تكمن أهمية هرمون التستوستيرون في دوره الرئيس في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية داخل الجسم، ليس فقط للرجال بل وللنساء أيضًا، إذ يُؤثر هذا الهرمون على الصحة الجنسية والعضلية والعظمية والعقلية، مما يجعل التغيرات في مستوياته محور اهتمام طبي.
ستجد في هذا المقال توضيح علامات وأعراض انخفاض هرمون التستوستيرون، وهي حالة قد تؤثر على جودة الحياة والصحة العامة:
أعراض انخفاض هرمون التستوستيرون
يُعد التستوستيرون هرمونًا جنسيًا رئيسيًا يؤثر في الخصائص الجنسية كنمو شعر الجسم، وخشونة الصوت، كما يُؤثر في الرغبة الجنسية، والحالة المزاجية، والقوة العضلية والعظمية، وإنتاج الحيوانات المنوية، وإنتاج خلايا الدم. ويتفاوت مستواه بناءً على العمر والحالة الصحية. [1]
ويؤدي انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون إلى مجموعة متنوعة من الأعراض التي تؤثر على جودة الحياة، ومن هذه الأعراض ما يأتي:
انخفاض الرغبة الجنسية
يؤثر انخفاض هرمون التستوستيرون بشكل ملحوظ على الأداء الجنسي والرغبة الجنسية، مما يجعلها من أبرز أعراض انخفاض هرمون التستوستيرون، حيث يعد هذا الهرمون عنصرًا حيويًا في تحفيز الرغبة الجنسية لدى الأفراد، ويمكن لانخفاضه أن يؤدي إلى صعوبات في الإثارة الجنسية، حيث يصبح من الصعب على الدماغ والجسم تحقيق الاستجابة والمتعة الجنسية.
ومن الجدير ذكره أنه مع التقدم في العمر قد يلاحظ البعض انخفاضًا في الرغبة الجنسية، لكن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في مستويات التستوستيرون قد يواجهون انخفاضًا أشد وضوحًا وفي أعمارٍ أقل من المتوقع. [2][3][4]
مشكلات الانتصاب
يساهم هرمون التستوستيرون بشكل كبير في الحفاظ على الصحة الجنسية للرجال، حيث يعد انخفاض مستويات هذا الهرمون أحد الأسباب الرئيسة لمشاكل الانتصاب وتراجع الأداء الجنسي، إذ يعمل التستوستيرون على تحفيز مستقبلات الدماغ لإنتاج أكسيد النيتريك (بالإنجليزية: Nitric oxide)، وهو جزيء ضروري يُحفز سلسلة من التفاعلات الكيميائية المؤدية إلى الانتصاب.
يواجه الرجال الذين يعانون من انخفاض في مستوى هذا الهرمون صعوبة في تحقيق الانتصاب قبل العلاقة الجنسية أو حدوث انتصابات تلقائية، كما هو الحال أثناء النوم. [2][3]
يجب التنويه إلى أنه من الضروري مراجعة الطبيب المختص عند مواجهة هذه الأعراض لتقييم مستويات التستوستيرون واستكشاف الخيارات المتاحة للعلاج، بهدف استعادة التوازن الهرموني وتحسين الصحة الجنسية. [2][3]
اقرأ المزيد: هرمون التستوستيرون والانتصاب
تساقط الشعر
يُعد هرمون التستوستيرون عاملًا مهمًا في صحة الشعر، حيث يؤثر بشكل مباشر على دورة حياة الشعر وقدرته على النمو بكثافة وقوة، ويتمثل الدور الذي يلعبه هذا الهرمون بتحفيز نمو الشعر، والحفاظ على صحة بصيلات الشعر وتعزيز قوتها، مما يمنع تساقط الشعر المبكر أو الفقدان المفاجئ لكثافته. [2][3]
مع التقدم في العمر يتعرض الرجال والنساء لتغيرات هرمونية قد تؤدي إلى انخفاض في مستويات التستوستيرون، وهو ما يُعتبر طبيعيًا إلى حد ما. ومع ذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض كبير في هذا الهرمون قد يلاحظون أعراض انخفاض هرمون التستوستيرون على صحة الشعر، بما في ذلك ترقق الشعر وفقدانه بشكل ملحوظ في مناطق متعددة من الجسم، بما في ذلك الوجه وفروة الرأس. [2][3]
ماذا يفعل السمك في جسم الرجل؟ وهل تختلف فوائد السمك بين النساء والرجال؟
التعب العام والمستمر
يؤدي انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم إلى ظهور عدة أعراض، من بينها الشعور بالتعب وانخفاض مستويات الطاقة، إذ يمكن للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة أن يشعروا بالإرهاق الشديد وقلة الحافز حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من الراحة أو النوم، كما قد يجدون صعوبة في الشعور بالحماس لممارسة النشاط البدني أو الرياضة، ويمكن لهذه الأعراض أن تؤثر سلبًا على جودة الحياة اليومية والأداء العام. [2][3]
انخفاض الكتلة العضلية
من أعراض انخفاض هرمون التستوستيرون التأثير بشكل مباشر على كتلة العضلات، حيث يعتبر هذا الهرمون عاملاً رئيسًا في تطوير وزيادة الكتلة العضلية والحفاظ عليها، إذ مع انخفاض مستويات التستوستيرون قد يواجه الأفراد فقدانًا ملحوظًا في كتلتهم العضلية، وهو ما يشكل تحديًا للحفاظ على القوة والصحة البدنية.
مع ذلك يتشير إحدى الدراسات أن انخفاض التستوستيرون لا يصاحبه بالضرورة تدهور في وظيفة أو قوة هذه العضلات. [3]
انخفاض كثافة العظام
يُؤدي انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون إلى تأثيرات متعددة على صحة العظام، حيث يعتبر هذا الهرمون عاملًا رئيسًا في الحفاظ على كثافة العظام.
تتضمن العواقب المحتملة لنقص التستوستيرون ضعف العظام، وزيادة خطر التعرض للكسور، فعلى الرغم من الاعتقاد الشائع بأن هشاشة العظام مرض يصيب النساء فقط، إلا أن الرجال أيضًا معرضون لهذه المشكلة، خاصة عند انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون لديهم، إذ يمكن أن يؤدي هذا النقص إلى ترقق العظام، مما يجعلها أكثر هشاشة وسهولة في التعرض للكسور. [3][4]
زيادة دهون الجسم
يُسبب انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم زيادة في نسبة الدهون، وقد يؤدي إلى ظهور حالة تضخم الثدي لدى الرجال، حيث تنشأ هذه الحالة نتيجة للخلل في التوازن بين هرموني التستوستيرون والإستروجين.
وتعتبر هذه الحالة من الحالات التي تستلزم الانتباه والتقييم الطبي لتحديد أفضل الطرق للعلاج والتدخل. [2][3]
الهبات الساخنة
يمكن أن تشير الهبات الساخنة (بالإنجليزية: Hot Flushed) إلى أعراض انخفاض هرمون التستوستيرون، حيث يعاني الأشخاص المتأثرون من إحساس مفاجئ بالدفء، ويمكن أن يصاحبه تعرق شديد واحمرار الجلد، بالإضافة إلى التعرق الليلي الذي قد يؤثر على جودة النوم. [2][3]
مشكلات الذاكرة
يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون إلى تأثيرات ملحوظة على الذاكرة والقدرات الإدراكية، خصوصًا مع التقدم في العمر.
ويُعتقد أن العلاج بالتستوستيرون قد يساعد في تحسين الذاكرة لدى الرجال الذين يعانون من انخفاض في هذا الهرمون، على الرغم من أن التأثير قد يكون طفيفًا. [2]
تغيرات المزاج
تؤثر مستويات هرمون التستوستيرون المنخفضة بشكل مباشر على المزاج لدى الرجال، حيث يرتبط هذا الهرمون بالعديد من الوظائف الجسدية والعقلية، بما في ذلك الحالة المزاجية. يمكن للرجال الذين يعانون من انخفاض في هذا الهرمون أن يواجهوا تقلبات تتراوح بين الشعور بالعصبية والتهيج إلى الاكتئاب.
ويُنصح بإجراء تقييم طبي دقيق للتأكد من أن تغيرات المزاج ليست ناتجة عن مشاكل صحية أخرى قد تحتاج إلى علاج مختلف. [2][3][4]
أعراض أخرى لانخفاض هرمون التستوستيرون
تتعدد أعراض انخفاض هرمون التستوستيرون، ويمكن أن تشمل أيضًا على الآتي: [2][5][6]
- انخفاض في تعداد خلايا الدم، مما يزيد خطر الإصابة بالأنيميا.
- اضطرابات النوم.
- ضبابية الدماغ..
- صغر حجم الخصيتين.
ويجب الانتباه إلى أن العديد من هذه الأعراض يمكن أن تنجم أيضًا عن حالات طبية أخرى أو بعض عوامل نمط الحياة، لذا في حالة التعرض لأي من هذه الأعراض يُنصح بزيارة الطبيب لتحديد السبب الكامن وراءها ولإيجاد خطة علاج مناسبة.
اقرأ أيضًا: طرق زيادة هرمون التستوستيرون عند الرجال
نصيحة الطبي
تتمثل أهمية الاهتمام بمستويات هرمون التستوستيرون في دوره المهم في الحفاظ على الصحة الجنسية، والعضلية، والعظمية، والعقلية. لذا في حال ملاحظة أعراض انخفاض هرمون التستوستيرون، مثل: التعب الشديد، وتساقط الشعر، وانخفاض الرغبة الجنسية، وفقدان الكتلة العضلية ينصح الطبي باستشارة الطبيب لتقييم مستويات هرمون التستوستيرون، والحصول على الإرشادات الطبية المناسبة، حيث أن الاكتشاف المبكر والعلاج يمكن أن يساعد في تحسين جودة الحياة والحفاظ على الصحة العامة.