يعاني الكثيرون من الآثار الجانبية لفقدان الوزن، فعلى الرغم من مخاطر الوزن الزائد المتفق عليها، وأثرها الضار على الصحة العامة والشكل العام للجسم، إلا أن فقدان الوزن أيضاً لا يخلو من التحديات والمشاكل التي تستدعي التدخل والتعامل الفوري معها، ومن أهم تلك التحديات ترهل الجلد وتدليه بشكل مزعج أو منفر في كثير من الأحيان.
يحدث ترهل الجلد عقب فقدان الوزن بصورة سريعة أو بعد عملية شفط الدهون (بالإنجليزية: Liposuction)، التي يلجأ إليها الناس كونها طريقة سريعة لخسارة الوزن، وهي تعد نوعاً من أنواع الجراحة التجميلية، وتتضمن إزالة الدهون من مناطق الجسم التي يمثل تراكم الدهون بها خطراً على الصحة؛ مثل منطقة البطن والفخذين، يليهما منطقة الذراعين والمؤخرة.
وسنتحدث في هذا المقال عن أسباب ترهل الجلد بعد شفط الدهون، بالإضافة إلى مخاطره، وطرق التخلص منه وإمكانية الوقاية من حدوثه.
أسباب ترهل الجلد بعد عملية شفط الدهون
بعد إجراء عملية شفط الدهون، لا يرتد الجلد إلى قوامه وتماسكه الأول قبل إجراء الجراحة، ويعود السبب في ذلك إلى وجود عوامل عديدة تتحكم في عملية ارتداد الجلد إلى شكله الطبيعي واستعادة ثباته ونعومته، وهي كالآتي:
- الوقت الذي مضى على الجسم وهو زائد الوزن؛ فكلما طالت المدة، قل احتمال رجوع الجلد إلى وضعه الأول بعد شفط الدهون، كونه قد تشكل وثبت على الوضع المتمدد لفترة طويلة.
- السرعة في فقدان الوزن؛ حيث يعطي فقدان الوزن التدريجي فرصة للجلد لكي يرتد إلى وضعه الأول، فكلما زادت سرعة خسارة الوزن، كلما قلت معدلات ارتداد الجلد إلى وضعه المتماسك.
- العمر؛ حيث يقل إفراز الكولاجين والإيلاستين مع ازدياد عمر الإنسان، وبالتالي تقل مرونة الجلد ويصعب ارتداده لوضعه الأول بعد شفط الدهون.
- الصحة العامة؛ حيث تتفوق البشرة الصحية والأكثر مرونة على غيرها من أنواع الجلد الضعيف غير الصحي في قدرتها على استعادة شكلها الأصلي بسرعة.
- الوراثة؛ حيث تمثل الوراثة والصفات الجينية عاملاً هاماً في امتلاك البعض جلداً ثابتاً متماسكاً على عكس آخرين.
للمزيد: كل ما تحتاج إلى معرفته عن تنزيل الوزن
أضرار ترهل الجلد بعد عملية شفط الدهون
يسبب الجلد المترهل بعد عملية شفط الدهون بعض المشاكل الصحية خاصةً في مناطق أسفل الثدي، وتحت الإبط، وبين ثنيات جلد البطن؛ كون الجلد المترهل يزيد من التعرق والاحساس بالحرارة في ثنيات وطبقات الجلد المتراكبة. ويؤدي تراكم العرق في تلك الثنيات إلى تكون الطفح الجلدي، والقرح الجلدية، والالتهابات، والإصابة بالعدوى، بالإضافة إلى الشكل غير المحبب.
التخلص من الجلد المترهل بعد عملية شفط الدهون
يوجد خيارات محدودة للتخلص من الجلد المترهل بعد الخضوع لعملية شفط الدهون أو فقدان الوزن السريع، وهي التالي ذكرها:
- تدريباتالقوةالرياضية: يجب ممارسة تمارين المقاومة، وتمارين رفع الأوزان، وغيرها من التدريبات التي تساعد على زيادة الكتلة العضلية وشد الجلد المترهل، لمدة ساعة واحدة يومياً على الأقل. وتعمل هذه التمرينات على ملأ الفراغ المتكون بين الجلد والجسم (الذي كانت تشغله الدهون) بالعضلات الخالية من الدهون، وتسهم في شد الأنسجة الداعمة للجلد، وزيادة إفراز الكولاجين والإيلاستين.
- شربالماء: يسهم شرب 11 أو 12 كأس من الماء يومياً في الحد من ترهل الجلد بعد شفط الدهون، كونه يعمل على ترطيب وشد الجلد، بالإضافة إلى دور الماء الحيوي والفاعل في دعم وظائف الكبد وغيرها من وظائف الأعضاء الحيوية الهامة للجسم عامة والبشرة خاصة.
- اتباع نظامغذائي جيد: يساهم اتباع نظام غذائي جيد غني بالألياف، والفيتامينات، والمعادن على مساعدة الجلد في العودة إلى طبيعته الأولى. وفي حال اتباع المريض نظاماً غذائياً خاصاً قبل إجراء عملية شفط الدهون، ينصح بالاستمرار على ذلك النظام الغذائي بعد العملية.
- نبضات الضوء المكثف (بالإنجليزية: Intense pulsed light): تعتمد هذه الطريقة على تعريض الجلد المترهل إلى حزمة ضوئية مكثفة، ولكنها رقيقة الأثر، حيث تتوغل موجات الضوء عميقاً داخل الجلد لتعمل على شد الأنسجة عن طريق زيادة تكوين الكولاجين تحت الجلد مما يجعل الجلد أكثر ثباتاً ونعومة. تتميز هذه الطريقة بسرعة التعافي وقلة الألم الناتج عنها، واستمرار أثرها الجيد لعدة شهور، وهي مناسبة جداً لمناطق الأرداف، والفخذين، والذراعين. وتتناسب هذه الطريقة حالات ترهل الجلد متوسطة الشدة.
- إجراء العملياتالجراحية: يوصى بخيار نحت الجسم عن طريق الجراحة لمن لم تجد معهم الأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية. ويوجد العديد من التقنيات التي يختار منها الطبيب النوع المناسب لتحديد أو إعادة تشكيل الجسم مثل شد البطن أو رفع الجسم في بعض المناطق مثل الثدي أو الأرداف.
اقرأ أيضاً: عملية شد البطن بعد الولادة
ينصح باستشارة طبيب الجراحة التجميلية أو الجلدية في اختيار الطريقة المناسبة للتخلص من الجلد المترهل واختيار نمط الحياة والأكل المناسبين لكل شخص. وينبغي التنبيه إلى أن الجلد يستغرق وقتاً طويلاً ليستعيد قوامه الأول بعد خسارة الوزن أو شفط الدهون، والذي قد يصل إلى 6 أشهر، لذا ينصح بعدم التسرع بإجراء عدد من العمليات المتعاقبة دون منح الجسم وقتاً كافياً ليتعافى.
اقرأ أيضاً: الرياضة التجميلية
الوقاية من ترهل الجلد بعد عملية شفط الدهون
يمكن الحد من ترهلات الجلد أثناء وبعد إجراء عملية شفط الدهون عن طريق بعض الخطوات البسيطة التالية:
- إجراء شفط جزئي للدهون: حيث يزيل الطبيب في هذه الجراحة جزءاً بسيطاً من الدهونالمراد التخلص منها وليس كلها، وتعمل هذه الطريقة على الحد من مخاطر السمنة جزئياً، بالإضافة إلى تسهيل الأمور على الجلد ليعود إلى مرونته السابقة، حيث يجنب الشفط الجزئي المريض حدوث ترهل شديد في أنسجة الجلد.
- ملابسالضغط: ينصح الكثير من الأطباء بارتداء ملابس ضاغطة على المناطق التي خضعت للجراحة، حيث يساعد ارتداء تلك الملابس على تخفيف التورم الناتج عن الجراحة وكذلك مساعدة الجلد في العودة إلى طبيعته الأولى ولو بدرجة قليلة.
أحدث تقنيات شفط الدهون
تجرى حالياً بعض الأبحاث حول نوع معين من جراحات شفط الدهون، والذي يجري فيه الجراح إزالة الدهون العميقة جداً في المنطقة المستهدفة، والدهون السطحية تحت الجلد مباشرة، مما يعزز من سرعة انكماش وارتداد الجلد إلى شكله الأصلي في وقت أقل. وبالرغم من أن هذه الطريقة تعد من أفضل الجراحات لمنع ترهل الجلد، إلا أن الكثير من جراحي التجميل لا يفضلون إزالة الكثير من الدهون السطحية، كونها قد تؤدي إلى عدم التجانس في مظهر وملمس الجلد الخارجي، مما يجعل شكله غير محبب.
ويوجد أيضاً تقنيات أخرى حديثة لشفط الدهون، مثل شفط الدهون بواسطة الليزر، وشفط الدهون بالأشعة فوق الصوتية، وهما أيضاً من أفضل الطرق للحد من ترهل الجلد والحفاظ على الأنسجة مشدودة ومرنة، إلا أن تطبيقهم يتضمن بعض المخاطر، مثل حدوث حرق في الأنسجة تحت الجلدية، والتقلص الشديد للجلد، والذي قد يؤدي إلى إفساد عملية تحديد شكل الجسم.
ويبقى النظام الغذائي الصحي المتوازن وممارسة الرياضة بما لا يقل عن 4 ساعات أسبوعياً هي الطرق الأمثل للحفاظ على القوام المعتدل، وبالتالي عدم الاحتياج إلى شفط الدهون أو إزالة الجلد الزائد بعدها.
اقرأ أيضاً: