يعتبر الزنك من أهم المعادن التي يحتاجها الجسم لمحاربة الالتهابات وإنتاج الخلايا، كما أنه ضروري لتعزيز التعافي من الإصابات وإنشاء الحمض النووي والمخطط الجيني في جميع الخلايا، وفي حالة عدم حصول الجسم على حاجته من الزنك عن طريق النظام الغذائي، فيمكن أن يسبب نقص الزنك (بالإنجليزية: Zinc deficiency) العديد من الآثار الجانبية والأضرار بالجسم. فما اعراض نقص الزنك، وما اضرار نقص الزنك؟

اهم اعراض نقص الزنك في الجسم

يتساءل العديد من الناس ماذا يسبب نقص الزنك، وفيما يلي أبرز اعراض نقص الزنك في الجسم:

تساقط الشعر

يمكن أن يتسبب نقص الزنك في تساقط الشعر، كما أن الأشخاص المصابون بالثعلبة عادة ما يعانون من نقص الزنكفي الجسم، وهو مرض مناعي ذاتي يسبب تساقط الشعر في فروة الرأس أو أجزاء أخرى من الجسم، ولكن لا يشترط أن يرتبط تساقط الشعر بنقص الزنك في الجسم، بل يمكن أن يكون بسبب التوتر، أو القلق، أو العوامل الوراثية، بالإضافة إلى العادات الخاطئة التي تسبب تساقط الشعر مثل الإفراط في استخدام المواد الكيميائية الضارة بالشعر كالصبغة وغيرها.

للمزيد: علاج تساقط الشعر

زيادة حبوب الوجه

يعتبر ظهور حب الشباب من اعراض نقص الزنك، وقد يساعد تناول الزنك في إزالة البثور في الوجه، وذلك لاحتوائه على خصائص مضادة للالتهابات، كما أنه يقلل من كمية الزيوت والبكتيريا التي تسبب ظهور حب الشباب.

ومع هذا يوجد العديد من الأسباب الأخرى المرتبطة بظهور حب الشباب مثل استخدام مستحضرات التجميل، والعادات الخاطئة في التعامل مع البشرة، أو خلل الهرمونات، أو تناول وسائل منع الحمل، كما أن بعض الأطعمة يمكن أن تسبب ظهور حب الشباب. ولذلك يجب استشارة الطبيب في حالة استمرار ظهور حب الشباب لتحديد السبب واتباع الطرق الصحيحة لعلاجه.

الاصابة بمشكلات صحية مزمنة

قد يرتبط نقص الزنك في الجسم بالإصابة بالعديد من المشكلات الصحية المزمنة مثل مرض السكري، وتصلب الشرايين، ومرض الزهايمر، والاضطرابات العصبية، وأمراض المناعة الذاتية، وذلك لأن الزنك يعزز نشاط الجهاز المناعي ونمو الخلايا السليمة، وعندما لا يحصل الجسم على حاجته من الزنك، فإنه لا يتمكن من محاربة آثار الجذور الحرة الضارة والالتهابات، وهما عاملان خطران مرتبطان بالأمراض المزمنة.

للمزيد: 10 طرق لتعزيز جهازك المناعي في فصل الشتاء

ضعف حاسة التذوق

يعد الزنك من أهم العناصر لأغلب الحواس، بما في ذلك التذوق والشم، ولذلك فإن من اعراض نقص الزنكضعف حاسة التذوق، ويمكن أن يرافقه فقدان في الشهية، وعادة ما يصف الأطباء الزنك في حالة وجود اضطرابات بحاسة التذوق لأنه قد يساعد على تحفيز منطقة في الدماغ تتحكم في تناول الطعام. وتزداد فرص الإصابة بضعف حاسة التذوق بسبب نقص الزنك لدى الأشخاص كبار السن.

الاسهال

يمكن أن يكون من اعراض نقص الزنك أيضاً الإصابة بالإسهال والغثيان، ويمكن أن تكون على هيئة نوبات مفاجئة من هذه الأعراض. ومع ذلك، في حين أن الغثيان قد يكون أحد اعراض نقص الزنك، ‘لا أنه قد يكون أيضاً علامة على وجود الكثير من الزنك.

تعتبر الأمعاء هي المكان الذي يتم فيه امتصاص الزنك وإفرازه، وقد يؤدي عدم كفاية الزنك في النظام الغذائي المتبع، أو الأمور التي تقلل من امتصاص الزنك، أو تزيد من فقده من الجهاز الهضمي، أو البول، أو الجلد إلى حدوث نقص الزنك في الجسم بشكل سريع، مما يؤدي إلى الإسهال، وحتى الآن، لم يتم التعرف على الآلية التي تربط بين نقص الزنك والإسهال.

فقر الدم الناتج عن نقص الحديد

فقر الدم الناجم عن نقص الحديد (بالإنجليزية: Iron deficiency anemia)هو أكثر أنواع فقر الدم شيوعاً، ويمكن أن يحدث ضعف امتصاص الحديد بسبب انخفاض مستوى العناصر الهامة في الجسم مثل الزنك، والذي يوجد في بنية الإنزيمات التي تنسق أو تحفز استقلاب الحديد، حيث أن الزنك يعتبر محفز للعديد من الإنزيمات اللازمة لإنتاج خلايا الدم الحمراء، وبالتالي فإن نقص الزنك قد يترافق مع فقر الدم. ولكن تحتاج هذه المعلومات إلى مزيد من الدراسات والأبحاث لتأكيدها.

تغيرات في الادراك

يمكن أن تلعب مستويات الزنك المنخفضة في الجسم دوراً في الأمراض العقلية، وخاصة مرض الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer s disease)، حيث أن الزنك يعتبر مكون هيكلي أو وظيفي للعديد من البروتينات، ويشارك في العديد من الوظائف الفسيولوجية بالجسم. ومع تقدم العمر، يمكن أن تنخفض مستويات الزنك في الجسم، وبالتالي تزداد فرص الإصابة بأمراض الخرف مع تقدم العمر.

ولا تفيد مكملات الزنك الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر فحسب، بل إنها تعمل أيضاً على تحسين التحكم في نسبة السكر بالدم لدى كبار السن الذين يعانون من داء السكري.

اعراض نقص الزنك الاخرى

تتضمن علامات نقص الزنك في الجسم أيضاً ما يلي:

  • بطء التئام الجروح: نظراً لأن الزنك من العناصر الهامة لصحة الجهاز المناعي، فيمكن أن تزداد فرص الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية في حالة نقص الزنك في الجسم، وبالتالي قد تستغرق الجروح أو الخدوش وقتاً أطول للشفاء، وذلك لأن الجسم يعتمد عليه في إصلاح الأنسجة.
  • ضعف النظر: تحتوي العيون على تركيزات عالية من الزنك، وخاصة في شبكية العين، حيث أن الزنك يساعد في نقل فيتامين أ من الكبد إلى شبكية العين لإنتاج أصباغ واقية بالعين، وبالتالي يلعب الزنك دوراً رئيسياً في الحفاظ على حدة البصر، وقد يكون ضعف النظر من اعراض نقص الزنك.
  • ضعف السمع: بالإضافة إلى البصر والتذوق، قد يؤثر نقص الزنك في الجسم على السمع، وغالباً ما يكون ضعف السمع من اعراض نقص الزنك في الجسم، حيث أن الزنك يعمل كمضاد للأكسدة ويخفف الالتهاب في القوقعة أو الجزء الداخلي من الأذن.
  • تأخر النمو: يعد تأخر النمو أحد اعراض نقص الزنك الرئيسية عند الأطفال، حيث يحتاج الطفل إلى الحصول على حاجته من الزنك عن طريق النظام الغذائي لتعزيز نمو الخلايا، وبالتالي فإن نقصه يمكن أن يعيق النمو.
  • انخفاض الطاقة والاكتئاب: قد يتسبب نقص الزنك في انخفاض الطاقة والاكتئاب، وقد يرتبط ببعض الحالات النفسية الأخرى مثل اضطرابات الانتباه والتركيز ( بالإنجليزية: Attention Deficit Disorder – ADD)، ولذلك يجب معرفة الجرعات التي يحتاجها كل شخص وفقاً لمرحلته العمرية.
  • خشونة وجفاف الجلد: قد تكون الإصابة بأمراض جلدية من اعراض نقص الزنك في الجسم، وخاصة الطفح الجلدي، كما يمكن أن يسبب نقص الزنك في الجسم التهاب الجلد أو الاكزيما، خاصة إذا ظهرت الأعراض حول الفم أو بفتحة الشرج. ولكن، لا يشترط أن تشير هذه الأعراض إلى نقص الزنك، حيث أنها يمكن أن ترتبط بحالات صحية أخرى.

احتياج الجسم من الزنك وفقاً للعمر

يختلف احتياج الجسم من الزنك بحسب العمر والجنس كما هو موضح فيما يأتي:

  • تتراوح نسبة الزنك التي يحتاجها جسم الطفل بين 1 إلى 8 سنوات بين (3-5 ملجم)، ويزداد مع تقدم الطفل في العمر.
  • يحتاج الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 13 عاماً إلى 8 ملغم من الزنك يومياً، وبعد سن 14 عام، تزداد الحاجة إلى الزنك لتصل إلى 11 ملجم يومياً.
  • يحتاج الإناث فوق سن 8 سنوات، يحتاج الجسم إلى 8 ملجم يومياً، وفي المرحلة العمرية بين 14 إلى 18 عاماً، سوف تحتاج المرأة إلى 9 ملجم يومياً.
  • تزداد حاجة النساء الحوامل والمرضعات إلى الزنك بمعدل 11 إلى 13 ملجم في اليوم وفقاً لعمر المرأة.

افضل مصادر الزنك من الاطعمة

هناك العديد من مصادر الزنك التي يمكن الحصول عليها من الأطعمة وأبرزها المحار، والفاصوليا، واللحوم الحيوانية، والمكسرات، والأسماك، والمأكولات البحرية الأخرى، والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان، كما يضاف الزنك إلى بعض حبوب الإفطار والأطعمة المدعمة الأخرى.

وفي حالة المعاناة من اعراض نقص الزنك الشديدة، يمكن أن يصف الطبيب مكملات الزنك التي تعوض هذا النقص. ولكن، يحذر من تناول هذه المكملات دون استشارة الطبيب لأن المستويات المرتفعة من الزنك يمكن أن تسبب مخاطر صحية عديدة.

فعلى سبيل المثال، يؤدي ارتفاع مستوى الزنك في الجسم إلى منع امتصاص العناصر الغذائية الأساسية الأخرى مثل النحاس والحديد، ويمكن أن يسبب سمية الزنك، وما يصاحبه من أعراض خطيرة مثل فقدان الشهية، والقيء، والتشنج، والإسهال، والصداع.

كما أن زيادة مستويات الزنك في الجسم قد تؤدي إلى تكون حصوات الكلى، ولذلك ينبغي الإلتزام بالجرعات المحددة من قِبل الطبيب لتفادي المخاطر المحتملة.