الجنف (بالإنجليزية: Scoliosis) هو انحناء جانبي ظاهري للعمود الفقري، والذي يجعل العمود الفقري على شكل حرف "S" أو "C"، وفعلياً هو إنحناء ثلاثي الأبعاد، مما يؤدي إلى ميلان الكتف والورك بسبب ميلان الحوض بحيث تبدو جهة أعلى من الأخرى، يستعرض المقال أهم المعلومات عن الجنف أو انحناء العمود الفقري.
أجزاء العمود الفقري التي تصاب بالجنف
يتكون العمود الفقري من 30 فقرة مرصوصة فوق بعضها البعض، والعمود الفقري يشكل الدعامة الرئيسية ليساعد الإنسان على الوقوف، وإذا نظرللعمود الفقري من الجانب نلاحظ انه يتكون من ثلاث أقواس، وهي:
- قوس العنق.
- قوس الصدر.
- قوس المنطقة القطنية.
وإذا نظرنا للعمود الفقري من الخلف فإنه يظهر على شكل عمود مستقيم مع إبقاء الرأس في المنتصف.
معدل الأصابة بالجنف
عند حدوث الجنف، يصيب العمود الفقري إنحناء لا يقل عن 10°، ويصيب 1.5٪ إلى 3.0٪ من السكان، وتقسم نسب الإصابة بالجنف كما يلي:
- الإنحناءات التي تتجاوز ال 20 ° تصيب 0.3٪ إلى 0.5٪ من السكان.
- الإنحناءات التي تتجاوز ال 30° تصيب 0.2٪ إلى 0.3٪ من السكان.
- انحناء العمود الفقري بشكل بسيط يحدث بنسبة متساوية عند الذكور والإناث، إلا أن الإناث أكثر عرضة للإصابة بإنحناء جنفي أكبر تدريجياً والذي يتطلب العلاج.
أسباب الجنف
يقسم الجنف إلى نوعين رئيسيين وهما، الجنف غير الهيكلي (الجنف الوظيفي أو الوضعي)، والجنف الهيكلي.
يكون العمود الفقري في الجنف غير الهيكلي طبيعي هيكلياً، ولكن يبدو منحني بسبب حالات أخرى مثل اختلاف طول الساق أو تشنج عضلات الظهر نتيجة انزلاق ديسك في الظهر، ويكون الإنحراف في هذا انوع عادة خفيف ويتغير أو يزول عندما ينحني الشخص إلى الأمام أو إلى الجوانب او الجلوس، أما في حالة الجنف الهيكلي فيكون الإنحناء ثابت في الفقرات بسبب تغير في شكل الفقرات مع دوران وانحناء للامام او الخلف، ولكنه لا يتغير عندما يغيرالشخص وضعيته، وتتعدد الأسباب للنوعين.
أقرأ أيضاً الديسك مفهوم شائع لآلام العمود الفقري
أسباب الجنف الهيكلي
- أسباب غير معروفة، أكثر من 75% من الجنف مجهول السبب.
- الأمراض العصبية والعضلية، حيث يكون سبب الإنحراف أمراض أثرت على أعصاب وعضلات الظهر مثل: حالات الضمور العضلي، شلل الأطفال، الشلل الدماغي، أو الورم العصبي الليفي، وهذه الحالات لها أعراض ومشاكل أخرى بالإضافة إلى الجنف. ويكون شكل العمود الفقري "C"، وتسبب الأمراض العصبية والعضلية 10% من حالات الجنف الهيكلي.
- أسباب خلقية، وهذا يعني أن العمود الفقري لا ينمو بشكل صحيح عندما يتطور الطفل في الرحم، وهذا سبب 10% من الحالات.
- أمراض العظام، وهذا يحدث نتيجة لخلل في العظام مثل كسور، أورام أو التهابات.
- الجنف التنكسي أو تآكل الغضاريف في الظهر، والذي يحدث عند كبار السن.
- الأمراض الوراثية ،يمكن أن يحدث الجنف للأطفال الذين يعانون من أمراض وراثية شائعة مثل متلازمة مارفان أو الورم العصبي الليفي.
ويقسم الجنف مجهول السبب إلى ثلاثة أنواع، وهي:
- جنف الأطفال، يحدث تحت سن الثالثة من العمر.
- جنف اليافعين، الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 10 سنوات.
- جنف المراهقين، ويحدث بعد سن العاشرة، وهو النوع الأكثر شيوعاً.
أعراض الجنف
يقسم الجنف تبعاً لموقع حدوثه في الظهر إلى الجنف الصدري، والجنف القطني، والجنف الصدري والقطني، وتتعدد الأعراض الجسدية الظاهرة التي تدل على وجود النجف، وهي:
- كتف أعلى من الآخر.
- أحد عظام الكتف بارزة أكثر من الآخر.
- أحدى جوانب القفص الصدري يبدو أعلى من الآخر.
- أحدى جوانب الورك بارزة أكثر من غيرها.
- الخصر يبدو غير متساوي.
- ميلان الجسم إلى أحد الجوانب.
- ساق أقصر من الأخرى.
طريقة الكشف عن الجنف
يستخدم اختبار آدم (الانحناء إلى الأمام)، الذي ينحني الفرد حتى يلمس أصابع قدميه، حيث يلاحظ الطبيب من الخلف بروز في عظام القفص الصدري، وللتأكد من وجود الجنف يتم إجراء الصور الشعاعية للعمود الفقري لقياس درجة الأنحناء، كما يتم إجراء تصوير الرنين المغناطيسي للتأكد من سلامة النخاع الشوكي والاعصاب.
اقرأ أيضاً كيف تتجنب اصابات الظهر وأوجاع أسفل الظهر؟
علاج الجنف
يعتمد إختيار نوع العلاج المطلوب للنجف على نوع ودرجة الإنحناء، وعمر الطفل، وعدد السنوات المتبقية حتى يصل نمو الهيكل العظمي عند الطفل إلى مرحلة النضج. ويقسم علاج الجنف إلى نوعين، العلاج غير الجراحي أو العلاج الجراحي.
العلاج غير الجراحي للجنف
يتم القيام بالعلاج غير الجراحي عندما يكون الإنحناء أقل من 20 درجة أو إذا كان الطفل قريب من سن النضج الهيكلي ويتم الفحص الدوري كل 3 إلى 6 أشهر، حيث يتم الإعتماد على الدعامات، ويكون الهدف منها الاستعداد لمنع الإنحناء من أن يزداد سوءاً، ويمكن أن تكون فعالة إذا كان الطفل لا يزال ينمو، ولديه إنحناء في العمود الفقري ما بين 25° و 40°.
هناك عدة أنواع من الدعامات التي توضع تحت الذراع، مثل:
- دعامة بوسطن، حيث توضع تحت الإبط وهي مصنوعة من مادة البلاستيك ويتم تفصيلها حسب قياس المريض، وتعمل على مبدأ الضغط على ثلاث نقاط من الإنحراف لمنع زيادته ويمكن ارتدائها تحت الملابس ولمدة 23 ساعة يومياً، وتستخدم للإنحرافات الصدرية أو الصدرية القطنية.
- دعامة ملواكي، وتمتد من الرقبة حتى الفقرات العجزية عن طريق قضبان حديدية متصلة مع بعضها، ويجب ارتدائها لمدة 23 ساعة يومياً، وهي مفيد لإنحرافات الفقرات الصدرية.
- دعامة شارلستون، وتستخدم هذه الدعامة في الليل فقط حيث يتم تشكيلها عند تركيبها والمريض منحني إلى الجانب الآخر من الإنحراف ولإستخدامها يجب أن تكون زاوية الإنحراف أقل من 40º.
- الدعامة الديناميكيه، تختلف هذه الدعامة عن الدعامات السابقة كونها أول دعامة والوحيدة التي تعمل كدعامة ديناميكيه مرنه لعلاج الجنف، بحيث تستخدم فكرة الحركة كجزء من علاج التشوه على عكس الدعامات السابقة وكذلك تعمل على إعادة تدريب عضلات الظهر وتساعد على منع زيادة الإنحراف أو يمكن أن تقلل من زاوية الإنحراف.
- دعامة شي نياو، تعتبر هذه الدعامة هي المناسبة كدعامة لعلاج الجنف، لكن مشكلتها انها تعتمد على خبرة ومهارة من يصنعنها وهذا من الصعب وجوده في الاردن، إلا إنها تثبت أنها من أفضل الدعامات حتى الوقت الحالي لعلاج الجنف الهيكلي.
العلاج الجراحي للجنف
وقد يتم القيام بالإجراء الجراحي إذا كان الإنحناء أكثر من 45 درجة وينصح بإجراء عملية جراحية إذا كان المريض قد وصل إلى مرحلة النضج الهيكلي، حيث يتم إجراء تصحيح الانحراف بواسطة عملية جراحية مع زرع مواد مثل: قضبان أو مسامير، أو أسلاك لتقويم العمود الفقري، وقد يتم وضع رقعة عظام اصطناعية أو من منطقة ورك المريض لمساعدة العمود الفقري على الالتصاق بشكل متين. ويستطيع المرضى المشي عادة في اليوم الثاني بعد الجراحة دون الحاجة إلى استخدام الدعامة، ويستطيعون الخروج من المستشفى في غضون أسبوع واحد، ويمكنهم ممارسة أنشطتهم اليومية بسرعة.
نتائج الجراحة على المدى الطويل:
- المرضى عادة لا يعانون الكثير من الألم بمجرد أن يتعافوا من العملية الجراحية.
- العودة إلى الأنشطة الرياضية ممكن، بعد 6 إلى 9 أشهر من الجراحة.
- مع ذلك يجب الحد من الحركة الدائمة للعمود الفقري بعد العملية الجراحية، ولا يشجع المشاركة في رياضات تتطلب الاحتكاك الجسدي مثل: كرة القدم.
مخاطر عدم علاج الجنف
إذا ترك المريض دون علاج يمكن أن يزيد الإنحناء ليصل إلى درجات عالية مما يؤدي إلى مشاكل على المدى الطويل مثل، تقلص قدرة الرئة والإصابة بأمراض الرئة، وحدوث تشوه واضح دائم للعمود الفقري من الناحية الجمالية تسبب قلق كبير للعديد من المرضى.
اقرأ أيضاً أمراض العمود الفقري