تواجه المرأة الحامل العديد من المشاكل الصحية أثناء فترة حملها، ومنها حدوث حكة في المهبل، وحكة المهبل للحامل يمكن أن تعد أمراً طبيعياً في بعض الأحيان، ولكن في أحيان أخرى يمكن أن تدل على وجود مشكلة ما، وخاصة إن رافقها حدوث أعراض أخرى. [1]
من الممكن أن يتبادر العديد من الأسئلة حول حكة المهبل عند الحامل، بما فيها هل حكة المهبل من علامات الحمل، أو هل يوجد علاقة ما بين حكة المهبل للحامل ونوع الجنين، أو هل حكة المهبل تؤثر على الجنين، وغيرها من الأسئلة التي تتعلق بما هي أسبابها وطرق علاجها بشكل آمن.
لذا، هذا المقال سوف يقوم بالإجابة على جميع هذه التساؤلات، وغيرها من التساؤلات الأخرى التي يمكن أن ترد في الأذهان حول حكة المهبل في الحمل.
بالرغم من أنه لا يوجد علاقة ما بين حكة المهبل للحامل ونوع الجنين، كما أن حكة المهبل يمكن أن تحدث لأي امرأة وليس فقط الحوامل من النساء وبالتالي فهي لا تعد علامة مميزة للحمل، إنما أن حكة المهبل هي من الأمور الشائعة أثناء فترة الحمل، ولا بد من معرفة ما هي أسباب حدوثها وكيفية التعامل معها.
ما أسباب حكة المهبل للحامل؟
يمكن أن تحدث حكة المهبل عند الحامل نتيجة لعدة أسباب، ومنها:
التهاب المهبل
تزداد فرصة الإصابة بالتهاب المهبل أثناء فترة الحمل، ويمكن أن تصاب الحامل بأنواع مختلفة من التهاب المهبل والتي يمكن أن تكون سبباً لحدوث حكة المهبل للحامل. [2]
وتتضمن هذه الأنواع:
- التهاب المهبل الفطري
إن الإصابة بعدوى المبيضة البيضاء تعد من المشكلات الشائعة أثناء لدى الحوامل، حيث يمكن أن يصاب بها أكثر من نصف النساء الحوامل. ويعد التهاب المهبل الفطري من الأسباب الشائعة لحدوث الحكة المهبلية للحامل في الشهر الرابع، والخامس، والسادس. [1،3]
يحدث التهاب المهبل الفطري لدى الحامل نتيجة حدوث تغير في درجة حموضة منطقة المهبل، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية لدى الحامل، ولكن يمكن أن تزداد فرصة حدوث حكة المهبل للحامل بسبب التهاب المهبل الفطري نتيجة الإصابة بمرض السكري، أو تناول المضادات الحيوية. [1،2]
ومن الأعراض التي ترافق حدوث حكة مهبلية عند الحامل والتي تدل على إصابتها بالتهاب المهبل الفطري هي خروج إفرازات بيضاء سميكة تشبه الجبن والشعور بحرقان في المهبل. [1]
اقرأ أيضاً: اسباب التهاب المهبل الفطري وعلاجه
- التهاب المهبل البكتيري
يمكن أن تصاب المرأة الحامل بعدوى بكتيرية في منطقة المهبل نتيجة حدوث اضطراب في توازن البكتيريا النافعة المتواجدة في منطقة المهبل أو نتيجة انتقال هذه العدوى من شريكها إليها. [1]
ويمكن تمييز ما إذا كان التهاب المهبل البكتيري هو سبب حكة المهبل عند الحامل من خلال المعاناة من الأعراض التالية:
- إفرازات رمادية اللون.
- احمرار المهبل.
- الشعور بحرقان في المهبل.
- انبعاث رائحة كريهة من المهبل، تشبه رائحة السمك، وخاصة بعد ممارسة الجنس. [1،2]
- داء المشعرات
إن هذا النوع من التهاب المهبل يحدث نتيجة إصابة الحامل بأحد أنواع الطفيليات، وينتقل عادة عبر الجنس. ومن الأعراض التي يمكن أن تسببها هذه العدوى بالإضافة إلى حكة المهبل في الحمل، هي الألم عند التبول. ولكن يجب التنويه إلى أنه لا يتم دائماً اكتشاف إصابة الحامل بهذا النوع من التهاب المهبل نظراً لأن ما يقارب 30% من المرضى تظهر لديهم الأعراض. [1]
زيادة إفرازات المهبل
تتسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث في الحمل بزيادة إنتاج الإفرازات المهبلية ومخاط عنق الرحم، بالإضافة إلى تليين عنق الرحم وجدران المهبل. أما حول علاقة حكة المهبل للحامل والإفرازات هذه، فيمكن أن تتسبب إفرازات المهبل أثناء الحمل بحدوث تهيج في منطقة المهبل والفرج، مما يسبب بحدوث حكة خارج المهبل للحامل، بالإضافة إلى احمرار في المنطقة. [2]
جفاف المهبل
بالرغم من حدوث زيادة في الإفرازات المهبلية أثناء فترة الحمل، إلى أنه وفي بعض الحالات يمكن أن تتسبب التغيرات الهرمونية بحدوث جفاف في المهبل عند الحامل، الأمر الذي يجعله سبب محتمل لحدوث حكة المهبل لديها. [2]
ويمكن أن تزداد الحكة في المهبل عند الحامل بسبب جفاف المهبل عند استخدامها للصابون لتنظيف منطقة المهبل، أو في حال انخفض مستوى هرمون البروجسترون لديها. [1،2]
كما يمكن أن تحدث حكة المهبل بداية الحمل بسبب جفاف الحمل نتيجة قيام المرأة بالرضاعة الطبيعية أثناء فترة الحمل، حيث أن ذلك يسبب بانخفاض هرمون الإستروجين لديها، الأمر الذي يسبب حكة مهبلية. [1،3]
من الأعراض التي يمكن أن يسببها جفاف المهبل أيضاً عند الحامل هي احمرار وتهيج المهبل وألم أثناء الجماع. [2]
التهاب المسالك البولية
تعد النساء الحوامل عرضة للإصابة بالتهاب المسالك البولية، والتي تعد سبباً محتملاً لحدوث حكة المهبل للحامل في الشهر الثامن والتاسع على وجه الخصوص، فتوسع الرحم نتيجة لازدياد حجم الجنين في هذه الأشهر، يمكن أن يضع ضغط أكبر على المثانة ويمنع خروج البول، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث عدوى. [2]
بالإضافة إلى تسببها بحكة المهبل عند الحامل، من الأعراض التي يمكن أن تسببها التهابات المسالك البولية:
- ألم البطن.
- ألم عند التبول أو أثناء الجماع.
- الحاجة المتكررة والعاجلة للتبول.
- دم في البول. [2]
الحساسية
تسبب التغيرات الهرمونية أثناء الحمل وزيادة تدفق الدم إلى المهبل خلال هذه الفترة أيضاً بزيادة حساسية المهبل، مما يجعل المنطقة أكثر عرضة للإصابة بالطفح الجلدي والحكة. الأمر الذي يزيد من فرصة حدوث تهيج وحساسية تجاه استخدام بعض أنواع المنتجات بالرغم ما عدم تسببها بذلك قبل الحمل. [2،3]
وتشمل المنتجات التي يمكن أن تتسبب في حدوث حكة المهبل للحامل ما يلي:
- الغسول المهبلي.
- حمام الفقاعات.
- غسولات الجسم.
- الصابون. [2]
الركود الصفراوي
يمكن أن يكون سبب حكة المهبل في الشهر التاسع هو إصابة الحامل بالركود الصفراوي، وهي إحدى أمراض الكبد التي تحدث في وقت متأخر منالحمل، وإلى الآن من غير المعروف ما هو سببها، ولكن يحتمل أن يكون للجينات وهرمونات الحمل دوراً في الإصابة بها. [2]
ولا يسبب الركود الصفراوي في الحمل بحدوث حكة شديدة في المهبل فقط، وإنما يسبب حكة في راحتي اليدين وباطن القدمين. وما يميز حدوث حكة المهبل للحامل بسبب الركود الصفراوي هو أنه لا يرافقها حدوث الطفح الجلدي والاحمرار في منطقة المهبل. [2]
أسباب أخرى
من الأسباب المحتملة لحدوث حكة المهبل للحامل أيضاً ما يلي:
- الأمراض المنقولة جنسياً، مثل الهربس التناسلي والثآليل التناسلية.
- زيادة التعرق في منطقة المهبل أثناء الحمل.
- استخدام بعض أنواع الأدوية، مثل بعض أدوية الحساسية أو البرد، أو مضادات الاكتئاب. [3]
للمزيد: ما هي أسباب حكة المهبل؟
هل حكة المهبل تؤثر على الجنين؟
إلى جانب تساؤل الحامل عن الأسباب المحتملة لشعورها بحكة في منطقة المهبل، يمكن أن تقلق أيضاً حول ما إن كانت حكة المهبل تضر الجنين أم لا. وللإجابة على هذا التساؤل يجب أولاً تحديد ما هو سبب حكة المهبل عند الحامل، بعض الأسباب يمكن أن تكون طبيعية ولا تشكل خطراً على الجنين، في حين أن بعض الأسباب الأخرى يمكن أن تجعل حكة المهبل تؤثر على الحمل والجنين.
فمثلاً، إن حدوث حكة المهبل للحامل نتيجة الإصابة بالعدوى يمكن أن يشكل ضرراً على الجنين، ومن هذه الأضرار:
- التهاب المهبل البكتيري أو داء المشعرات يمكن أن يسبب حدوث الولادة المبكرة وانخفاض وزن الطفل عند الولادة.
- الهربس التناسلي يمكن أن يصيب الجنين.
- الكلاميديا يمكن أن تسبب التهابات العين والالتهاب الرئوي لدى الجنين.
- السيلان يمكن أن يلوث السائل الأمنيوسي، ويسبب المخاض المبكر، ويؤدي إلى التهابات العين والإصابة بالعمى. [1،4]
أيضاً، إن حدوث حكة المهبل عند الحامل بسبب انخفاض البروجسترون، يمكن أن يسبب مشكلات في الحمل وضرر على الجنين، فهو هرمون مهم للحمل. [2]
متى يجب زيارة الطبيب بسبب حكة المهبل للحامل؟
نظراً لأن إجابة على سؤال هل حكة المهبل تضر الجنين، هي نعم أحياناً، فمن المهم معرفة متى يجب على المرأة الحامل زيارة الطبيب منعاً لتأثير حكة المهبل على صحة جنينها.
ويتم زيارة الطبيب عند حدوث حكة المهبل للحامل في حال:
- عدم اختفاء حكة المهبل عند الحامل بالرغم من تجربة العلاجات المنزلية.
- معاناة الحامل من أعراض أخرى، مثل الألم أو الإفرازات المهبلية غير الطبيعية.
- ازدياد الأعراض سوءاً مع الوقت. [1،2]
كما يجب على الحامل أيضاً زيارة الطبيب فوراً في حال:
- توقف الطفل عن الحركة.
- ظهور أعراض أو علامات تدل على حدوث المخاض، مثل خروج السوائل من المهبل أو حدوث الانقباضات.
- حدوث نزيف من المهبل.
كيف يتم علاج حكة المهبل للحامل؟
يعتمد علاج الحكة المهبلية للحامل على ما هو سبب هذه الحكة، ومدة الحمل، فبعض العلاجات يمنع استخدامها في مراحل معينة من الحمل بينما يسمح باستخدامها في مراحل أخرى من الحمل. ويجب التنويه، إلى أن تقديم العلاج الخاطئ يمكن أن يسبب ازدياد الوضع سوءاً. [1]
يمكن أن يتضمن علاج حكة المهبل للحامل ما يلي:
علاج حكة المهبل للحامل في المنزل
يمكن تجربة عدد من الخيارات من أجل علاج حكة المهبل في المنزل للحامل، والتي تتضمن:
- صودا الخبز، وذلك من خلال الجلوس في حمام مائي يحتوي عليها أو استخدام الكمادات التي تحتوي عليها.
- الماء البارد، وذلك إما باستخدام الكمادات الباردة أو أخذ حمام بارد.
- تطبيق القليل من زيت جوز الهند في منطقة المهبل.
- الابتعاد عن جميع المنتجات التي يعتقد بأنها تسبب تهيج وحكة في المهبل عند الحامل. [2،3]
للمزيد: طرق علاج حكة المهبل في المنزل
علاج حكة المهبل للحامل بالأدوية
من أدوية علاج حكة المهبل للحامل:
- المضادات الحيوية والتي تستخدم من أجل علاج التهاب المهبل البكتيري، أو الأمراض المنقولة جنسياً، أو التهاب المسالك البولية. لكن يجب اختيار نوع آمن من المضادات الحيوية، فلا يعد جميعها آمناً خلال فترة الحمل.
- مضادات الفطريات، والتي تستخدم لعلاج التهاب المهبل الفطري، وعادة ما تكون الأدوية المضادة للفطريات، باستثناء الفلوكونازول (بالإنجليزية: Fluconazole) آمنة خلال فترة الحمل، ويمكن استخدام هذه الأدوية إما على شكل كريمات موضعية، أو تحاميل مهبلية، أو حبوب فموية.
- المضادات الفيروسية، والتي تستخدم في حالات الحكة الناجمة عن الأمراض المنقولة جنسياً.
- المرطبات المهبلية والمزلقات، والتي تستخدم من أجل علاج حكة المهبل عند الحامل المرتبطة بجفاف المهبل.
- الكريمات الموضعية التي تحتوي على كورتيزون، حيث يمكن أن تساعد في التقليل من حكة المهبل في الحمل. [1-3]
هل يمكن الوقاية من حدوث حكة المهبل للحامل؟
نعم، يمكن الوقاية من حدوث حكة خارج المهبل للحامل أو بداخله من خلال:
- الحفاظ على النظافة الشخصية.
- تناول لبن الزبادي.
- تجنب استخدام المنتجات التي تحتوي على عطور في منطقة المهبل.
- ارتداء الملابس الداخلية المصنوعة من القطن، وتجنب الملابس الضيقة.
- الحفاظ على منطقة المهبل جافة
- عدم الإفراط بتناول المضادات الحيوية.
- استخدام الواقي الذكري.
- التقليل من مستويات التوتر. [1،2]
نهاية، يمكن أن تحدث حكة المهبل للحامل نتيجة لعدة أسباب، لذا في حال استمرت أو ازدادت سوء مع مرور الوقت، عندها يجب زيارة الطبيب لتحديد سببها واختيار العلاج المناسب لها.
اقرأ أيضاً: تغيرات المهبل خلال الحمل
حساب موعد الولادة التقريبي(بسيط)
تستعمل هذه الحاسبة لتحديد موعد تقريبي لتاريخ الولادة، وتعتمد في ذلك على عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية.
يتم تحديد عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية عن طريق حساب عدد الأيام المنقضية منذ أول يوم من آخر دورة شهرية، كما يمكن تحديد تاريخ الولادة المتوقع عن طريق إضافة 280 يوم (40 أسبوع) إلى تاريخ اليوم الأول من آخر دورة شهرية.