التطهير أو التعقيم هي العملية التي تقضي على العديد من الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض – أو جميعها – باستثناء الأبواغ البكتيرية، وهناك العديد من أنواع المواد الكيميائية المستخدمة لأغراض التطهير.
على الرغم من أهمية هذه المواد في التطهير، إلا أن استخدامها بشكل غير صحيح قد يؤدي إلى العديد من الآثار السلبية. لذا، فإن الفهم الكامل لخصائص المواد الكيميائية المستخدمة واتخاذ التدابير الوقائية والاحتياطات اللازمة عند استخدامها يضمن عملها بشكلٍ آمن وفعال.
من فوائد معقم اليدين، أنه عند التعامل مع المواد الملوثة يحمي اليديد التي تعد المعبر إلى داخل الجسم عن طريق الفم أو الأنف، لذا فإنه يجب دائماً استخدام معقم اليدين، وأيضاً معدات الحماية أثناء التنظيف والتعقيم.
بالإضافة إلى ذلك فإنه يجب تنظيف الأسطح والأدوات جيداً قبل تطهيرها وذلك بسبب احتمالية وجود مواد عضوية على الأسطح (مثل الدم، أو المخاط، أو الأنسجة، أو البراز) مما يؤدي إلى ارتباطها بالمكونات الفعالة في المطهر وبالتالي التقليل من فعاليته.
كما يجب إبقاء المطهر بالتركيز الكافي عند درجة الحرارة الصحيحة على السطح المراد تطهيره لفترة زمنية كافية تسمح باختراق جدران الخلية الميكروبية وتثبيطها. يختلف التركيز ودرجة الحرارة ووقت التعرض لكل مطهر عن الآخر؛ لذا فإنه يجب اتباع إرشادات الشركة المصنعة عند الاستخدام.
يجب على مستخدمي المطهرات الكيميائية اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الاتصال المباشر بالمعقماتالكيميائية، كما ويجب استخدامها دائماً في المناطق جيدة التهوية. (1)
مكونات المعقمات
أنواع المطهرات الكيميائية متعددة تختلف تبعاً لمكونات المعقمات، وهي:
- الفينولات؛ مثل Lysol ومحلول O-phenyl phenol.
- الكحول؛ مثل محلول الكحول الإيثيلي بنسبة 75% أو محلول كحول الأيزوبروبيل 60 إلى 80%.
- الألدهيدات؛ مثل Glutaraldehyde.
- الهالوجينات؛ مثل اليود، والهيبوكلوريت، ومسحوق التبييض.
اقرأ أيضاً: فوائد اليود
- العوامل المؤكسِدة؛ مثلبيروكسيد الهيدروجين، وحمض البيروكسي (بالإنجليزية: Peracetic Acid).
- عوامل الفعالية السطحية (بالإنجليزية: Surfactants)؛ مثل مركبات الأمونيوم الرباعية.
من بين جميع المواد الكيميائية يعتبر هيبوكلوريت الصوديوم هو الأكثر استخداماً، ويمتلك خصائص مطهرة ومبيضة. كما أن استعمال الكحول يعتبر شائعاً أيضاً، وهو يعتبر المطهرالمناسب لمسح الأسطح. بالإضافة إلى ذلك فإنه يمكن استعمال مناديل مبللة بالكحول بنسبة 70% لمسح الأيدي في حال عدم توافر المياه، إلا أن هذا الإجراء غير كاف للتعامل مع كمية هائلة من البكتيريا ولا يمكنه أن يقتل جميع الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض.
لذلك فإن غسل اليدين بالماء والصابون تحت الماء الجاري مهم جداً لطرد هذه الكائنات من على سطح الجلد. ومن عيوب الكحول أنه يتبخر بسرعة؛ لذا فإن فعاليته كمطهر لا تستمر لفترة طويلة. كما أن الكحول يعتبر مزيلاً للشحوم مما يؤدي إلى جفاف الجلد وتهيجه بالإضافة إلى إلحاق الضرر بالغشاء المخاطي. (3)
اختيار المعقم الكيميائي
عند اختيار المطهر الكيميائي المناسب، فإنه يجب أن تؤخذ الفعالية والأمان بعين الاعتبار. إن العديد من المواد الكيميائية تعد مسببة للتآكل أو سامة أو مهيجة، وإذا لم يتم استخدامها بشكل صحيح وفقاً لتعليمات السلامة فإنها قد تسبب آثاراً جانبية غير مرغوب بها، ولغايات السلامة فإنه يجب عدم خلط المطهرات الكيميائية مع بعضها البعض أو مع المنظفات؛ حيث إن ذلك قد يقلل من فعالية المطهر أو قد يخلق أبخرة ضارة.
فعلى سبيل المثال فإنه عند خلط هيبوكلوريت الصوديوم القاعدي مع حمض فإنه يطلق أبخرة تسبب تهيجاًللرئتين، وتسبب هذه الأبخرة ضرراً للرئتين عند استنشاقها بتراكيز عالية. لذا فإنه يجب الانتباه عند تخفيف واستخدام هذا المطهر، كما ويجب تجنب ملامسته للجلد أو استنشاقه. (1)(2)
المخاطر الصحية للمعقمات الكيميائية
بشكل عام، إن جميع المواد الكيميائية تشكل خطراً إلى حد معين. وعند استخدامها بشكل غير صحيح فإن لها خصائص خطرة مثل:
- مسببة للتآكل؛ مثل هيبوكلوريت الصوديوم المحتوي على الكلور بتركيز أعلى من 10%.
- مسببة للتهيج؛ مثل المنظفات المحتوية على الكلوربنسبة 5 إلى 10%.
- مؤكسدة؛ مثل مسحوق التبييض المحتوي على الكلور بنسبة أعلى من 40%.
- قابلة للاشتعال؛ مثل محلول الكحول الإيثيليبنسبة 70% أو محلولكحول الأيزوبروبيل.
ويمكن أن تدخل المواد الكيميائية إلى الجسم مسببة مخاطر صحية عبر ٣ طرق هي: عبر البلع، أو عبر الاستنشاق، أو عبر اختراق الجلد. وتشمل المخاطر الصحية التي قد تسببها:
- الجلد: حروق، وحكة، وحساسية، وجفاف، والتهاب.
- العينين: حروق، واحمرار، وانتفاخ، وقد تؤدي أحياناً إلى العمى.
- الجهاز التنفسي: تهيج يؤدي إلى السعال، وقد تؤدي إلى ضرر على الرئتين والقناة التنفسية في الحالات الأكثر جدية.
- الجهاز العصبي: صداع، وبَكَم، ودوخة.
- الأعضاء الأخرى: قد تؤثر على وظائف الكلى والكبد.
استخدام وتخزين المطهرات الكيميائية
كيفية استخدام وتخزين المعقمات الكيميائية بطريقة آمنة، تتمثل في اتباع الإجراءات الوقائية التالية:
- عدم تناول الطعام أو شرب المياه أو التدخين بالأماكن التي تحتوي على المواد الكيميائية.
- غسل الأيدي والأذرع والوجه مباشرة بعد استخدام المواد الكيميائية، وقبل تناول الطعام.
- المحافظة على تهوية المناطق التي يتم فيها استخدام المطهرات الكيميائية.
- فهم خصائص المعقمات الكيميائية قبل استخدامها.
- اتباع الإرشادات وتعليمات السلامة كما هو موصى من قبل مصنعي المطهر الكيميائي.
- التأكد من أن عبوات المطهر الكيميائي تحتوي على ملصقات توضيحية.
- التأكد من أن عبوات المطهر الكيميائي محكمة الإغلاق.
- عدم خلط المطهرات الكيميائية مع بعضها البعض أو مع المنظفات الأخرى.
- تخزين المعقمات الكيميائية في مكان بعيد عن مصادر الضوء وبارد وجاف وجيد التهوية.
- استعمال معدات الحماية عند استخدام المطهرات الكيميائية.
- بعد تعقيم الأواني المنزلية، يرجى شطفها بالماء الجاري. (2)(3)
الاجراءات المتبعة في الحالات الطارئة
في حال حصول أي طارىء أثناء استعمال المعقم الكيميائي فإنه يجب القيام بما يلي:
- غسل لسان المصاب بالماء النظيف جيداً (في حال لم يكن المصاب فاقداً للوعي).
- نقل المصاب إلى موقع ذي هواء نظيف.
- إنقاذ المريض عبر التنفس الصناعي أو استعمال قناع إنعاش التنفس.
- غسل الجلد بماء غزير لمدة 15 دقيقة على الأقل بالإضافة إلى خلع الملابس الملوثة بالمطهر الكيميائي.
- فتح العينين وغسلهما بالماء لمدة 15 دقيقة على الأقل.
- طلب المساعدة الطبية إذا دعت الحاجة لذلك.
على الرغم من أن المعقمات موجودة للمساهمة في حماية صحة الإنسان وتعقيم الأواني المنزلية، إلا أنه يجب استخدامها فقط عند الحاجة، وتم اكتشاف أن العديد من مسببات الأمراض أصبحت محصنة ضد المطهرات التي كانت تستخدم في السابق للقضاء عليها.
يشبه سوء الاستخدام هذا في أثره سوء استخدام المضادات الحيوية. ومعنى ذلك أننا أصبحنا بحاجة إلى معقم أكثر قوة من أي وقت مضى للقضاء على مسببات الأمراض.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون للمطهرات الكيميائية أثراً سلبياً على المستخدم والبيئة، كما أنها أعلى كلفة من المنظفات. لذا فإنه يجب استخدامها فقط عند الحاجة لحماية صحة المستخدم، والحفاظ على البيئة، وتوفير التكاليف. (1)(3)