قد يعاني بعض الأزواج بما يسمى بالنفور الجنسي، حيث لا يرغب أحد الزوجين بممارسة الجنس مع شريكه الآخر، وهي مشكلة يمكن أن تشكل خطرًا كبيرًا على العلاقة الزوجية، ومن الممكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى الانفصال والطلاق. [1]
ولهذا، من المهم معرفة ما هي الأسباب التي قد تؤدي إلى النفور الجنسي بين الأزواج وكيف يمكن علاج هذه المشكلة.
يعرف النفور الجنسي على أنه عدم رغبة الفرد في ممارسة أي نشاط جنسي، والذي قد يكون شديدًا لدرجة تجنب الفرد لأي لمس أو اتصال يمكن أن يؤدي إلى خوضة لعلاقة جنسية. [1،2]
من الممكن أن يتم تمييز النفور الجنسي على شكل انخفاض الرغبة الجنسية أو الدافع الجنسي لدى الفرد. لكن، في بعض الحالات الأخرى، قد لا يرتبط النفور الجنسي بانخفاض الرغبة الجنسية أو الإثارة لدى الفرد، حيث يمكن للأفراد الذين يعانون من هذه المشكلة تجربة ممارسات جنسية لا تتضمن وجود الجنس الآخر، بما في ذلك التخيل والاستمناء، بهدف الوصول إلى النشوة الجنسية. [1،3]
وما يجدر ذكره هو أن النفور الجنسي ينتشر ما بين الذكور والإناث، وقد لا يتم تمييزه وهذا ما يتسبب بتأخر علاج المشكلة وتطورها. [1]
أنواع النفور الجنسي
يوجد نوعين من اضطراب النفور الجنسي، وهما:
- نفور مدى الحياة
ويسمى أيضًا، بالنفور الجنسي الأولي، والذي يحدث عندما يعاني الفرد من نفور جنسي بغض النظر عن علاقته بالجنس الآخر وبغض النظر عن الشريك الذي يتعامل معه. وعادة ما ينشأ هذا النوع من النفور الجنسي كاستجابة سلبية لعلاقة جنسية حدثت قبل خوض الفرد لعلاقة جنسية طبيعية مع شريكه الحالي. [2،3]
- نفور مكتسب
والذي يعرف بالنفور الجنسي الثانوي، ويحدث عندما يعاني الفرد من نفور تجاه علاقة جنسية مع شريك محدد، بينما يصبح طبيعيًا عند خوضه لعلاقة جنسية مع شريك آخر. [2]
أسباب النفور الجنسي
يمكن أن يكون سبب النفور الجنسي لدى الفرد نتيجة لتعرضه لأحد السلوكيات الجنسية الخاطئة، ومنها: [2،4]
- العنف الجنسي.
- الاغتصاب.
- التحرش الجنسي.
- السلوكيات الجنسية للأبوين.
أيضًا، يمكن أن يحدث النفور الجنسي نتيجة لأحد الأسباب والعوامل التالية: [4]
- القلق بشأن الأداء الجنسي للفرد.
- وجود مشاكل في العلاقة ما بين الشريكين.
- الخوف من وجود الدم على القضيب بعد الإيلاج.
- الخوف من الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا.
- الخوف من الحمل.
كما وجد أن النفور الجنسي يرتبط بانخفاض الهرمونات الجنسية، مثل هرمون الاستروجين، ولكن إلى الآن لم تحديده كسبب رئيسي لهذه المشكلة، حيث يمكن أن يحدث هذا الانخفاض في الهرمونات نتيجة لزيادة التوتر، ولا علاقة له بالنفور من الجنس. [2]
أيضًا، يمكن أن يكون سبب النفور الجنسي لدى أحد الشريكين نتيجة لإصابته ببعض المشكلات الصحية، فمثلًا، يمكن أن يتسبب مرض السرطان بتغيرات جسدية تؤثر على الأداء الجنسي للفرد، مما يجعله يخاف خوص علاقة جنسية. كما يمكن أن يحدث النفور الجنسي نتيجة لتناول بعض أنواع الأدوية، فمثلًا تتسبب مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية بالتقليل من استجابة النشوة الجنسية، وهذا ما قد يؤثر على سلوكه الجنسي وسيتسبب بإحباطه. [3]
اقرأ أيضًا: تأثير الأدوية على الصحة الجنسية
أعراض النفور الجنسي
يمكن تمييز إصابة الفرد بالنفور الجنسي من خلال تجنبه لخوض أي علاقة جنسية وتجنبه لمناقشة أي أمر يخص ذلك، كما يمكن أن يعاني من الأعراض التالية في حال تعرض لموقف فيه اتصال جنسي: [3،4]
- القلق.
- الخوف.
- تسارع دقات القلب.
- التعرق.
- الدوخة.
- الغثيان.
- الإسهال.
- الرجفان.
علاج النفور الجنسي
عادة ما يتشابه علاج النفور الجنسي مع العلاج الذي يقدم للأفراد الذين يعانون من القلق الشديد، ويمكن أن يتضمن علاج النفور الجنسي مشاركة وتعاون ما بين الطبيب الخاص بالفرد، والمعالج النفسي، والمعالج الجنسي، وربما حتى المعالج الفيزيائي. [2،3]
ومن الخيارات التي تساعد على علاج النفور الجنسي ما يلي: [2-4]
- تحديد الأنشطة الجنسية التي يمكن أن تتسبب بزيادة التوتر والقلق لدى الفرد، ومن ثم تعريض الفرد لهذه المحفزات إلى جانب القيام بتمارين الاسترخاء أو تمارين التأمل الواعي، فذلك يساعد على التقليل من ردة فعل الفرد تجاه هذه المحفزات.
- الخضوع للعلاج السلوكي المعرفي، والذي يركز على مواجهة وتغيير الأفكار المشوهة والمعتقدات حول العلاقة الجنسية والتغلب على المواقف والسلوكيات الخاطئة التي تسببت بالنفور الجنسي.
- الخضوع للعلاج النفسي الديناميكي، والذي يعد مناسبًا للأفراد الذين يعانون من الألم النفسي نتيجة لإصابتهم بالنفور الجنسي أو الأفراد الذين يتصورون أن سبب نفورهم من الجنس هو تعرضهم لقضايا ومشكلات أثناء فترة الطفولة المبكرة.
- تناول الأدوية، والتي عادة ما تكون مماثلة للأدوية التي يتم وصفها للمرضى الذين يعانون من اضطرابات القلق الأخرى.
اقرأ أيضًا: العلاج الجنسي وإيجابياته
دور الشريك في التغلب على النفور الجنسي
يمكن أن يكون للشريك دور كبير في التغلب على النفور الجنسي، فبعد أن يعتاد ويتغلب المريض على الأنشطة الجنسية المسببة بزيادة القلق لديه من خلال ممارسته لتمارين الاسترخاء مع الطبيب المعالج، يمكن أن يقوم المريض بتطبيق نفس الأسلوب مع شريكه أثناء قيامهما بهذه الأنشطة الجنسية. [2،3]
أيضًا، من المهم أن يكون الشريك داعمًا للفرد أثناء فترة علاجه، ويكون ذلك من خلال ما يلي: [3]
- احترام الشريك المريض ووضعه الحالي، وتجنب الضغط عليه للانخراط في أنشطة جنسية.
- احترام الحدود التي يمكن أن يضعها المريض في علاقته الجنسية، وتجنب اعتبارها إهانة أو هجومًا شخصيًا.
- حضور جلسات العلاج الخاصة بالشريك المريض، وذلك للتعرف على حالته وتعلم مهارات التواصل معه بشكل فعال.
- البحث عن طرق بديلة لبدء علاقة حميمة وقريبة مع الشريك المريض، والتي لا تتضمن الأنشطة المحفزة لقلقه، فذلك يعمل على تقوية العلاقة بين الشريكين ويبني الثقة بينهما.
نهاية، يؤثر نفور أحد الزوجين من الجنس بشكل سلبي على العلاقة الزوجية، ومن الممكن أن يتسبب بانفصال الطرفين، ولهذا لا بد من تقديم العلاج المناسب للتغلب على هذه المشكلة والذي يتضمن تعاونًا ما بين المريض وشريكه والفريق الطبي الذي يمكن أن يتضمن معالج نفسي ومعالج جنسي.
اقرأ أيضًا: البرود الجنسي عند الرجل