ربما سمعت عن بعض العمليات الجراحية التي تتطلب بعض الأدوات الخارجية لاستخدامها داخل الجسم، مثل تركيب مفصل صناعي، أو عملية زرع القرنية، وغيرها، ولكن هل تعرف شيئاً عن العمليات التي يتم الإستعانة بأجزاء من الجسم لتركيبها في أعضاء أخرى في نفس الجسم؟ ليس هذا فقط، بل هناك العديد من العمليات الجراحية الغريبة التي ستدهشك. تعرف على أبرزها في السطور التالية.
عملية تحويل الكاحل إلى ركبة
رأب الدوران أو الرأب التدويري (بالإنجليزية: Rotationplasty) هو شكل غير تقليدي من الجراحة الترميمية التي يتم خلالها استخدام الكاحل كمفصل للركبة. يتضمن الإجراء استئصال جراحي لقاع عظم الفخذ، والركبة، والجزء العلوي من القصبة، ثم يتم تدوير الجزء السفلي من الساق 180 درجة وربطه بالفخذ. وبصورة أبسط، يتم تثبيت القدم بالركبة للخلص، وبمجرد تركيب الطرف الصناعي، يقوم كاحل القدم بدور الركبة.
وتعتبر هذه العملية شائعة لدى الأطفال المصابين بأورام خبيثة، مثل:
- ساركوما العظام (بالإنجليزية: Osteosarcoma).
- ساركوما يوينغ (بالإنجليزية: Ewing s Sarcoma).
وذلك في حالة عدم استجابة الحالة للعلاجات الأخرى.
ويعد الهدف الرئيسي من عملية رأب الدوران هو إزالة الورم بشكل كامل، ولكن بطريقة تسمح للطفل بالحركة والقدرة على ممارسة الأنشطة الحياتية، وهو أمر مستحيل في حالة البتر الكامل للساق.
ومع ذلك، هناك بعض الحالات التي لا يناسبها هذا الإجراء، وتشمل:
- مشاكل الأوعية الدموية.
- ضعف العصب.
- ضعف وظيفة مفصل الكاحل أو الورك.
عملية استعادة البصر بالأسنان
في هذا الإجراء، يتم الإستعانة بالأسنان في استعادة البصر، وتسمى إستعادة البصر بالأسنان (بالإنجليزية: The Osteo-Odonto-Keratoprosthesis)، ويتم تقسيم هذه العملية إلى شقين:
- في الشق الأول، يتم إزالة بعض الأسنان وجزء من الفك العلوي، ثم إدخال عدسة في الأسنان بواسطة أداة تسمى الحفار، وبعد ذلك، يتم زرع الأسنان وفيها العدسة أسفل تجويف العين، وبعد فترة تصل إلى بضعة أشهر، وبمجرد نمو أوعية دموية جديدة حول الأسنان ووصول إمدادات الدم، يتم البدء في إجراء الشق الثاني من العملية.
- في الشق الثاني، يتم إزالة جزء من القرنية وتثبيت الأسنان في تجويف العين، إذ أن العدسة المزروعة لا يتم رفضها من قبل مناعة الجسم لأنها جزء من أنسجة المريض نفسه، وعقب إزالة الضمادات، يعود البصر إلى صاحبه بشكل تدريجي، ولكن قد يبدو لون العين غريباً عن المعتاد، ولكن يستطيع الرؤية من جديد.
للمزيد: عادات خاطئة تؤدي إلى ضعف النظر
عملية استئصال نصف المخ
تستخدم عملية استئصال نصف المخ أو استئصال نصف الكرة المخية (بالإنجليزية: Hemispherectomy)، لمعالجة نوبات الصرع الشديدة. وفي هذا الإجراء، يتم إزالة بعض الأجزاء من جانب واحد من الدماغ، وذلك لقطع التواصل بين جزئي الدماغ، وبالتالي السيطرة على النوبات التي يصعب التغلب عليها بالعلاجات الدوائية، والتي غالباً ما تصيب الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في الدماغ تسبب نوبات في جانب واحد من الدماغ، مثل:
- الصرع الشديد.
- ضخامة جانب واحد من الدماغ.
- التهاب الدماغ.
يجدر بالذكر المرضى الذين يخضعون لعملية استئصال نصف الكرة المخية سوف يصابون ببعض الشلل في جانب الجسم المقابل لنصف الكرة المخية الذي تمت إزالته، وعادةً ما يفقدون الإحساس أو وظائف اليدين والأصابع، ومع هذا، في كثير من الحالات، تحقق العملية نجاح كبير وتفوق فوائدها المخاطر والآثار الجانبية التي تسببها.
عملية زراعة قلب جديد مع القديم
إن إجراء زرع قلب جديد بدلاً من القلب القديم من العمليات الجراحية المتعارف عليها، ولكن هناك إجراء آخر يتم فيه زرع القلب الجديد مع القلب القديم بدلاً من استبداله به (بالإنجليزية: Heterotopic Heart Transplantation or Piggyback).
تستخدم هذه العملية في حالة رفض الجسم للقلب الجديد، أو عدم قدرة هذا القلب على القيام بوظائفه بمفرده، حيث أن القلب الجديد يمكن أن يصاب بالفشل، وتشمل أهدافها ما يلي:
- مساعدة قلب المريض الأصلي في العمل بصورة أفضل.
- الحفاظ على الدورة الدموية في حالات الرفض الحاد الشديد للقلب الجديد.
- التغلب على ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
تتضمن هذه الجراحة زرع قلب متبرع سليم على الجانب الأيمن من قلب الشخص التالف، ثم ربط كلا القلبين جراحياً معاً، مما يسمح بتدفق الدم من القلب التالف إلى القلب الجديد، وحينها يمكن للقلب الجديد ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم.
يجدر بالذكر أن عملية زرع القلب أصبحت أقل فائدة بكثير مما كان عليه في الماضي، وذلك بسبب التقدم الكبير في علاج كبت المناعة، وتطوير الدعم الميكانيكي للدورة الدموية على المدى الطويل.
عملية زرع الرأس
في عام 2013، أعلن جراح الأعصاب الإيطالي الدكتور سيرجيو كانافيرو (بالإنجليزية: Dr. Sergio Canavero) عن مقترحات لإجراء أول عملية زرع رأس بشري في العالم، وهو إجراء قد يساعد على علاج الشلل الناتج عن أمراض الجهاز العصبي أو هزال العضلات.
في عملية زرع الرأس (بالإنجليزية: Head Transplant)، يتم إزالة رأس المتبرع السليمة باستخدام شفرة حادة للغاية، لتجنب تلف الحبل الشوكي، بعد ذلك، يتم وضع رأس المصاب والرأس الجديدة في درجة حرارة منخفضة لمدة 45 دقيقة تقريباً لتقليل تلف الأعصاب، ثم ربط رأس المصاب بجسم المتبرع عن طريق دمج الحبل الشوكي.
تستغرق هذه العملية حوالي 36 ساعة، وتتطلب حضور حوالي 150 جراحاً وممرضاً.
وبعد اكتمال الإجراء، سيبقى المريض في غيبوبة لمدة 3 إلى 4 أسابيع، وذلك من أجل تقليل الحركة، والتأكد من أن الوصلات العصبية بين الرقبة والعمود الفقري لديها وقت للاندماج معاً.
يجدر بالذكر أن هناك شخصاً روسياً أبدى استعداده لإجراء هذه العملية وقطع رأسه بجسم جديد وصحي، حيث أن هذا المتبرع يعاني من هزال في العضلات، مما أدى إلى إصابته بالشلل من الرقبة إلى أسفل، ولكن واجه الطبيب بعض العقبات التي أعاقت إستكمال الإجراء.