبار لديهم PSA ما بين 4 – 10.

يسمى فحص الدم الجديد لسرطان البروستاتا مؤشر صحة البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate Health Index or PHI)، ويتم اللجوء إليه إذا كانت نتيجة تحليل مستضد البروستاتا النوعي غير طبيعية. [2] [4]

فوائد اختبار مؤشر صحة البروستاتا

من مميزات اختبار مؤشر صحة البروستاتا أو اختبار PHI ما يلي:

  • الدقة، حيث يعد اختبار PHI أكثر دقة من تحليل PSA في الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، كما يتم من خلاله الكشف عن الأنواع الأكثر عدوانية من سرطان البروستات، وبالتالي تحديد العلاج الأنسب حسب نوع الورم.
  • تحديد الحاجة لإجراء خزعة البروستاتا، وذلك في حال كان هناك ارتفاع في المستضد البروستاتي النوعي فإنه اختبار الدم الجديد لسرطان البروستاتا PHI يساعد على تقدير إذا ما كانت المخاطر عالية وهل هناك حاجة لإجراء خزعة أم لا.
  • يوصي الطبيب عادةً في حال كانت نتائج اختبار PHI منخفضة بأن يقوم المريض بمراقبة أي تغيرات في غدة البروستاتا أو ظهور أعراض مرضية مع مرور الوقت والحفاظ على الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا. [4]

اختبار منزلي للكشف عن سرطان البروستاتا

يمكن اختبار فحص سرطان البروستاتا باستخدام البول، وهو فحص يمكن إجراؤه في المنزل، ويسمى اختبار مخاطر البول في البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate Urine Risk).

يعتمد هذا الاختبار على انتقال السائل من البروستاتا عبر مجرى البول، وحمل الخلايا السرطانية والحمض النووي الريبي معه في البول، وبالتالي تظهر المؤشرات الحيوية المرتبطة بسرطان البروستاتا، ويفضل إجراؤه في الصباح ولكن نتيجة هذا النوع من الفحوصات غير دقيقة.

للمزيد:هل يكشف فحص البول عن سرطان البروستاتا ودرجة خطورته؟

هناك أيضاً اختبار منزلي لسرطان البروستاتا يساعد في الكشف المبكر عن سرطان البروستات يسمى مجموعة شرائط PSA للفحص المنزلي (بالإنجليزية: PSA Home Testing Kit)، ويوصى بهذا الفحص للرجال من سن 50 عام وأكبر، ويعد مؤشر جيد لسرطان البروستاتا.

ملخص: يوصى بإجراء فحوصات الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا بشكل دوري، وخاصة من قبل الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به بسبب عوامل الخطر لديهم، مثل إصابة أحد أفراد العائلة بسرطان البروستات أو الإصابة السابقة بسرطان البروستاتا، ولا تعد نتيجة فحص سرطان البروستاتا المبكر قطعية للإصابة بسرطان البروستاتا، إذ غالباً ما قد تكون الأعراض والنتائج عائدة إلى الإصابة بحالة حميدة من حالات البروستاتا مثل التهاب البروستاتا أو تضخمها. [5]

اقرأ أيضاً:علاقة الكولستيرول بسرطان البروستاتا