يعاني الكثير من الناس من برودة القدم في فترة ما في حياتهم، وتتعدد أسباب برودة القدمين فقد يعود الأمر إلى عوامل بسيطة كاستجابة الجسم الطبيعية للجو البارد نتيجة عدم التدفئة الجيدة، بينما يمكن أن تكون برودة القدم المستمرة حتى في درجات الحرارة المعتدلة مؤشراً على الإصابة بحالة مرضية تستدعي مراجعة الطبيب وتلقي العلاج المناسب.

يتناول هذا المقال أسباب برودة القدمين وتشمل العوامل البسيطة والحالات المرضية التي قد تؤدي إلى الإصابة بها.

أسباب برودة القدمين

نذكر فيما يلي أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى برودة القدمين:

برودة الطقس

تعود أسباب برودة القدمين في الطقس البارد إلى ردة فعل الجسم الطبيعية لدرجات الحرارة المنخفضة، حيث تنقبض الأوعية الدموية في الأطراف لتقليل كمية الحرارة التي يفقدها الجسم والمساعدة في الحفاظ على دفء وتدفق الدم إلى الأعضاء الداخلية. [1]

بمرور الوقت يؤدي انخفاض تدفق الدم إلى القدمين إلى قلة الأكسجين الواصل للأنسجة ومن ثم تحولها إلى اللون الأزرق، يعد حدوث هذه الأعراض فترة وجيزة ليس خطيراً، حيث يعود الجسم إلى طبيعته بمجرد التدفئة وارتفاع درجات الحرارة مرة أخرى. [1]

التوتر والقلق الشديد

قد يكون التوتر والانفعال العصبي الشديد من أسباب برودة الأطراف بشكل مفاجئ، إذ يفسر الجسم هذا التوتر على أنه خطر يهدده؛ مما يؤدي إلى زيادة إفراز الأدرينالين ومن ثم تضيق الأوعية الدموية وقلة تدفق الدم إلى الأطراف وبرودتها. [1]

ضعف الدورة الدموية

تعد مشاكل الدورة الدموية من أشهر أسباب برودة القدمين دائماً، حيث يعاني الشخص المصاب بضعف الدورة الدموية من قلة تدفق الدم إلى الأطراف وقلة تدفئة القدم؛ مما يؤدي إلى الشعور ببرودة الأقدام بصفة متكررة. [1]

قد يحدث ضعف الدورة الدموية نتيجة اتباع نمط حياة يتسم بالخمول وقلة الحركة، وكذلك الجلوس على المكتب طوال اليوم. [1]

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تنجم مشاكل الدورة الدموية كأحد المضاعفات للعديد من الحالات، مثل: [2] [3] [4]

  • التدخين: يؤثر التدخين على الأوعية الدموية في الجسم مسبباً تضيقها، ومن ثم الشعور ببرودة أصابع اليدين والقدمين. علاوة على ذلك يؤدي التدخين بمرور الوقت إلى تلف الأوعية الدموية في القلب، فتقل قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة ويصعب وصول الدم إلى الأطراف.
  • ارتفاع الكوليسترول: يعد ارتفاع الكوليسترول من أسباب برودة القدمين، إذ يتراكم داخل الشرايين؛ مما يتسبب في حدوث تصلب الشرايين ونقص مرونتها، وكذلك صعوبة تدفق الدم بسلاسة إلى الساق والقدم.
  • ارتفاع ضغط الدم: يؤدي ارتفاع الضغط المستمر إلى ضعف جدران الأوعية الدموية وضعف الدورة الدموية في القدمين.
  • مرض الشرايين المحيطية: قد يكون اعتلال الشرايين الطرفية أحد أسباب برودة القدمين والساقين، وهو تضيق أو انسداد في واحد أو أكثر من الشرايين الطرفية التي تغذي الأطراف؛ فينتج عن ذلك الحد من تدفق الدم إلى اليدين والقدمين.

تتضمن أعراض مرض الشرايين المحيطية الأخرى ما يلي:

  • تشنج عضلات الساق.
  • تغير في لون الساق.
  • تساقط شعر الساق والقدم.
  • تغير لون أظافر القدم وزيادة سمكها.

اقرأ أيضاً: ما هي أسباب تنميل الأطراف؟

اعتلال الأعصاب

يمكن أن يكون اعتلال الأعصاب من أسباب برودة القدمين مع تنميل وخدر، فعلى سبيل المثال قد يحدث اعتلال العصب المحيطي بسبب السكري، أو أمراض الكبد، أو الكلى، أو العدوى، وغيرها، وفيها يشعر المريض بالبرد في قدميه ولكن درجة حرارتها تكون طبيعية عند لمسها. [1] [3]

ربما تعود أسباب برودة القدمين مع ألم إلى تلف الأعصاب نتيجة التعرض إلى صدمة، أو إصابة، مثل قضمة الصقيع الشديدة. [1]

فقر الدم

قد ترجع أسباب برودة القدمين واليدين عند النساء وكذلك الرجال إلى الإصابة بالأنيميا؛ نظراً لأن انخفاض عدد كريات الدم الحمراء أو الهيموجلوبين يؤدي إلى قلة الأكسجين في الأطراف وبرودتها، كما تسبب الأنيميا أيضاً الصداع، والدوخة، والتعب العام، وصعوبة التنفس. [2]

يمكن أن ينجم فقر الدم عن نقص الفيتامينات والمعادن، أو فقدان الدم المزمن أو المفاجئ، أو الإصابة ببعض الأمراض. [2]

قصور الغدة الدرقية

يمكن أن يكون قصور الدرقية أحد أسباب برودة القدمين في الصيف، ويحدث قصور الغدة الدرقية بسبب خمول الغدة وعدم إنتاجها ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية؛ يؤدي ذلك إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي في الجسم، والتي بدورها تؤثر سلباً على الدورة الدموية، ونبضات القلب، ودرجة حرارة الجسم؛ مما يتسبب في الشعور ببرودة القدمين، بل ويكون المريض أكثر حساسية للبرد بشكل عام. [2] [5]

داء السكري

يعد الأشخاص المصابون بداء السكري أكثر عرضة لخطر الإصابة بمشاكل الدورة الدموية، مثل برودة اليدين أو القدمين. [1]

تعود أسباب برودة الأطراف لمرضى السكر إلى عدة عوامل، منها: [1] [4]

  • ضعف الدورة الدموية: يتسبب مرض السكري في ضعف الدورة الدموية خاصة في الأطراف.
  • تضيق الشرايين: قد يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل متكرر إلى تضيق الشرايين والحد من تدفق الدم إلى الأنسجة؛ مما يسبب برودة القدمين عند مرضى السكري.
  • الاعتلال العصبي السكري: يعد تلف الأعصاب لا سيما في القدم أحد مضاعفات مرض السكري، وينجم عن ارتفاع السكر في الدم غير المنضبط فترات طويلة، وتتضمن الأعراض أيضاً الشعور بألم حارق مع وخز في القدم، وقد تسوء الأعراض ليلاً.

اقرأ أيضاً: علاج تورم القدمين بالأدوية والأعشاب

متلازمة رينود

يحدث مرض رينود (بالإنجليزية: Raynaud s Disease) عندما يبالغ الجسم في ردة فعله تجاه البرد أو التوتر مسبباً تضيق شديد في الشرايين وضعف الدورة الدموية، فينتج عن ذلك برودة الأطراف، وشحوبها، ثم ازرقاقها، وكذلك الشعور بالخدر وتجمد الأصابع، وقد تتحول إلى اللون الأحمر عند التدفئة. [3]

عادة ما تصيب متلازمة رينود النساء أكثر من الرجال، وهي أحد أسباب برودة القدمين في الشتاء، وتنقسم إلى نوعين: [3]

  • رينود الأساسي: هو النوع الأكثر شيوعاً ولا يحدث نتيجة الإصابة بمرض آخر، تكون الأعراض فيه خفيفة إلى متوسطة، ويعد أحد أسباب برودة القدمين عند الأطفال والمراهقين.
  • رينود الثانوي: يطلق عليه أيضاً ظاهرة رينود وهو النوع الأكثر خطورة، غالباً ما يصيب البالغين، وينجم عن الإصابة بحالة صحية أخرى، مثل الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، واستخدام بعض الأدوية كحاصرات بيتا وبعض أدوية الصداع النصفي.

مرض بورغر

مرض بورغر (بالإنجليزية: Buerger s Disease)‏ هي حالة نادرة تحدث نتيجة تدخين أو مضغ التبغ، وقد تكون من أسباب برودة القدمين عند الرجال، حيث أنها تصيب الرجال أكثر من النساء، وغالباً ما تحدث في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً. [3]

يؤدي مرض بورغر إلى تضخم الأوعية الدموية في اليدين والقدمين محدثاً إبطاء في تدفق الدم، وقد يؤدي الأمر إلى تكون جلطات والإصابة بعدوى. [3]

التقدم في العمر

قد ترجع أسباب برودة القدمين عند كبار السن إلى فقدان الجسم القدرة على تنظيم درجة الحرارة بكفاءة مع التقدم في العمر، إذ أن الأوعية الدموية الطرفية تفقد مرونتها ولا تنقبض بسهولة فتضعف الدورة الدموية في الأطراف ويصعب احتفاظ الجسم بالحرارة، بالإضافة إلى ذلك يقل معدل الأيض، وربما يكونون أكثر عرضة للشعور بالبرد بسبب الإصابة بالأمراض المزمنة واستخدام بعض أنواع الأدوية. [4]

اقرأ أيضاً: علاج برودة القدمين بطرق طبيعية