يواجه الأهل مع عودة المدارس، وبدء الدوام الرسمي، صعوبات من جهة تعويد الأطفال على النظام بعد الإجازة، بما فيها من فوضى وعدم انضباط في كل شيء، فما هي أبسط وأفضل الطرق المتبعة لتهيئة الأطفال للعودة للمدارس دون عناء؟
للمزيد: رهاب المدرسة.. ظاهرة تقلق الأبوين
عن هذا التساؤل وتساؤلات أخرى لاحقة يجيب عنها اختصاصي الطب النفسي الدكتور زاهر الحكير قائلاً: "مما لا شك فيه أن الأهل يعانون كثيراً مع بداية كل فصل دراسي من أجل تعويد الأطفال على الانتظام في النوم والمواعيد المخصصة للمذاكرة، والتقليل من الفوضى وكثرة اللعب والخروج من المنزل. ولمحاولة تحسين كل تلك الأمور على الأم اتباع الخطوات والنصائح المهمة التالية:
- وضع ورقة يكتب عليها عدد الأيام المتبقية لانتهاء الإجازة وبدء الدراسة؛ حتى نلغي عنصر المفاجأة الذي يخلق نوعاً من العناد لدى الأطفال، وجعلهم يعدون الأيام بأنفسهم.
- حثهم على تفجير كل طاقاتهم أثناء الإجازة في اللعب والنشاطات الترفيهية.
- تحقيق الوعود التي قطعها الآباء على أنفسهم تجاه الأطفال في الإجازة قدر الإمكان، كالذهاب لمكان معين، أو مقابلة أشخاص محددين. وفي حال لم يكن بالمقدور تنفيذها لا بد من توضيح أسباب عدم التنفيذ للأطفال؛ حتى لا يشعروا بأن ما كانوا ينتظرون تحقيقه في الإجازة فاتهم، وأن إجازتهم لم تكن ممتعة أو كافية لتحقيق ما يحبون، وهذا يجعلهم لا يفضلون العودة للدراسة.
- البدء بتغيير مواعيد نوم الأطفال قبل الدراسة بفترة كافية؛ حتى يسهل عليهم التعود على النوم في الوقت الملائم.
- التقليل من التنزه والخروج من المنزل تدريجياً؛ حتى يمكنهم التأقلم مع أجواء الدراسة، وإذا كان الأهل والأطفال خارج البلد فلا بد من العودة قبل بدء الدراسة بفترة كافية؛ لكي يتسنى لهم التهيئة للعودة للدراسة.
- اصطحابهم لشراء الأدوات المدرسية ومستلزماتها؛ فهذا يشجعهم على انتظار العودة للمدرسة.
- وضع خطة تجعلهم يعودون للانتظام في النوم والدراسة.
- تذكير الأطفال بأجمل الأوقات التي مروا بها أثناء الفصول الدراسية السابقة، وتشجيعهم على الاستعداد للعودة للدراسة، وتحقيق النتائج الجيدة.
للمزيد: رفض الطفل للمدرسة مشكلة تؤرق الأبوين
السلوكيات التي يجب على الأم تعليمها لطفلها قبل أول يوم في المدرسة
نحتاج دائما قبل وجودنا في أي مكان التعرف عليه مسبقا، وعما سنجده بداخله، وعن شكل التعامل مع الآخرين حتى لا نتفاجأ بأشياء لم تكن في الحسبان، فما بالك بالطفل الصغير الذي لا يعتاد سريعا على الأجواء الجديدة، لذا يجب أن تعلمي طفلك بعض السلوكيات التي تساعده في أول يوم في المدرسة، للتناغم مع الآخرين وخلق الانطباعات الجيدة عنه. وأبرز هذه السلوكيات هي:
- المهارات الاجتماعية: التعامل الجيد مع الآخرين دائماً يبدأ من المنزل، فإذا كنتِ تتعاملين بود وحب وتفاهم بينك وبين طفلك، فمن الطبيعي سيتعامل طفلك مع الناس باحترام، وحاولي تعليمه "إتيكيت" التعامل مع الآخرين على مستوى الأقارب، فعلميه الشكر والمجاملة واحترام مشاعر الآخرين واحترام الكبير وثقافة الاعتذار.
- معنى كلمة "مواعيد": المدرسة نظام جديد على الطفل، فيجد فجأة مواعيد للأكل، مواعيد للاستراحة (لفسحة)، مواعيد لحضور أهله، لذا يجب أن يفهم معنى كلمة مواعيد حتى لا يغلب عليه صفة الإلحاح على الخروج من المدرسة، أو الحصول على ما يريده في أي توقيت.
- احترام المعلم: ليس من السهل على الطفل أن يجد من يوجهه فجأة، وأن يكون مطالب بالخضوع لتعليماته، فعليك تعليمه أنه يجب احترام المعلم والاستماع لما يقوله.
- الانطباع الأول يدوم: عرفي طفلك أنه يجب أن يكون دائما نظيفا، مطيعا، مؤدبا، محبا للآخرين، خصوصاً في اليوم الأول لأن الانطباع الأول يدوم، فاجعليه حريصاً على نظافة يديه وملابسه باستمرار وغسل أسنانه قبل النوم، وعدم القيام بأية سلوكيات تسيء إليه.
- احترام خصوصيات الأطفال الآخرين ضروري: يجب أن تجهزي طفلك بكل ما سيحتاجه في يومه الدراسي من أدوات وطعام وشراب وحلوى، حتى لا يلجأ لأغراض الأطفال الآخرين، وأكدي عليه أن لا علاقة به بما يمتلكه الآخرون ولا يأخذ شيئا لا يخصه.
- كيف يتعاون مع الآخرين: التعاون مع الآخرين من الأمور التي سيقابلها كثيرا في يومه، سواء في الألعاب أو في أثناء الدراسة، فيجب أن يفهم أنه سيكون له أصدقاء تجمعهم أشياء مشتركة في المدرسة.
- احترام الاختلافات التي سيراها: يجب أن يعرف الطفل أنه سيجد اختلافات كثيرة في الفصل، سواء كانت في الدين، أو المستوى الاجتماعي، واختلاف بين أسلوب الآباء مع أطفالهم، أو حتى قد يجد طفلاً معاقاً، لذا يجب أن يتفهم هذه الفروق حتى يستطيع التعامل معهم دون أن يشعر بأنهم أقل منه، كما يجب التأكيد على أنهم لا فرق بينهم وبينه في شيء.
للمزيد: العودة الى المدارس : النظافة الشخصية
مساعدة الطفل في ارتداء ملابسه المدرسية
مع بدء العام الدراسي الأول لطفلك، وربما في الصفوف الدنيا الأولى من المرحلة الابتدائية، يعاني من عدة مشاكل تخص أدوات المدرسة والزي المدرسي، وعليك مساعدته في التغلب عليها. الإرشادية الأسرية سعاد البياري تجمل بعض المشاكل التي يعاني منها الطفل، وتعاني معه أمه بخصوص لوازم المدرسة كالتالي:
- صعوبة إقفال الأزرار وحده.
- صعوبة إغلاق سحّاب البنطلون الجديد.
- صعوبة ارتداء الحذاء جيداً، فقد يرتدي الفردة الشمال بدلاً من الفردة اليمين.
- إغلاق الحقيبة المدرسية.
- حمل الحقيبة على ظهره.
- رفضه اصطحاب علبة الأكل إلى المدرسة.
لذلك على الأم اتباع بعض الخطوات البسيطة؛ لمساعدة طفلها على التغلب على المشاكل السابقة وغيرها، وتوفير الوقت اللازم بحيث لا يفوته جرس المدرسة:
- يغلق الطفل الأزرار بطريقة غير مرتبة، فيترك ثقباً أو زراً لو حاول أن يرتدي ملابسه بنفسه، وعليه يجب أن تعملي على لف خيط أحمر اللون على الزر الأول،ويقابله خيط أحمر اللون في الثقب الخاص به على الجانب الآخر مثلاً، حتى يتعود على أن تكون الأزرار والثقوب مقابل بعضها البعض، ولا يضيع الوقت في إغلاق الأزرار بطريقة خاطئة. ويوماً بعد يوم سوف يكون بإمكانه أن يساوي بين طرفي القميص، بحيث لا ينسى زراً من الأزرار، ويعود لفك الأزرار فيصاب بالتوتر وينقل توتره لك في حال كنت تغلقين الأزرار معه.
- بخصوص سحّاب البنطلون الجديد يجب أن تمرري على طرفيها قطعة من الشمع؛ لكي تصبح مرنة وسهلة الفتح والإغلاق.
- أعيدي تثبيت كل الأزرار، ولا تعتمدي على تثبيتها بواسطة ماكنات الخياطة كما اشتريتها؛ لأنها سوف تقع وتضع طفلك في مواقف محرجة. أعيدي تثبيتها في البيت بواسطة الإبرة والخيط؛ لكي لا يقع زرٌّ منها ويصبح مثاراً للسخرية من أصحابه، خصوصاً الزر الأمامي الذي يعلو السحّاب فهو كفيل بأن يسقط البنطلون أرضاً.
- لكي يرتدي الحذاء بطريقة صحيحة أحضري "ستيكرز على شكل حيوان"، وليكن مثلاً بقرة، واقسميه من المنتصف وضعي الجزء الأول في الفردة اليمين (الرأس وقدمان ونصف الجسم)، وضعي النصف الثاني الذي ينتهي بالذيل في الفردة اليسرى، وهكذا فعليه فقط أن يضع الفردتين بجوار بعضهما ليرى البقرة كاملة ويرتدي الحذاء بطريقة صحيحة.
- اختاري حقيبة لامعة وبألوان براقة ومشعة؛ لكي يستطيع سائقو السيارات تمييز طفلك لو كان يقطع الشارع في الضباب، أو تحت المطر.
- حمل الحقيبة يكون بعد وضعها على كرسي في ارتفاع قامته، وليس حملها عن الأرض لكي يضعها على ظهره بطريقة صحيحة.
- اختاري الحقيبة القابلة للفرد، أي التي يمكن توسيعها لتكون مريحة للطفل.
- اختاري صندوق الطعام بطريقة جميلة ومزخرفة؛ ليقبل على اصطحابه معه، وهناك صناديق طعام تصدر موسيقى عند فتحها أو كلمات جميلة مثل: شكراً.
اقرأ أيضاً: كيف تتعامل الأسرة مع الطفل العنيد؟