لقد شكل انتشار فيروس كورونا (بالإنجليزية: Corona) تحدياً للأزواج للحفاظ على العلاقة الزوجية، وللأسرة كاملة للحفاظعلى علاقة الآباء بالأبناء، إذ انتشر فيروس كورونا الجديد (بالإنجليزية: Corona Virus Disease)، أو ما يعرف بكوفيد-19 (بالإنجليزية: Covid-19)، في جميع أنحاء العالم بشكل سريع، وللحد من انتشاره قامت العديد من الدول بفرض الحجر الصحي، فوجد ملايين الأفراد أنفسهم محصورين في المنزل مع أسرهم، كما قد وجد العديد من الأفراد أنفسهم يعملون من المنزل، وفد شعر الأغلب بالضغط والتوتر.
نتناول في هذا المقال الحديث عن تأثير الحجر الصحي على العلاقات الأسرية، وكيف يمكن الحد من التوتر في فترة الحجر الصحي، وكيف يمكن للأزواج الحفاظ على العلاقة الزوجية وتحسينها في فترة الحجر الصحي.
لقد شكل انتشار فيروس كورونا وحجر الناس في بيوتهم توتراً عند الأفراد وأسرهم ، سواء كان ذلك ناتجاً عن التعليم الألكتروني، أو أو من ضغط العمل من المنزل أو من سماع أخبار انتشار فيروس كورونا وعدد الوفيات الناتجة عنه يومياً، أو من استخدام وسائل الوقاية من انتقال فيروس كورونا مثل ارتداء الكمامات وأقنعة الوجه، أو التفكير في كيفية تعقيم مشتريات البقالة وما يجب تطهيره أو ما لا يجب تطهيره، أو التفكر إلى ما سوف يؤول إليه الوضع المالي للأفراد والاقتصادي للدول.
اقرأ أيضاً:كيفية التعامل مع مشتريات البقالة للحماية من فيروس كورونا
كيف يمكن للأزواج أن يتصرفوا عند وجود خلاف بينهم أو شعورهم بالتوتر في فترة الحجر الصحي؟
تعد فترة الحجر الصحي من أكثر الأوقات التي احتاج فيها الأفراد أدوات للسيطرة على مشاعرهم والتحكم بها، و تهدئة النظام العصبي، من أجل الحفاظ على الأسرة، فلا بد أن حدث خلاف أو مشكلة بين الزوجين في فترة الحجر الصحي أو مع أحد أفراد الأسرة الآخرين ، ويوجد العديد من النصائح التي ينصح بها الزوجان للحدّ من الخلاف والمشاكل في فترة الحجر الصحي:
- ينصح الأزواج عند حدوث مشكلة بينهما باخذ وقت للتفكير، كما عليهما أن يحدد كل واحد منهما المشاعر التي يشعر بها من خوف أو قلق أو حزن، أو غضب، فالفرد لا يخطأ في شعوره، لكنه قد يخطئ في التعبير عن شعوره بتصرفاته.
- ينصح الزوجين أو أفراد الأسرة عند حدوث خلاف أو توتر، أن يتفقد الحاجات الأساسية وسؤال نفسه، هل أنا جائع؟ متى تناولت الطعام آخر مرة؟ هل أواجه صعوبة في النوم أم أنام كثيراً؟ وذلك ليستطيع الفرد تحددي سبب انزعاجه وحالته المزاجية، كما عليه أن يوضح لأفراد الأسرة أنه ليس غاضباً بسببهم و إنما يشعر بالتعب.
- ينصح الزوجين بتذكير بعضهما أن الحجر الصحي المنزلي مؤقت، وأن الحجر المنزلي لحماية أنفسهم وأبنائهم من المرض، وليكونوا مواطنين صالحين، وأن يدركوا أنهم بصحة جيدة ولم ينتقل المرض إليهم أو إلى عائلتهم أو من يحبون.
- ينصح الزوجين وأفراد الأسرة باستخدام الأشياء البسيطة التي يمكن أن تهدئهم، أو تقلل التوتر الحاصل مثل الحمام الدافئ، أو ممارسة الرياضة، أو شرب الشاي، أو قراءة كتاب، أو مشاهدة التلفاز.
- يُنصح الزوجان أو أفراد الأسرة عند وجود خلاف أو توتر مع طرف آخر بالأسرة بعدم ذكر مساوئ الطرف الآخر، وعلى الفرد أن يتعامل مع مشاعر بحكمة.
اقرأ أيضاً: المشاكل الزوجية
كيف يمكن الاستفادة من الحجر المنزلي في تحسين وتطوير العلاقة بين الأزواج أو أفراد الأسرة؟
يمكن للأزواج وأفراد الأسرة الاستفادة من الحجر المنزلي في تحسين العلاقات بينهم، والحفاظ على العلاقات الأسرية من خلال اتباع بعض النصائح ومنها ما يلي:
- وقت نوعي للأزواج: ينصح الأزواج خلال فترة الحجر الصحي بتخصيص وقت خاص بهما أسبوعياً لقضائه معاً داخل المنزل، إذ أنه على الرغم من عدم قدرتهما على الخروج سوياً لوحدهم دون وجود أطفال لتناول الطعام أو الذهاب إلى السينما، فيمكن للأزواج تخصيص ساعة أسبوعياً بعد نوم الأطفال، يرتدون فيه أفضل الملابس ويتناولون الطعام في شرفة المنزل.
- مساحة خاصة لكل طرف: ينصح الأزواج بإتاحة مساحة خاصة لكل واحد منهما يمارس فيه ما يحب من الأعمال أو هواياته، مثل قراءة كتاب.
- القيام بأنشطة مشتركة: يمكن للأزواج أو جميع أفراد الأسرة ممارسة بعض الأنشطة معاً خلال فترة الحجر الصحي، فمثلاً يمكن للأزواج المشي معاً، أو احتساء الشاي، أو الاستيقاظ صباحاً معاً والتأمل.
- اتباع روتين يومي: لقد تغير نظام الحياة أثناء الحجر الصحي، لذلك تنصح الأسر بوضع برنامج يومي لممارسة الأنشطة والواجبات، وتحديد أوقات الفراغ، مما يساعد في الحد من القلق الذي قد يشعر به الأفراد في فترة الحجر الصحي.
- أداء المهام قدر الاستطاعة: لقد تغيرت العديد من المهام في فترة الحجر الصحي، فهناك التعليم المنزلي، ورعاية الأطفال، وكذلك التنظيف والطهي وغيرها من الأعمال، وينصح الأزواج وجميع أفراد الأسرة بالتعاون في أداء المهام المنزلية، كما ينصح أفراد الأسرة بعدم تسجيل نقاط حول من يعمل بشكل أكبر، وإنما يؤدي كل فرد من أفراد الأسرة ما يستطيع من المهام دون أن يكون هناك ضغط عليه.
- الامتنان لأفراد الأسرة الواحدة عند مساعدتهم: ينصح كل فرد في الأسرة بالشعور بالامتنان لما يقوم به أفراد الأسرة الآخرين من أعمال.
- تجنب حل المشكلات القديمة والخلافات طويلة الأمد: قد يوجد بين بعض الأزواج والأسر نزاعات قبل فترة الحجر الصحي، وينصح الأفراد بتجنب الجدال والنقاش حول هذه النزاعات في فترة الحجر الصحي.
اقرأ أيضاً:فيروس كورونا الجديد: نصائح لمعالجة القلق والتوتر النفسي
التحكم بالتوتر والقلق في فترة الحجر الصحي
يستطيع الدماغ التحكم مع التوتر الناتج لفترة قصيرة، إلا إن استمرار التوتر لفترة طويلة يؤثر على الوظائف العقلية، وقد أدى انتشار فيروس كورونا وفرض الحجر المنزلي إلى إصابة الأفراد بالتوتر، وذلك بسبب الغموض وجهل المستقبل، والخوف على صحة العائلة والأصدقاء وتدهور الاقتصاد، لذلك لا بد من معرفة علامات وأعراض التوتر والتحكم به ويمكن الحد من التوتر الناتج عن الحجر الصحي وانتشار فيروس كورونا من خلال ما يلي:
- الحد من قراءة الأخبار أو سماعها: يزيد من توتر الأفراد وقلقهم، سماع أو قراءة أخبار انتشار فيروس كورونا وعدد الوفيات الناتجة عنه، أو تهديداته الاقتصادية، لذلك ينصح الفرد بالحد من روابط الأخبار كي لا تبقى تحديثات الأخبار تتسرب، وينصح الفرد بالتقليل من مشاهدة الأخبار أو سماعها، وتجنبها تماماً قبل النوم.
- الحفاظ على مساحة شخصية للفرد يمارس هواياته: ينصح الفرد الذي يعمل عن بعد في فترة الحجر الصحي بتحديد ساعات للدوام، ووضع حدود للعمل فلا يعني تواجد الفرد في المنزل أن يقوم زملاء العمل والرؤساء بإرسال رسائل نصية في أي وقت يريدون، كذلك يمكن للوالدين أن يتركوا أطفالهم يشاهدون التلفزيون قليلاً من أجل اقتطاع مساحة خاصة دون الشعور بالذنب.
- تجنب تأنيب الضمير حول مزيد من الإنجازات: توجد العديد من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعو الأفراد إلى ضرورة تحقيق انجازات في فترة الحجر الصحي، مما يزيد من العبء والتوتر على الفرد، وينصح الفرد بالعمل والإنجاز ضمن ظروفه وقدراته ودون أن يشكل ذلك توتراً لديه، فيمكنه مشاهدة التلفاز لفترة إذا كان ذلك يشعره بالراحة.
- ليس بالضرورة أن تكون إيجابياً في كل الأحوال: ينبغي للفرد خلال فترة الحجر الصحي أن لا يلوم نفسه عند الشعور بالسلبية، ويجبرها على الإيجابية، فلديه الحق أن يشعر بالسوء، لكن عليه أن لا يدع السلبية تستمر لأيام متتالية.
اقرأ أيضاً: