الضغط النفسي (بالإنجليزية: Stress) ويعرف علمياً بالتوتر هو الدفاع الطبيعي للجسم ضد المخاطر التي يتعرض أو قد يتعرض لها الإنسان، مما يتسبب في إغراق الجسم بالهرمونات التي تهيء أنظمة وأجهزة الجسم المختلفة لمواجهة الخطر أو التهرب منه، ويصادف الثالث من شهر نوفمبر أو الثالث من شهر تشرين الثاني اليوم العالمي للتوعية بالضغط النفسي (بالإنحليزية: International Stress Awareness Day)، مما يشير إلى أن هذه المشكلة شائعة وبحاجة للتوعية واتخاذ التدابير المناسبة لمواجهتها.
يمكن أن يكون الضغط النفسي حافزاً للبقاء على قيد الحياة، إذ أنه يمكن أن ينجم عن العديد من المؤثرات التي تتراوح بين البسيطة غير مهددة للحياة مثل ضغوطات العمل أو المشاكل المالية أو أي شيء يهدد رفاهية الإنسان إلى المحفزات الخطيرة مثل مواجهة موقف يفضي للموت، مما يحفز استجابة جزئية أو كلية في الجسم لمواجهة التهديد المحتمل والوصول لبر الأمان.
في بعض الأحيان يمكن أن يصبح الضغط النفسي حالة مزمنة إذا لم تتم إدارته بشكل جيد، إذ يصبح الجسم في مثل هذه الحالات قابل للتحفيز بسهولة شديدة مما يهدد الصحة العقلية والجسدية للشخص نتيجة للتحفيز المستمر، ولكن لا يعد الضغط النفسي والتوتر أمر مهين لأنه خارج عن ارادة الإنسان ويجب طلب العلاج عند الشعور بالحاجة لذلك دون تردد.
انواع الضغط النفسي
تقسم الضغوط النفسية بشكل رئيسي إلى نوعين وهما الضغط النفسي الحاد أي الذي يتطور بسرعة في نفس لحظة التهديد، والضغط النفسي المزمن الذي يستمر لفترات طويلة، ويمكن أن يحدث كلا النوعين نتيجة للعديد من المحفزات، وتشمل أنواع الضغوطات النفسية الرئيسية على ما يلي:
- الضغط النفسي الروتيني وهو الذي يتطور نتيجة للمسؤوليات الروتينية في الحياة اليومية للشخص مثل رعاية الأطفال والدراسة والمسؤوليات المالية.
- الضغوط النفسية المفاجئة وهي التي يتعرض لها الشخص بشكل مفاجئ وتسبب التوتر الشديد مثل موت أحد أفراد الأسرة أو اكتشاف الإصابة بمرض مزمن أو فقدان الوظيفة.
- الضغوط النفسية الناجمة عن صدمة وهي التي يتعرض لها الشخص نتيجة لحدث صادم كبير مثل الحروب أو الكوارث البيئية، ويرتبط هذا النوع من الضغوط بحالة نفسية أخرى تعرف باضطراب الكرب التالي للرضح.
- الضغوطات المزمنة وهي المحفزات المرتبطة بالمشاعر الغير طبيعية والتي يتعرض لها الشخص بشكل دائم مثل الزواج الغير سعيد، أو المشاكل الأسرية.
اسباب الضغط النفسي
يمكن القول أن سبب الضغط النفسي يختلف من شخص لآخر، إذ يمكن أن يتفاعل كل شخص بطريقة مختلفة عن الآخر مع محفزات الضغط النفسي، لذا يمكن أن يكون المحفز لشخص ما أمر عادي لشخص آخر ويمكن التعامل معه بهدوء تام، فعلى سبيل المثال يمكن أن يشعر بعض الأشخاص بالضغط النفسي بمجرد التفكير بالمحفزات مثل التفكير في أداء الإمتحان، أو نتيجة لأمور صغيرة قد لا تكون مصدر للخطر أو الضغط النفسي.
لا يوجد سبب محدد يمكن أن يجعل الشخص يشعر بالضغط النفسي أقل من الآخرين عند التعرض لنفس المحفزات، ولكن يمكن لبعض العوامل مثل حالات الصحة العقلية كالاكتئاب والقلق أن تجعل الشخص قابل للشعور بالضغط النفسي بسهولة بالمقارنة مع الآخرين، كما قد يكون للتعرض لتجارب سابقة دور في الإصابة بالضغط النفسي بشكل كبير لدى الشخص عند مواجهة المحفز مرة أخرى.
تشمل الضغوط النفسية الرئيسية الشائعة على ما يلي:
- قلة المال أو الديون.
- قلة الوقت والبرنامج اليومي المزدحم.
- مشاكل العمل.
- الأمراض.
- الانتقال من مزمل لآخر أو الانتقال للعيش في مكان آخر.
- المشاكل العائلية.
- الفقر أو الحرمان.
- مشاكل العلاقات مثل الزواج والطلاق.
للمزيد: الضغوطات النفسية وتصلب الشرايين
تشمل الأسباب الأقل شيوعاً للضغوط النفسية على ما يلي:
- الحمل والولادة.
- الإجهاضأو فقدان الحمل.
- الضغط نفسية نتيجة للقيادة في أماكن مزدحمة أو الخوف من وقوع الحوادث.
- التواجد في مكان مفرط الضجيج.
- انتظار نتيجة مهمة.
يشخص الضغط النفسي المزمن الذي يحدث نتيجة للتعرض لحدث صادم مثل التعرض لحوادث السير بحالة تعرف اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب الكرب التالي للرضح، وتحتاج هذه الحالة للعلاج النفسي تحت إشراف معالج نفسي مختص، كما يحتاج الأشخاص الذين يعملون في وظائف تنطوي على التعرض للضغوط النفسية بشكل مستمر مثل أطباء الطوارئ وفرق الإسعاف إلى مراقبة نفسية مستمرة لتلافي إصابتهم باضطراب ما بعد الصدمة نتيجة للضغوط النفسية المستمرة والكبيرة.
طرق التعامل مع الضغط النفسي
هناك العديد من طرق تفريغ الضغط النفسي والتعامل معه ومن هذه الطرق ما يلي:
- التعرف على أعراض التوتر النفسي وسسبها ووضع خطة وخطوات لحل المشكلة أو التخفيف منها.
- التفكير في سبب التوتر والإيمان بأن هناك أشياء لا يمكن تغييرها لذا يجب تقبل الواقع والتعايش معه.
- إعادة تنظيم الحياة وتحديد الأوليات والالتزامات الأساسية وعدم القيام بأكثر من أمر واحد في نفس الوقت.
- طلب المساعدة والمشورة من الأهل والأصدقاء.
- تغيير الأنشطة والقيام بتجارب جديدة للمساعدة في تغيير الحالة المزاجية.
- اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على عناصر غذائية وماء بشكل كافي يساعد على تحسين الحالة العقلية والمزاجية.
- على الرغم من الاعتقاد بأن التدخين أو شرب الكحول يقلل من الضغط النفسي إلا أنها في الواقع تزيد من سوء الأمور نتيجة لتأثيرها على كيمياء الدماغ والأعصاب مما يزيد من الشعور بالقلقوالضغط النفسي.
- ممارسة التمارين الرياضية، إذ يساعد المجهود العضلي والتنفس على إنتاج هرمون الإندورفين الذي يعرف بهرمون السعادة، مما يحسن المزاج ويقلل من تأثير هرمونات التوتر في الجسم.
- إعطاء الشخص وقت لنفسه ورعايته الذاتية للقيام بأمور تحفز الاسترخاء مثل الاستماع للموسيقى أو قراءة الكتب.
- ممارسة التأمل والاسترخاء والتنفس بعمق يساعد أيضاً على إفراز الهرمونات التي تحسن المزاج وترخي العضلات ويقلل من مفعول هرمونات التوتر في الجسم.
- أخذ قسط كافي من النوم ذي الجودة العالية أي النوم العميق والمريح دون مقاطعة.
- تجنب شربالكافيينوالمنبهات الأخرى لأنها تزيد من سوء الضغط النفسي وفرط تحفيز إنتاج هرمونات التوتر.
- عدم جلد النفس والقسوة عليها واجترار الذكريات، ووضع الأمور في نصابها الصحيح والنظر بإيجابية لجميع الأحداث في الحياة وأخذ الأمور التي تشعر الشخص بالامتنان والنعم الكثيرة مثل الصحة والعائلة وغيرها من الأمور بعين الاعتبار.
علاج الضغط النفسي
بالإضافة إلى طرق تفريغ الضغط النفسي السابقة يمكن للطبيب أن يصف بعض الأدوية للتعامل مع الضغط النفسي عندما تكون الضغوط النفسية ناجمة عن حالة أخرى مثل الاكتئابأو اضطراب القلق، وفي الكثير من الحالات يمكن التعامل مع الضغط النفسي والتخلص منه بسهولة.
الأدوية التي قد توصف للتعامل مع الضغوطات النفسية هيمضادات الاكتئاب بأنواعها المختلفة، وتوصف وفقاً لشدة الحالة وصحة المريض العامة، ولكن لا ينصح بهذه الأدوية للتعامل مع الضغوطات النفسية الحادة أو الضغط النفسي الذي يتراوح بين البسيط إلى المتوسط لما لها من آثار جانبية ضارة، وقد تتسبب بعض أنواع مضادات الاكتئاب في تفاقم حالة التوتر ومضاعفاتها مثل انخفاض الرغبة الجنسية.
يجب الحصول على التقييم والمساعدة الطبية في حالات الضغط النفسي المزمن أو الشديد، ولا يعد هذا الأمر مدعاة للخجل لأنه ناجم عن عوامل خارجة عن سيطرة الفرد، إذ يمكن أن يتبع الطبيب العديد من طرق العلاج لإدارة الضغط النفسي والتوتر مثلالعلاج المعرفي، والعلاج بالتحدث وغيرها من طرق العلاج النفسي، وقد يتمكن الطبيب من تشخيص الإصابة باضطراب الكرب التالي للرضح وعلاجه إذا لم يكن المريض على علم كافي بأعراض هذه الحالة.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن التعامل مع الضغط النفسي وعلاجه