تعد العين من أهم أجزاء الجسم وأكثرها حساسية، ويمكن أن تصاب العين بالعديد من الحالات المرضية ومن بين هذه الحالات الرمد الربيعي (بالإنجليزية: Vernal Catarrh) أو ما يعرف بالتهاب الملتحمة الربيعي وبالتحديد البطانة الخارجية للعين.
ومن الجدير بالذكر أن الرمد الربيعي يعد أحد أمراض الحساسية فهو يسبب ردود فعل تحسسية، ومن أبرزها انتفاخ وحرقة في العيون، بالإضافة إلى حكة، وتدميع في العيون.
قد يصاب المريض بالرمد الربيعي المزمن، أو قد تزول أعراض الرمد الربيعي من تلقاء نفسها، إذ أن المرض عبارة عن رد فعل تحسسي وقد يتوقف لأسباب غير معروفة كما يبدأ.
تعرف في هذا المقال على العلاقة بين الرمد الربيعي وحساسية العين، واسباب و علاج الرمد الربيعي، والإجابة عن سؤال هل الرمد الربيعي معدي.
اعراض الرمد الربيعي
تتمثل جميع أعراض الرمد الربيعي بالاستجابة المناعية المفرطة لمسببات الحساسية، ويتسبب الرمد الربيعي بإظهار مجموعة من الأعراض والتي تتضمن الآتي:
- حرقان في العيون.
- تهيج وحكة وألم في العين.
- احمرار العيون.
- الحساسية تجاه الضوءوبشكل خاص الضوء الساطع.
- الرؤية الضبابية.
- انتفاخ في العيون وبشكل خاص في المنطقة التي تلتقي فيها القرنية بالصلبة أو بياض العين.
ومن الجدير بالذكر أن الأعراض السابقة هي أيضاً أعراض أمراض العين، كما أن احمرار العين والحكة لا تستدعي القلق بشكل دائم، ومع ذلك فمن الضروري عند ظهور أحد الأعراض السابقة مراجعة الطبيب بشكل فوري.
اسباب الرمد الربيعي
غالباً ما يحدث الرمد الربيعي بشكل متكرر في فصلي الربيع والصيف، وذلك نتيجة كثرة العوامل المسببة للتحسس والتي تتضمن الآتي:
- حبوب اللقاح والتي تتواجد بشكل طبيعي في الهواء.
- دخان السجائر.
- مواد التعقيم الموجودة في برك السباحة.
- المواد الموجودة في مستحضرات التجميل.
- وبر الحيوانات الأليفة.
ويمكن لبعض العوامل أن تزيد من خطر الإصابة بالرمد الربيعي كالإصابة بالربو، والتهاب الأنف التحسسي، والأكزيما، وقد يكون الرمد الربيعي وراثي.
اقرأ أيضاً التهاب الملتحمة عند الاطفال؛ أسباب، أعراض، وقاية وعلاج
ادوية علاج الرمد الربيعي
بالدرجة الاولى يهدف علاج الرمد الربيعي إلى التخفيف من ردود الفعل التحسسية التي ترافق الرمد الربيعي، بالإضافة إلى التخفيف من الأعراض التي تظهر. وبجميع الأحوال فإنه يجب على المريض التوجه للطبيب لتشخيص الرمد الربيعي وعلاجه، وقد يلجأ الطبيب إلى الأدوية لعلاج الرمد الربيعي، وتتضمن أدوية علاج الرمد الربيعي الآتي:
- القطرات العينية الموضعية: يمكن أن يصف الطبيب قطرات عينية تحتوي على الدموع الاصطناعية، أو مضادات الهيستامين.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية:يصف الطبيب هذه الأدوية عندما تكون حالة المصاب بالرمد الربيعي متوسطة، أما في حال أصيب المريض برمد ربيعي شديد فيصف الطبيب مضادات الالتهاب اللاستيرويدية الموضعية ولكن ليس لفترات طويلة فقد تسبب الغلوكوما.
- أدوية كرومولين الصوديوم.
- أدوية اللودوكساميد التروميثامين والليفوكابستين.
- أدوية المونتولوكاست.
ويوصي الطبيب باتباع بعض التدابير الوقائية والتي تخفف من الرمد الربيعي بشكل كبير، وتتضمن هذه التدابير ما يلي:
- الابتعاد عن العوامل التي تسبب الحساسية.
- ارتداء النظارات الشمسية الداكنة خلال ساعات النهار.
- تجنب الخروج من المنزل عندما يكون الجو مغبراً، أو في وقت الظهيرة.
- من الممكن استخدام القطرات العينية التي تقلل من كميةالهيستامين، وهي المادة التي يطلقها الجهاز المناعي عند التعرض لأحد عوامل التحسس.
ومن الضروري قبل البدء بالعلاج مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات التشخيصية، وغالباً ما يكون تشخيص الرمد الربيعي واضحاً من خلال معاينة الطبيب للأعراض والدلالات الظاهرة. وقد يكون تشخيص الرمد الربيعي لدى المصابين بالربو أو التهاب الجلد.
الرمد الربيعي هل هو معدي
يعد الرمد الربيعي من الأمراض المزمنة، والتي يتكرر حدوثها بشكل موسمي خلال السنة. ويتسائل الكثير من الأشخاص حول الرمد الربيعي هل هو معدي، وفي الحقيقة من ناحية طبية أن الرمد الربيعي لا يعد من الحالات المرضية المعدية، وغالباً ما يؤثر على كلتا العينين أي لا يقتصر ظهور الأعراض على عين واحدة، وقد يكون بسيطاً لدى بعض الأشخاص ولدى بعضهم الآخر شديداً.
الرمد الربيعي للاطفال
عادة ما يصيب الرمد الربيعي الأطفال البالغين من العمر 3 سنين، ويصيب الأفراد البالغين حتى عمر 25 عاماً، وينتشر الرمد الربيعي بشكل خاص لدى الذكور أكثر من الإناث. من الضروري للوالدين التوجه إلى أخصائي عيون للسيطرة على الرمد الربيعي عند الأطفال وعلاجه بدلاً من اللجوء إلى الطرق الشعبية التي قد تزيد الأمر سوءاً.
وعلى الرغم من أن الرمد الربيعي يحدث في الغالب في فصلي الربيع والصيف إلا أن ما يقارب 60% من المصابين يحدث لديهم في فصل الشتاء وبشكل دوري. وتزداد احتمالية الإصابة بالرمد الربيعي لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالأمراض التأتبية.
اقرأ أيضاً أمراض العيون الشائعة
علاج الرمد الربيعي منزلياً
كما أشرنا أعلاه من المهم مراجعة الطبيب عند ظهور أعراض الرمد الربيعي والخضوع للفحوصات التشخيصية، والعلاجات المناسبة، تجنباً لحدوث مضاعفات. ويمكن اتباع بعض التدابير المنزلية المعالجة للرمد الربيعي، وتتضمن هذه التدابير الآتي:
- الابتعاد بشكل نهائي عن فرك العينين، وذلك لأن فرك العينين للمصابين بالرمد الربيعي يهيج العين ويزيد الحالة سوءاً.
- الكمادات الباردة: يمكن استخدام الكمادات الباردة ووضعها على العينين المغلقتين وذلك لعدة مرات في اليوم.
- تجنب التعرض المباشر للعوامل التحسسية.
ومن الجدير بالذكر أن التخلص من الرمد الربيعي وعلاجه بالاعشاب غير ممكن طبياً، ويجب على المريض تجنب استخدام أية علاجات دون استشارة طبيب مختص يساعد المريض على التعرف على طرق تخفيف أعراض الرمد الربيعي وكيفية علاجه.
مضاعفات الرمد الربيعي
يتسائل الكثير من الأشخاص عن الرمد الربيعي هل هو خطير، والحقيقة من ناحية طبية أن الرمد الربيعي يزول بعد وصول الطفل إلى مرحلة البلوغ دون ظهور أي أعراض أو مضاعفات، لكن ومع ذلك فإن الرمد الربيعي قد يؤدي إلى تقرحات دائمة في القرنية وهذا يحدث لدى 97% من المصابين بالرمد الربيعي، بالإضافة إلى إعتام عدسة العين، أو الجلوكوما وهذا يتسبب في نهاية الأمر بفقدان البصر بشكل كامل.
ومن الجدير بالذكر أن التأخر في الخضوع للعلاج يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات للرمد الربيعي.