يمثل تعلق الأطفال بوالديهم شعورًا طبيعيًا يعكس حاجة الطفل للأمان والاستقرار، خصوصًا في السنوات الأربع الأولى من حياته. ومع ذلك، عندما تستمر مشاعر القلق وتتزايد حدتها، فقد تشير إلى وجود اضطراب قلق الانفصال. هذا الاضطراب يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الطفل اليومية وعلاقاته الاجتماعية. لذا، من الضروري فهم أسبابه وكيفية التعامل معه.
إذا كنت تتساءل عن أسباب اضطراب قلق الانفصال، وما إذا كانت التجارب السلبية تلعب دورًا في الإصابة به، تابع معنا في هذا المقال لتجد الإجابات التي تبحث عنها.
أسباب اضطراب قلق الانفصال وعوامل الخطر
تظهر أعراض القلق والتعلق الشديد لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 سنوات، أو إذا استمرت هذه الأعراض لأكثر من أربعة أسابيع، فقد يكون ذلك مؤشرًا على اضطراب قلق الانفصال. هذا الاضطراب يمكن أن يصيب الكبار أيضًا، ولكن بنسبة أقل مقارنة بالأطفال.
وعلى الرغم من عدم وضوح السبب الدقيق وراء هذا الاضطراب، إلا أنه يرتبط بعدة عوامل وراثية وبيئية. ومن أبرز هذه العوامل:
التعرض لمواقف وتجارب سلبية
تعتبر التجارب السلبية التي يمر بها الطفل، خصوصًا في مراحل الطفولة المبكرة، من العوامل الرئيسية التي تساهم في ظهور أعراض اضطراب قلق الانفصال. هذه التجارب تقلل من شعور الطفل بالأمان وتعرضه للضغط النفسي، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
النصيب الحلقة 27
من بين الأمثلة على هذه التجارب:
- طلاق الوالدين.
- مرض أو وفاة أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
- الانتقال إلى منزل أو مدرسة جديدة.
- فقدان حيوان أليف.
البيئة الأسرية
تلعب البيئة الأسرية دورًا حيويًا في كيفية استجابة الطفل للفراق. تصرفات الوالدين يمكن أن تعزز مشاعر القلق لدى الطفل. إليك بعض النقاط التي توضح كيف يمكن أن تؤثر الأسرة على زيادة فرص الإصابة باضطراب قلق الانفصال:
- تعلم الطفل من والديه: إذا كان الوالدان يظهران قلقًا دائمًا، فإن الطفل قد يتبنى نفس السلوك.
- الحماية المبالغ فيها: قد تؤدي الحماية الزائدة إلى عدم قدرة الطفل على التعامل مع المواقف الصعبة عند الابتعاد عن والديه.
- علاقة الطفل مع والديه: عدم الشعور بالأمان قد يزيد من قلق الطفل عند الفراق.
الاضطرابات النفسية
بعض الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري، يمكن أن تزيد من فرص إصابة الطفل باضطراب قلق الانفصال.
العوامل البيولوجية
يُعتقد أن اضطراب قلق الانفصال يرتبط بخلل في وظائف بعض النواقل العصبية مثل السيروتونين والنورابينفرين، والتي تلعب دورًا في تنظيم المزاج والاستجابة العاطفية. هذا الخلل قد يجعل الطفل يستجيب للضغوطات بشكل مفرط ويعاني من مشاعر القلق المفرطة.
العوامل الوراثية
إذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء يعاني من اضطرابات قلق، فإن الطفل يكون أكثر عرضة للإصابة باضطراب قلق الانفصال. ولكن لم يتم بعد تحديد الجينات المسببة لهذا الاضطراب.
علاج اضطراب قلق الانفصال
تختلف طرق العلاج من طفل لآخر بناءً على عدة عوامل، ولكن عادة ما تشمل:
- العلاج السلوكي المعرفي: يركز هذا العلاج على مساعدة الطفل في التعامل مع مشاعر القلق التي تعيقه عن عيش حياة طبيعية.
- العلاج الدوائي: يمكن أن يصف الطبيب أدوية مثل مضادات الاكتئاب في حالات القلق الشديدة.
- العلاج الأسري: يركز على تعليم الأهل كيفية التعامل مع الطفل المصاب.
نصائح للتعامل مع اضطراب قلق الانفصال
يلعب الوالدان دورًا أساسيًا في دعم الطفل وتعزيز ثقته بنفسه. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض اضطراب قلق الانفصال:
- استمر في التعلم عن اضطراب قلق الانفصال.
- احرص على مراجعة الطبيب بانتظام.
- شجع الطفل على قضاء وقت قصير مع شخص يثق به.
- التزم بالوعود التي تقدمها للطفل.
- ساعد الطفل على تحمل المسؤولية وفقًا لعمره.
- تحدث مع الأسرة ومعلمي الطفل حول كيفية التعامل معه بشكل صحيح.
نصيحة طبية: إذا كان الطفل يشعر بقلق شديد عند الانفصال عن والديه، يجب استشارة الطبيب للحصول على الدعم المناسب. يمكنك الآن طلب استشارة طبية عبر الإنترنت لمساعدتك في تحديد أسباب قلق الانفصال لدى طفلك.