يمكن أن يلجأ الطبيب لإجراء عملية جراحية من أجل علاج السمنة المفرطة لدى بعض الأفراد. وهناك أكثر من نوع لعملية السمنة، حيث تختلف فيما بينها بطريقة إجراؤها، والنتائج المرجوة منها، والمخاطر المرتبطة بها. [1]
هذا المقال يناقش كل ما يخص عمليات السمنة المفرطة، بما في ذلك أنواعها، ودواعي إجراؤها، ومدى خطورة عملية السمنة.
لماذا ومتى يتم إجراء عملية السمنة؟
يتم إجراء جراحة السمنة من أجل تقليل الوزن الزائد، وبالتالي تقليل خطر التعرض للأمراض المرتبطة بالسمنة، ومنها: [2،3]
- مرض السكري.
- أمراض القلب.
- السكتة الدماغية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض الكبد الدهنية غير الكحولية.
- توقف التنفس أثناء النوم.
- أمراض المفاصل الشديدة.
- آلام الظهر.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون في الدم.
ويتم إجراء عمليات السمنة للأشخاص الذين تجاوز لديهم مؤشر كتلة الجسم قيمة الـ 40. كما يمكن إجراؤه للأشخاص الذين يتراوح لديهم مؤشر كتلة الجسم من 35 - 40 في حال كان لديهم أحد الأمراض المرتبطة بالسمنة. [2,3,4]
أيضاً، يمكن اللجوء إليها في حال تراوح مؤشر كتلة الجسم ما بين 30 - 35 وفشلت العلاجات الأخرى في حل المشكلة لدى الفرد، وكانت لديه خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالسمنة. [1،4]
متى يمنع إجراء عملية السمنة؟
يجب عدم إجراء جراحات السمنة في الحالات التالية: [2]
- الإصابة بأمراض القلب الشديدة.
- الإصابة بأمراض الرئة الحادة.
- قيام الفرد بإجراء العديد من الجراحات في منطقة البطن.
أيضًا، يجب تجنب إجراء جراحات السمنة عندما يكون الوزن الزائد ناتجًا عن أسباب معروفة وقابلة للعلاج. [2]
للمزيد: حالات لا يجب فيها إجراء عمليات التخسيس
قد يتساءل الكثيرون هل يمكن إجراء عملية السمنة للأطفال؟ عادة ما تكون عملية السمنة فعالة وآمنة لمن تتراوح أعمارهم بين 18 - 65 عامًا. لكن، يمكن أن تقوم بعض المستشفيات والمراكز الجراحية بإجراء عملية السمنة للأطفال ما دون سن 18 عامًا. [1]
كيف يتم إجراء عملية السمنة؟
تهدف جميع عمليات السمنة إلى التقليل من كمية الطعام التي يتناولها الفرد، أو التقليل من كمية ما يمتصه جسمه من الطعام والسعرات الحرارية، أو كلا الأمرين. وعادة ما يتم ذلك من خلال تصغير حجم المعدة، وذلك بإزالة جزء منها، أو وضع رباط حول المعدة، أو وضع بالون داخل المعدة. [1،2]
كما وفي بعض الحالات يمكن تقليل المسافة ما بين المعدة والأمعاء من خلال تغير موقع اتصال الأمعاء مع المعدة. [2]
سابقًا كان يتم إجراء عملية السمنة إما بفتح شق كبير في البطن، أما حاليًا، فيتم إجراء معظم عمليات السمنة بالمنظار والذي يتم إدخاله عن طريق ثقوب صغيرة. [2،3]
إن إجراء جراحة السمنة يتطلب وضع المريض تحت التخدير العام. [2]
أما حول تفاصيل طريقة عمل عملية السمنة فهي تختلف باختلاف نوعها، حيث أن هناك عدة أنواع لعملية السمنة، وتتضمن:
- عملية ربط المعدة: خلال هذا النوع من عمليات السمنة يتم وضع شريط سيليكون حول المعدة، مما يعمل على تصغير حجمها، ويجعل الفرد يشعر بالشبع بسرعة، حتى لو تناول كمية صغيرة من الطعام. وتعد عملية ربط المعدة من أنواع عملية السمنة التي تجرى بالمنظار. [1،2]
- عملية تكميم المعدة: يتم خلال عملية تكميم المعدة إزالة 80% من المعدة، مما يؤدي إلى تصغير حجمها لتصبح على شكل كيس أنبوبي طويل، الأمر الذي يساعد في علاج السمنة من خلال مساهمته في تقليل ما يتناوله الفرد من الطعام، كما أنه يساهم في تقليل إفراز هرمون جريلين، الأمر الذي يقلل من الشهية لدى الفرد. [2,3,4]
وعادة ما يتم إجراء هذا النوع من أنواع عمليات السمنة باستخدام المنظار في أيامنا الحالية. [2]
- عملية المجازة المعدية: يتم خلال هذه العملية بفصل الأمعاء عن الجزء السفلي من المعدة ومن ثم إعادة توصيلها بالجزء العلوي من المعدة، الأمر الذي يجعل الطعام يمر عبر جزء صغير من المعدة، وبالتالي سوف يقلل من امتصاص الطعام، كما أنه يقلل من كمية الطعام التي يمكن للفرد تناولها. [1،2،4]
- عملية بالون المعدة: وهي من أشهر عمليات السمنة التي تتم بالمنظار، حيث يتم ادخال بالون مفرغ من الهواء إلى داخل المعدة، ليتم نفخه لاحقاً، مما يتسبب بتقليل المساحة داخل المعدة. [2]
لكن، يعد هذا النوع من عمليات السمنة مؤقتًا، حيث يتم وضع البالون داخل المعدة لمدة 6 أشهر فقط. [2]
- عملية تحويل مسار البنكرياس الصفراوي مع تبديل الاثني عشر: تتم عملية السمنة هذه على خطوتين الأولى تتضمن إزالة معظم المعدة كما يحدث في عملية تكميم المعدة، والخطوة الثانية يتم توصيل الجزء الأخير من الأمعاء بالاثني عشر بالقرب من المعدة، مما يساهم في التقليل من كمية الطعام التي يتناولها الفرد وتقليل امتصاص العناصر الغذائية. [1،3]
عادة ما يتم تحديد أفضل نوع من عمليات السمنة من قبل الطبيب بعد الأخذ بعين الاعتبار العديد من العوامل، ومنها صحة الفرد العامة، ومقدار الوزن المراد خسارته، واختصاص الطبيب الذي سيجري العملية وخبراته العملية. [2،3]
للمزيد: عملية التكميم، ما بين الاضرار والفوائد
هل عملية السمنة خطيرة؟
لا تعد عمليات السمنة خطيرة، ولكن كغيرها من العمليات الجراحية فإنها ترتبط بعدد من المخاطر، ومنها: [2,3,4]
- العدوى.
- نزيف أو انثقاب في المعدة أو الأمعاء.
- انسداد الأمعاء.
- سوء التغذية ونقص المغذيات الدائم.
- الفتق.
- الالتصاقات.
- المخاطر المرتبطة بالتخدير.
- أمراض القلب والجلطات الدموية.
- القرحة وارتجاع الحمض.
- تسرب محتويات الأمعاء.
هل عملية السمنة فعالة؟
تساعد عمليات السمنة على فقدان الوزن بشكل فعال والذي يستمر لوقت طويل، وعادة ما يعتمد مقدار الوزن الذي يفقده المريض بعد إجراء عملية السمنة على نوع العملية والتزامه بنمط الحياة الصحي، حيث تزداد نسبة نجاح عمليات السمنة وما يتم فقدانه من الوزن عند التزام الفرد بتناول نظام غذائي صحي وممارسته للرياضة. [2,3,4]
من المحتمل أن يفقد الفرد نصف وزنه أو أكثر في غضون عامين بعد إجراء عملية السمنة. [3،4]
في بعض الأحيان، يمكن أن يحدث نقصان قليل بالوزن أو يعود الوزن المفقود مرة أخرى، هنا يجب على الفرد مراجعة الطبيب المشرف على العملية. [3]
اقرأ أيضاً: خرافات عن السمنة يجب عدم تصديقها
ماذا عن الشفاء بعد عملية السمنة؟
إن مدة الشفاء بعد عملية السمنة تختلف باختلاف نوع العملية، فمثلًا من المتوقع أن تطول المدة عند إجراء شق في البطن أو تم إزالة جزء من المعدة. بشكل عام، ينصح بما يلي خلال فترة الشفاء بعد عمليات السمنة: [2,3,4]
- الحرص على تناول نظام غذائي صحي ومتوازن.
- تجنب تناول الطعام والشراب لأول يومين بعد جراحة السمنة.
- البدء بتناول السوائل والأطعمة الطرية في الأسابيع الأولى بعد عملية السمنة ومن ثم الانتقال تدريجيًا للأطعمة الصلبة.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الالتزام بحضور جميع مواعيد المتابعة مع الطبيب.
- القيام بفحوصات الدم للفيتامينات والمعادن بشكل دوري.
- تجنب حدوث الحمل بعد عملية السمنة خلال أول 12 إلى 18 شهرًا.
نهاية، تتعدد أنواع جراحات علاج السمنة، لكن الهدف منها جميعًا هو التقليل من كمية الطعام التي يتناولها الفرد أو يمتصها الجسم. ينصح دائمًا باستشارة الطبيب حول إمكانية إجراء عملية السمنة واختيار النوع المناسب منها للمريض.