القراءة هي غذاء الروح، فهذا هو أصدق وصف لها، لذلك عليك ألا تتوقف عن القراءة، وتخصص لها وقتاً منتظماً للحصول على فوائدها. ومع الاحتفال باليوم العالمي للقراءة بصوت عالي، والذي يوافق يوم 2 فبراير، سوف نعرفك على فوائد القراءة للصحة، وكيف يمكن أن تؤثر القراءة على صحة الجسم والعقل.
فوائد القراءة للعقل
تتضمن القراءة شبكة معقدة من الدوائر والإشارات في الدماغ، ومع نضوج القدرة على القراءة، تصبح هذه الشبكات أكثر قوة ونشاط.
كما أن الإنتظام في القراءة يجعل العقل أكثر تفتحاً واستنارة، وهو أمر ضروري لتنمية الفكر والقدرة على التصرف في المواقف المختلفة.
ومع تقدم العمر، يمكن أن تلعب القراءة دوراً في منع التدهور المعرفي، وعلى الرغم من عدم وجود أبحاث تثبت بشكل قاطع أن قراءة الكتب تقي من أمراض مثل مرض الزهايمر، إلا أن الدراسات تشير إلى أن القراءة في عمر متقدم تساهم في الحفاظ على الوظائف المعرفية وتحسينها.
للمزيد: فوائد القراءة للعقل
فوائد القراءة لتقليل الإجهاد
يحدث التوتر نتيجة مجموعة من العوامل، وأبرزها الإجهاد والضغوط الشديد التي نتعرض لها سواء في العمل أو الحياة اليومية، وبمرور الوقت، يزداد الشعور بالتوتر مما يزيد من فرص الإصابة ببعض المشكلات مثل الأرق والإكتئاب.
وهنا تأتي أهمية القراءة في تقليل الإجهاد الذي يقودنا إلى التوتر بمرور الوقت، وذلك لأن القراءة تعتبر ضمن وسائل الترفيه التي يمكن اللجوء إليها لتخفيف الضغوط والابتعاد عن التفكير في المهام اليومية التي يجب القيام بها، وخاصةً عند قراءة قصص تشويق أو غيرها من الكتب التي تأخذ العقل في اتجاه آخر.
يمكن لقراءة القصص الخيالية أن تسمح لك بالهروب بشكل مؤقت من عالمك والانجراف في التجارب الخاصة بالشخصيات الخيالية التي تقرأ عنها.
فوائد القراءة لعلاج الحالات الصحية
إن قراءة الكتب الطبية الموثوقة يمكن أن يزيد معرفتك بكيفية التعامل مع الحالات الصحية المختلفة التي يمكن ن تتعرض لها، فعلى سبيل المثال، يمكن القراءة حول الإسعافات الأولية وطريقة التصرف في حالات الطوارئ، فكل هذه الأمور سوف تساعدك في التعامل بطريقة صحيحة بأي مشكلة صحية تواجهك أو تواجه أحد أفراد أسرتك بشكل مؤقت، ولحين الذهاب إلى الطبيب.
أيضاً ينصح بالقراءة في حالة الإصابة بحالة صحية مزمنة، لتعرف كيف تتعايش معها، مثل حالات السكري وضغط الدم وأمراض القلب، فيمكنك اختيار الكتب المتعلقة بمثل هذه الحالات، والتعرف على الأطعمة التي يمكن تناولها وكيفية الوقاية من المضاعفات التي يمكن أن تحدث.
فوائد القراءة لاضطرابات النوم
يشكو كثير من الأشخاص من الإصابة بالأرق واضطرابات النوم، والذي غالباً ما ينتج عن عادات خاطئة، مثل الجلوس أمام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية قبل النوم، أو تناول طعام غير صحي في فترة الليل، وغيرها من العادات.
ولكن العادة الصحية التي تمكنك من التغلب على الأرق واضطرابات النوم هي القراءة، ونقصد هنا قراءة كتب أو قصص وليس القراءة عن طريق الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، حيث من فوائد القراءة قبل النوم، خصوصاً عند فتح مصباح صغير وقراءة قصة قصيرة قبل النوم سوف يساهم في الشعور بالاسترخاء، وبالتالي سهولة النوم.
فوائد القراءة لتعزيز المهارات الاجتماعية
هناك اعتقاد خاطئ أن القراءة وسيلة للهروب من العالم الحقيقي والأشخاص الموجودين فيه، لكن الحقيقة عكس ذلك، فإن من فوائد القراءة أنها قد تعزز المهارات الاجتماعية لأنها تضيف لك العديد من المعلومات والأفكار التي تساعدك في التعامل مع الآخرين والتحدث بلباقة، وهو ما يزيد ثقتك بنفسك ويعزز مكانتك وسط الأشخاص من حولك.
فكلما كان الشخص مثقفاً ومتطلعاً، زادت قيمته واهتم الأشخاص بسماع رأيه وأخذ المشورة منه في مختلف الأمور.
وينطبق هذا على قراءة مختلف الكتب، سواء الروايات والقصص التي تعتمد على أحداث ومواقف، أو الكتب المعرفية التي تثري العقل بمعلومات قيمة.
اقرأ أيضاً: اضطرابات القراءة وسبل علاجها
فوائد القراءة للأطفال
إن البدء في القراءة بعمر مبكر، سوف يضمن لك الحصول على كافة فوائد القراءة التي تم ذكرها سابقاً، بالإضافة إلى فوائد أخرى تخص الأطفال، وتشمل:
- تعزيز الذكاء: كلما قرأت، كلما عرفت مزيد من الأشياء، وهذا يعني أن القراءة تزيد من ذكاء الأطفال وتجعلهم أكثر تميزاً.
- تطوير الدماغ: يساعد سماع اللغة المنطوقة في نمو الدماغ، حتى قبل أن يتمكن الأطفال من التحدث، ومع تقدم العمر، سوف تتطور دماغ الطفل بشكل سريع.
- بناء المهارات اللغوية: عندما يقرأ الطفل الكتب، فسوف تقابله كلمات جديدة عادة ما لا يستخدمها في المحادثات اليومية، مما يساعد الأطفال على بناء مفرداتهم.
- تعزيز الأداء المدرسي: إن القراءة في المنزل تضمن لك القدرة على القراءة الجيدة في المدرسة، وزيادة نسبة التحصيل وسرعته، لأن هناك معلومات يقرأها الطفل في منزله قبل أن يتم شرحها في المدرسة، وبالتالي سوف يسهل عليه استيعابها نتيجة قراءتها أكثر من مرة.
- تعزيز الروابط بين الطفل والأبوين: إن مشاركة الطفل في قراءة كتاب أو قصة سوف يساعد في تعزيز الروابط بينكما، وهو أمر ضروري لسهولة التواصل بين الطفل والأب أو الأم.
- ينصح بتخصيص وقت للقراءة مع الطفل والتشارك في الأحداث، بحيث يبدي كل فرد في الأسرة رأيه بالقصة أو الكتاب الذي قرأه، ويتحدث حول أوجه الإستفادة منها، فهذا سوف ينمي عقل الطفل ويساعده في التعرف على العديد من السلوكيات الصحيحة التي يجب أن يتبعها.
- في حالة كان الطفل في مرحلة صغير ولا يتمكن من القراءة، فيمكن أن تبدأ في القراءة له ليستمع إليك، فهذا سوف يغذي عقله كثيراً، ويساعده على التحدث سريعاً. ينصح باختيار القصص البسيطة ذات الكلمات الواضحة والمفهومة للطفل في بادىء الأمر، حتى يكون الأمر سهلاً بالنسبة له، ويمكن رفع مستوى الكتب بمرور الوقت بما يتوافق مع المرحلة العمرية للطفل ومدى قدرته على التحصيل والفهم.
للمزيد: طرق تشجيع الأطفال على القراءة